مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
شيطنة القادة وغباء المقودين (علي محسن أنموذجا)
بقلم/ رفيقة الكهالي
الشيطنة معادلة مهلكة حالقة ، ووسيلة تستخدمها القوى المعادية لثورة 11 فبراير ، وتحاول بها إجهاض المشروع التغييري وتفريغه من محتواه ، وسهامها في ذلك تصب اليوم بكثافة على رموز الثورة وقادتها ، من شباب وأحزاب سياسية وقيادات عسكرية ، وعلماء ، ومستقيلين من حزب المؤتمر الشعبي وغيرهم من الشخصيات الوطنية التي انضوت تحت عباءة ثورة الشعب المباركة ،،،

تتم تحركات الشيطنة التي تستهدف هؤلاء الشرفاء ، وفق موجهات عامة تعمل على إعادة صياغة الرأي العام الثوري والشعبي ، وفرض القطيعة والعزلة والصراع بين مكونات الثورة الأساسية ، وتصوير الأخيرة كشياطين يمارسون كافة أشكال الإجرام والإفساد ، في مقابل الترويج والتعظيم لحجم وخطر قوى الثورة المضادة في ( تحالف الشر الثلاثي ) ، أعوان صالح والانفصاليون والحوثيون ،،،

وفي مقالنا اليوم ، سنحاول ان نسلط الضوء على الحملة الإعلامية المنظمة والممنهجة التي تنفذها القوى الخفاشية كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية ، وسنركز على حالة الهجوم الإعلامي ضد اللواء علي محسن الأحمر كنموذج مستهدف لحملة الشيطنة مع بحث مدى تأثيرها على شباب الثورة بشكل خاص ،،

ولكن بداية من هو علي محسن ؟ وما سبب وضعه كرأس حربه في الحملة المذكورة ؟ ،،،،

يعتبر اللواء علي محسن الأحمر من أقوى الشخصيات التي التحقت بركب الثورة ، وهو احد كبار رجال الدولة اليمنية على مدى عقود طويلة ، وفي أحايين كثيرة كان الرجل الأول بلا منازع ، يتميز بتحيزه الكامل لقضايا الوطن ، والمساهمة بدور جوهري في الدفاع عن الدولة والنظام الجمهوري والوحدة اليمنية في محطات عديدة ، أهمها دوره ضد حرب الانفصال التي شنها علي سالم البيض في 1994م ، ودوره الفاعل في عملية إنهاء التمرد المسلح على الدولة الذي قام به الحوثي وجماعته ،،،

ولا شك ان انضمامه مع ضباطه وجنوده في الفرقة الأولى مدرع الي الثورة الشبابية الشعبية السلمية يعتبر بحق هو الدور المفصلي الذي ساهم به في حماية الثورة وشبابها ، وكان له اثر كبير في تقوية الثورة وزيادة امتداد الزخم الشعبي الذي عجل بسقوط الطاغية ، وله الفضل بعد الله في تخفيف حجم فاتورة الدم التي كان ينوي المخلوع ان تكون للركب ،،،،

وحتى هنا أرجو منك عزيزي القارئ ان لا تحصر فهم المقدمة والتعريف على أننا نبحث عن الإنصاف والتكريم والدفاع عن قادة وملوك الثورة ممن ذكرت فقط ، وان كان إنصافهم وتكريمهم من الأهمية بمكان بحيث يستدعي ذلك ان تتضافر جهودنا من اجله ، ولكن الحقيقة ليس هذا هو فقط موضوعي اليوم ، لسبب واحد ، اني على يقين بأننا مازلنا بين شقي رحى المربعات الأولى ( متى يبلغ البنيان يوما تمامه ، اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ) ، ومازلنا بحاجة لمليون علي محسن ومليون محمد سالم باسندوة ، ومليون صادق الأحمر ، ومليون صخر الوجيه ، ومليون صالح سميع ، ومليون محمد السعدي ، ومليون ومليون ، ،،،

أساليب الشيطنة

وفي الواقع تعتمد حملة الشيطنة الإعلامية على مجموعة كبيرة من الأساليب والطرق ، لنتأمل معا بعض منها

-التشكيك في ذمم ونوايا ومصالح من التحق بالثورة وعلى رأسهم اللواء علي محسن الاحمر وبعض رموز حزب الإصلاح وقيادات القبائل الكبيرة ،،

