مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
يا للعار والشنار.. دماء تسيل وأجساد تتقطع وحناجر هؤلاء تصدح بالحب والغرام وساقط القول وفاحشه..!

يا للعار والشنار.. دماء تسيل وأجساد تتقطع وحناجر هؤلاء تصدح بالحب والغرام وساقط القول وفاحشه..!
ملايين البشر من مسلمين وغير مسلمين تنقطع قلوبهم لما يرون من بشاعة جرم الإسرائيليين، وهؤلاء العرب المسلمون تصدح قنواتهم بالطرب..
.. في وقت كان يفترض فيه أن تسخر كل قدراتهم الإعلامية للدفاع عن إخوانهم في أرض غزة المنكوبة..!
قالها وعبر ذاك الشيخ الذي رأى هؤلاء وقبلهم رأى الدماء والأجساد وصراخ الثكالى.. ادعموهم بطبولكم..! نعم حق له أن يقول ذلك وهو يرى هذه المهزلة في ذروة الأزمة موسيقى صاخبة وأغان ماجنة وأجساد عارية من خلال قنوات عربية بل ومسلمة..!
لا أدري هل ينطبق قول الشاعر العربي القديم:
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
على هؤلاء وأمثالهم؟.. لأن الأمر جد مخز ولا يمكن لعاقل مهما كان دينه ومذهبه أن يقبله. غزة أرض العزة هل ستمنحنا تقييماً منطقياً وحقيقياً لأوضاعنا كأمة عربية مسلمة تجاه بعضنا البعض..؟ هل ستمنحنا مزيداً من الثقة في إعلامنا أم العكس؟ هل ستمنحنا لحمة بعد انقشاع الغمة، ونتعرف على مكامن الخلل في علاقتنا ومواضع القوة؟ بدون أدنى شك أن كل محنة تحمل في طياتها منحة، ولكن هل الأمة قادرة أو قل لديها الاستعداد لتتعرف على هذه المنحة؟ أم أن الأمر سيمر كما مرت أزمات سابقة طحنت الأمة وخرجت منها أكثر شتاتاً وأكثر فرقة وأكثر اتهاماً لبعضها البعض؟ أمة كأمتنا العربية والإسلامية تقف عاجزة عن ردع عدوان غاشم ظالم متكبر متغطرس..! يعني أنها ليست على قلب رجل واحد بل إنها تعيش فرقة حقيقية وانقساماً خطيراً، استمعوا إن شئتم لبعض العرب في أكثر من مكان وهم يرفعون أصواتهم، هؤلاء لا أدري هل هم يشاهدون أم لا يشاهدون هذه الهجمة المنكرة التي لا مثيل لها في سحقها لأجساد الأطفال الرضع والشيوخ الركع، وتجاوزها الأعراف والمواثيق الدولية باستهدافها دور العبادة والمشافي وغلقها المعابر بل وتدميرها كل ما يمكن أن يكون سبيلاً لخروج المدنيين من هذه المحرقة.
لا أعلم أن هناك أناسا فقدوا ضمائرهم لا أقول العربية ولا الإسلامية ولكن أقول فقط الإنسانية..! يتكلمون وكأنهم راضون عما يحصل في غزة، بل إنهم يحاولون إيجاد الأعذار للصهاينة المعتدين..!
أما شعوب عالمنا العربي والإسلام فيجوز لنا أن نفاخر بها ونعتد بتضامنها بكل فخر.
أما ما يسمى بمجلس (الأمن) فقد أكد كما هي عادته أنه مجلس لأمن الصهاينة وأعوانه ليس إلا، ولذا يجب على الأمة العربية أن لا تنظر إليه بعد اليوم في أي من قضاياها.
غزة.. نحن هنا من جوار الحرمين الشريفين وكما هي عادتنا وسياسة قادتنا معك بقلوبنا وبكل ما نملك من مال وسلاح فتاك لا يمكن لكائن من كان أن يمنعنا من استخدامه إنه سلاح سهام الليل.. نعم سهام الليل التي تضج بها مساجدنا بدون استثناء.
شيخ يتهادى في عقده العاشر لم يعرف إلا طريق المسجد طريقاً يسلكه في أواخر الليالي من شبابه إلى هرمه يرفع أكف الضراعة إلى مولاه سبحانه وتعالى والدموع تسبقه أترى دعوته ترد..؟
هذا أبي يا غزة وما أكثر أمثال أبي.
*عن جريدة الجزيرة السعودية
أضافة تعليق