محمد المصطفى عبد الجبار
أحمده سبحانه لا إله إلّا هو، وأصلّي وأسلّم على رسوله محمد وبعد. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: - (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من مآء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السمآء والأرض لآيات لقوم يعقلون) البقرة- 164. - ( إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران: 190،191. - ( ألم تروا أنّ الله سخّر لكم ما في السموات والأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) لقمان : 20. - ( أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج* والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج* تبصرة وذكرى لكل عبد منيب* ونزلنا من السماء مآء مباركاً فأنبتنا به جنّات وحب الحصيد* والنخل باسقات لها طلع نضيد* رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج) ق : 6-11. يا صاحب القرآن إنّ من أعظم الأشياء في كتاب الله عزوجل: أ. احترامه للعقل البشري. ب. وحفاوته بالعلم الطبيعي. ج. وبناؤه اليقين على النظر الصائب في ملكوت السموات والأرض. فلا يوجد كتاب سماوي حثّ العقل على النظر وقاد العلم في مضمار البحث كهذا القرآن الكريم. * إنّ القرآن الكريم يعلّمنا أمرين: 1. أنك سيّد هذا الكون، وعليك أن تباشر سيادتك على كل شيء فيه، وأن تسخّره علوّاً وسفلاً، كيف تصنع ذلك؟. الجواب: ترك هذا للاجتهاد الحر والنظر الحصيف. وغاية ما يطلبه؛ أن لا تضع حصيلة التجارب في يد الشيطان، فلا تستخدم ثمرات التقدم العلمي للخراب والتدمير ولكن للبناء والتعمير.( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) الأعراف – 85. 2. هذه الحياة تمهيد لما بعدها من حياة باقية ، وعلى البشر أنْ يخلطوا معاشهم بإلتزام ما شرع الله والتأميل في ثوابه والوجل من عقابه. * والآيات السابقة كذلك تدعم إيمان المسلم بربه عن طريق ربطه بمظاهر الطبيعة وتبصره أنها: - مصادر نعمة له. - وموارد رزق يطعم منه وينتفع به. فكما يقول الإمام محمد عبده رحمه الله: ’’ الإنسان عبد لله وحده – وسيّد لما بعده’’. * وهناك آيات خمس، الثلاثة الأولى منها وصفت الأكوان، علوها وسفلها وما أنبتت فيها من حياة وأحياء، والاثنتان الأخريان انتقلتا من الأكوان إلى رب الأكوان؛ فتحدثتا عن وجوده ثم توحيده. قال تعالى: ( والسمآء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون* والأرض فرشناها فنعم الماهدون* ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون* ففروا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين* ولا تجعلوا مع الله إلهاً أخر إنّي لكم منه نذير مبين) الذاريات: 47- 51. والحق يا صاحب القرآن: إنّ الانحسار في الكون، والاحتباس بين مظاهره ما هي إلّا فواحش عقلية ونفسية لا يرضاها أريب لنفسه، بل ينفر منها أولو الألباب. فإنّ من له أدنى مُسكة من عقل، يعرف من العالمين – رب العالمين- ويعرف من الأكوان صاحب هذه الأكوان. فهذا الملكوت الضخم الفخم من- ودائع ذراته إلى روائع مجراته- شاهد غير كذوب على أنّ له خالقاً أكبر وأجل. فهل يا أخي الحبيب ننظر في الكون فنتعلّم منه تسبيح الله وتحميده، ونستنتج من قوانين الحياة وأحوال الأحياء ما يستحقه المولى الأعلى من الأسماء الحسنى والصفات العظمى؟!....... أكاد أقول لك أنّ الدّين هو: (الدنيا)!! بمعنى أنّ الدين هو الدنيا موضوعة بين قوسين من: - الإيمان والإلتزام بهداه. - ضميمة من العبادات التي تزكي الروح والجسد معاً وتصلح الدنيا والآخرة معاً. لمـــــــــــــــاذا ؟. لأنّ القرآن لم يقل اتركوا الأرض وعيشوا في غيرها. ولم يقل ازهدوا في خيرات الأرض الباطنة والظاهرة، وترفعوا عن إرتفاقها لتكونوا أدنى إلى الملائكة، وإنّما جعل الاستمكان من خيراتها قوة لأصحابها ودعم لمبادئهم. ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إنّ الله قوي عزيز) الحديد: 25. إذن فعلاقتنا بالكون تتمثل في: - أنه المسرح الأول لفكرنا. - والينبوع الأول للإيمان. - ودراسته : نهج قرآني واضح لبناء الإيمان، ولدعم الإيمان وحراسته، ولمنافع البشر ومتاعهم. أليس عجباً أن تكلف أمّة ببناء إيمانها على دراسة الكون، ومع ذلك تحيا محجوبة عن الكون ونواميسه وأسراره وقواه؟!!!!!!. فالآدمية في سورة البقرة علم عجزت عنه الملائكة وظفر به أبونا آدم-عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام- وحده فاستحق الخلافة في الأرض. فهل نعي هذا الدرس من القرآن؟.. والحمد لله أولاً وآخراً .
