الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد ،
لا شك أن الحق قاهر ظاهر ، والباطل خانس زاهق ، لأن طريق الحق هو طريق الخير والرشاد ، أما طريق الباطل فهو طريق البغي والفساد ، والحق يستمد قوته من القوي المتين سبحانه ، والباطل يحمل ضعفه من الشيطان وأعوانه
يبين الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – في تفسيره لسورة الناس ، حقيقة المعركة بين الشر والخير والباطل والحق فيقول :(فالخير إذن يستند إلى القوة التي لا قوة سواها ، وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها ، يستند إلى الرب الملك الإله . والشر يستند إلى وسواس خناس ، يضعف عن المواجهة ، ويخنس عند اللقاء ، وينهزم أمام العياذ بالله) . في ظلال القرآن – تفسير سورة الناس ، ج6 .
والواضح من كلام الشهيد سيد قطب – رحمة الله عليه – أن الحق هو الحقيقة التي لا حقيقة غيرها ، والباطل هو الوهم والكذب والخداع والضياع الذى ليس بعده شيئاُ من ذلك ، وهي حقيقة يجب أن يعيها ويستشرعها السالكون لطريق الحق ، مهما انتفش أمامهم الباطل ، واستعرض أمامهم قواه ، وأصابهم الأذى من أعوانه البغاة ، فهو باطل زاهق يحمل ضعفه فيه ، وأنهم الأقوى بالحق إن شاء الله .
ويبدوا من كلام الأستاذ سيد رحمه الله ، أن قوة أهل الخير والحق تأتى من استنادهم إلى (رب الناس – ملك الناس – إله الناس) ، وهي صفات – إن امتلأت بها قلوب أهل الحق – يندحر أمامها الشر ، وينهار فى مواجهتها الباطل ، (فالرب) هي المربي والموجه والراعي والحامي ، (والملك) هو المالك الحاكم المتصرف ، (والإله)هو المستعلي المستولي المتسلط ، وهذه الصفات فيها من الحماية والوقاية والمنعة ما فيها .
قوة الحق زاد وأمل
والمؤمن المتأمل فى طبيعة الصراع بين الحق والباطل ، يري بإيمانه ويقينه حجم الباطل وواقعه وحقيقته ، والمتدبر فى قول الله تبارك وتعالي : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) الأنبياء 18 ، وقوله سبحانه وتعالى : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) الإسراء 81 ،
وقوله تعالى :(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ ) الرعد: 17 ، يجد نفسه أكمل تصور للحقيقة القائمة عن الحق والباطل ، والخير والشر ، وهي الحقيقة التي تبعث في نفس المؤمن الأمل ، وتنزع منها الرهبة والهزيمة في مواجهة الباطل ومصارعة الشر ، وهي الحقيقة التي تملأ قلب المؤمن -السالك لطريق الحق – بالطمأنينة والثقة .
لما لا والله سبحانه وتعالى في سورة كاملة من سور القرآن (هي سورة الرعد) نجد محورها الأساسي الذى تدور حوله ، (قوة الحق وضعف الباطل) ، حيث تؤكد السورة في مجملها على حقيقة واضحة جلية وهي : أن الحق واضح بيّن راسخ وثابت ، وأن الباطل ضعيف زائف خادع ، مهما ظهر وعلا على الحق ببهرجهه وزيفه .
وعلى السالكين لطريق الخير والحق ألا ينخدعوا ببريق الباطل الزائف ، وخواره الخادع ، لأنه زائل زاهق لا محالة ، وبيقى الحق يسطع بنوره على الكون كله
سيل الحق وزبد الباطل
يذكر الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – فى تفسير قوله تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَال) الرعد: 17 :
” إن الماء لينزل من السماء فتسيل به الأودية ، وهو يلم في طريقه غثاء ، فيطفو على وجهه في صورة الزبد حتى ليحجب الزبد الماء في بعض الأحيان . هذا الزبد نافش راب منتفخ . . ولكنه بعد غثاء . والماء من تحته سارب ساكن هادئ . . ولكنه هو الماء الذي يحمل الخير والحياة . . كذلك يقع في المعادن التي تذاب لتصاغ منها حلية كالذهب والفضة ، أو آنية أو آلة نافعة للحياة كالحديد والرصاص ، فإن الخبث يطفو وقد يحجب المعدن الأصيل . ولكنه بعدُ خبثٌ يذهب ويبقى المعدن في نقاء .
