د. يوسف رزقة
العادة في كل حرب مارست فضائية العربية ( الحدث) موقفا عدائيا ضد المقاومة الفلسطينية. الموقف العدائي كان واضحا في معركة ٢٠٠٨-٢٠٠٩، ثم تكرر رغم انتقاد الإعلاميين له في معركة ٢٠١٢، وتكرر انتقاد الإعلاميين لها أيضا، ومع ذلك فها هي تكرر عداءها في ٢٠١٤ دون أدنى مراجعة لموقفها، ودون اعتبار لشروط المهنة الإعلامية.
جلّ ، بل كل، ضيوف البرامج العربية الحوارية في ( العربية الحدث ) هم من كارهي المقاومة كراهية مبدأ، وكارهي التيارات الاسلامية كراهة دين وسياسة معا. وقد آثارني المحاور وضيوفه ( سعيد كمال، وعماد جاد) وهم يحللون الموقف الفلسطيني من المبادرة المصرية، في ليلة الأربعاء 16/7/ 2014.
لقد امتلأ البرنامج بالمعلومات المغلوطة والمختلقة، إضافة الى الاستهزاء بالدور القطري والدور التركي. والأسوأ من ذلك الانحراف المتعمد في الأسئلة والإجابات نحو تمزيق العلاقة بين غزة ومصر، بغرض زيادة الاحتقان بين مصر وحماس. لقد حاول مقدم البرنامج وضيفاه جاهدين تحميل حماس مسئولية ما يحدث، ومسئولية رفض المبادرة المصرية، لمجرد أنها جاءت من مصر السيسي، وزعم أحد الضيوف أن مبادرة السيسي هي عينها مبادرة محمد مرسي. حماس رفضت من السيسي ما قبلته من مرسي. وللأسف أن القائل يقدم نفسه في البرامج الفضائية على أنه خبير ومتخصص في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني؟!
لم يتطرق البرنامج الى تحليل المبادرة لكشف ما فيها من جوانب إيجابية وأخرى سلبية، ولم ينتقدوا موقف النظام المصري الذي يزدري المقاومة. والأسوأ من ذلك أن المحاور اختصر المقاومة الفلسطينية كلها في حماس، بينما هو يعلم أن كل فصائل المقاومة رفضت المبادرة المصرية. هو يختصر المقاومة في حماس لا من باب المديح، بل من باب تمزيق الصف المقاوم من ناحية، وحتى يسهل عليه تمرير موقفه العدائي من المقاومة من خلال حماس.
لا أود الحديث في السخرية التي أبدوها من قطر، أو من تركيا، ففي الدولتين من يراقب هذا بدقة، ويمكنه الردّ عليه بما يستحق، ولكني معني بفلسطين الجريحة، وبالمقاومة الفلسطينية، التي وضعها البرنامج على طاولة التمزيع ، والتمزيق، بلا أخلاق أو مهنية إعلامية.
إن في البرامج الإعلامية العبرية الحوارية، من أنصف حماس والمقاومة، وتحدث عن المبادرة المصرية أنها نسخة لما أعدته اسرائيل مع محمود عباس، وتم تمريره من خلال مصر لوضع المقاومة في خيار صعب، وإعطاء إسرائيل شرعية مواصلة قصف غزة. لا أريد من العربية أن تتبنى الموقف الفلسطيني في مواجهة الموقف الإسرائيلي، لأن فيها من يكرهون حماس والمقاومة أكثر من كراهية اسرائيل لهما، ولكني أريد من العربية أن تكون محايدة أو موضوعية، وأقبل منها أن تكون مثل ال ( بي بي سي البريطانية).
أعلم أن بعض العلماء والمثقفين العرب يسمون ( العربية بالعبرية ) لموقفها المعادي لفلسطين، وللإسلام، وقد استمعت الي سعوديين يعتذرون للمتضررين منها، متهمين الفضائية بخدمة اسرائيل. ولكن علمي هذا لا يمنعني من طلب الموضوعية والمهنية منها في تناول قضايا المقاومة وقضايا حماس على الأقل في أثناء المعارك الدائرة، ولا يصح منها انتقاد حماس أو المقاومة في البرامج الحوارية دون إعطاء فرصة لمن يمثل حماس أو المقاومة حق الردّ والمشاركة في الحوار، على قاعدة الرأي والرأي الآخر.
لقد مزق قصف الطائرات الصهيونية أجساد أطفالنا ونسائنا وبيتونا، وتألمنا لذلك ألما كثيرا، ولكن قصف العربية ( الحدث) كان أقسى علينا، وأشد نكاية في نفوسنا وأجسادنا الجريحة من قصف طائرات الاحتلال، لذا قررت أن أشكوهم إلى الله، لأننا تعودنا في ديننا أن نشكو من لا نقدر عليه، إلى الله فهو القادر، وهو الجبار المنتقم.
