للكاتب ’’توماس اردبرينك’’،
المنشور في النيويورك تايمز بتاريخ 6 يناير 2014م
في حين تواصل الولايات المتحدة وإيران مفاوضاتها بشأن البرنامج النووي الإيراني، وجد البلدان أنفسهم في خندق واحد في مواجهة عدد من القضايا الإقليمية المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين أن الحكومتين تواصل بهدوء العمل لتحقيق مصالحهما المتضاربة في كثير من الأحيان، فإنه يتم استهدافهم من قبل المعارضين لهم ضمن حركة دولية من المقاتلين السنة الشباب، الذين يستخدمون شاحنات صغيرة وبنادق كلاشنيكوف ويرفعون رايات تنظيم القاعدة السوداء على طول خطوط النزاع الطائفي في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن.
الولايات المتحدة مترددة حيال التدخل في صراعات دموية غير حاسمة، وهي تواجه تراجع في نفوذها الإقليمي، وتراقب العراق الذي كلّفها واحد تريليون دولار وأكثر من 4000 قتيل وهو يشهد نمواً متزايداً في حالة عدم الاستقرار. وفي نفس الوقت، فإن إيران ذات الغالبية الشيعية والقطب المغناطيسي للأقلية الشيعية في المنطقة، لديها أسبابها الخاصة لتكون في حالة من القلق في مواجهة جيش المسلحين السنة الذين يهددون سوريا والعراق، ومن هنا فان أمريكا وإيران حلفاء مهمين، خصوصاً وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لسحب قواتها من أفغانستان.
يوم الاثنين 6/ يناير عرضت إيران الانضمام للولايات المتحدة في إرسال المساعدات العسكرية للحكومة الشيعية في بغداد، والتي تخوض قتال شوارع مع المسلحين السنة في محافظة الأنبار معقل السنة. ويوم الأحد 5/ يناير أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه يمكن تصور وجود دور إيراني في مؤتمر السلام القادم بخصوص سوريا، حتى وان كان من المفترض أن يناقش هذا الاجتماع التخطيط لسوريا ما بعد ذهاب الرئيس بشار الأسد الحليف الإيراني الهام.
يرى البعض بأن التحركات الإيرانية تعكس براغماتية ذكية من الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف والتي تهدف لبناء بلدهم ليكون قوة إقليمية. أما الجهات التي تنتقد التقارب الغربي الإيراني فإنهم يرون هذه المفاوضات مجرد نافذة لصرف الأنظار ولتهدئة الغرب وإحساسهم بالرضا عن النفس في حين تواصل طهران سعيها لإنتاج أسلحة نووية وتدعم الجهاديين المدعومين من قبلها في جميع أنحاء المنطقة.
وحتى الإيرانيين المحافظين يرون أن هناك مصالح مشتركة مع أمريكا والتي لا يمكن إنكارها، يقول المستشار السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عزير شاه محمدي ’’من الواضح أننا نصل بشكل متزايد لأرضية مشتركة مع الأمريكيين’’ ويضيف ’’لا ينبغي لبلد أن يتخذ له عدوٌ أبدي، لا نحن ولا الولايات المتحدة’’.
وبحسب أحد الخبراء فإنه باستثناء إيران التي تشكل جزيرة من الاستقرار في منطقة تعاني من الاحتجاجات العنيفة والمصادمات الطائفية والعمليات الانتحارية، لم يتبقى لواشنطن الكثير من الخيارات.
يشير ما شاء الله شمس الواعظين الصحافي الإصلاحي الإيراني البارز الذي يتابع عن كثب العالم العربي ’’إننا نواجه نفس العدو، و عدو عدوي هو صديقي’’ مذكراً بما قدمه عناصر المخابرات الإيرانية من معلومات موثوقة لأفراد القوات الخاصة الأمريكية التي حاربت عدو إيران ’’حركة طالبان الأفغانية’’ عام 2001م.
في حين تعترف إدارة اوباما أن إيران لديها القدرة على أن تكون لاعباً مؤثراً في القضايا الإقليمية من أفغانستان إلى سوريا، يقول أحد كبار المسؤولين أنهم يركزون اهتمامهم على المفاوضات النووية، فالتعاون بشأن أي قضايا أخرى يتوقف إلى حد كبير على التوصل إلى تفاهم بشأن البرنامج النووي الإيراني.