-نشر وترويج اتهامات متعددة على رأسها الفساد والنهب بدون تقديم ادلة إثبات جنائية ، ورغم تصريحات رموز الثورة بالاستعداد للمثول امام المحاكمة لكل من يدعي انه صاحب حق ،،

- نشر الشائعات والترويج للمصطلحات الجوفاء كسرقة الثورة وعسكرتها من قبل اللواء ومعه حزب التجمع اليمني للإصلاح على وجه الخصوص ،،،

- محاولة ترسيخ مفهوم عدم فائدية الثورة ، ونشر ثقافة اليأس والقنوط والاستعجال لقطف الثمار ،

-تضخيم حجم الخلافات بين الرئيس هادي واللواء علي محسن وتصويره كمتمرد على القرارات الرئاسية ، بالرغم من ان الأحمر كان السابق لمباركة قرارات الهيكلة وأبدى استعداده لتنفيذها ،

-إعادة توجيه المعركة التي كانت ضد النظام السابق لتصب بين القوى الثورية بعضها بالبعض الآخر وبالأخص بين المنتسبين للقاء المشترك ،،

-بعثرة كل القيم والمبادئ الثورية وتفكيكها وقلبها رأسا على عقب ،

-تكبير حجم قوى الثورة المضادة وتفخيم أثرها وتأثيرها مقارنة بحضورها الواقعي وقوتها الفعلية ، يظهر ذلك في المهرجانات التي أقامها الانفصاليون والحوثيون مؤخرا ،،

-التسويق للقتلة بحجة إدخال دماء جديدة وقيادات شابة الي الجيش ففي حين تنشر صورة واسم الجنرال العجوز في مقابلة صورة الجنرال الشاب العفاشي ، وصاحب الحق الالهي الحوثي ، في محاولة لتهجين العقل الجمعي وتدجينه للقبول بهم ، وغيرها من الأساليب التي لم تعد خافية على أولي الألباب وكثير ما هم ،،،،

الغباء الثوري

ومع كل ما ذكر حتى الآن ، إلا أننا لا نستغربه حقيقة ، لأنه من الطبيعي ان لكل ثورة ، ثورة مضادة توازيها في القوة وتخالفها في الاتجاه ، ما نستغربه فعلا هو حالة الغباء الثوري القاتل من بعض الثوار بمن فيهم أولئك الذين يفرضون أنفسهم كوكلاء بالإنابة عن الشعب وعن الثورة ، كم نتألم حقا ونحن نرى هؤلاء في الصحف والقنوات وعلى مواقع الانترنت وفي شبكات التواصل الاجتماعي ، وبخاصة شباب أحزاب اللقاء المشترك وهم يبتلعون الطعم ويتقمصون دور الضحية ، مع ما يستلزمه هذا الدور من دفاع مستميت عن النفس والدخول في مرحلة صراع ( سياسي ) متواصل لا تدري مع من بالضبط وضد من بالضبط !!!

التخبط وصل في احيان كثيرة الي السير مع الثورة المضادة خطوة بخطوة وبحماس شديد حماسة الضخ الإعلامي الممنهج والمكثف ، وعوضا عن توجيه معارك الشباب والثوار على الفيس بوك وغيره للمطالبة باستكمال أهداف الثورة ، والتي منها الضغط من اجل محاكمة قتلة الشباب وقاصفي المدن على رؤوس ساكنيها ، وعوضا عن تمجيد الثورة وقادتها ورموزها ، وعوضا عن المطالبة بالعزل السياسي لعصابة النظام السابق وإسقاط الحصانة عنهم ، نجدهم بسذاجة يتلقفون الاكاذيب ، ويتحولون الي أدوات بيد إعلام الثورة المضادة الخفية التي تطبخ وصفات التضليل والتشكيك بهدوء وذكاء ، بينما الغباء الثوري يضرب أطنابه في كل مكان و (يتحزي ) بين الأخماس والأسداس ،، ولم يعد يفرق بين عدو وصديق وهو يخوض صراعاته السياسية ومعاركه الكرتونية ضد الثورة ذاتها ،،،

ملامح صورة الغباء المطبق تجدها في الأداء الإعلامي من خلال المقالات والمنشورات والتصريحات التي منها مثلا ، المطالبة برحيل علي محسن الأحمر ( أنموذج الشيطنة ) وجعله والحوثي في خانة واحدة ، في حين تجد القاتل احمد علي وغيره من العصابة غائبون تماما عن الإبداع الثوري الشبابي ،،

