للشاعر :عبد الرزاق الملاهي
بُشْرَى النبوة فاحت كالشذا سحرا *** تزف للكون في أنسامها خبرا
عن مولد النور، عن معنى الهداية، عن (محمدٍ)، عن فتىً في جوف (غار حرا)
أنقى البرية، أزكاها وأكرمُها
فالطهرُ معدِنُهُ، والجودُ منه جرى
والصدقُ منطقهُ، والعدل مسلكهُ
والعفو شيمته إن غاب أو حضرا
كتابُهُ الروحُ.. أحيا الأرضَ مبعثُهُ
والظلمُ والجهل عن أرجائها انحسرا
أتى إلى الناس فرداً والظلامُ على
كلِّ الدروبِ قد استرخى وقد غَمَرا
أتى رسولُ الهدى والناس قد بلغوا
من الضلال إلى أن يعبدوا (حجرا)!
حجارةٌ نحتوها همْ بأنفسهم!!
والله، ما مَلَكَتْ نفعاً ولا ضَرَرا
فقام فوق (الصفا) يدعو قبائلهم
يدعو إلى الدين والإيمان مَنْ كَفَرا
يا قومِ، إني (رسولُ الله)؛ فاتبعوا
رسولَهُ كي تفوزوا، واحذروا (سَقَرا)
فقال بعضُهمُ: تـبّاً، أتأمرنا
أن نتركَ (اللات) و(العُزَّى) وأن نَذَرا؟!
فلم يزلْ- وأمينُ الوحي يُسْنِدُهُ-
يتلو على قومه الآياتِ والسُّوَرا
فآمنَتْ فئةٌ سِرّاً.. فأعقبَها
بالسبْقِ- ذكْراً- على طول المدَى- عَطرَا
وصَدَّهُ أغنياءُ القوم حين رأوا
سيْرَ القلوب إلى قرآنهِ زُمَرا
وكذَّبوه، وقالوا: ساحرٌ.. ومضَوا
يُحَذِّرون رعاع الناسِ والكُبَرا
لا تسمعوا قوله، والْغَوا.. ودُونَكُمو أتباعَهُ.. إنما أتباعُهُ الفُقَرا
فيصْرِفُ الله (جِنّاً) يسمعون له
حتى هدى الله منهم ذلك النَّفَرا
كم حاولوا ثَـنْـيَهُ بالقهرِ فانهزموا
ونال منه (أبو جهلٍ) فما قَدَرا
واستنفدوا فيه من حَرِّ السفاهةِ ما
لو حُطًّ فيه الحديدُ الصُّلْبُ لانْصَهَرا
وحين ضاقتْ به الدنيا بما رَحُبَتْ
والدَّمُّ من عَقِبَيْهِ الطاهرَينِ جرى
سرى به اللهُ ليلاً؛ فارتقى صُعُداً
وشرَّفَ القدسَ في مسراهُ حين سرى
أغروه بالمال والسلطان، ثم رأوا
عَرْضَ الدنانيرِ لم تُحْدِثْ به أثَرا
إذ قال: والله لن أرضى به بدلاً
ولو وضعتم بكَفِّي الشمسَ والقمرا
فهالَهُمْ إذ رأوا- رغْمَ الذي بذلوا-
قلباً على كل ما جاؤوا به صَبَرا
وأقبل الناسُ نحو الدين في شَغَفٍ
وتَمَّمَ اللهُ هذا الأمرَ، فانتشرا
صلى عليكَ إلهُ الخلق ما هتَفَتْ
وَرْقاءُ عند الضُحى، أو أنشدَ الشُعَرا
عَدَّ النجوم التي في الكون سابحةً
وعَدَّ من حجَّ بيتَ اللهِ واعتمرا
بذرتَ بَذْرَةَ هذا الدين مِن زمَنٍ
واليوم هانحن منها نَقْطِفُ الثَّمَرا
ماذا عسى يَزْدَريهِ شانِئوكَ، وما
عساهُ يُدْرِكُ من عادى ومن سَخِرا؟
(حُثالةٌ) طاولوا (أسيادَهم) سَفَهاً
والأصلُ في حقِّهِمْ أن يَحْلِبوا (البقرا)
حُثالةٌ (أَمَرِيكِيُّونَ) ما عَرَفوا
من الكرامة إلا (الرَّوثَ) و(البَعَرا)
ماذا رأوا فيك من عيبٍ فأزعجهم؟
وطابَ أن ينشروا الأفلام والصُّوَرا؟!