استنتجت إدارة اوباما بأن السيد روحاني والسيد ظريف تم تفويضهما للتفاوض بشأن برنامج إيران النووي، لكن مسؤولين قالوا انه لم يتضح بعد ما إذا كانت صلاحياتهم في التفاوض تمتد إلى القضايا الإقليمية مثل سوريا، فهناك الحرس الثوري الإيراني الذي يمتلك نفوذ واسع من خلال فيلق القدس التابع له، وهو الذي يقوم بتوريد الأسلحة لحزب الله في مسعاه لدعم حكومة الرئيس الأسد.
ذوبان الجليد في العلاقات الأمريكية الإيرانية يعود لما يقرب من عام عندما اتخذ البلدين مبادرات كانت أشبه بالمستحيلة، مما أثار غضب أقرب حلفاء واشنطن الإقليميين، السعودية و إسرائيل. ففي وقت مبكر من الربيع الماضي، تم عقد سلسلة من المحادثات السرية في عمان وجنيف وضعت الأساس لإعادة تأسيس العلاقات، وأنهت مقاطعة لأكثر من ثلاثة عقود بعد احتجاز طلاب إيرانيون لدبلوماسيين أمريكيين كرهائن في طهران الثورية.
في سبتمبر تم التوصل لاتفاق إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا ويعود الفضل في ذلك لدعم الرئيس فلاديمير بوتين وبدعم كامل وهندسة جزئية من قبل إيران، لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى أجرى الرئيس أوباما والسيد روحاني محادثتهما الهاتفية التاريخية، وفي أواخر نوفمبر تشرين الثاني قامت الولايات المتحدة والقوى العظمى بتوقيع الاتفاق النووي التاريخي مع إيران وهو الأول من نوعه في عشرة أعوام.
تقدم إيران نفسها على أنها صوت العقل، لافتةً أنظار الرأي العام لأشرطة الفيديو شديدة التطرف والتي تظهر قطع الرؤوس وعمليات الإعدام الأخرى التي تنتجها بعض الجماعات المتمردة في سوريا، في حين غرّد السيد روحاني على حسابه في تويتر متمنياً سنة جديدة سعيدة لجميع المسيحيين.
يقول السيد شمس الواعظين ’’الآن يهدد المتطرفين أمننا مرة أخرى، و كما هو الحال في عام 2001م، سوف يتعاون البلدين مع بعضهما البعض في العراق، وربما في أماكن أخرى أيضا’’ ويضيف ’’ هذه هي بداية التعاون الإقليمي ’’.
إذابة الجليد في العلاقات بين البلدين يعرّض إدارة السيد أوباما والسيد روحاني للخطر، حيث تجعلهما عرضة للانتقادات من المحافظين في كلا البلدين، وقد رفض المتشددين الايرانيين بغضب دعوة السيد جون كيري إيران للانضمام ’’ على هامش ’’ مؤتمر جنيف.
يقول المحلل السياسي المتشدد والمقرب من القيادات الإيرانية السيد حامد رضا تاراقي أن ’’الأميركيين يعترفون بأن إيران تقف مع السلام والاستقرار في هذه المنطقة ’’ وأضاف ’’ولكن عندما ندعى لحضور مؤتمر عن سوريا ويطلب منا بان نكون على هامش المؤتمر، فذلك أمر مهين ’’، حتى السيد ظريف رفض طلب السيد كيري قائلا أنه ’’ يجب أن يتحد الجميع من أجل محاربة الإرهابيين’’ حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية، ويبدو بأن المشاركة الكاملة لطهران في المؤتمر ستثير مشاكل أكثر تعقيداً، فالمحادثات تهدف للتخطيط لسوريا ما بعد الأسد، الحليف القديم لإيران.
منتقدو سياسة الولايات المتحدة يقولون بأن إدارة أوباما تعزز علاقاتها مع إيران على حساب الحلفاء التقليديين، وخاصة المملكة العربية السعودية وإسرائيل. ويقولون بان إيران لم تخفض دعمها لحلفائها في المنطقة، مثل حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة في لبنان، والسيد الأسد، وأنها تشارك بقوة مع الحكومة العراقية الشيعية .
وعلاوة على ذلك كما يقولون، فإن الاتفاق النووي النهائي مع إيران الذي يحرصون للتوصل إليه سيعمل على شلّ العقوبات الاقتصادية على إيران، مما سيؤدي لإنعاش اقتصادها و يعطيها المزيد من الموارد لنشر نفوذها في المنطقة، في حين يحرم الغرب من النفوذ الدبلوماسي لكبح جماح إيران.
