مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2018/01/19 18:35
الإصلاح ... والاستعصاء على التشظي

يسلم مهدي البابكري

هناك سؤال مهم عن السر في بقاء الإصلاح عصيا على التشظي والإنقسام والتفرق والتفريخ ، تاريخ القوى السياسية يعكس ضعف المناعة عندها والسقوط عند المنعطفات فالأحزاب ذات البعد القومي تفرقت وتجزأت والحزب الإشتراكي رغم تجربته التنظيمية الكبيرة إلا أنه لم يفق منذ سقوطه وخسارته للسلطلة والمؤتمر الشعبي أكبر الأحزاب وأكثرها نفوذا تفكك وتجزأ وخسر في الامتحان ،وحتى القوى الجنوبية هي في الأصل مبعثرة.
أمام هذا المشهد المعتاد هناك حالة استثناء هي (الإصلاح) الذي بقي محافظا على كيانه رغم أنه تعرض لبلاء مبين واختبار عسير وصمد أمام كل محاولات إضعافه واجتثاثه وتعرض لحملة استئصال ومكر لو تعرض سواه لدونها بكثير ما صمد ..فيما تفرقت وتبعثرت الكثير من القوى بقي الإصلاح موحدا وعندما ناقضت الكثير منها برامجها بقي الإصلاح ثابتا متماسكا فلايوجد إصلاح طائفي ولا سلالي ولا مناطقي ، عندما سقط من كان يرتدي لباس الجمهورية في وحل الإمامة بقي الإصلاح كما هو جمهوريا ، يوم تنازل من كان يضع تحقيق الوحدة هدفه عنها بقي الإصلاح وحدويا ، يوم غدر من كان يصم الآذان بالحديث عن الشرعية في مستنقع الإنقلاب بقي الإصلاح حصنها وقلعتها ، يوم اختار البعض طريق العنف حافظ الإصلاح على نهجه السلمي ، يوم تنكر قوم لنتائج الحوار بقي الإصلاح مستمسكا بها ، عندما أدمن البعض التبعية ضبط الإصلاح ايقاع علاقاته برباط الشراكة ..
سر هذه المناعة والحصانة هي في القواعد المتينة والجذور العميقة التي يستحيل اقتلاعها والرباط الوثيق الذي يصعب قطعه هي في القناعات الراسخة التي لا تزحزح وفي البناء المحكم الذي لا يتداعى في منظمومة القيم التي لايمكنها أن تصبح بضاعة على منصات البيع والشراء ، من هنا تنشأ القناعة الراسخة أن الإصلاح مكسب وطني لايجوز التفريط به وشوكة ميزان لايجب أن تكسر ...
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

 

أضافة تعليق