حسن شعيب
لم يعد خافيًا على كل ذي عينين أن الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، كان بِحَاجةٍ إلى غطاء شعبي فحسب، حتى لو كان من أذناب النظام السابق، للقيام بالانقلاب العسكري الذي دُبِّر بليل مع السفيرة الأمريكية، حيث قام بتهديد الرئيس المصري محمد مرسي بالعزل قبل 30 يونيو بعدة أيام ونزول أي فرد إلى الشارع لمعارضته.
هذا ليس دربًا من الخيال، لكنَّه استنادًا على مصادر قوية ومطلعة من الصحف الأمريكية والبريطانية التي تباينت ردود أفعالها حول الانقلاب على الشرعية الذي تزعمته قيادات الجيش ضد أول رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة؛ حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا تحت عنوان ’’مرسي وأيامه الأخيرة- قصة من الداخل’’، أكَّد فيه أنَّ ’’قيادات الجيش هددت الرئيس المصري مرسي بالانقلاب يوم 23 يونيو، كما تَمَّ إخطاره أنَّه أمام خياران، إما التنحي أو السجن مباشرة’’.
كما أضافت الصحيفة البريطانية أنَّ مرسي رد على السيسي بقوة قائلاً ’’على جثتي’’ وذلك قبل الانقلاب بيومين، بينما قال الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت’’ البريطانية ’’على القادة الغربيين الذين دومًا ما أخبرونا أن مصر على طريقها الصحيح صوب الديمقراطية أن يتذكروا أن ’’مرسى’’ هو رئيس منتخب ديمقراطيًا في انتخابات شهد لها الغرب ورفع لها العالم القبعة’’.
كما أضاف في مقاله تحت عنوان’’ ’’متى يكون الانقلاب العسكري ليس انقلابا؟ عندما يحدث في مصر’’، ’’إنها المرة الأولى في التاريخ، التي لا يتم النظر فيها إلى اغتصاب الجيش للسلطة على أنه ’’انقلابا’’، حيث استولى الجيش المصري على السلطة، وعزل واعتقل رئيسا منتخبا انتخابا ديمقراطيا وعلق الدستور وإغلاق بعض المحطات التليفزيونية ووقف نشر الصحف’’.
وأكد فيسك على ’’أن مرسي وصل إلى سدة الحكم في مصر عبر انتخابات ديمقراطية، حصل فيها على أصوات ربما تزيد عما حصل عليه كثير من القادة الغربيين، الذين التزموا الصمت حيال الانقلاب’’، موضحًا ’’حتى لو انخفضت شعبيته، فإنَّ ذلك لا يُعتبر سببًا لتنفيذ انقلاب، وإلا فعلى الجيوش الأوروبية أن تضع يدها على السلطة في حال أظهرت استطلاعات الرأي انخفاض شعبية رؤساء الوزراء في دولها’’.
من جانب آخر، وجهت عدة صحف أمريكية انتقادًا لاذعًا لما وصفته ’’انقلابًا على الديمقراطية’’ في مصر، حيث أشارت صحيفة ’’نيويورك تايمز’’ إلى أنَّه ’’مهما كان أداء الرئيس محمد مرسي، الذي انقلب عليه الجيش، فلا يمكن تمامًا نسيان أنه منتخب ديمقراطيًا وإن عزله من قبل الجيش هو انتكاسة وهزيمة للديمقراطية والحكومة الدستورية، حتى وإن أجريت بعد هذا العزل انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت’’.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة: ’’إنَّ المأساة ستكون كاملة إذا سمح المصريون لثورتهم التي أطاحت بالديكتاتور المخلوع مبارك، أن تنتهي برفض الجيش للديمقراطية وانقلابه عليها’’، مضيفة أنَّ الأمر الذي لا يمكن تجاهله وينبغي التأكيد عليه أن الإخوان المسلمين سيظلون داخل المشهد، إن كانوا يسعون للديمقراطية الحقيقة، رغمًا عن الجميع’’.
بيد أن صحيفة ’’يو أس إيه توداي ’’ الأمريكي تطرق إلى أمر غاية في الخطورة وبالغ الأهمية، حيث قالت: ’’إذا كان إلغاء الانتخابات ممكنًا بهذه السهولة، فهذا بدوره قد يفقد المتنافسين في الانتخابات الثقة فيها مرة أخرى كوسيلة سلمية لتداول السلطة’’، كما وصفت الانقلاب بأنَّه ’’سيطرة الغوغاء’’ المدفوعة بالجيش للإطاحة بحكومة انتخبت قبل عام واحد فحسب’’.