ويقول محللون في الشأن الإيراني أن طهران تنتهج إستراتيجية ذكية، وذلك بالاستفادة من الولايات المتحدة لتقويض السعودية أعظم منافسيها الإقليميين. يقول الناشط القومي والعضو السابق في البرلمان الإيراني قبل قيام الثورة الإسلامية السيد هوشنك تيل بأن ’’التعاون الذكي مع روسيا، مكّن إيران من تغيير اللعبة سواء في العراق أو في سوريا’’ ويضيف ’’إذا لعبنا أوراقنا بشكل جيد، فسنتمكن في نهاية المطاف من التغلب على كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية’’.
المراقبون يلاحظون بان إيران تمكنت من إبقاء الرئيس الأسد في السلطة وهي تمتلك نفوذ كبير على جيرانها العراق وأفغانستان. وسواء كان صواباً أم خطأ، فهم ينظرون إلى أن عدوهم الإقليمي المملكة العربية السعودية على وشك الانهيار، وقد ذكر عدد من الخطباء في صلاة الجمعة وفي المناظرات التلفزيونية أن المملكة تحكم من كبار السن الذين فقدوا طريقهم.
وأضاف المستشار السابق ورئيس معهد تعزيز الحوار بين السنة والشيعة السيد شاه محمدي ’’أننا قلقون على المملكة العربية السعودية، والتي تبدو ضعيفةً ومن المحتمل أن تكون غير مستقرة’’ وأضاف ’’ حتى نحن كمنافس لهم، نرى كل العواقب المخيفة في حال ساءت الأمور هناك’’.
في شوارع طهران حيث يرى الناس بأن جزء كبير من المنطقة البعيدة عنهم مليئة بالفوضى والاضطرابات، نجد أن كثير من الإيرانيين يرحبون بكل خطوة تجعل إيران والولايات المتحدة أكثر قرباً من بعضهما، يقول محمد رضا بارفي الذي يعمل في مجال ميكانيكا السيارات أن ’’الولايات المتحدة تمتلك التقدم، العمل، المستقبل، السيارات الجديدة والحياة الأفضل’’ ويضيف ’’أفضّل السلام مع الولايات المتحدة أكثر من أي بلد إقليمي آخر، فماذا تمتلك هذه البلدان الإقليمية لعرضه؟ ’’.
http://hamasat-misfir.blogspot.de/2014/01/6-2014_7.html
المنشور في النيويورك تايمز بتاريخ 6 يناير 2014م
في حين تواصل الولايات المتحدة وإيران مفاوضاتها بشأن البرنامج النووي الإيراني، وجد البلدان أنفسهم في خندق واحد في مواجهة عدد من القضايا الإقليمية المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين أن الحكومتين تواصل بهدوء العمل لتحقيق مصالحهما المتضاربة في كثير من الأحيان، فإنه يتم استهدافهم من قبل المعارضين لهم ضمن حركة دولية من المقاتلين السنة الشباب، الذين يستخدمون شاحنات صغيرة وبنادق كلاشنيكوف ويرفعون رايات تنظيم القاعدة السوداء على طول خطوط النزاع الطائفي في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن.
الولايات المتحدة مترددة حيال التدخل في صراعات دموية غير حاسمة، وهي تواجه تراجع في نفوذها الإقليمي، وتراقب العراق الذي كلّفها واحد تريليون دولار وأكثر من 4000 قتيل وهو يشهد نمواً متزايداً في حالة عدم الاستقرار. وفي نفس الوقت، فإن إيران ذات الغالبية الشيعية والقطب المغناطيسي للأقلية الشيعية في المنطقة، لديها أسبابها الخاصة لتكون في حالة من القلق في مواجهة جيش المسلحين السنة الذين يهددون سوريا والعراق، ومن هنا فان أمريكا وإيران حلفاء مهمين، خصوصاً وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لسحب قواتها من أفغانستان.
يوم الاثنين 6/ يناير عرضت إيران الانضمام للولايات المتحدة في إرسال المساعدات العسكرية للحكومة الشيعية في بغداد، والتي تخوض قتال شوارع مع المسلحين السنة في محافظة الأنبار معقل السنة. ويوم الأحد 5/ يناير أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه يمكن تصور وجود دور إيراني في مؤتمر السلام القادم بخصوص سوريا، حتى وان كان من المفترض أن يناقش هذا الاجتماع التخطيط لسوريا ما بعد ذهاب الرئيس بشار الأسد الحليف الإيراني الهام.