سلوا البريّـةَ عن أزكى الشمائل كيـ
ـفَ حازها، واقرؤوا (التاريخَ)و(السِّيَرا)
وسائلوا الشُّمَّ عنهُ كيفَ طاولها
-تواضعاً- واسألوا عن زُهْدِهِ (الـحُـجَرا)
هو اليتيم أبو الأيتام، عَلَّمَنا
معنى الحنانِ بأخلاقٍ عليه تُرَى
وباعثُ العلم للدنيا، وما كَتَبَتْ
كفَّاهُ حرفاً، ولا عندَ الشيوخِ قَرا
أتى به رحمةً للعالمين، فما
قَسَا على أحدٍ، كلا.. ولا انتَهَرا
مُحَرِّرُ الكون من رِقِّ الطغاةِ ومن
رقِّ الهوى وملوكِ الأرض والأُمَرَا
فكُلُّ (حُرِّيَّةٍ للفكرِ) يَزْعُمُها
مَنْ بعدَهُ فكلامٌ فارغٌ وَهُـرَا
قد صحَّ للقوم في (التَوْراةِ) مبعثُهُ
وأدركوا عنه في (إنجيلهم) خبرا
يا ربِّ، لو لم تقلْ: هذا الفتى بَشَرٌ
لَقُلْتُ: حاشاك، ما هذا الفتى بشرا!
يا أمة الدين، هل هُنْتُمْ لدى أُمَمِ الدّ
دنيا فأصبح حتى الدِّينُ مُحْتَقَرا
لقد أساءوا إلى الهادي.. ولستُ أرى فِداءَهُ- قَطُّ- إلا الروحَ والبصرا
هل سَرَّكُمْ ما أشاعوا في نَبِيِّكُمُو؟!!
أقَلُّ ما ينبغي أن تطردوا (السُفَرا)
وقاطعوا سِلَعَ المستهزئين به
وأَفْهِمُوا كلَّ مَنْ قد باعها وشَرَى
هذا النداء إلى الحكام أرسله
والجيشِ والشعبِ والنوابِ والوزرا
ختامُها صلوات الله تبلغه
ثم الرضا عن (أبي بكرٍ) وعن (عُمَرا)
وعن (عليٍّ) وعن (عثمانَ) صاحبِهِ
والآلِ والصَّحْبِ مَبْسوطاً ومختصرا
بُشْرَى النبوة فاحت كالشذا سحرا *** تزف للكون في أنسامها خبرا
عن مولد النور، عن معنى الهداية، عن (محمدٍ)، عن فتىً في جوف (غار حرا)
أنقى البرية، أزكاها وأكرمُها
فالطهرُ معدِنُهُ، والجودُ منه جرى
والصدقُ منطقهُ، والعدل مسلكهُ
والعفو شيمته إن غاب أو حضرا
كتابُهُ الروحُ.. أحيا الأرضَ مبعثُهُ
والظلمُ والجهل عن أرجائها انحسرا
أتى إلى الناس فرداً والظلامُ على
كلِّ الدروبِ قد استرخى وقد غَمَرا
أتى رسولُ الهدى والناس قد بلغوا
من الضلال إلى أن يعبدوا (حجرا)!
حجارةٌ نحتوها همْ بأنفسهم!!
والله، ما مَلَكَتْ نفعاً ولا ضَرَرا
فقام فوق (الصفا) يدعو قبائلهم
يدعو إلى الدين والإيمان مَنْ كَفَرا
يا قومِ، إني (رسولُ الله)؛ فاتبعوا
رسولَهُ كي تفوزوا، واحذروا (سَقَرا)
فقال بعضُهمُ: تـبّاً، أتأمرنا
أن نتركَ (اللات) و(العُزَّى) وأن نَذَرا؟!