المركز الفلسطيني للإعلام
العادة في كل حرب مارست فضائية العربية ( الحدث) موقفا عدائيا ضد المقاومة الفلسطينية. الموقف العدائي كان واضحا في معركة ٢٠٠٨-٢٠٠٩، ثم تكرر رغم انتقاد الإعلاميين له في معركة ٢٠١٢، وتكرر انتقاد الإعلاميين لها أيضا، ومع ذلك فها هي تكرر عداءها في ٢٠١٤ دون أدنى مراجعة لموقفها، ودون اعتبار لشروط المهنة الإعلامية.
جلّ ، بل كل، ضيوف البرامج العربية الحوارية في ( العربية الحدث ) هم من كارهي المقاومة كراهية مبدأ، وكارهي التيارات الاسلامية كراهة دين وسياسة معا. وقد آثارني المحاور وضيوفه ( سعيد كمال، وعماد جاد) وهم يحللون الموقف الفلسطيني من المبادرة المصرية، في ليلة الأربعاء 16/7/ 2014.
لقد امتلأ البرنامج بالمعلومات المغلوطة والمختلقة، إضافة الى الاستهزاء بالدور القطري والدور التركي. والأسوأ من ذلك الانحراف المتعمد في الأسئلة والإجابات نحو تمزيق العلاقة بين غزة ومصر، بغرض زيادة الاحتقان بين مصر وحماس. لقد حاول مقدم البرنامج وضيفاه جاهدين تحميل حماس مسئولية ما يحدث، ومسئولية رفض المبادرة المصرية، لمجرد أنها جاءت من مصر السيسي، وزعم أحد الضيوف أن مبادرة السيسي هي عينها مبادرة محمد مرسي. حماس رفضت من السيسي ما قبلته من مرسي. وللأسف أن القائل يقدم نفسه في البرامج الفضائية على أنه خبير ومتخصص في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني؟!
لم يتطرق البرنامج الى تحليل المبادرة لكشف ما فيها من جوانب إيجابية وأخرى سلبية، ولم ينتقدوا موقف النظام المصري الذي يزدري المقاومة. والأسوأ من ذلك أن المحاور اختصر المقاومة الفلسطينية كلها في حماس، بينما هو يعلم أن كل فصائل المقاومة رفضت المبادرة المصرية. هو يختصر المقاومة في حماس لا من باب المديح، بل من باب تمزيق الصف المقاوم من ناحية، وحتى يسهل عليه تمرير موقفه العدائي من المقاومة من خلال حماس.
لا أود الحديث في السخرية التي أبدوها من قطر، أو من تركيا، ففي الدولتين من يراقب هذا بدقة، ويمكنه الردّ عليه بما يستحق، ولكني معني بفلسطين الجريحة، وبالمقاومة الفلسطينية، التي وضعها البرنامج على طاولة التمزيع ، والتمزيق، بلا أخلاق أو مهنية إعلامية.
إن في البرامج الإعلامية العبرية الحوارية، من أنصف حماس والمقاومة، وتحدث عن المبادرة المصرية أنها نسخة لما أعدته اسرائيل مع محمود عباس، وتم تمريره من خلال مصر لوضع المقاومة في خيار صعب، وإعطاء إسرائيل شرعية مواصلة قصف غزة. لا أريد من العربية أن تتبنى الموقف الفلسطيني في مواجهة الموقف الإسرائيلي، لأن فيها من يكرهون حماس والمقاومة أكثر من كراهية اسرائيل لهما، ولكني أريد من العربية أن تكون محايدة أو موضوعية، وأقبل منها أن تكون مثل ال ( بي بي سي البريطانية).
أعلم أن بعض العلماء والمثقفين العرب يسمون ( العربية بالعبرية ) لموقفها المعادي لفلسطين، وللإسلام، وقد استمعت الي سعوديين يعتذرون للمتضررين منها، متهمين الفضائية بخدمة اسرائيل. ولكن علمي هذا لا يمنعني من طلب الموضوعية والمهنية منها في تناول قضايا المقاومة وقضايا حماس على الأقل في أثناء المعارك الدائرة، ولا يصح منها انتقاد حماس أو المقاومة في البرامج الحوارية دون إعطاء فرصة لمن يمثل حماس أو المقاومة حق الردّ والمشاركة في الحوار، على قاعدة الرأي والرأي الآخر.
لقد مزق قصف الطائرات الصهيونية أجساد أطفالنا ونسائنا وبيتونا، وتألمنا لذلك ألما كثيرا، ولكن قصف العربية ( الحدث) كان أقسى علينا، وأشد نكاية في نفوسنا وأجسادنا الجريحة من قصف طائرات الاحتلال، لذا قررت أن أشكوهم إلى الله، لأننا تعودنا في ديننا أن نشكو من لا نقدر عليه، إلى الله فهو القادر، وهو الجبار المنتقم.
المركز الفلسطيني للإعلام