يرى البعض بأن التحركات الإيرانية تعكس براغماتية ذكية من الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف والتي تهدف لبناء بلدهم ليكون قوة إقليمية. أما الجهات التي تنتقد التقارب الغربي الإيراني فإنهم يرون هذه المفاوضات مجرد نافذة لصرف الأنظار ولتهدئة الغرب وإحساسهم بالرضا عن النفس في حين تواصل طهران سعيها لإنتاج أسلحة نووية وتدعم الجهاديين المدعومين من قبلها في جميع أنحاء المنطقة.
وحتى الإيرانيين المحافظين يرون أن هناك مصالح مشتركة مع أمريكا والتي لا يمكن إنكارها، يقول المستشار السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عزير شاه محمدي ’’من الواضح أننا نصل بشكل متزايد لأرضية مشتركة مع الأمريكيين’’ ويضيف ’’لا ينبغي لبلد أن يتخذ له عدوٌ أبدي، لا نحن ولا الولايات المتحدة’’.
وبحسب أحد الخبراء فإنه باستثناء إيران التي تشكل جزيرة من الاستقرار في منطقة تعاني من الاحتجاجات العنيفة والمصادمات الطائفية والعمليات الانتحارية، لم يتبقى لواشنطن الكثير من الخيارات.
يشير ما شاء الله شمس الواعظين الصحافي الإصلاحي الإيراني البارز الذي يتابع عن كثب العالم العربي ’’إننا نواجه نفس العدو، و عدو عدوي هو صديقي’’ مذكراً بما قدمه عناصر المخابرات الإيرانية من معلومات موثوقة لأفراد القوات الخاصة الأمريكية التي حاربت عدو إيران ’’حركة طالبان الأفغانية’’ عام 2001م.
في حين تعترف إدارة اوباما أن إيران لديها القدرة على أن تكون لاعباً مؤثراً في القضايا الإقليمية من أفغانستان إلى سوريا، يقول أحد كبار المسؤولين أنهم يركزون اهتمامهم على المفاوضات النووية، فالتعاون بشأن أي قضايا أخرى يتوقف إلى حد كبير على التوصل إلى تفاهم بشأن البرنامج النووي الإيراني.
استنتجت إدارة اوباما بأن السيد روحاني والسيد ظريف تم تفويضهما للتفاوض بشأن برنامج إيران النووي، لكن مسؤولين قالوا انه لم يتضح بعد ما إذا كانت صلاحياتهم في التفاوض تمتد إلى القضايا الإقليمية مثل سوريا، فهناك الحرس الثوري الإيراني الذي يمتلك نفوذ واسع من خلال فيلق القدس التابع له، وهو الذي يقوم بتوريد الأسلحة لحزب الله في مسعاه لدعم حكومة الرئيس الأسد.
ذوبان الجليد في العلاقات الأمريكية الإيرانية يعود لما يقرب من عام عندما اتخذ البلدين مبادرات كانت أشبه بالمستحيلة، مما أثار غضب أقرب حلفاء واشنطن الإقليميين، السعودية و إسرائيل. ففي وقت مبكر من الربيع الماضي، تم عقد سلسلة من المحادثات السرية في عمان وجنيف وضعت الأساس لإعادة تأسيس العلاقات، وأنهت مقاطعة لأكثر من ثلاثة عقود بعد احتجاز طلاب إيرانيون لدبلوماسيين أمريكيين كرهائن في طهران الثورية.
في سبتمبر تم التوصل لاتفاق إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا ويعود الفضل في ذلك لدعم الرئيس فلاديمير بوتين وبدعم كامل وهندسة جزئية من قبل إيران، لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى أجرى الرئيس أوباما والسيد روحاني محادثتهما الهاتفية التاريخية، وفي أواخر نوفمبر تشرين الثاني قامت الولايات المتحدة والقوى العظمى بتوقيع الاتفاق النووي التاريخي مع إيران وهو الأول من نوعه في عشرة أعوام.
تقدم إيران نفسها على أنها صوت العقل، لافتةً أنظار الرأي العام لأشرطة الفيديو شديدة التطرف والتي تظهر قطع الرؤوس وعمليات الإعدام الأخرى التي تنتجها بعض الجماعات المتمردة في سوريا، في حين غرّد السيد روحاني على حسابه في تويتر متمنياً سنة جديدة سعيدة لجميع المسيحيين.
يقول السيد شمس الواعظين ’’الآن يهدد المتطرفين أمننا مرة أخرى، و كما هو الحال في عام 2001م، سوف يتعاون البلدين مع بعضهما البعض في العراق، وربما في أماكن أخرى أيضا’’ ويضيف ’’ هذه هي بداية التعاون الإقليمي ’’.
