مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2018/09/18 07:13
المرأة والإصلاح

 

المرأة والإصلاح

 

رغم كثرة الأطروحات والمقولات التي تتحدث عن المرأة ودورها كنصف المجتمع وشقيقة الرجل إلا أنها تظل في عقلية المجتمع القبلي البدائي هي ذات العورة والعيب التي لا يحق لها الكثير مما تقدر عليه بحكم نظرة المجتمع لها كما أسلفت ولوجود الكثير من المقولات المنسوبة للدين والتي قد تحط من شأنها أو تحجّم قدراتها .

في العالم العربي ما زالت السياسة عالم الرجل الخاص فهو من أسسه ووضع قوانينه كونه عالم يقوم على الصراع والتنافس الذي يخلو من العاطفة .

أما في العالم الغربي كان لحضور المرأة سياسيا علامات فارقة ومضيئة ومشرفة؛ إنما قد سبقتها إلى هذا قديما الملكة بلقيس وكيلوبترا وشجرة الدر وغيرهن .

في الأصل لا يوجد أي محاذير شرعية أو عقلية تحرم المرأة من خوض غمار السياسة تحت مظلة حزب أو مستقلة مع التزامها بالضوابط الأخلاقية لبيئتها .

والاصلاح كحزب سياسي منذ تأسيسه في 13 سبتمبر 1990 أولى المرأة اهتماما كبيرا لموقعها المهم والمؤثر في بناء وتوجيه الأسرة والمجتمع ككل ..

وكان أن انتصر للمرأة في مؤتمره الرابع وأفرد لها دائرة خاصة تعني بشأن المرأة ونشاطاتها وانجازاتها المجتمعية بعد أن كان يعني بشأنها مكتب نسوي كملحق .

ويأتي قرار تخصيص دائرة المرأة اعترافا بدورها وتحفيزا ودعما رغم معارضة ذلك من قبل أعضاء في الحزب .

إلا أن الحزب الذي انضوى تحت مظلته تعدد الآراء واختلاف الأفهام غلب عليه التجديد المستمر في الفكر والرؤية  فكان أن صادق على أحقية المشاركة السياسية كما هي الاجتماعية للمرأة كعضوة وقيادية في الحزب .

ورغم أن الاصلاح يصنف من قبل الكثيرين كحزب ديني محسوب عليه مرجعيات منغلقة إلا أنه يتبنى مشاركة المرأة من منظور اسلامي تجديدي واقعي يرفض فيها التأصيل لبعض العادات والعرف المتزمت .

وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى التجديد والانفتاح في حزب الاصلاح على كل ما فيه مصلحة الوطن إنسانا وأرضا .

فهو يدفع بالمرأة للاندماج في مجتمعها تثقيفا وتوعية بدورها وتأهيلها للقيام بواجبها نحو هذا المجتمع وفق قدراتها مع الحفاظ على خصوصيتها.

بل هو الكيان السياسي الذي كفل للمرأة حقها السياسي دون شطط أو ابتذال أو استغلالٍ لها كواجهة سياسية خالية من المعنى والمضمون .

وفي ذكرى تأسيس حزب الاصلاح وجب أن نشيد بما وصلت إليه المرأة الإصلاحية من الوعي السياسي والحس الوطني الذي لم يتسن للكثيرات ممن تجاذبتهن نزعات لا تخدم الوطن أو الانتماء إليه . 

فالمرأة الإصلاحية ظهرت في خضم هذه التطورات السياسية وواقع الحرب كما هو متوقع ومطلوب منها؛ تؤدي ما عليها تجاه هذا الوطن إنسانياّ وتضحية وتربية وصبرا .

وكانت رديف الرجل في سعيها لتحرير الوطن من كهنوت الإمامة وكيف لا ومبادئ الإصلاح وأهدافه التي تربى عليها أبناء وبنات الحزب هي الحفاظ على الوطن وحماية حرية الإنسان والدفاع عن عقيدة المسلم الصحيحة .


أضافة تعليق