د. فيصل الحذيفي
ماذا لو أن امريكا تريد شرق أوسط جديد ولم يكن ثمة نخبة عربية تسعى الى التغيير ؟ هل كان بإمكان العامل الخارجي ان يصنع ثورة عربية ؟
نطرح السؤال على هذا النحو لدحض مقولة إن ثورات الربيع العربي هي صنيعة أميركة ، مخطط لها منذ زمن بعيد .. وهذا الاتجاه يتبناه بحماسة منقطعة النظير فلول الأنظمة الساقطة والمتضررة مصالحها، يسعى هذا النفر المغضوب عليهم شعبيا – نكاية واستنقاصا - ان يحط من شان الثورة العربية كقيمة حضارية انسانية تعبر عن انسان عربي يبحث عن ذاته وحريته وارادته وكرامته ... نسي هؤلاء القوم ان العربي انسان ذو قيمة مثل بقية خلق الله ولايزالون ينظرون اليه بذات النظر البهائمية التي كانوا يحكمونه بها .. ونظرتهم له بانه قطيع لم يرشد بعد ولا يستحق الديمقراطية .
وبالعودة الى تاريخ العرب. فهل نستطيع انكار قيام ثورة بني العباس في وجه طغيان بني امية وفساد ملكهم ؟ هل نستطيع انكار ثورة عماد الدين زنكي وصلاح الدين الايوبي ضد فساد الامارات الاقطاعية التي باعت نفسها للأجنبي من أجل بقائها في الحكم فتم الاطاحة بها وتم تحرير القدس الذي ظل ما يقارب مائة عام تحت الحكم الصليبي الغازي ؟ أين كانت امريكا من كل هذه الثورة العربية الاسلامية ضد الفساد والانحلال السياسي حينذاك ؟
ماذا كان يفعل المجاهد الكبير عمر المختار بليبيا وعبد الحميد بن باديس وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي في المغرب هل كانوا يتحركون بوحي من أمريكا ؟ ماذا كان يفعل احمد عرابي وسعد زغلول هل كانوا يتحركون بوحي من أمريكا ؟ ماذا كان يفعل أحمد محمد النعمان والزبيري والشيخ المجاهد علي عبد الله الحكيمي ضد الاستعمار البريطاني والاستبداد الامامي ؟ هل كانوا يناضلون بوحي من امريكا ؟ احترموا قليلا عقولنا ايها القوم ؟
إن الامة العربية خلال مائة عام من الاستقلال والاستقرار النسبي واتساع رقعة التعليم وانتشار وسائل الاعلام الحديثة بدأ مثقفوها يقارنون وضعهم بغيرهم من الأمم وبدأوا يعيدون صياغة الاسئلة المسكوت عنها ... عاد المثقف العربي من جديد ليطرح نفس السؤال الذي طرحه المفكر العربي شكيب ارسلان قبل مائة عام كعنوان لكتابه المعني بمشروع النهضة العربية وهو : (( لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم )) ؟
إن الاجابة عن هذا السؤال ظهرت اليوم على شكل ثورة شعبية تعبر عن رفض الانسان العربي للاستبداد باعتباره اساس هذا التخلف والتبعية للغرب والاستكانة والذل والقهقهرى ..
لا ننكر ان الدول الكبرى تراقب التغيرات وتقدر اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على مصالحها لكنها ليست شريكة في صنع الثورة العربية مهما اجتهد المجتهدون ومهما كان للغرب أو قطر من دعم او تحركات، فليس لأي منها اي دور مزعوم في صناعة الفعل الثوري العربي .. إن الثورة العربية لم تكن عملا متوقعا بل كان مباغتا منذ ان أعلنت الفضائيات عن هروب رئيس تونس الذي فتح شهية شعوب عربية أخرى تتطلع الى التغير ..
بدأ التغيير الثوري من تونس : لان تونس متقدمة تعليميا واقتصاديا ومجتمعيا على غيرها من الدول العربية فكانت الخطوة التالية هي الانتقال الى الديمقراطية عبر الثورة الشعبيه ، وان خطأ النظام العربي أنه ظل ثابتا في محيط اجتماعي متغير الى الامام فكانت الثورة فعلا طبيعيا ، بينما في الصين يتحرك النظام السياسي بالتوازي مع المجتمع ويسبقه احيانا فأسقط الثورة في ساحة تان مين في العام 90 بالرغم من التآمر الامريكي على الصين ...