ويحاول بعض ( المقودين ) بعلم او بدون علم صرف أنظارنا ونقل معركتنا مثلا باتجاه مشكلة رئاسة المخلوع لحزب المؤتمر والانقسام المزدوج الحاصل في قيادته ، في حين ان المعضلة الأهم برأي ، هي الخوف من حقيقة ما يدور في الكواليس ، والخوف من أية قرارات جديدة للرئيس هادي بفرض احمد علي في الهيكلة الجديدة ، او تعيينه كقائد على أهم منطقة في تقسيمات الجيش وهي المنطقة العسكرية المركزية والتي تضم صنعاء وعمران والمحويت وذمار وأب وريمة والبيضاء ، مع العلم انه في هذه المناطق بالذات تقع معظم ألوية الحرس الجمهوري مما يعنى ان مسمى الحرس الجمهوري قد يكون الغي شكلا لكنه بقي مضمونا وواقعا ،، بمعنى إعادة انتاج الجيش العائلي وهو ما نخشى منه ونحذر ،،

وفي الختام أرجو ان اكون قد وفقت في طرح الفكرة وإيصالها ، واسمحوا لي ان أتقدم بمقترحات وأفكار قد تكون مفيدة في وضع معالجات تحد من تأثير حملات حلفاء النظام السابق ، وأتمنى ان تساهم في ترشيد وموازنة الأداء السياسي والثوري ، وتعمل على تحرير العقل والضمير والفكر والسلوك من تأثير غزو الفوضى الخلاقة التي تستهدف أهداف الثورة ورموزها ،

•لابد ان تتحمل الأحزاب الحاملة للثورة قيادات وقواعد ، وبالتعاون مع الشباب غير الحزبي والهيئات المدنية والمكونات الثورية المسؤولية كاملة ازاء ما يجري وبخاصة فيما يتعلق بالخطاب الإعلامي للثورة الذي لابد من الارتقاء فيه وفق خطط إستراتيجية تضمن استمرار اشتعال جذوة الثورة ومواصلتها على ذات الخط حتى تتحقق كامل أهدافها ،،

•رفع صوت الثورة ، وتفعيل مؤسساتها ومكوناتها وهيئاتها المختلفة وعلى رأسها الهيئة العليا لأنصار الثورة والمجلس الوطني ، على اعتبار ان الثورة هي من أفرزت الواقع الجديد ولها وحدها وضع الشروط والاملاءات وليس العكس ،،

•التوعية بمخاطر الإنجرار وراء مخططات المتربصين ، والتحذير من السياسات التي تعمل على تقوية الاخر على حساب اضعاف الثورة ،

•ردم الهوة بين النخب السياسية وقواعدها التنظيمية وفتح قنوات الحوار بما يؤدي الي على استثمار كافة الطاقات وصبها في مصبها الصحيح ،،

•استخدام كافة وسائل الضغط في سبيل تحقيق العزل السياسي لصالح وعائلته وتنحية من بقي منهم عن الجيش ودعم جهود علي محسن ومن معه في هذا المجال ،،

•الاهتمام الإعلامي بأحداث الثورة ومنجزاتها وذاكرتها وشهدائها وجرحاها ومعتقليها ، وتنظيم وتنفيذ الحملات لتكريم رموزها وقادتها ، والدفاع عنهم ، والمواصلة معهم على ذات الطريق التي ارتضوا ان يكونوا اتباع للشباب فيها ، فهذا فقط هو الذي سيجعلنا نتربع معهم في مرتبة قيادة الثورة ، والاستمرار بدون ذلك عاقبته وخيمة على الثورة ذاتها وعلى الوطن ، وحاشا لثائر حر ان يقبل ان يكون مملوك وتابع لأحد غير الله وأهداف ثورته وطريق الشهداء الذي خطوه بدمائهم وتضحياتهم ، وشعبه الذي ثار لينهي أنينه وأوجاعه ، ومتأكدة أنكم معي في ذلك ،، تحياتي القلبية لأمراء الثورة وقادتها واليهم فقط اهدي قصيدتي ،،،

وطني الغالي كم بكـيتك وكـم
حزني الدائم احرق مهجتي

حبك الأزلي فؤادي قد سـكن
وتربع ملـكه اصبح عمـدتي

في وجوه الافق رأيتك باسما
حسـنك الباهـي جمـد دمعتي

ورأيتك حين اشرقت شامخا
لشروق الفجر كانت ثورتي

خيرك ارجو ولا خير سواه
في تقـدمك تكـمل فرحـتي
*مأرب برس
أضافة تعليق