د. عبدالعزيز المقالح
الجمعة، 30 نوفمبر 2012 10:07
كما أدهشني وأسعدني صمود غزة العظيمة بأبنائها وقيادتها الوطنية،وما أحرزته من نصر حقيقي في توجيه أولى الضربات إلى تل أبيب، فقد توقفت طويلاً تجاه ما أظهره بعض المواطنين في غزة بعد وقف إطلاق النار من مظاهر الفرح المبالغ فيه، وهو ما جعل أحد المواطنين العاديين
يسألني بشيء من المرارة: هل استعدنا فلسطين كاملة ونزعنا عنها الكابوس الجاثم فوق صدرها منذ سبعة عقود؟ ولأنني أعرف مدى تعلق هذا المواطن بالقضية الفلسطينية فقد كان في ملاحظته ما يستحق الإشارة في هذه الزاوية، لاسيما أن غزة قد خرجت من المعركة الأخيرة مثخنة الجراح: أكثر من مئة وخمسين شهيداً وأكثر من ألف جريح، وعشرات إن لم يكن المئات من المنازل المهدمة التي تحولت إلى أنقاض بفعل صواريخ العدو، وفيها مقار حكومية ومؤسسات تم بناؤها في سنوات، وسويّت بالأرض، ومع ذلك يخرج هذا البعض في مهرجانات نصر ناقص إن لم يكن غير موجود بالشكل والمضمون المطلوبين للانتصارات.
يبدو أن ذلك هو حالنا نحن العرب بدلاً من أن نقف في لحظة الانكسار أو الانتصار الجزئي لكي نرمم الجراح ونواسي أسر الشهداء ونستعد للمعركة المقبلة مع عدو شرس لم يكن حبر الهدنة قد جفّ بعد حتى كان قد بدأ في القتل والإفراط في الاعتقالات، وكأنه بذلك يرد على احتفالات النصر التي أراد بها حسنو النية أن يثبتوا للعدو أنهم صامدون وقادرون على تجاوز ما لحق بهم من خسائر، وكان الأولى من وجهة النظر الحكيمة أن يبدأوا من جديد في إعداد أنفسهم لمعارك جديدة مع خصم لدود متوحش دائم التحرش والعدوان وأن يستكملوا وسائل الإعداد للمعارك المقبلة مع الاتجاه المتسارع نحو التصالح وتجاوز الخلافات الثانوية والخصومات الطارئة تلك التي أعاقت الوحدة بين فصائل المقاومة وعملت على تفتيت الإمكانات المحدودة وبعثرتها .
إن الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج مع فلسطين ومع النضال الفلسطيني وهو- بغض النظر عن مواقف بعض الحاكمين- على تواصل روحي وعاطفي وعلى استعداد لكي يجند من أبنائه الملايين للمشاركة في معركة الخلاص وما يزعجه ويضاعف من حيرته هو هذه الانقسامات الماثلة داخل العائلة الفلسطينية الواحدة سواء الموجود منها على أرض الأجداد والمشردون في الشتات، ومن حق الشعب العربي أن يرى في هذا الانقسام قوة للعدو ووسيلة لاستغلالها الداخلي والخارجي ومواصلة عدوانه وصلفه المدعوم بأعتى قوة راهنة . ويستطيع أشقاؤنا بوحدتهم وإظهار تواضع قدراتهم غير المتكاملة مع ما يملكه العدو ومن يدعمونه من قوى باطشة وساحقة إيجاد أكبر قدر من التعاطف الدولي إذا اتفقنا على أن التعاطف العربي والإسلامي من المسلمات وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل المواقف المنحازة للولايات المتحدة والدول الغربية، التي تجلت كأبشع ما تكون في لحظات المواجهة الأخيرة مع العدو، وكيف كانت هذه الدول ترى في إطلاق الصواريخ من غزة على محدودية فاعليتها خطراً مهولاً، ولا ترى في صواريخ الكيان الصهيوني التي تدك المدينة من البحر والجو وتقتل المئات وتجرح الآلاف سوى ضرب من الدفاع عن النفس! ما يؤكد حقيقة أن حرب العدو على فلسطين وعلى الأمة العربية ليست سوى حرب بالوكالة . وأن وجود الكيان الصهيوني في قلب الأرض العربية لم يكن مصادفة أو حلاَ لمشكلة مزمنة ليهود العالم بقدر ما كان ولا يزال تعبيراً عن رغبة أوروبية أمريكية لإضعاف العرب وتركيعهم واستنزاف ثرواتهم وقواهم.
