الدكتور فيصل الحذيفي
2013/04/07 الساعة 22:50:06
في كل عملية حوار مصيري ينبغي أن تتوفر مجموعة من الشروط الموضوعية الضرورية لأي بيئة حوار يمكن نعته بالناجح، وتعد هذه الشروط بمثابة معايير للكفاءة والموائمة وقياسا للنجاح إن هي توفرت، إلا إذا كان المتحاورون تنقصهم الأهلية وتتضخم عندهم خفة العقل فذلك له شأن آخر، وسنشير إلى سبعة بنود :
1. الندية : وهي تعني : التكافؤ وعدم التغلب، ولقد فشل الحوار قبل الثورة بين السلطة والمعارضة منذ مطلع 2001 بسبب غياب شرط الندية، لان السلطة كانت تتحاور بلغة التغلب والاعتساف وهذا لم يعد قائما ..فالندية حاضرة بين كل الفرقاء .
2. الحرية : وهي تعني قدرة الأعضاء على الإسهام الفعلي بالحوار دون قيود من أي نوع على الآراء المطروحة أو اتخاذ القرار، ولا جهة يمكنها فرض مثل هذه القيود، أو التحكم بمخرجات الحوار ..
3. الشفافية: هي حالة من الموضوعية في التمشي العام والتفصيلي واعتماد الآليات المقترحة، ومن ابرز ملامحها انه ليس ثمة ما هو خفي وراء الكواليس، فلا باطن ولا ظاهر، ولا مسكوت عنه ولا معلن ..
4. الشعور بالمسؤولية :يصبح هذا الشعور قرين بالحرية إن وجدت، وعندما يتجلى الشعور بالمسؤولية فانه يفرض على العضو المحاور حالة من الجدية وانه لا مجال للنكوص والتهريج والميوعة السياسية، فكل محاور مسؤول أمام الوطن والتاريخ، وسيغدو ملعونا أو مفضوحا في حالة ما يخالف ذلك .
5. التراضي والتوافق : إن هذا الشرط الموضوعي يقتضي سلوك المرونة والعقلانية، ونوازع المصلحة العامة لدى المتحاورين تستوجب التوافق على الصواب من قبل الجميع، لان الشذوذ عنه سيكون نكوص عن الشعور بالمسؤولية .
6. الرأي العام المساند والمراقب: يعني أن يكون الحوار مهما لكل المواطنين، ويصبح الشعب مستعد لأخذ زمام المبادرة في حالة الإخفاق، فهو صاحب الشأن، وتظل الأنظار والعقول والقلوب متعلقة بمسارات الحوار وخطواته تتبعًا ومراقبةً ومحاسبةً لاحقة.
7. الانتظارات المشبعة بالأمل : لما للحوار من قيمة قصوى لدى الناس وما يعولون عليه من نتائج فان المزاج العام يصبح حتما مع نجاح الحوار والرغبة بالانتقال إلى بر الأمان. ولا مجال للتفكير بغير النجاح ، لان الفشل يعني خروج مؤقت من التاريخ.
النتيجة المؤملة : يأمل الجميع أن لا يخذلهم المتحاورون، وهم من رفعتهم الأقدار إلى الإمساك بناصية القدر ذاته ووضع بأيديهم تقرير مصائر 25 مليون يمني..
والمتأمل في هذه الشروط أعلاه يرى أنها متوفرة في حوارنا هذا ليعزز بالنجاح إن شاء الله، وعلى المتحاورين أن يدركوا أهمية ما يقررونه... إنهم يشبهون الآباء المؤسسين الذين صنعوا دستور أمريكا ذات يوم حين أسسوا لحضارة جديدة من نوع مختلف وغير مألوف. فلا يخذلون شعبهم ولا ينكصون فيما هو معول عليهم إلى غيره من الخزي والعار والشنار.
[email protected]
صحيفة ’’مارب’’ برس
2013/04/07 الساعة 22:50:06
في كل عملية حوار مصيري ينبغي أن تتوفر مجموعة من الشروط الموضوعية الضرورية لأي بيئة حوار يمكن نعته بالناجح، وتعد هذه الشروط بمثابة معايير للكفاءة والموائمة وقياسا للنجاح إن هي توفرت، إلا إذا كان المتحاورون تنقصهم الأهلية وتتضخم عندهم خفة العقل فذلك له شأن آخر، وسنشير إلى سبعة بنود :
1. الندية : وهي تعني : التكافؤ وعدم التغلب، ولقد فشل الحوار قبل الثورة بين السلطة والمعارضة منذ مطلع 2001 بسبب غياب شرط الندية، لان السلطة كانت تتحاور بلغة التغلب والاعتساف وهذا لم يعد قائما ..فالندية حاضرة بين كل الفرقاء .
2. الحرية : وهي تعني قدرة الأعضاء على الإسهام الفعلي بالحوار دون قيود من أي نوع على الآراء المطروحة أو اتخاذ القرار، ولا جهة يمكنها فرض مثل هذه القيود، أو التحكم بمخرجات الحوار ..
3. الشفافية: هي حالة من الموضوعية في التمشي العام والتفصيلي واعتماد الآليات المقترحة، ومن ابرز ملامحها انه ليس ثمة ما هو خفي وراء الكواليس، فلا باطن ولا ظاهر، ولا مسكوت عنه ولا معلن ..
4. الشعور بالمسؤولية :يصبح هذا الشعور قرين بالحرية إن وجدت، وعندما يتجلى الشعور بالمسؤولية فانه يفرض على العضو المحاور حالة من الجدية وانه لا مجال للنكوص والتهريج والميوعة السياسية، فكل محاور مسؤول أمام الوطن والتاريخ، وسيغدو ملعونا أو مفضوحا في حالة ما يخالف ذلك .
5. التراضي والتوافق : إن هذا الشرط الموضوعي يقتضي سلوك المرونة والعقلانية، ونوازع المصلحة العامة لدى المتحاورين تستوجب التوافق على الصواب من قبل الجميع، لان الشذوذ عنه سيكون نكوص عن الشعور بالمسؤولية .
6. الرأي العام المساند والمراقب: يعني أن يكون الحوار مهما لكل المواطنين، ويصبح الشعب مستعد لأخذ زمام المبادرة في حالة الإخفاق، فهو صاحب الشأن، وتظل الأنظار والعقول والقلوب متعلقة بمسارات الحوار وخطواته تتبعًا ومراقبةً ومحاسبةً لاحقة.
7. الانتظارات المشبعة بالأمل : لما للحوار من قيمة قصوى لدى الناس وما يعولون عليه من نتائج فان المزاج العام يصبح حتما مع نجاح الحوار والرغبة بالانتقال إلى بر الأمان. ولا مجال للتفكير بغير النجاح ، لان الفشل يعني خروج مؤقت من التاريخ.
النتيجة المؤملة : يأمل الجميع أن لا يخذلهم المتحاورون، وهم من رفعتهم الأقدار إلى الإمساك بناصية القدر ذاته ووضع بأيديهم تقرير مصائر 25 مليون يمني..
والمتأمل في هذه الشروط أعلاه يرى أنها متوفرة في حوارنا هذا ليعزز بالنجاح إن شاء الله، وعلى المتحاورين أن يدركوا أهمية ما يقررونه... إنهم يشبهون الآباء المؤسسين الذين صنعوا دستور أمريكا ذات يوم حين أسسوا لحضارة جديدة من نوع مختلف وغير مألوف. فلا يخذلون شعبهم ولا ينكصون فيما هو معول عليهم إلى غيره من الخزي والعار والشنار.
[email protected]
صحيفة ’’مارب’’ برس