أحمده سبحانه لا إله إلّا هو، وأصلّي وأسلّم على رسوله محمد وبعد. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: - (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من مآء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السمآء والأرض لآيات لقوم يعقلون) البقرة- 164. - ( إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران: 190،191. - ( ألم تروا أنّ الله سخّر لكم ما في السموات والأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) لقمان : 20. - ( أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج* والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج* تبصرة وذكرى لكل عبد منيب* ونزلنا من السماء مآء مباركاً فأنبتنا به جنّات وحب الحصيد* والنخل باسقات لها طلع نضيد* رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج) ق : 6-11. يا صاحب القرآن إنّ من أعظم الأشياء في كتاب الله عزوجل: أ. احترامه للعقل البشري. ب. وحفاوته بالعلم الطبيعي. ج. وبناؤه اليقين على النظر الصائب في ملكوت السموات والأرض. فلا يوجد كتاب سماوي حثّ العقل على النظر وقاد العلم في مضمار البحث كهذا القرآن الكريم. * إنّ القرآن الكريم يعلّمنا أمرين: 1. أنك سيّد هذا الكون، وعليك أن تباشر سيادتك على كل شيء فيه، وأن تسخّره علوّاً وسفلاً، كيف تصنع ذلك؟. الجواب: ترك هذا للاجتهاد الحر والنظر الحصيف. وغاية ما يطلبه؛ أن لا تضع حصيلة التجارب في يد الشيطان، فلا تستخدم ثمرات التقدم العلمي للخراب والتدمير ولكن للبناء والتعمير.( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) الأعراف – 85. 2. هذه الحياة تمهيد لما بعدها من حياة باقية ، وعلى البشر أنْ يخلطوا معاشهم بإلتزام ما شرع الله والتأميل في ثوابه والوجل من عقابه. * والآيات السابقة كذلك تدعم إيمان المسلم بربه عن طريق ربطه بمظاهر الطبيعة وتبصره أنها: - مصادر نعمة له. - وموارد رزق يطعم منه وينتفع به. فكما يقول الإمام محمد عبده رحمه الله: ’’ الإنسان عبد لله وحده – وسيّد لما بعده’’. * وهناك آيات خمس، الثلاثة الأولى منها وصفت الأكوان، علوها وسفلها وما أنبتت فيها من حياة وأحياء، والاثنتان الأخريان انتقلتا من الأكوان إلى رب الأكوان؛ فتحدثتا عن وجوده ثم توحيده. قال تعالى: ( والسمآء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون* والأرض فرشناها فنعم الماهدون* ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون* ففروا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين* ولا تجعلوا مع الله إلهاً أخر إنّي لكم منه نذير مبين) الذاريات: 47- 51. والحق يا صاحب القرآن: إنّ الانحسار في الكون، والاحتباس بين مظاهره ما هي إلّا فواحش عقلية ونفسية لا يرضاها أريب لنفسه، بل ينفر منها أولو الألباب. فإنّ من له أدنى مُسكة من عقل، يعرف من العالمين – رب العالمين- ويعرف من الأكوان صاحب هذه الأكوان. فهذا الملكوت الضخم الفخم من- ودائع ذراته إلى روائع مجراته- شاهد غير كذوب على أنّ له خالقاً أكبر وأجل. فهل يا أخي الحبيب ننظر في الكون فنتعلّم منه تسبيح الله وتحميده، ونستنتج من قوانين الحياة وأحوال الأحياء ما يستحقه المولى الأعلى من الأسماء الحسنى والصفات العظمى؟!....... أكاد أقول لك أنّ الدّين هو: (الدنيا)!! بمعنى أنّ الدين هو الدنيا موضوعة بين قوسين من: - الإيمان والإلتزام بهداه. - ضميمة من العبادات التي تزكي الروح والجسد معاً وتصلح الدنيا والآخرة معاً. لمـــــــــــــــاذا ؟. لأنّ القرآن لم يقل اتركوا الأرض وعيشوا في غيرها. ولم يقل ازهدوا في خيرات الأرض الباطنة والظاهرة، وترفعوا عن إرتفاقها لتكونوا أدنى إلى الملائكة، وإنّما جعل الاستمكان من خيراتها قوة لأصحابها ودعم لمبادئهم. ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إنّ الله قوي عزيز) الحديد: 25. إذن فعلاقتنا بالكون تتمثل في: - أنه المسرح الأول لفكرنا. - والينبوع الأول للإيمان. - ودراسته : نهج قرآني واضح لبناء الإيمان، ولدعم الإيمان وحراسته، ولمنافع البشر ومتاعهم. أليس عجباً أن تكلف أمّة ببناء إيمانها على دراسة الكون، ومع ذلك تحيا محجوبة عن الكون ونواميسه وأسراره وقواه؟!!!!!!. فالآدمية في سورة البقرة علم عجزت عنه الملائكة وظفر به أبونا آدم-عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام- وحده فاستحق الخلافة في الأرض. فهل نعي هذا الدرس من القرآن؟.. والحمد لله أولاً وآخراً .