د. عبدالعزيز المقالح
لشاعر اليمن الكبير وشهيدها العظيم الاستاذ محمد محمود الزبيري، كثير من الآثار الأدبية والفكرية والسياسية والتاريخية التي لم تنشر.. ومنها تفاصيل عن حياته في صنعاء وعدن والهند وباكستان ومصر وهي بخط يده وبعضها مسجل في مذكرات صغيرة على «نوته» من تلك التي كانت تحتوي على أيام السنة وشهورها، وكان رحمه الله يدون فيها يومياً وبإيجاز شديد ما قام به أو اعترضه في حياته من مصاعب وما قرأه من مقالات أو كتب أو ما استمع اليه من أخبار جديرة بأن يوثق لها، وهذه الآثار جميعها تستحق النشر ومن خلالها يمكن إلقاء مزيد من الأضواء على حياة هذا المناضل الكبير وعلى إبداعاته وفكره السياسي والاجتماعي. وفي هذه الومضات وبمناسبة ذكرى استشهاده أضع بين يدي القارئ هذه الملاحظات التي كتبها بخطه عن المنشورات التي كانت قد بدأت تتوزع في المدن الكبيرة من شمال الوطن مثل تعز وصنعاء والحديدة، وهو ما يدل على أنه كان يتابع ما يجري في البلاد باهتمام شديد وقلق أشد تجاه ما كان يعانيه المواطنون من إذلال وإقصاء عن المشاركة في الحكم أو اختيار من يمثلهم في برلمان منتخب، ويبدو أن بعض المنشورات لم تكن لغتها تروق له ولهذا فقد سجل وجهة نظره وكيف ينبغي أن تكون المنشورات موجهة وفي مستوى يقترب من وعي الناس وبعث بهذه الملاحظات من القاهرة الى الأحرار في الداخل تحت عنوان (ملاحظات على أسلوب المنشورات التي تنشر في اليمن) ومما جاء فيها:
(تستهدف هذه المنشورات كما يبدو من مواضيعها):
1- تعليم الشعب شيئاً لم يتعلمه وذلك كالفوائد والنتائج الكثيرة المعتمدة التي تترتب على البرلمان وإنشاء الطرقات وجهاز الحكم وما يشبه ذلك.
2- محاولة خلق أحاسيس في الشعب لم يحس بها بعد، ولا يمكن أن يحس بها هذا الجيل كله، وذلك كالحقد على الحرمان من البرلمان والمدارس الحديثة والتعشق لضروب الإصلاح الحديث التي لا يمكن أن تتعشقها الاجيال القادمة، وهذه الأحاسيس لا تتبلور الا نتيحة لتطور المعرفة والعلم بحاجات العصر ورسوخها وتحولها من العقل الى الشعور، فإذا كان التعليم لن يكتب الا لأبنائنا فإن الإحساس لن يكتب الا لأحفادنا.
3- مطالبة الشعب بالتضحية في سبيل شيء لا يفهمه، ولم يحس بالحاجة إليه.
وبعد هذه النقاط الثلاث أضاف الاستاذ الزبيري ملاحظات أخرى تحت عنوان آخر هو (منشورات لا تفيد): وهي كالآتي: «إن هذا النوع من المنشورات لا تفيد الا كما تفيده الكتب الكثيرة الموجودة في اليمن فعلاً بين يدي القراء، ولا يغير حكمنا على هذه المنشورات تعرضها لنقد الحكومة فإن عناصر النقد واهية وغير مثيرة، وليس لهذه المنشورات من عنصر الإثارة الا الطريقة الغامضة التي توزع بها في الشوارع واشعار الشعب بوجود حركة، والشعب طبقتان: طبقة واعية فهي تفهم أكثر مما في المنشورات، وطبقة جاهلة تجد المنشورات فوق مستواها.. إن مهمة المنشورات تختلف عما نراها تخوض فيه، إنها لا تعلم ولكنها تثير، لا توجد الشعور ولكنها تطلقه من محبة.