*التجديد
الجمعة، 30 نوفمبر 2012 10:07
كما أدهشني وأسعدني صمود غزة العظيمة بأبنائها وقيادتها الوطنية،وما أحرزته من نصر حقيقي في توجيه أولى الضربات إلى تل أبيب، فقد توقفت طويلاً تجاه ما أظهره بعض المواطنين في غزة بعد وقف إطلاق النار من مظاهر الفرح المبالغ فيه، وهو ما جعل أحد المواطنين العاديين
يسألني بشيء من المرارة: هل استعدنا فلسطين كاملة ونزعنا عنها الكابوس الجاثم فوق صدرها منذ سبعة عقود؟ ولأنني أعرف مدى تعلق هذا المواطن بالقضية الفلسطينية فقد كان في ملاحظته ما يستحق الإشارة في هذه الزاوية، لاسيما أن غزة قد خرجت من المعركة الأخيرة مثخنة الجراح: أكثر من مئة وخمسين شهيداً وأكثر من ألف جريح، وعشرات إن لم يكن المئات من المنازل المهدمة التي تحولت إلى أنقاض بفعل صواريخ العدو، وفيها مقار حكومية ومؤسسات تم بناؤها في سنوات، وسويّت بالأرض، ومع ذلك يخرج هذا البعض في مهرجانات نصر ناقص إن لم يكن غير موجود بالشكل والمضمون المطلوبين للانتصارات.
يبدو أن ذلك هو حالنا نحن العرب بدلاً من أن نقف في لحظة الانكسار أو الانتصار الجزئي لكي نرمم الجراح ونواسي أسر الشهداء ونستعد للمعركة المقبلة مع عدو شرس لم يكن حبر الهدنة قد جفّ بعد حتى كان قد بدأ في القتل والإفراط في الاعتقالات، وكأنه بذلك يرد على احتفالات النصر التي أراد بها حسنو النية أن يثبتوا للعدو أنهم صامدون وقادرون على تجاوز ما لحق بهم من خسائر، وكان الأولى من وجهة النظر الحكيمة أن يبدأوا من جديد في إعداد أنفسهم لمعارك جديدة مع خصم لدود متوحش دائم التحرش والعدوان وأن يستكملوا وسائل الإعداد للمعارك المقبلة مع الاتجاه المتسارع نحو التصالح وتجاوز الخلافات الثانوية والخصومات الطارئة تلك التي أعاقت الوحدة بين فصائل المقاومة وعملت على تفتيت الإمكانات المحدودة وبعثرتها .
إن الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج مع فلسطين ومع النضال الفلسطيني وهو- بغض النظر عن مواقف بعض الحاكمين- على تواصل روحي وعاطفي وعلى استعداد لكي يجند من أبنائه الملايين للمشاركة في معركة الخلاص وما يزعجه ويضاعف من حيرته هو هذه الانقسامات الماثلة داخل العائلة الفلسطينية الواحدة سواء الموجود منها على أرض الأجداد والمشردون في الشتات، ومن حق الشعب العربي أن يرى في هذا الانقسام قوة للعدو ووسيلة لاستغلالها الداخلي والخارجي ومواصلة عدوانه وصلفه المدعوم بأعتى قوة راهنة . ويستطيع أشقاؤنا بوحدتهم وإظهار تواضع قدراتهم غير المتكاملة مع ما يملكه العدو ومن يدعمونه من قوى باطشة وساحقة إيجاد أكبر قدر من التعاطف الدولي إذا اتفقنا على أن التعاطف العربي والإسلامي من المسلمات وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل المواقف المنحازة للولايات المتحدة والدول الغربية، التي تجلت كأبشع ما تكون في لحظات المواجهة الأخيرة مع العدو، وكيف كانت هذه الدول ترى في إطلاق الصواريخ من غزة على محدودية فاعليتها خطراً مهولاً، ولا ترى في صواريخ الكيان الصهيوني التي تدك المدينة من البحر والجو وتقتل المئات وتجرح الآلاف سوى ضرب من الدفاع عن النفس! ما يؤكد حقيقة أن حرب العدو على فلسطين وعلى الأمة العربية ليست سوى حرب بالوكالة . وأن وجود الكيان الصهيوني في قلب الأرض العربية لم يكن مصادفة أو حلاَ لمشكلة مزمنة ليهود العالم بقدر ما كان ولا يزال تعبيراً عن رغبة أوروبية أمريكية لإضعاف العرب وتركيعهم واستنزاف ثرواتهم وقواهم.
*التجديد