د. جيلالي بوبكر استاذ جامعي / الجزائر الوطن لا ينتهي أبدا أبدا، الوطن يعيش في داخل الشعور، في أعماق الذات، في أغوار الروح، في الذات الفردية والأنا الجمعي انتماء وتاريخا وحضارة وثقافة ولسانا ودينا ودنيا وغيرها، يبقى حالاّ في الأنا مهما تغيّرت ظروف الزمان والمكان، ومهما تبدّلت أحوال الأناّ ومهما اشتدّت المصائب والمحن والفتن، شعور عميق قويّ شديد راسخ عميق شامخ يورّث من جيل إلى جيل، ومن مرحلة إلى أخرى، بين الذوات والأناوات الفردية والجمعية، لا يتوقف، لا ينقطع، ولا يتمزق، حبل موصول بين أناواتنا في الماضي والحاضر والمستقبل، يعكس بشدّة غير متناهية الارتباط الشديد والتمسّك القويّ بالأرض مادة وبالعرض أخلاقا وشرفا وكرامة وعزّة وبالروح تاريخا وثقافة وفكرا، وبالحياة دينا ودنيا.
المواطَنة العربية من دمشق سوريا الجريحة إلى بحمدون لبنان المأزوم تدفع وبقّوة ثمن أخطاء الحضارة الغربية المعاصرة، للأسف في البلاد العربية، على أرض الحضارات والثقافات ومهد الأديان وفضاء التواصل والحوار والتسامح، حيث عاش الأنبياء ونزل الوحي، أرض الخير والعطاء المادي والروحاني، تدفعها من غير نخوة رسمية أو غيرة غير رسمية، وتعظُم الأخطاء وتتكرر وتصبح تقليدا كلما اشتدّت الفتن والمحن والأزمات، لاشتداد الدعارة السياسية والثقافية ولغزارة النفاق الأيديولوجي وازدياد درجة الانبطاح في عالمنا العربي والإسلامي.
اختلاف الناس في الألوان والأديان والثقافات، وتعددهم في شعوب وقبائل سنّة كونية وحتمية طبيعية، وضرورة بشرية ارتضاها الله للناس جميعا،على سبيل التواصل الإيجابي والتعارف والتفاهم والتعاون لا على طريق التباغض والتناحر والاقتتال، ومقصد الشرع والعقل والدين والحق البناء لا الهدم، التواصل لا التدابر والأصل في الأفعال الخير لا غير، إذ لا يستقيم حال الأمة أيّة أمة إلا بمكارم الأخلاق، وأزمتنا أخلاقية بالأصل والأساس.
كل مدن وقرى وأرياف بلاد الشام وبلاد العرب من المحيط إلى الخليج عرسان، كل منها عريس في عين عروسه الصادقة المخلصة الوفية لعريسها، المتيّمة بحبّه مطلقا وأبدا، قلبها مليء بودّه لا تنفذ إليه الخيانة، بينه وبين الغدر قطيعة، ولا يثنيها عن الارتباط المطلق به أدنى شك، فهي له وهو لها، تموت لأجله، وتتمزق على أرضه روحها الطاهرة يوميا بسبب الغربة المفروضة المصطنعة، ويتحوّل جسمها إلى أشلاء تتناثر وتوارى تربته التي تُسقى من دمائها، فتُنبت أزهارا وورودا تروي قصص أديبتنا ريمة الخاني مع حبيبها وطنها، وكلّنا "ريمة الخاني"من المحيط إلى الخليج، إلاّ من أبى وتنكر، ولا يتنكرّ إلاّ من احترف اللؤم والغدر والخيانة.
في حروبنا المعاصرة في سنة 2014 وفي سنة 2013 تسيطر تكنولوجيا الأسلحة المتطورة على ساحات المعارك، الأسلحة التي تمنحها روسيا أو أمريكا إلى أطراف النزاع، أما في قواعد الحياة حيث الأطفال والنساء والشيوخ فتسيطر تكنولوجيات الاتصال والإعلام والإشهار المعاصرة والتي عرفت وتعرف تطورا مذهلا، تكنولوجيات ووسائل لعب وترفيه وتسلية أكثر وفرة من الماء والخبز بل من الهواء النقي والخالي من التلوث بسبب سيطرة الآلة ومخلّفات الآلة، تُشغل الكل عن حاجياتهم البيولوجية والفكرية والروحية، وعن حاجة فلسطين إلى التحرر وعن حاجة شعوبنا إلى الاستقرار والسلم والحرية والكرامة والتنمية، وعن حق الوطن العربي في الوحدة والمدنية والحضارة.