ذلك مثل الحق والباطل في هذه الحياة . فالباطل يطفو ويعلو وينتفخ ويبدو رابياً طافياً ولكنه بعدُ زبد أو خبث ، ما يلبث أن يذهب جفاء مطروحاً لا حقيقة له ولا تماسك فيه .” (في ظلال القرآن 4/361) .
ويبين الإمام محمد بن على الشوكاني فى تفسيره (فتح القدير) ، الدلالة في هذه الآية من سورة الرعد فيذكر – رحمه الله – :
"وهذان مثلان ضربهما الله سبحانه للحق والباطل ، يقول : إن الباطل وإن ظهر على الحق في بعض الأحوال وعلاه ، فإن الله سبحانه سيمحقه ويبطله ويجعل العاقبة للحق وأهله كالزبد الذي يعلو الماء فيلقيه الماء ويضمحل وكخبث هذه الأجسام فإنه وإن علا عليها فإن الكير يقذفه ويدفعه ، فهذا مثل الباطل ، وأما الماء الذي ينفع الناس وينبت المراعي فيمكث في الأرض ، وكذلك الصفو من هذه الأجسام فإنه يبقى خالصا لا شوب فيه ، وهو مثل الحق" . (فَتْحُ الْقَدِيرِ الْجَامِعُ بَيْنَ فَنَّيِ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ من التفسير – ج3) .
الحق باق مهما انكمش والباطل زائل مهما انتفش
والمتابع لأحوال الدعوة والدعاة ، ولا سيما ما نراه هذه الأيام من انتفاش للباطل ، وكيده بالليل والنهار للحق وأهله ، ربما يتطرق لنفسه اليأس والقنوط من فرج الله أو يستوحش الطريق ويستبطئ النصر ، أو يظن أن الأمر انتهي ، وأن الحق لن تقوم له قائمة . ولكن عندما نقيس الأمور بمقياس الإيمان واليقين ، ومقياس حقيقة الحق وحقيقة الباطل تختلف الأمور وتتغير الأفهام وتنقلب الموازين لصالح الحق وأهله
إنه اليقين بأن الباطل مهما ارتفع فهو إلى انخفاض و مهما انتفش فهو إلى زوال و أن النصر و التمكين للحق و الخير و أن دولة الباطل ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة .
إنه اليقين الصادق بوعد الله فى نصر دعوته وعز أولياءه ، ووعده الصادق في هلاك الطغاة والمتجبرين من أعداءه .
إنها النظرات العميقة فى كتاب الله ، هذا الكتاب الخالد الذى نرى آياته المحكمات تتحدث عن هلاك الظالمين ومصارع الطغاة ، ونصر المؤمنين والدعاة بصيغة الماضي ، وهو تأكيد على وقوعها وثبوتها لا محالة ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (171- 173) الصافات .
يا أهل الحق :
اطمئنوا ولا تجزعوا ، وأبشروا وأملوا ، فلن يفلت الطغاة من وعد الله ، ولن يفروا من عقاب الله العاجل أو الآجل ، فهم فى قبضة الجبار ، الذى يمهل الظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . فأين من وقفوا فى وجه دعوته من الظالمين ؟ وأين من تكبر على أولياءه من الطغاة والمجرمين ؟ (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) 47 إبراهيم . ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وإن حال أهل الحق من أبناء الدعوة مع المحن والشدائد ، وأمام قوى البغي والعدوان، وقوى الباطل والطغيان ، هو كما بينه الإمام البنا قائلا : (ولكنها – أي المحن والعقبات – تمر بكم مراً رفيقاً رقيقاً ، يُقوي ولا يُضعف ، ويُثبت ولا يُزعزع ، ويُنبه ولا يُوهن ، ويزيدكم بنصر الله إيماناً وبرعايته ثقة ؛ لأنكم بكلمته تنطقون ، ولدعوته تعملون ، فأنتم لذلك على عينه تُصنعون (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّك فَإِنَّك بِأَعْيُنِنَا) الطور 48 .ومن هنا كان واجبكم أكبر الواجبات ، وكانت تبعاتكم أثقل التبعات). رسالة مؤتمر رؤساء المناطق والشُعب 1945 أبشروا ، فقد صدع بهذه الحقيقة الشهيد سيد قطب حين قال : (بقي الإخوان وذهب الطغيان) ، نعم إنها حقيقة دامغة تجسد طبيعة الصراع وواقع المعركة ، وخلاصتها : أن الحق باق وأن الباطل ذاهب ، فهل من مُعتبر؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
لا شك أن الحق قاهر ظاهر ، والباطل خانس زاهق ، لأن طريق الحق هو طريق الخير والرشاد ، أما طريق الباطل فهو طريق البغي والفساد ، والحق يستمد قوته من القوي المتين سبحانه ، والباطل يحمل ضعفه من الشيطان وأعوانه
يبين الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – في تفسيره لسورة الناس ، حقيقة المعركة بين الشر والخير والباطل والحق فيقول :(فالخير إذن يستند إلى القوة التي لا قوة سواها ، وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها ، يستند إلى الرب الملك الإله . والشر يستند إلى وسواس خناس ، يضعف عن المواجهة ، ويخنس عند اللقاء ، وينهزم أمام العياذ بالله) . في ظلال القرآن – تفسير سورة الناس ، ج6 .
