مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
"حقوق المرأة".. الحقّ إذْ يعود إلى نصابه!
وفاء راشد الدباس
الخميس 23 جمادى الأولى 1434 الموافق 04 إبريل 2013
في زمن المتغيّرات، ومن بين دهاليز المحن والفتن يقيّض الله لعباده مَن يحمل مشكاة الحقّ، فينير لهم الدّرب ويبدّد عتمة الظّلم والظّلام.

ولمّا كان من فتن ومحن هذا الزّمان التي يجب التّصدي لها، هو ذلك الهجوم التّغريبيّ السّافر الذي يروم خلخلة المجتمعات الإسلاميّة كي تغدو بلا هويّة، فتتْبع الغرب ليسيّر دفّتها كيفما أراد، وتنقاد له أيّما انقياد.

ولكون المرأة المسلمة تمثّل قلعة المجتمع الصّامدة لدورها العظيم في إرساء دعائم المجتمعات الإسلاميّة؛ فقد كان لها النّصيب الأوفر من تلك الهَجَمات الممنهجة التي يستميت أهل الكفر في تصويبها باتّجاهها، وما ذاك إلاّ من أجل دكّ حصونها وخلخلة ثوابتها؛ كي تنهار أركانها، فتنهار إثر ذلك تلك المجتمعات المتماسكة، ويسودها الانحلال والضّياع.

ولأجل ذلك فقد أجلب الغرب بخيله ورجله، فوضع له في بلاد الإسلام أعوانًا وأنصارًا يمدّونه في الغيّ والتّغريب، ويستمدّون منه الدّعم والمؤازة في فرض قوانين ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك تحت غطاء العولمة المقيتة ومواكبة الحضارة الزّائفة، حتى أقحموا المجتمعات المسلمة في مؤتمرات غربيّة، وأبرموا معاهدات واتفاقيّات دوليّة ترتكز بنودها على كلّ ما يخالف الفطرة الإنسانيّة، فلا جدوى منها سوى تدمير المجتمعات وتحلّلها.

كلّ هذه المحاولات التّعسّفيّة التّغريبيّة لم تكن برضا المجتمعات المسلمة؛ بل كانت من قبل ثلّة قليلة بلغ بهم البغي مبلغه؛ فاستلبوا من المرأة المسلمة حقّها، وهمّشوها في أرضها، وفرضوا عليها القرار تلْو القرار، ولسان حالهم يقول: ’’لا مناص لكِ ولا فرار’’، محتجّين بحجّة الضّغوط الدّوليّة الواهية الخاوية كخواء بضاعتهم.

ولم يكتفوا بذلك بل تحدّثوا على لسانها في المحافل الدوليّة بحديث تمجّه ولاترضاه، وهي التي كان لها نصيب وافر من فيض النّور الرّبانيّ الذي أكرمها به الإسلام؛ إذ أوجب لها الكثير من الحقوق والأحكام التي عجزت عن توفير بعضها تلك الأديان المحرّفة والثّقافات الغربيّة الضّحلة.

وفي غمرة غيّ أولئك الذين يبتغون الزّيغ والضّلال لأهل الإسلام، قيّض الله لعباده من يحمل مشكاة الحقّ وينير الدّرب ويجلو الغبش عن عيون الخلق، فرفعوا للمرأة المسلمة راية حقوقها تحت لواء ’’رابطة المنظّمات النّسائيّة الإسلاميّة العالميّة’’، وجلّ همّهم تطبيق الأنموذج الإسلاميّ لحقوق المرأة في بلاد الإسلام، وبذلك أعادوا الحقّ إلى نصابه بعد أن اتّخذه أدعياء التّحرير مطيّة لهم وسلّمًا لتحقيق أهدافهم في إضلال الأمّة.

ولم يكن لهؤلاء النّبلاء الكرام من هدف سوى إحقاق الحقّ الذي ينبع من الرّؤية الشّرعيّة المستمدّ قبسها من نور التّشريع الإلهيّ، وإلى إبطال الباطل المستمدّ من الرّؤية البشريّة القاصرة وحبلها الواهي، ولعمري إنّهم لعلى ثغر عظيم يوجب على الغيورين من أبناء هذه الأمّة أن يساندوهم فيه ويؤازروهم ويشدّوا من عضدهم.

وختامًا.. كلّ حروف الشّكر تنثال من محبرتي لمركز ’’باحثات لدراسات المرأة’’، والذي رسم بمبادراته حدًّا تاريخيًّا، وبنى سدًّا شامخًا في وجه المغرضين من أعداء الدّين ولصوص حقوق المرأة، الذين سلبوا من المرأة حقوقها، وظلّوا يتاجرون بها ردحًا من الزّمن.
*نوافذ
أضافة تعليق