فلم يزلْ- وأمينُ الوحي يُسْنِدُهُ-
يتلو على قومه الآياتِ والسُّوَرا
فآمنَتْ فئةٌ سِرّاً.. فأعقبَها
بالسبْقِ- ذكْراً- على طول المدَى- عَطرَا
وصَدَّهُ أغنياءُ القوم حين رأوا
سيْرَ القلوب إلى قرآنهِ زُمَرا
وكذَّبوه، وقالوا: ساحرٌ.. ومضَوا
يُحَذِّرون رعاع الناسِ والكُبَرا
لا تسمعوا قوله، والْغَوا.. ودُونَكُمو أتباعَهُ.. إنما أتباعُهُ الفُقَرا
فيصْرِفُ الله (جِنّاً) يسمعون له
حتى هدى الله منهم ذلك النَّفَرا
كم حاولوا ثَـنْـيَهُ بالقهرِ فانهزموا
ونال منه (أبو جهلٍ) فما قَدَرا
واستنفدوا فيه من حَرِّ السفاهةِ ما
لو حُطًّ فيه الحديدُ الصُّلْبُ لانْصَهَرا
وحين ضاقتْ به الدنيا بما رَحُبَتْ
والدَّمُّ من عَقِبَيْهِ الطاهرَينِ جرى
سرى به اللهُ ليلاً؛ فارتقى صُعُداً
وشرَّفَ القدسَ في مسراهُ حين سرى
أغروه بالمال والسلطان، ثم رأوا
عَرْضَ الدنانيرِ لم تُحْدِثْ به أثَرا
إذ قال: والله لن أرضى به بدلاً
ولو وضعتم بكَفِّي الشمسَ والقمرا
فهالَهُمْ إذ رأوا- رغْمَ الذي بذلوا-
قلباً على كل ما جاؤوا به صَبَرا
وأقبل الناسُ نحو الدين في شَغَفٍ
وتَمَّمَ اللهُ هذا الأمرَ، فانتشرا
صلى عليكَ إلهُ الخلق ما هتَفَتْ
وَرْقاءُ عند الضُحى، أو أنشدَ الشُعَرا
عَدَّ النجوم التي في الكون سابحةً
وعَدَّ من حجَّ بيتَ اللهِ واعتمرا
بذرتَ بَذْرَةَ هذا الدين مِن زمَنٍ
واليوم هانحن منها نَقْطِفُ الثَّمَرا
ماذا عسى يَزْدَريهِ شانِئوكَ، وما
عساهُ يُدْرِكُ من عادى ومن سَخِرا؟
(حُثالةٌ) طاولوا (أسيادَهم) سَفَهاً
والأصلُ في حقِّهِمْ أن يَحْلِبوا (البقرا)
حُثالةٌ (أَمَرِيكِيُّونَ) ما عَرَفوا
من الكرامة إلا (الرَّوثَ) و(البَعَرا)
ماذا رأوا فيك من عيبٍ فأزعجهم؟
وطابَ أن ينشروا الأفلام والصُّوَرا؟!
سلوا البريّـةَ عن أزكى الشمائل كيـ
ـفَ حازها، واقرؤوا (التاريخَ)و(السِّيَرا)
وسائلوا الشُّمَّ عنهُ كيفَ طاولها
-تواضعاً- واسألوا عن زُهْدِهِ (الـحُـجَرا)
هو اليتيم أبو الأيتام، عَلَّمَنا
معنى الحنانِ بأخلاقٍ عليه تُرَى
وباعثُ العلم للدنيا، وما كَتَبَتْ
كفَّاهُ حرفاً، ولا عندَ الشيوخِ قَرا
أتى به رحمةً للعالمين، فما
قَسَا على أحدٍ، كلا.. ولا انتَهَرا
مُحَرِّرُ الكون من رِقِّ الطغاةِ ومن
رقِّ الهوى وملوكِ الأرض والأُمَرَا
فكُلُّ (حُرِّيَّةٍ للفكرِ) يَزْعُمُها
مَنْ بعدَهُ فكلامٌ فارغٌ وَهُـرَا
قد صحَّ للقوم في (التَوْراةِ) مبعثُهُ
وأدركوا عنه في (إنجيلهم) خبرا
يا ربِّ، لو لم تقلْ: هذا الفتى بَشَرٌ
لَقُلْتُ: حاشاك، ما هذا الفتى بشرا!
يا أمة الدين، هل هُنْتُمْ لدى أُمَمِ الدّ
دنيا فأصبح حتى الدِّينُ مُحْتَقَرا
لقد أساءوا إلى الهادي.. ولستُ أرى فِداءَهُ- قَطُّ- إلا الروحَ والبصرا
هل سَرَّكُمْ ما أشاعوا في نَبِيِّكُمُو؟!!
أقَلُّ ما ينبغي أن تطردوا (السُفَرا)
وقاطعوا سِلَعَ المستهزئين به
وأَفْهِمُوا كلَّ مَنْ قد باعها وشَرَى
هذا النداء إلى الحكام أرسله
والجيشِ والشعبِ والنوابِ والوزرا
ختامُها صلوات الله تبلغه
ثم الرضا عن (أبي بكرٍ) وعن (عُمَرا)
وعن (عليٍّ) وعن (عثمانَ) صاحبِهِ
والآلِ والصَّحْبِ مَبْسوطاً ومختصرا