وحذرت الصحيفة الأمريكية من ’’فقدان، جماعة الإخوان المسلمين، التي لا تزال هي القوة السياسية الأكثر شعبية بالبلاد، الثقة في العملية الانتخابية مرة أخرى، حتى لو سُمح له بتقديم مرشحين’’، مؤكدة على حقيقة ما قاله الرئيس مرسي ’’أنَّ الثورة قد سرقت بعد سرقة الانتخابات’’، مشيرة إلى ’’أنَّ ’’الحشود الغوغائية’’ لا تقيم ديمقراطية حتى إذا كانت نواياها طيبة، وإن الديمقراطية تقيمها الانتخابات، بشرط عدم حرمان جزء من الشعب منها’’
بينما دعت صحف أخرى واشنطن إلى وقف معوناتها ودعمها للنظام الجديد، الذي جاء عبر انقلاب على الديمقراطية، والعودة إلى سياسة أساسها المبادئ والقيم الأمريكية بشرط تأييدها وإعادتها المساعدات لمصر بضمان العودة للديمقراطية في أسرع وقت، حيث ناشدت واشنطن بأنَّ توضح أن معونتها السنوية للجيش المصري لن تستمر إلا بضمان انتقال ذي مصداقية للديمقراطية’’.
أما تمارا كوفمان فقد كتب تقريرًا تحت عنوان ’’ أفكار حول الانقلاب العسكري في مصر’’، سلط فيها الضوء على دور قوات الأمن والشرطة في مظاهرات 30 يونيو، التي اتخذت كذريعة لعزل الرئيس المصري؛ حيث ظهرت كلاعب سياسي، من خلال انضمامها للاحتجاجات المناهضة لمرسي، ورفضت بشدة الدفاع عن المنشآت الحيوية ضد عنف الغوغاء’’.
كما استطردت قائلة ’’على العكس من ثورة يناير، كانت أجهزة الشرطة و مسئولي الأمن إلى جانب نظام مبارك وارتكبت انتهاكات مروعة ضد المتظاهرين وليس الاحتجاج معهم’’، كما أكَّد التقرير ’’أنَّ حزب النور رأى الانقلاب العسكري فرصة لبقائه داخل اللعبة السياسية، حتى لو كان هذا الانقلاب مبررًا لاستخدام العنف ضد الإسلاميين’’.
وأشار التقرير إلى دور الجماعات السلفية في الانقلاب، بل ودورها منذ الإطاحة بمبارك، في إشارة إلى حزب النور السلفي الذي شارك في بيان عزل مرسي، حيث قالت كوفمان ’’يبدو أنَّ هذا الحزب قد أنشئ من أجل منع الإخوان المسلمين من الحصول على كتلة تصويت الإسلاميين بالكامل’’.
من المؤكَّد أن الصحف العالمية لم تغفل إمكانية عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، لا سيما بسبب أعداد أنصاره ومؤيديه الغفيرة التي ملأت الميادين والشوارع المصرية وقدرت أعدادهم بالملايين، رفضًا لانقلاب الجيش ومطالبين بعودة المسار الديمقراطي في البلاد.
موقع الاسلام اليوم
لم يعد خافيًا على كل ذي عينين أن الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، كان بِحَاجةٍ إلى غطاء شعبي فحسب، حتى لو كان من أذناب النظام السابق، للقيام بالانقلاب العسكري الذي دُبِّر بليل مع السفيرة الأمريكية، حيث قام بتهديد الرئيس المصري محمد مرسي بالعزل قبل 30 يونيو بعدة أيام ونزول أي فرد إلى الشارع لمعارضته.
هذا ليس دربًا من الخيال، لكنَّه استنادًا على مصادر قوية ومطلعة من الصحف الأمريكية والبريطانية التي تباينت ردود أفعالها حول الانقلاب على الشرعية الذي تزعمته قيادات الجيش ضد أول رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة؛ حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا تحت عنوان ’’مرسي وأيامه الأخيرة- قصة من الداخل’’، أكَّد فيه أنَّ ’’قيادات الجيش هددت الرئيس المصري مرسي بالانقلاب يوم 23 يونيو، كما تَمَّ إخطاره أنَّه أمام خياران، إما التنحي أو السجن مباشرة’’.
كما أضافت الصحيفة البريطانية أنَّ مرسي رد على السيسي بقوة قائلاً ’’على جثتي’’ وذلك قبل الانقلاب بيومين، بينما قال الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت’’ البريطانية ’’على القادة الغربيين الذين دومًا ما أخبرونا أن مصر على طريقها الصحيح صوب الديمقراطية أن يتذكروا أن ’’مرسى’’ هو رئيس منتخب ديمقراطيًا في انتخابات شهد لها الغرب ورفع لها العالم القبعة’’.
كما أضاف في مقاله تحت عنوان’’ ’’متى يكون الانقلاب العسكري ليس انقلابا؟ عندما يحدث في مصر’’، ’’إنها المرة الأولى في التاريخ، التي لا يتم النظر فيها إلى اغتصاب الجيش للسلطة على أنه ’’انقلابا’’، حيث استولى الجيش المصري على السلطة، وعزل واعتقل رئيسا منتخبا انتخابا ديمقراطيا وعلق الدستور وإغلاق بعض المحطات التليفزيونية ووقف نشر الصحف’’.
وأكد فيسك على ’’أن مرسي وصل إلى سدة الحكم في مصر عبر انتخابات ديمقراطية، حصل فيها على أصوات ربما تزيد عما حصل عليه كثير من القادة الغربيين، الذين التزموا الصمت حيال الانقلاب’’، موضحًا ’’حتى لو انخفضت شعبيته، فإنَّ ذلك لا يُعتبر سببًا لتنفيذ انقلاب، وإلا فعلى الجيوش الأوروبية أن تضع يدها على السلطة في حال أظهرت استطلاعات الرأي انخفاض شعبية رؤساء الوزراء في دولها’’.
من جانب آخر، وجهت عدة صحف أمريكية انتقادًا لاذعًا لما وصفته ’’انقلابًا على الديمقراطية’’ في مصر، حيث أشارت صحيفة ’’نيويورك تايمز’’ إلى أنَّه ’’مهما كان أداء الرئيس محمد مرسي، الذي انقلب عليه الجيش، فلا يمكن تمامًا نسيان أنه منتخب ديمقراطيًا وإن عزله من قبل الجيش هو انتكاسة وهزيمة للديمقراطية والحكومة الدستورية، حتى وإن أجريت بعد هذا العزل انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت’’.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة: ’’إنَّ المأساة ستكون كاملة إذا سمح المصريون لثورتهم التي أطاحت بالديكتاتور المخلوع مبارك، أن تنتهي برفض الجيش للديمقراطية وانقلابه عليها’’، مضيفة أنَّ الأمر الذي لا يمكن تجاهله وينبغي التأكيد عليه أن الإخوان المسلمين سيظلون داخل المشهد، إن كانوا يسعون للديمقراطية الحقيقة، رغمًا عن الجميع’’.
بيد أن صحيفة ’’يو أس إيه توداي ’’ الأمريكي تطرق إلى أمر غاية في الخطورة وبالغ الأهمية، حيث قالت: ’’إذا كان إلغاء الانتخابات ممكنًا بهذه السهولة، فهذا بدوره قد يفقد المتنافسين في الانتخابات الثقة فيها مرة أخرى كوسيلة سلمية لتداول السلطة’’، كما وصفت الانقلاب بأنَّه ’’سيطرة الغوغاء’’ المدفوعة بالجيش للإطاحة بحكومة انتخبت قبل عام واحد فحسب’’.
وحذرت الصحيفة الأمريكية من ’’فقدان، جماعة الإخوان المسلمين، التي لا تزال هي القوة السياسية الأكثر شعبية بالبلاد، الثقة في العملية الانتخابية مرة أخرى، حتى لو سُمح له بتقديم مرشحين’’، مؤكدة على حقيقة ما قاله الرئيس مرسي ’’أنَّ الثورة قد سرقت بعد سرقة الانتخابات’’، مشيرة إلى ’’أنَّ ’’الحشود الغوغائية’’ لا تقيم ديمقراطية حتى إذا كانت نواياها طيبة، وإن الديمقراطية تقيمها الانتخابات، بشرط عدم حرمان جزء من الشعب منها’’
بينما دعت صحف أخرى واشنطن إلى وقف معوناتها ودعمها للنظام الجديد، الذي جاء عبر انقلاب على الديمقراطية، والعودة إلى سياسة أساسها المبادئ والقيم الأمريكية بشرط تأييدها وإعادتها المساعدات لمصر بضمان العودة للديمقراطية في أسرع وقت، حيث ناشدت واشنطن بأنَّ توضح أن معونتها السنوية للجيش المصري لن تستمر إلا بضمان انتقال ذي مصداقية للديمقراطية’’.
أما تمارا كوفمان فقد كتب تقريرًا تحت عنوان ’’ أفكار حول الانقلاب العسكري في مصر’’، سلط فيها الضوء على دور قوات الأمن والشرطة في مظاهرات 30 يونيو، التي اتخذت كذريعة لعزل الرئيس المصري؛ حيث ظهرت كلاعب سياسي، من خلال انضمامها للاحتجاجات المناهضة لمرسي، ورفضت بشدة الدفاع عن المنشآت الحيوية ضد عنف الغوغاء’’.
كما استطردت قائلة ’’على العكس من ثورة يناير، كانت أجهزة الشرطة و مسئولي الأمن إلى جانب نظام مبارك وارتكبت انتهاكات مروعة ضد المتظاهرين وليس الاحتجاج معهم’’، كما أكَّد التقرير ’’أنَّ حزب النور رأى الانقلاب العسكري فرصة لبقائه داخل اللعبة السياسية، حتى لو كان هذا الانقلاب مبررًا لاستخدام العنف ضد الإسلاميين’’.
وأشار التقرير إلى دور الجماعات السلفية في الانقلاب، بل ودورها منذ الإطاحة بمبارك، في إشارة إلى حزب النور السلفي الذي شارك في بيان عزل مرسي، حيث قالت كوفمان ’’يبدو أنَّ هذا الحزب قد أنشئ من أجل منع الإخوان المسلمين من الحصول على كتلة تصويت الإسلاميين بالكامل’’.
من المؤكَّد أن الصحف العالمية لم تغفل إمكانية عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، لا سيما بسبب أعداد أنصاره ومؤيديه الغفيرة التي ملأت الميادين والشوارع المصرية وقدرت أعدادهم بالملايين، رفضًا لانقلاب الجيش ومطالبين بعودة المسار الديمقراطي في البلاد.
موقع الاسلام اليوم