والواضح من كلام الشهيد سيد قطب – رحمة الله عليه – أن الحق هو الحقيقة التي لا حقيقة غيرها ، والباطل هو الوهم والكذب والخداع والضياع الذى ليس بعده شيئاُ من ذلك ، وهي حقيقة يجب أن يعيها ويستشرعها السالكون لطريق الحق ، مهما انتفش أمامهم الباطل ، واستعرض أمامهم قواه ، وأصابهم الأذى من أعوانه البغاة ، فهو باطل زاهق يحمل ضعفه فيه ، وأنهم الأقوى بالحق إن شاء الله .
ويبدوا من كلام الأستاذ سيد رحمه الله ، أن قوة أهل الخير والحق تأتى من استنادهم إلى (رب الناس – ملك الناس – إله الناس) ، وهي صفات – إن امتلأت بها قلوب أهل الحق – يندحر أمامها الشر ، وينهار فى مواجهتها الباطل ، (فالرب) هي المربي والموجه والراعي والحامي ، (والملك) هو المالك الحاكم المتصرف ، (والإله)هو المستعلي المستولي المتسلط ، وهذه الصفات فيها من الحماية والوقاية والمنعة ما فيها .
قوة الحق زاد وأمل
والمؤمن المتأمل فى طبيعة الصراع بين الحق والباطل ، يري بإيمانه ويقينه حجم الباطل وواقعه وحقيقته ، والمتدبر فى قول الله تبارك وتعالي : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) الأنبياء 18 ، وقوله سبحانه وتعالى : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) الإسراء 81 ،
وقوله تعالى :(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ ) الرعد: 17 ، يجد نفسه أكمل تصور للحقيقة القائمة عن الحق والباطل ، والخير والشر ، وهي الحقيقة التي تبعث في نفس المؤمن الأمل ، وتنزع منها الرهبة والهزيمة في مواجهة الباطل ومصارعة الشر ، وهي الحقيقة التي تملأ قلب المؤمن -السالك لطريق الحق – بالطمأنينة والثقة .
لما لا والله سبحانه وتعالى في سورة كاملة من سور القرآن (هي سورة الرعد) نجد محورها الأساسي الذى تدور حوله ، (قوة الحق وضعف الباطل) ، حيث تؤكد السورة في مجملها على حقيقة واضحة جلية وهي : أن الحق واضح بيّن راسخ وثابت ، وأن الباطل ضعيف زائف خادع ، مهما ظهر وعلا على الحق ببهرجهه وزيفه .
وعلى السالكين لطريق الخير والحق ألا ينخدعوا ببريق الباطل الزائف ، وخواره الخادع ، لأنه زائل زاهق لا محالة ، وبيقى الحق يسطع بنوره على الكون كله
سيل الحق وزبد الباطل
يذكر الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – فى تفسير قوله تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَال) الرعد: 17 :
” إن الماء لينزل من السماء فتسيل به الأودية ، وهو يلم في طريقه غثاء ، فيطفو على وجهه في صورة الزبد حتى ليحجب الزبد الماء في بعض الأحيان . هذا الزبد نافش راب منتفخ . . ولكنه بعد غثاء . والماء من تحته سارب ساكن هادئ . . ولكنه هو الماء الذي يحمل الخير والحياة . . كذلك يقع في المعادن التي تذاب لتصاغ منها حلية كالذهب والفضة ، أو آنية أو آلة نافعة للحياة كالحديد والرصاص ، فإن الخبث يطفو وقد يحجب المعدن الأصيل . ولكنه بعدُ خبثٌ يذهب ويبقى المعدن في نقاء .