لا يعجب المرء إن قلنا بأنّ المعاناة في البلاد العربية صارت صديقا حميما للشعوب، وسقطت مقولة "الأزمة تلد الهمة" وسقط معها كل أمل في النجاة، لم يعد مكان في بلادنا يتسع للمقاربات فهو يتسع فقط للمفارقات للعجائب السوداء، في مصر وفي العراق وفي سوريا وفي الصومال وفي غيره من البلاد العربية، حيث الماء والغاز والنفط وغيره كثير، الشعوب فيها تعاني شحا منقطع النظير في الماء والكهرباء والسولار، أمة اقرأ لا تقرأ، أمة العلم جاهلة، لكن الحياة قائمة إلى أن يشاء الله، أبى من أبى وشاء من شاء.
إنّ شرط حياة الروح العربية الإسلامية وهي جزء من الروح الإنسانة العالمية الثقافة العربية الإسلامية، وأبرز مظاهر الثقافة العربية الإسلامية الكتاب العربي الإسلامي في مختلف التخصصات الدينية والدنيوية، وللقضاء على الروح العربية الإسلامية ضرورة القضاء على الكتاب العربي الإسلامي الذي يربط الإنسان العربي والمسلم بثقافته وتاريخه وتراثه ودينه، ويدفعه بشتى الطرق إلى الانغماس في ثقافات أخرى والذوبان فيها، لكنّ الله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
أما الصراع الطائفي الذي تعرفه بلادنا وتغذّيه أطراف عديدة في الداخل والخارج فهو أجوف مفتعل، ومنه الصراع السنّي الشيعي، تشهده العديد من أقطار البلاد العربية، مثل العراق ولبنان والبحرين واليمن وغيره، وفي حقيقته يعكس قمّة التعصّب السني المذموم أمام قمّة التشدّد الشيعي المقيت، في حين أن الإسلام واحد والنبي واحد والقرآن واحد والله واحد أحد.
تتحمل العولمة ومعها الأمركة المُتصهيّنة ومعهما كل عربي خوّان أثيم مسئولية ما آل إليه عالمنا العربي والإسلامي من خراب للبيوت بسبب الحروب والنزاعات، ومن دمار وتفسخ للقيّم والمبادئ العليا، ومن استهانة بالإسلام والإساءة إليه من طرف أهله وغيرهم، ومن ربط الإسلام بالإرهاب وهو منه براء، ومن فساد واستبداد في جميع قطاعات الحياة، ومن الظلم والقهر وغياب الحريات، ومن التخلّف والجهل والمرض وغيره، العولمة التي سببت هذا الوضع المزري باسم اقتصاد السوق والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعدالة وحقوق الأقليات والعولمة والنظام العالمي الجديد ومجتمع المعرفة والعلم والتكنولوجيا للجميع ومكافحة الإرهاب، أين وطننا العربي والإسلامي من هذا كله من دمشق إلى بحمدون؟؟؟؟؟... *الأخبار
المواطَنة العربية من دمشق سوريا الجريحة إلى بحمدون لبنان المأزوم تدفع وبقّوة ثمن أخطاء الحضارة الغربية المعاصرة، للأسف في البلاد العربية، على أرض الحضارات والثقافات ومهد الأديان وفضاء التواصل والحوار والتسامح، حيث عاش الأنبياء ونزل الوحي، أرض الخير والعطاء المادي والروحاني، تدفعها من غير نخوة رسمية أو غيرة غير رسمية، وتعظُم الأخطاء وتتكرر وتصبح تقليدا كلما اشتدّت الفتن والمحن والأزمات، لاشتداد الدعارة السياسية والثقافية ولغزارة النفاق الأيديولوجي وازدياد درجة الانبطاح في عالمنا العربي والإسلامي.
اختلاف الناس في الألوان والأديان والثقافات، وتعددهم في شعوب وقبائل سنّة كونية وحتمية طبيعية، وضرورة بشرية ارتضاها الله للناس جميعا،على سبيل التواصل الإيجابي والتعارف والتفاهم والتعاون لا على طريق التباغض والتناحر والاقتتال، ومقصد الشرع والعقل والدين والحق البناء لا الهدم، التواصل لا التدابر والأصل في الأفعال الخير لا غير، إذ لا يستقيم حال الأمة أيّة أمة إلا بمكارم الأخلاق، وأزمتنا أخلاقية بالأصل والأساس.