لشاعر اليمن الكبير وشهيدها العظيم الاستاذ محمد محمود الزبيري، كثير من الآثار الأدبية والفكرية والسياسية والتاريخية التي لم تنشر.. ومنها تفاصيل عن حياته في صنعاء وعدن والهند وباكستان ومصر وهي بخط يده وبعضها مسجل في مذكرات صغيرة على «نوته» من تلك التي كانت تحتوي على أيام السنة وشهورها، وكان رحمه الله يدون فيها يومياً وبإيجاز شديد ما قام به أو اعترضه في حياته من مصاعب وما قرأه من مقالات أو كتب أو ما استمع اليه من أخبار جديرة بأن يوثق لها، وهذه الآثار جميعها تستحق النشر ومن خلالها يمكن إلقاء مزيد من الأضواء على حياة هذا المناضل الكبير وعلى إبداعاته وفكره السياسي والاجتماعي. وفي هذه الومضات وبمناسبة ذكرى استشهاده أضع بين يدي القارئ هذه الملاحظات التي كتبها بخطه عن المنشورات التي كانت قد بدأت تتوزع في المدن الكبيرة من شمال الوطن مثل تعز وصنعاء والحديدة، وهو ما يدل على أنه كان يتابع ما يجري في البلاد باهتمام شديد وقلق أشد تجاه ما كان يعانيه المواطنون من إذلال وإقصاء عن المشاركة في الحكم أو اختيار من يمثلهم في برلمان منتخب، ويبدو أن بعض المنشورات لم تكن لغتها تروق له ولهذا فقد سجل وجهة نظره وكيف ينبغي أن تكون المنشورات موجهة وفي مستوى يقترب من وعي الناس وبعث بهذه الملاحظات من القاهرة الى الأحرار في الداخل تحت عنوان (ملاحظات على أسلوب المنشورات التي تنشر في اليمن) ومما جاء فيها:
(تستهدف هذه المنشورات كما يبدو من مواضيعها):
1- تعليم الشعب شيئاً لم يتعلمه وذلك كالفوائد والنتائج الكثيرة المعتمدة التي تترتب على البرلمان وإنشاء الطرقات وجهاز الحكم وما يشبه ذلك.
2- محاولة خلق أحاسيس في الشعب لم يحس بها بعد، ولا يمكن أن يحس بها هذا الجيل كله، وذلك كالحقد على الحرمان من البرلمان والمدارس الحديثة والتعشق لضروب الإصلاح الحديث التي لا يمكن أن تتعشقها الاجيال القادمة، وهذه الأحاسيس لا تتبلور الا نتيحة لتطور المعرفة والعلم بحاجات العصر ورسوخها وتحولها من العقل الى الشعور، فإذا كان التعليم لن يكتب الا لأبنائنا فإن الإحساس لن يكتب الا لأحفادنا.
3- مطالبة الشعب بالتضحية في سبيل شيء لا يفهمه، ولم يحس بالحاجة إليه.
وبعد هذه النقاط الثلاث أضاف الاستاذ الزبيري ملاحظات أخرى تحت عنوان آخر هو (منشورات لا تفيد): وهي كالآتي: «إن هذا النوع من المنشورات لا تفيد الا كما تفيده الكتب الكثيرة الموجودة في اليمن فعلاً بين يدي القراء، ولا يغير حكمنا على هذه المنشورات تعرضها لنقد الحكومة فإن عناصر النقد واهية وغير مثيرة، وليس لهذه المنشورات من عنصر الإثارة الا الطريقة الغامضة التي توزع بها في الشوارع واشعار الشعب بوجود حركة، والشعب طبقتان: طبقة واعية فهي تفهم أكثر مما في المنشورات، وطبقة جاهلة تجد المنشورات فوق مستواها.. إن مهمة المنشورات تختلف عما نراها تخوض فيه، إنها لا تعلم ولكنها تثير، لا توجد الشعور ولكنها تطلقه من محبة.