صحيفة ’’مأرب برس’’
ماذا لو أن امريكا تريد شرق أوسط جديد ولم يكن ثمة نخبة عربية تسعى الى التغيير ؟ هل كان بإمكان العامل الخارجي ان يصنع ثورة عربية ؟
نطرح السؤال على هذا النحو لدحض مقولة إن ثورات الربيع العربي هي صنيعة أميركة ، مخطط لها منذ زمن بعيد .. وهذا الاتجاه يتبناه بحماسة منقطعة النظير فلول الأنظمة الساقطة والمتضررة مصالحها، يسعى هذا النفر المغضوب عليهم شعبيا – نكاية واستنقاصا - ان يحط من شان الثورة العربية كقيمة حضارية انسانية تعبر عن انسان عربي يبحث عن ذاته وحريته وارادته وكرامته ... نسي هؤلاء القوم ان العربي انسان ذو قيمة مثل بقية خلق الله ولايزالون ينظرون اليه بذات النظر البهائمية التي كانوا يحكمونه بها .. ونظرتهم له بانه قطيع لم يرشد بعد ولا يستحق الديمقراطية .
وبالعودة الى تاريخ العرب. فهل نستطيع انكار قيام ثورة بني العباس في وجه طغيان بني امية وفساد ملكهم ؟ هل نستطيع انكار ثورة عماد الدين زنكي وصلاح الدين الايوبي ضد فساد الامارات الاقطاعية التي باعت نفسها للأجنبي من أجل بقائها في الحكم فتم الاطاحة بها وتم تحرير القدس الذي ظل ما يقارب مائة عام تحت الحكم الصليبي الغازي ؟ أين كانت امريكا من كل هذه الثورة العربية الاسلامية ضد الفساد والانحلال السياسي حينذاك ؟
ماذا كان يفعل المجاهد الكبير عمر المختار بليبيا وعبد الحميد بن باديس وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي في المغرب هل كانوا يتحركون بوحي من أمريكا ؟ ماذا كان يفعل احمد عرابي وسعد زغلول هل كانوا يتحركون بوحي من أمريكا ؟ ماذا كان يفعل أحمد محمد النعمان والزبيري والشيخ المجاهد علي عبد الله الحكيمي ضد الاستعمار البريطاني والاستبداد الامامي ؟ هل كانوا يناضلون بوحي من امريكا ؟ احترموا قليلا عقولنا ايها القوم ؟
إن الامة العربية خلال مائة عام من الاستقلال والاستقرار النسبي واتساع رقعة التعليم وانتشار وسائل الاعلام الحديثة بدأ مثقفوها يقارنون وضعهم بغيرهم من الأمم وبدأوا يعيدون صياغة الاسئلة المسكوت عنها ... عاد المثقف العربي من جديد ليطرح نفس السؤال الذي طرحه المفكر العربي شكيب ارسلان قبل مائة عام كعنوان لكتابه المعني بمشروع النهضة العربية وهو : (( لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم )) ؟
إن الاجابة عن هذا السؤال ظهرت اليوم على شكل ثورة شعبية تعبر عن رفض الانسان العربي للاستبداد باعتباره اساس هذا التخلف والتبعية للغرب والاستكانة والذل والقهقهرى ..
لا ننكر ان الدول الكبرى تراقب التغيرات وتقدر اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على مصالحها لكنها ليست شريكة في صنع الثورة العربية مهما اجتهد المجتهدون ومهما كان للغرب أو قطر من دعم او تحركات، فليس لأي منها اي دور مزعوم في صناعة الفعل الثوري العربي .. إن الثورة العربية لم تكن عملا متوقعا بل كان مباغتا منذ ان أعلنت الفضائيات عن هروب رئيس تونس الذي فتح شهية شعوب عربية أخرى تتطلع الى التغير ..
بدأ التغيير الثوري من تونس : لان تونس متقدمة تعليميا واقتصاديا ومجتمعيا على غيرها من الدول العربية فكانت الخطوة التالية هي الانتقال الى الديمقراطية عبر الثورة الشعبيه ، وان خطأ النظام العربي أنه ظل ثابتا في محيط اجتماعي متغير الى الامام فكانت الثورة فعلا طبيعيا ، بينما في الصين يتحرك النظام السياسي بالتوازي مع المجتمع ويسبقه احيانا فأسقط الثورة في ساحة تان مين في العام 90 بالرغم من التآمر الامريكي على الصين ...
صحيفة ’’مأرب برس’’