كل مدن وقرى وأرياف بلاد الشام وبلاد العرب من المحيط إلى الخليج عرسان، كل منها عريس في عين عروسه الصادقة المخلصة الوفية لعريسها، المتيّمة بحبّه مطلقا وأبدا، قلبها مليء بودّه لا تنفذ إليه الخيانة، بينه وبين الغدر قطيعة، ولا يثنيها عن الارتباط المطلق به أدنى شك، فهي له وهو لها، تموت لأجله، وتتمزق على أرضه روحها الطاهرة يوميا بسبب الغربة المفروضة المصطنعة، ويتحوّل جسمها إلى أشلاء تتناثر وتوارى تربته التي تُسقى من دمائها، فتُنبت أزهارا وورودا تروي قصص أديبتنا ريمة الخاني مع حبيبها وطنها، وكلّنا "ريمة الخاني"من المحيط إلى الخليج، إلاّ من أبى وتنكر، ولا يتنكرّ إلاّ من احترف اللؤم والغدر والخيانة.
في حروبنا المعاصرة في سنة 2014 وفي سنة 2013 تسيطر تكنولوجيا الأسلحة المتطورة على ساحات المعارك، الأسلحة التي تمنحها روسيا أو أمريكا إلى أطراف النزاع، أما في قواعد الحياة حيث الأطفال والنساء والشيوخ فتسيطر تكنولوجيات الاتصال والإعلام والإشهار المعاصرة والتي عرفت وتعرف تطورا مذهلا، تكنولوجيات ووسائل لعب وترفيه وتسلية أكثر وفرة من الماء والخبز بل من الهواء النقي والخالي من التلوث بسبب سيطرة الآلة ومخلّفات الآلة، تُشغل الكل عن حاجياتهم البيولوجية والفكرية والروحية، وعن حاجة فلسطين إلى التحرر وعن حاجة شعوبنا إلى الاستقرار والسلم والحرية والكرامة والتنمية، وعن حق الوطن العربي في الوحدة والمدنية والحضارة.
لا يعجب المرء إن قلنا بأنّ المعاناة في البلاد العربية صارت صديقا حميما للشعوب، وسقطت مقولة "الأزمة تلد الهمة" وسقط معها كل أمل في النجاة، لم يعد مكان في بلادنا يتسع للمقاربات فهو يتسع فقط للمفارقات للعجائب السوداء، في مصر وفي العراق وفي سوريا وفي الصومال وفي غيره من البلاد العربية، حيث الماء والغاز والنفط وغيره كثير، الشعوب فيها تعاني شحا منقطع النظير في الماء والكهرباء والسولار، أمة اقرأ لا تقرأ، أمة العلم جاهلة، لكن الحياة قائمة إلى أن يشاء الله، أبى من أبى وشاء من شاء.
إنّ شرط حياة الروح العربية الإسلامية وهي جزء من الروح الإنسانة العالمية الثقافة العربية الإسلامية، وأبرز مظاهر الثقافة العربية الإسلامية الكتاب العربي الإسلامي في مختلف التخصصات الدينية والدنيوية، وللقضاء على الروح العربية الإسلامية ضرورة القضاء على الكتاب العربي الإسلامي الذي يربط الإنسان العربي والمسلم بثقافته وتاريخه وتراثه ودينه، ويدفعه بشتى الطرق إلى الانغماس في ثقافات أخرى والذوبان فيها، لكنّ الله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
أما الصراع الطائفي الذي تعرفه بلادنا وتغذّيه أطراف عديدة في الداخل والخارج فهو أجوف مفتعل، ومنه الصراع السنّي الشيعي، تشهده العديد من أقطار البلاد العربية، مثل العراق ولبنان والبحرين واليمن وغيره، وفي حقيقته يعكس قمّة التعصّب السني المذموم أمام قمّة التشدّد الشيعي المقيت، في حين أن الإسلام واحد والنبي واحد والقرآن واحد والله واحد أحد.
تتحمل العولمة ومعها الأمركة المُتصهيّنة ومعهما كل عربي خوّان أثيم مسئولية ما آل إليه عالمنا العربي والإسلامي من خراب للبيوت بسبب الحروب والنزاعات، ومن دمار وتفسخ للقيّم والمبادئ العليا، ومن استهانة بالإسلام والإساءة إليه من طرف أهله وغيرهم، ومن ربط الإسلام بالإرهاب وهو منه براء، ومن فساد واستبداد في جميع قطاعات الحياة، ومن الظلم والقهر وغياب الحريات، ومن التخلّف والجهل والمرض وغيره، العولمة التي سببت هذا الوضع المزري باسم اقتصاد السوق والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعدالة وحقوق الأقليات والعولمة والنظام العالمي الجديد ومجتمع المعرفة والعلم والتكنولوجيا للجميع ومكافحة الإرهاب، أين وطننا العربي والإسلامي من هذا كله من دمشق إلى بحمدون؟؟؟؟؟... *الأخبار