بقلم : جمال أنعم
الحوار انتقالة الى أكثر القوى ليونة وقدرة على التواصل والتفاهم وخلق التناغم والانسجام وحل القضايا وعقلنة الخلاف وتأطيره وجعله علة التقاء دائم.
الحوار مناخ آخر مختلف ينتقل فيه المزاج العام من الانفعال والحدة والشطط والتشنج والتوتر والاعتكار والاحتقان إلى حالة من الهدوء والاعتدال والروية والنظر للأمور بعمق وتبصر وإحاطة واستيعاب ورحابة وموضوعية.
الحوار انتقالة من الجدل العقيم والسجالات النارية والتراشق الخطابي العبثي المؤجج للصراع إلى حالة من الرزانة والرصانة والمسؤولية والالتزام يسودها المنطق وتترجح فيها كفة العقل والحكمة والتوسط والقيمة والمبدأ.
الحوار مرحلة هامة متقدمة تهدف إلى إيجاد مفاعيل قوة ساندة لفعل التغيير حاملة للبناء قادرة على كبح موروثات التخلف والمراهنات المقامرة والمغامرة المستقوية بالسلاح ومراكز النفوذ العتيقة والمعتمدة على العصبيات بكل أشكالها وصورها.
الحوار تجربة خصبة خلاقة تتوخى التحكم بالعوامل المنتجة للأزمات والاختلالات والانقسامات المجتمعية والاحتراب الداخلي المستمر.
الحوار إعادة تشييد لإجماع وطني جديد متماسك يتجاوز الإلغاء والإقصاء والتمييز والتهميش مشروط بالحرية والمساواة والاعتراف المطلق بحق الجميع في الحكم والمشاركة والاختيار واتخاذ القرار وصناعة التغيير .
كانت الثورة الشبابية الشعبية السلمية انفجارا تطايرت إثره في وجوهنا كل أزماتنا الوطنية كل مشكلاتنا المزمنة بالغة التعقيد، الإرث الشمولي بتناقضاته الجوهرية من الشمال إلى الجنوب، التشوهات الجنينية في بنية الدولة الاختلالات الهيكلية المؤسسية في الحكم ومانجم عن ذلك من نكد، العلاقة المنفصمة بين المجتمع والدولة والنظام السياسي عموما، حيث كنا مجتمع الدولة وشعب الحكم جماهيرا تابعة ملحقة مكرسة لخدمة السلطة دولة المجتمع لم تنشأ بعد كان يعوزها ظهور مجتمعي عام قوي وفاعل قادر على قلب المعادلة وإعادة الأمور إلى نصابها وإنهاء حقبة طويلة كئيبة من استبداد الدولة ومركزية الحكم وسيطرة النظام على كل أدوات القوة ومحركات التغيير.
وجد اليمنيون أنفسهم في مواجهة أعباء قاهرة لايمكن تجاوزها بالاعتماد على طاقة الحلم وحده ولا بالاتكاءًعلى مسار ديمقراطي لم يتح له أن ينضج ويتكامل ويصير فعالا ومترسخا في الوعي العام ولم يسمح له أن يكون اختراقا حقيقيا لمؤسسات الحكم العصية والمنيعة والمضادة للتحولات الديمقراطية.
كان المسار الديمقراطيً بعناوينه وبماهوعليه تجربة مجهضة وأضعف من أن يكون حاملا آمنا وضامنا لتغيير حقيقي يلبي التطلعات والطموحات كانت المرحلة بأعبائها وتبعاتها وأثقالها وصعوباتها ومخاطرها بحاجة الى قوة أكبرتؤسس وتبني وتسند الفعل وتدعم التوجه وتؤمن السير كان اليمنيون بحاجة إلى عقد وطني جديد يتقاسمون فيه مسؤولية العمل والبناء ويتحملون سواسية أعباء النهوض وتبعات الخذلان.
مثّل الخروج الى مؤتمر الحوار الوطني ثورة أخرى مجيدة ظافرة تجاوزت فيها اليمن المختصمة ذاتها وصراعاتها واحتقاناتها المديدة تجاوزت كل الصور النمطية التي تعطي السلاح حضورا أوليا يغيب معه العقل.
مثل الحوار انتقالة من الحرب ضد الذات إلى مواجهة المشكلات انتقالة من الإنكار إلى الاعتراف بمفهوميهما وحمولاتهما الكثيرة.
ولقد عبر مؤتمر الحوارمحيطا هائجا ومائجا من التحديات والرهانات والأحداث العاصفة لم تربكه الفوضى المنظمة ولم تطفئ وهجه شياطين الظلام لم تفخخه الخلافات ولافجرته الضغائن ولم تنل من روحه رصاصات الغدر.