ذلك مثل الحق والباطل في هذه الحياة . فالباطل يطفو ويعلو وينتفخ ويبدو رابياً طافياً ولكنه بعدُ زبد أو خبث ، ما يلبث أن يذهب جفاء مطروحاً لا حقيقة له ولا تماسك فيه .” (في ظلال القرآن 4/361) .
ويبين الإمام محمد بن على الشوكاني فى تفسيره (فتح القدير) ، الدلالة في هذه الآية من سورة الرعد فيذكر – رحمه الله – :
"وهذان مثلان ضربهما الله سبحانه للحق والباطل ، يقول : إن الباطل وإن ظهر على الحق في بعض الأحوال وعلاه ، فإن الله سبحانه سيمحقه ويبطله ويجعل العاقبة للحق وأهله كالزبد الذي يعلو الماء فيلقيه الماء ويضمحل وكخبث هذه الأجسام فإنه وإن علا عليها فإن الكير يقذفه ويدفعه ، فهذا مثل الباطل ، وأما الماء الذي ينفع الناس وينبت المراعي فيمكث في الأرض ، وكذلك الصفو من هذه الأجسام فإنه يبقى خالصا لا شوب فيه ، وهو مثل الحق" . (فَتْحُ الْقَدِيرِ الْجَامِعُ بَيْنَ فَنَّيِ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ من التفسير – ج3) .
الحق باق مهما انكمش والباطل زائل مهما انتفش
والمتابع لأحوال الدعوة والدعاة ، ولا سيما ما نراه هذه الأيام من انتفاش للباطل ، وكيده بالليل والنهار للحق وأهله ، ربما يتطرق لنفسه اليأس والقنوط من فرج الله أو يستوحش الطريق ويستبطئ النصر ، أو يظن أن الأمر انتهي ، وأن الحق لن تقوم له قائمة . ولكن عندما نقيس الأمور بمقياس الإيمان واليقين ، ومقياس حقيقة الحق وحقيقة الباطل تختلف الأمور وتتغير الأفهام وتنقلب الموازين لصالح الحق وأهله
إنه اليقين بأن الباطل مهما ارتفع فهو إلى انخفاض و مهما انتفش فهو إلى زوال و أن النصر و التمكين للحق و الخير و أن دولة الباطل ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة .
إنه اليقين الصادق بوعد الله فى نصر دعوته وعز أولياءه ، ووعده الصادق في هلاك الطغاة والمتجبرين من أعداءه .
إنها النظرات العميقة فى كتاب الله ، هذا الكتاب الخالد الذى نرى آياته المحكمات تتحدث عن هلاك الظالمين ومصارع الطغاة ، ونصر المؤمنين والدعاة بصيغة الماضي ، وهو تأكيد على وقوعها وثبوتها لا محالة ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (171- 173) الصافات .
يا أهل الحق :
اطمئنوا ولا تجزعوا ، وأبشروا وأملوا ، فلن يفلت الطغاة من وعد الله ، ولن يفروا من عقاب الله العاجل أو الآجل ، فهم فى قبضة الجبار ، الذى يمهل الظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . فأين من وقفوا فى وجه دعوته من الظالمين ؟ وأين من تكبر على أولياءه من الطغاة والمجرمين ؟ (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) 47 إبراهيم . ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وإن حال أهل الحق من أبناء الدعوة مع المحن والشدائد ، وأمام قوى البغي والعدوان، وقوى الباطل والطغيان ، هو كما بينه الإمام البنا قائلا : (ولكنها – أي المحن والعقبات – تمر بكم مراً رفيقاً رقيقاً ، يُقوي ولا يُضعف ، ويُثبت ولا يُزعزع ، ويُنبه ولا يُوهن ، ويزيدكم بنصر الله إيماناً وبرعايته ثقة ؛ لأنكم بكلمته تنطقون ، ولدعوته تعملون ، فأنتم لذلك على عينه تُصنعون (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّك فَإِنَّك بِأَعْيُنِنَا) الطور 48 .ومن هنا كان واجبكم أكبر الواجبات ، وكانت تبعاتكم أثقل التبعات). رسالة مؤتمر رؤساء المناطق والشُعب 1945 أبشروا ، فقد صدع بهذه الحقيقة الشهيد سيد قطب حين قال : (بقي الإخوان وذهب الطغيان) ، نعم إنها حقيقة دامغة تجسد طبيعة الصراع وواقع المعركة ، وخلاصتها : أن الحق باق وأن الباطل ذاهب ، فهل من مُعتبر؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين