نبيل البكيري
ربما يتعذر البعض بظرفية اللحظة التوافقية الراهنة ليتماهى و يغض الطرف عن حقيقة ما يجري في صعدة من تحضيرات و إرهاصات مخيفة لميلاد كارثة مدوية تتربص بكل ما له صلة بالمشروع الوطني الكبير.
لكن ما يجب أن يقال أن لا شيء أفضل من الصدق و أحق من الحقيقة، ما يتم في صعدة لم يعد بخاف على أحد مؤشراته، أنه مشروع ماضوي غابر يتهدد الهوية السياسية والثقافية والاجتماعية ليس للمجتمع الصعداوي فحسب بل للمجتمع اليمني كله.
إن غض الطرف عما يجري في صعدة من قبل بعض المثقفين والسياسيين، كمناكفة سياسة لهذا الطرف أو ذلك، لا يعد سوى خيانة وطنية عظمى للقيم التي ناضل من أجلها اليمنيون طويلاً ولا يزالون مستمرين في نضالهم ذلك حتى اللحظة في البحث عن وطن للجميع.
إن التعلل بظرفية التوافق والحوار الوطني، لا يمنع من قول الحق لتصويب الصواب و تخطئة الخطأ قبل استفحاله، إن ما حدث كان خطأً مقصوداً ومتعمداً ورسالة سلبية لكل اليمنيين تشي بانتصار خرافي لجماعة “سلالية” عنصرية تسعى لتحقيق أهدافها باستعادة حكم الإمامة الحلم.
وذلك ما لا ينبغي تغافله من رسالية تلك الاحتفائية الخرافية لنا جميعاً، الداخل والخارج معاً، فلما بعد كل ذلك تريدون أن تدسوا رؤوسكم في الرمال و تتعاموا عما يجري أمامكم من لا منطق و من عبثية قاتلة،كارثية العواقب والنتائج على اليمن حاضراً ومستقبلاً.
إن ما حدث في صعدة لم يكن حدثاً عابراً لدفن رفات رجل قضى في سبيل مشروعه قبل تسع سنوات، ما حدث كان تدشيناً حقيقياً لمرحلة من اللا منطق و اللا استقرار، تدشيناً لعبثية اللحظة وعبثية كل شيء فيها من أحداث و أشخاص وتوقيت.
إن خطورة ما حدث لا يقتصر على أنه مجرد عملية دفن رفات، بقدر ما كان عملية للتأسيس لما بعدها من مراحل، تستلهم من خطى صاحب الرفات، وهي خطى مكللة بالدم والبارود والعنف و التوسعية المستلهمة لميراث تأريخي من الاقتتال و إرث طويل من الحكم والسلطان.
فما تقوم به هذه الجماعة لم يعد لغزاً يصعب تفسيره، ما تقوم به هو إسقاط حاضر لماض مقدس لديها، تعمل على بعثه من مراقده و إثارته، و تكثيفه واقعاً ملموساً في هذه اللحظة التي ترى أنها الأكثر مناسبةً للقيام بهذه المهمة المقدسة، التي تتوافر لها كل ظروف إعادة التموضع، من ضعف الدولة المركزية و وجود الدعم الخارجي الإيراني المتحفز للانقضاض والتواجد في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
فهل بعد كل هذه الدلائل والمؤشرات ما يدع مجالاً للشك لدينا بحقيقة ما يجري وخطورته، أيعقل أن نكذب الواقع المشاهد لنصدق حالة من المثالية المتخيلة في أذهاننا البريئة والخيالية ؟ لا أعتقد ذلك مطلقاً، فشواهد اللحظة يرتفع دخانها في كل مكان من حولنا، ولات حين مناص.
ربما يتعذر البعض بظرفية اللحظة التوافقية الراهنة ليتماهى و يغض الطرف عن حقيقة ما يجري في صعدة من تحضيرات و إرهاصات مخيفة لميلاد كارثة مدوية تتربص بكل ما له صلة بالمشروع الوطني الكبير.
لكن ما يجب أن يقال أن لا شيء أفضل من الصدق و أحق من الحقيقة، ما يتم في صعدة لم يعد بخاف على أحد مؤشراته، أنه مشروع ماضوي غابر يتهدد الهوية السياسية والثقافية والاجتماعية ليس للمجتمع الصعداوي فحسب بل للمجتمع اليمني كله.
إن غض الطرف عما يجري في صعدة من قبل بعض المثقفين والسياسيين، كمناكفة سياسة لهذا الطرف أو ذلك، لا يعد سوى خيانة وطنية عظمى للقيم التي ناضل من أجلها اليمنيون طويلاً ولا يزالون مستمرين في نضالهم ذلك حتى اللحظة في البحث عن وطن للجميع.
إن التعلل بظرفية التوافق والحوار الوطني، لا يمنع من قول الحق لتصويب الصواب و تخطئة الخطأ قبل استفحاله، إن ما حدث كان خطأً مقصوداً ومتعمداً ورسالة سلبية لكل اليمنيين تشي بانتصار خرافي لجماعة “سلالية” عنصرية تسعى لتحقيق أهدافها باستعادة حكم الإمامة الحلم.
وذلك ما لا ينبغي تغافله من رسالية تلك الاحتفائية الخرافية لنا جميعاً، الداخل والخارج معاً، فلما بعد كل ذلك تريدون أن تدسوا رؤوسكم في الرمال و تتعاموا عما يجري أمامكم من لا منطق و من عبثية قاتلة،كارثية العواقب والنتائج على اليمن حاضراً ومستقبلاً.
إن ما حدث في صعدة لم يكن حدثاً عابراً لدفن رفات رجل قضى في سبيل مشروعه قبل تسع سنوات، ما حدث كان تدشيناً حقيقياً لمرحلة من اللا منطق و اللا استقرار، تدشيناً لعبثية اللحظة وعبثية كل شيء فيها من أحداث و أشخاص وتوقيت.
إن خطورة ما حدث لا يقتصر على أنه مجرد عملية دفن رفات، بقدر ما كان عملية للتأسيس لما بعدها من مراحل، تستلهم من خطى صاحب الرفات، وهي خطى مكللة بالدم والبارود والعنف و التوسعية المستلهمة لميراث تأريخي من الاقتتال و إرث طويل من الحكم والسلطان.
فما تقوم به هذه الجماعة لم يعد لغزاً يصعب تفسيره، ما تقوم به هو إسقاط حاضر لماض مقدس لديها، تعمل على بعثه من مراقده و إثارته، و تكثيفه واقعاً ملموساً في هذه اللحظة التي ترى أنها الأكثر مناسبةً للقيام بهذه المهمة المقدسة، التي تتوافر لها كل ظروف إعادة التموضع، من ضعف الدولة المركزية و وجود الدعم الخارجي الإيراني المتحفز للانقضاض والتواجد في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
فهل بعد كل هذه الدلائل والمؤشرات ما يدع مجالاً للشك لدينا بحقيقة ما يجري وخطورته، أيعقل أن نكذب الواقع المشاهد لنصدق حالة من المثالية المتخيلة في أذهاننا البريئة والخيالية ؟ لا أعتقد ذلك مطلقاً، فشواهد اللحظة يرتفع دخانها في كل مكان من حولنا، ولات حين مناص.