ما اعتقده أن تلك التحديات لم تزدنا الاّ إصرارا وتحديا
الأمر ليس تسلية ولا ملهاة
إما أن نمسك بالزمام أو نترك قدرنا ومصائرنا وبلادنا لتجار الموت والقتلة وعصابات الفوضى.
اخترنا أن نكون -هذا يقيني- اليمنيون بشبابهم وبنخبهم وقواهم الوطنية تحملوا العبء قبلوا الإمتحان خاضوا معا المرحلة واستعدوا للتضحية كافحوا بصبر وحلم وأناة محاولات حرف المزاج العام عبروا رهانات الإفشال والتعطيل والتعويق عبروا الخلافات توافقوا إرادة وأداء بالحد المعقول لإنجاح مرحلة
شاقة معقدة حساسة وخطرة ليست سهلة على الإطلاق
وفي معتركها الخلاصي التحاوري الكبير فقدت اليمن شهيدين من اعز وافضل رجالاتها. الصادقين في لحظات فارقة استهدف القتلة فيهما اغتيال اليمن والزج بها في جحيم من صراع مقيت اعتقد الشيطان أن بمقدوره التسريع في إذكائه والدفع إليه الشهيدان عبدالكريم جدبان ود احمد شرف الدين رمزان لحياة اليمن الوليدة والجديدة.
هذه كلماتك د حسن احمد شرف الدين وانت تعزينا بروح تليق بمجد شهادة الأب فادي الوطن الكبير.
قلت لي نسأل الله أن تتعافى بلادنا بهذه الدماء الزكية وأن تتعالج من جراحاتها وأدوائها هاأنا اكتبها عنك بدم القلب آملا وصولها الى كل قلب في اليمن النابض الحي المتآلف المتآزر المتحاور اليمن العابر للحروب والفتن والضغائن اليمن المتعايش المتآخي المتحاب، يمن الخير والمحبة والسلام.
حوارنا لن ينتهي بعد هذا المؤتمر حوارنا سيستمر وسنتجاوز كل الإخفاقات والتباينات
وستمر العواصف
وسيأتي الصباح وتأتي اليمن
جنانا بها كل غصن وطن.
موقع *الصحوة نت*
الحوار انتقالة الى أكثر القوى ليونة وقدرة على التواصل والتفاهم وخلق التناغم والانسجام وحل القضايا وعقلنة الخلاف وتأطيره وجعله علة التقاء دائم.
الحوار مناخ آخر مختلف ينتقل فيه المزاج العام من الانفعال والحدة والشطط والتشنج والتوتر والاعتكار والاحتقان إلى حالة من الهدوء والاعتدال والروية والنظر للأمور بعمق وتبصر وإحاطة واستيعاب ورحابة وموضوعية.
الحوار انتقالة من الجدل العقيم والسجالات النارية والتراشق الخطابي العبثي المؤجج للصراع إلى حالة من الرزانة والرصانة والمسؤولية والالتزام يسودها المنطق وتترجح فيها كفة العقل والحكمة والتوسط والقيمة والمبدأ.
الحوار مرحلة هامة متقدمة تهدف إلى إيجاد مفاعيل قوة ساندة لفعل التغيير حاملة للبناء قادرة على كبح موروثات التخلف والمراهنات المقامرة والمغامرة المستقوية بالسلاح ومراكز النفوذ العتيقة والمعتمدة على العصبيات بكل أشكالها وصورها.
الحوار تجربة خصبة خلاقة تتوخى التحكم بالعوامل المنتجة للأزمات والاختلالات والانقسامات المجتمعية والاحتراب الداخلي المستمر.
الحوار إعادة تشييد لإجماع وطني جديد متماسك يتجاوز الإلغاء والإقصاء والتمييز والتهميش مشروط بالحرية والمساواة والاعتراف المطلق بحق الجميع في الحكم والمشاركة والاختيار واتخاذ القرار وصناعة التغيير .
كانت الثورة الشبابية الشعبية السلمية انفجارا تطايرت إثره في وجوهنا كل أزماتنا الوطنية كل مشكلاتنا المزمنة بالغة التعقيد، الإرث الشمولي بتناقضاته الجوهرية من الشمال إلى الجنوب، التشوهات الجنينية في بنية الدولة الاختلالات الهيكلية المؤسسية في الحكم ومانجم عن ذلك من نكد، العلاقة المنفصمة بين المجتمع والدولة والنظام السياسي عموما، حيث كنا مجتمع الدولة وشعب الحكم جماهيرا تابعة ملحقة مكرسة لخدمة السلطة دولة المجتمع لم تنشأ بعد كان يعوزها ظهور مجتمعي عام قوي وفاعل قادر على قلب المعادلة وإعادة الأمور إلى نصابها وإنهاء حقبة طويلة كئيبة من استبداد الدولة ومركزية الحكم وسيطرة النظام على كل أدوات القوة ومحركات التغيير.
