مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
في ذكرى رحيل الرئيس فيصل بن شملان
بقلم محمد مصطفى العمراني
الرئيس الراحل مهندس التغيير فيصل بن شملان سلام عليك ودعوات لك بالرحمات من المولى الرحيم تتدفق كنهر دائم الجريان أتساءل وأنا أدلف عالمك الأخضر : بأي لغة سأكتب عنك وأنت في ذلك السمو العالي والألق المبهر والعطاء المتدفق؟!!
أنت رجل يتهيب أمثالي الكتابة عنك فأنت عملاق لن نوفيه حقه بمقال ولا حتى بكتاب من أربعمائة صفحة وغلاف فاخر يحتوي كلمات تأبينية وقصائد رثاء ، أنت لا تريد ذلك وكما عرفناك لم تسع لكلمة مديح في حياتك ، العظماء أمثالك يتحولون في وطني إلى أسماء لمدارس وشوارع ومؤسسات رسمية ، يسعى المستبد دوما لتجريد الرموز والأعلام من إلهامهم للناس وهذا هو التغييب الأخطر صار الزبيري شارعا في العاصمة وربما يطلقون إسمك على مدرسة أو مؤسسة ويواصل الأكلة التداعي إلى القصعة ويتجاهل الساسة أن لهؤلاء العظماء طريق نضالي السير فيه ومواصلة رسالتهم هو التكريم الحقيقي لهم ، يكفيك أنك أرشدت الجموع للطريق وشققت النهر الذي تدفق وعيا في أذهان الناس أو الكثير منهم ، ومنذ رحلت سيدي الرئيس ما زلنا ننتظر الرواحل ونتأسف على غياب القدوات والرموز التي تقود الناس ونعيش جدبا في القادة وكثرة غثائية في السماسرة وبياعو الأوطان بأبخس الأثمان .
ما زلت أذكر يوم ألتقيتك في إحدى الكافتيريات ، كنت وحيدا إلا من حب الناس ونزاهة اليد وطهارة الروح التي تسمو عن كل مكايدات الصغار ، كنت تحتسي قهوتك في ذلك المساء وكنت أمطرك بأسئلتي عن سبب تركك لوزارة النفط قلت لي يومها : ( يا بني السلطة في هذه البلاد نافخة كير تحرق كل من يقترب منها ، عصابة واحدة تحكم بلدا بالجهل والأزمات ومنطق الفيد ولغة النهب لكن رغم كل محاولاتهم تغطية الشمس سيأتي يوم يصحو فيه الناس ويصنعون حياتهم التي يؤجلونها إلى أجل غير معلوم )، وحين رأيتك في 2006 م تنسج خيوط الحلم الكبير وتشق الجدار السميك كنت كأنني في حلم ومجددا سرقت العصابة حلمنا الكبير وفوزك العظيم بالرئاسة ومضيت أنت كما عهدناك نظيفا لم يحرقه كير السلطة ولا دنسته أوساخ العصابة رائدا لا يكذب أهله ..
رحمك الله فقد نقشت إسمك في سجل الخالدين وحطمت الجدار ..
موقع*مارب برس*
أضافة تعليق