إذابة الجليد في العلاقات بين البلدين يعرّض إدارة السيد أوباما والسيد روحاني للخطر، حيث تجعلهما عرضة للانتقادات من المحافظين في كلا البلدين، وقد رفض المتشددين الايرانيين بغضب دعوة السيد جون كيري إيران للانضمام ’’ على هامش ’’ مؤتمر جنيف.
يقول المحلل السياسي المتشدد والمقرب من القيادات الإيرانية السيد حامد رضا تاراقي أن ’’الأميركيين يعترفون بأن إيران تقف مع السلام والاستقرار في هذه المنطقة ’’ وأضاف ’’ولكن عندما ندعى لحضور مؤتمر عن سوريا ويطلب منا بان نكون على هامش المؤتمر، فذلك أمر مهين ’’، حتى السيد ظريف رفض طلب السيد كيري قائلا أنه ’’ يجب أن يتحد الجميع من أجل محاربة الإرهابيين’’ حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية، ويبدو بأن المشاركة الكاملة لطهران في المؤتمر ستثير مشاكل أكثر تعقيداً، فالمحادثات تهدف للتخطيط لسوريا ما بعد الأسد، الحليف القديم لإيران.
منتقدو سياسة الولايات المتحدة يقولون بأن إدارة أوباما تعزز علاقاتها مع إيران على حساب الحلفاء التقليديين، وخاصة المملكة العربية السعودية وإسرائيل. ويقولون بان إيران لم تخفض دعمها لحلفائها في المنطقة، مثل حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة في لبنان، والسيد الأسد، وأنها تشارك بقوة مع الحكومة العراقية الشيعية .
وعلاوة على ذلك كما يقولون، فإن الاتفاق النووي النهائي مع إيران الذي يحرصون للتوصل إليه سيعمل على شلّ العقوبات الاقتصادية على إيران، مما سيؤدي لإنعاش اقتصادها و يعطيها المزيد من الموارد لنشر نفوذها في المنطقة، في حين يحرم الغرب من النفوذ الدبلوماسي لكبح جماح إيران.
ويقول محللون في الشأن الإيراني أن طهران تنتهج إستراتيجية ذكية، وذلك بالاستفادة من الولايات المتحدة لتقويض السعودية أعظم منافسيها الإقليميين. يقول الناشط القومي والعضو السابق في البرلمان الإيراني قبل قيام الثورة الإسلامية السيد هوشنك تيل بأن ’’التعاون الذكي مع روسيا، مكّن إيران من تغيير اللعبة سواء في العراق أو في سوريا’’ ويضيف ’’إذا لعبنا أوراقنا بشكل جيد، فسنتمكن في نهاية المطاف من التغلب على كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية’’.
المراقبون يلاحظون بان إيران تمكنت من إبقاء الرئيس الأسد في السلطة وهي تمتلك نفوذ كبير على جيرانها العراق وأفغانستان. وسواء كان صواباً أم خطأ، فهم ينظرون إلى أن عدوهم الإقليمي المملكة العربية السعودية على وشك الانهيار، وقد ذكر عدد من الخطباء في صلاة الجمعة وفي المناظرات التلفزيونية أن المملكة تحكم من كبار السن الذين فقدوا طريقهم.
وأضاف المستشار السابق ورئيس معهد تعزيز الحوار بين السنة والشيعة السيد شاه محمدي ’’أننا قلقون على المملكة العربية السعودية، والتي تبدو ضعيفةً ومن المحتمل أن تكون غير مستقرة’’ وأضاف ’’ حتى نحن كمنافس لهم، نرى كل العواقب المخيفة في حال ساءت الأمور هناك’’.
في شوارع طهران حيث يرى الناس بأن جزء كبير من المنطقة البعيدة عنهم مليئة بالفوضى والاضطرابات، نجد أن كثير من الإيرانيين يرحبون بكل خطوة تجعل إيران والولايات المتحدة أكثر قرباً من بعضهما، يقول محمد رضا بارفي الذي يعمل في مجال ميكانيكا السيارات أن ’’الولايات المتحدة تمتلك التقدم، العمل، المستقبل، السيارات الجديدة والحياة الأفضل’’ ويضيف ’’أفضّل السلام مع الولايات المتحدة أكثر من أي بلد إقليمي آخر، فماذا تمتلك هذه البلدان الإقليمية لعرضه؟ ’’.
http://hamasat-misfir.blogspot.de/2014/01/6-2014_7.html