وجد اليمنيون أنفسهم في مواجهة أعباء قاهرة لايمكن تجاوزها بالاعتماد على طاقة الحلم وحده ولا بالاتكاءًعلى مسار ديمقراطي لم يتح له أن ينضج ويتكامل ويصير فعالا ومترسخا في الوعي العام ولم يسمح له أن يكون اختراقا حقيقيا لمؤسسات الحكم العصية والمنيعة والمضادة للتحولات الديمقراطية.
كان المسار الديمقراطيً بعناوينه وبماهوعليه تجربة مجهضة وأضعف من أن يكون حاملا آمنا وضامنا لتغيير حقيقي يلبي التطلعات والطموحات كانت المرحلة بأعبائها وتبعاتها وأثقالها وصعوباتها ومخاطرها بحاجة الى قوة أكبرتؤسس وتبني وتسند الفعل وتدعم التوجه وتؤمن السير كان اليمنيون بحاجة إلى عقد وطني جديد يتقاسمون فيه مسؤولية العمل والبناء ويتحملون سواسية أعباء النهوض وتبعات الخذلان.
مثّل الخروج الى مؤتمر الحوار الوطني ثورة أخرى مجيدة ظافرة تجاوزت فيها اليمن المختصمة ذاتها وصراعاتها واحتقاناتها المديدة تجاوزت كل الصور النمطية التي تعطي السلاح حضورا أوليا يغيب معه العقل.
مثل الحوار انتقالة من الحرب ضد الذات إلى مواجهة المشكلات انتقالة من الإنكار إلى الاعتراف بمفهوميهما وحمولاتهما الكثيرة.
ولقد عبر مؤتمر الحوارمحيطا هائجا ومائجا من التحديات والرهانات والأحداث العاصفة لم تربكه الفوضى المنظمة ولم تطفئ وهجه شياطين الظلام لم تفخخه الخلافات ولافجرته الضغائن ولم تنل من روحه رصاصات الغدر.
ما اعتقده أن تلك التحديات لم تزدنا الاّ إصرارا وتحديا
الأمر ليس تسلية ولا ملهاة
إما أن نمسك بالزمام أو نترك قدرنا ومصائرنا وبلادنا لتجار الموت والقتلة وعصابات الفوضى.
اخترنا أن نكون -هذا يقيني- اليمنيون بشبابهم وبنخبهم وقواهم الوطنية تحملوا العبء قبلوا الإمتحان خاضوا معا المرحلة واستعدوا للتضحية كافحوا بصبر وحلم وأناة محاولات حرف المزاج العام عبروا رهانات الإفشال والتعطيل والتعويق عبروا الخلافات توافقوا إرادة وأداء بالحد المعقول لإنجاح مرحلة
شاقة معقدة حساسة وخطرة ليست سهلة على الإطلاق
وفي معتركها الخلاصي التحاوري الكبير فقدت اليمن شهيدين من اعز وافضل رجالاتها. الصادقين في لحظات فارقة استهدف القتلة فيهما اغتيال اليمن والزج بها في جحيم من صراع مقيت اعتقد الشيطان أن بمقدوره التسريع في إذكائه والدفع إليه الشهيدان عبدالكريم جدبان ود احمد شرف الدين رمزان لحياة اليمن الوليدة والجديدة.
هذه كلماتك د حسن احمد شرف الدين وانت تعزينا بروح تليق بمجد شهادة الأب فادي الوطن الكبير.
قلت لي نسأل الله أن تتعافى بلادنا بهذه الدماء الزكية وأن تتعالج من جراحاتها وأدوائها هاأنا اكتبها عنك بدم القلب آملا وصولها الى كل قلب في اليمن النابض الحي المتآلف المتآزر المتحاور اليمن العابر للحروب والفتن والضغائن اليمن المتعايش المتآخي المتحاب، يمن الخير والمحبة والسلام.
حوارنا لن ينتهي بعد هذا المؤتمر حوارنا سيستمر وسنتجاوز كل الإخفاقات والتباينات
وستمر العواصف
وسيأتي الصباح وتأتي اليمن
جنانا بها كل غصن وطن.
موقع *الصحوة نت*