الشاعر عبد الرزاق الملاهي -خاص بالوفاق
30/11/2011م
عندي لُغْزٌ يا ثُوَّارْ
الأولُ يبدو سبَّاكاً
والثالثُ يعملُ مجنوناً
والرابعُ في الصورةِ بَشَرٌ
أمَّا الخامسُ يا لَلْخامسِ
سَبَّاكٌ؟ كلا.. مجنونٌ؟
لا أعرفُ.. لكني أعرفُ
جاء الخمسةُ من صحراءٍ..
جاءوا: عطشى.. جوعى.. هلكى..
يكسوهم بُؤْسُ الفقراءِ
رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً
واختار البَدْرُومَ الأسفلَ..
هو يملكُ أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ..
أسرتُهُ: الأمُّ، مع الزوجةِ..
مُرْتاحٌ جِدّاً، وكريمٌ
مَرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ
بل طلبوهُ الماءَ الباردَ..
أعطاهم كَرَماً.. فأرادوا الْـ
أعطاهم.. فأرادوا الْمِنْخَلَ
أعطاهُم.. حتى لم يَتْرُكْ
طلبوا الفَخَّارَ، فأعطاهم
خَجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهُمْ
خرَجَ المالكُ مِنْ مَنْزِلِهِ
لِيُوَفِّرَ للضيفِ الساكنِ
سَرَقَ الخمسةُ قُوتَ الأسرةِ
ثم رأوا أن تنفى الأسرة
طردوا الأسرة من منزلها..
أكلوا.. شرِبوا.. سَكِرُوا.. رَقَصُوا..
باعوا الماءَ.. وغازَ المنزلِ..
وأقاموا مدناً.. وقُصُوراً..
وتنامَتْ ثرْوَتُهم.. حتى
حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ
قالوا: أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ..
فمضى نحو المنزل يسعى
خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ: (كَفَاكُمْ
أحسنت إليكم فأسأتم)
لا تفتح موضوع المنزل
فانتفضَ المالكُ إعصاراً
أمَّا الأَوَّلُ.. فَهِمَ الْقِصَّةَ..
والثاني.. فكَّرَ أنْ يبقَى
فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ
والثالثُ.. مجنونٌ طَبْعاً
(أنا خَالِقُكُمْ.. وسَأَتْبَعُكُمْ
أَرْغَى.. أَزْبَدَ.. هَدَّدَ.. أَوْعَدَ..
ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ
والرابع.. والخامس.. أيضاً
لم يَعْتَبِرُوا.. لَكِنْ صَارُوا
اُخْرُجْ يا هذا من داري!
اِرْحَلْ.. هذي داري.. اِرْحَلْ!!
إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري..
فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا
هل نعطي الدارَ لمالكها؟
هل لو قُتِلَ المالكُ فيها
هل في قول المالك: (اِرْحَلْ
هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ؟
يحكي عن خمسة أشرار
والثاني ساقٍ في بار
في حوش من غير جدار
لكنْ في الواقع بشار
شيء مختلف الأطوار
كلا.. سَقَّاءٌ؟.. بشار؟
أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار
سكنوا بيتاً بالإيجار
كلٌّ منهم حافٍ عار
ويعلوهم قَتَرٌ وغُبَار
سَكّنهم في أعلى الدار
والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار
ولديه ثلاثةُ آبار
وله أطفالٌ قُصّار
وعليه بهاء ووقار
ولم يطلبْ منهم دينار
واللحمَ مع الخبز الحارّْ
آبارَ، وَحَلْبَ الأبقار
والسِّكِّينةَ، والعَصَّارْ
إلا أوعيةَ الفخَّار
طلبوه أيضاً.. فاحتار
فستأذنهم في مِشْوار
ومضى يعمل عند الجار
والأسرةِ ثَمَنَ الإفطار
واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ (أبرار)
واتخذوا في الأمر قرار
ثم أقاموا حفلةَ زَارْ
ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار..
وابتاعوا جُزُراً.. وبِحَار
وحدائقَ فيها أنهار..
صاروا تُجَّارَ التُّجَّار
وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَار
والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدار
واستدعى الخمسةَ وأشار
في المنزل فوضى ودمار
فأجابوا: اسْكُتْ يا مهذار
أو نفتحَ في رأسك غار
وانفجرُ البركانُ وثار
فاستسلَمَ للريح وطار
وتحدَّى الثورةَ.. فانْهَارْ
فِذٍّ.. هُوَ والإبِنْ البارّْ
قال – بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ –:
زَنْقَهْ.. زنقه.. دارْ.. دارْ)
وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار
آياتٌ لأولي الأبصار
دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ
فيها.. كَجُحَا والمسمار
لنْ أخرجَ إلا بحوار
لن أرحلَ إلا بالدَّر
أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار
عقلي في مُشْكِلِهِ حَارْ
أم نعطي رَبَّ المسمار؟!
هو في الجنة؟ أم في النار؟
يا غاصبُ) عَيْبٌ أوْ عار؟
(مَنْ لم يفهمْ فهو ..........)
للشاعر: عبد الرزاق علي الملاهي
30/11/2011م
عندي لُغْزٌ يا ثُوَّارْ
الأولُ يبدو سبَّاكاً
والثالثُ يعملُ مجنوناً
والرابعُ في الصورةِ بَشَرٌ
أمَّا الخامسُ يا لَلْخامسِ
سَبَّاكٌ؟ كلا.. مجنونٌ؟
لا أعرفُ.. لكني أعرفُ
جاء الخمسةُ من صحراءٍ..
جاءوا: عطشى.. جوعى.. هلكى..
يكسوهم بُؤْسُ الفقراءِ
رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً
واختار البَدْرُومَ الأسفلَ..
هو يملكُ أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ..
أسرتُهُ: الأمُّ، مع الزوجةِ..
مُرْتاحٌ جِدّاً، وكريمٌ
مَرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ
بل طلبوهُ الماءَ الباردَ..
أعطاهم كَرَماً.. فأرادوا الْـ
أعطاهم.. فأرادوا الْمِنْخَلَ
أعطاهُم.. حتى لم يَتْرُكْ
طلبوا الفَخَّارَ، فأعطاهم
خَجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهُمْ
خرَجَ المالكُ مِنْ مَنْزِلِهِ
لِيُوَفِّرَ للضيفِ الساكنِ
سَرَقَ الخمسةُ قُوتَ الأسرةِ
ثم رأوا أن تنفى الأسرة
طردوا الأسرة من منزلها..
أكلوا.. شرِبوا.. سَكِرُوا.. رَقَصُوا..
باعوا الماءَ.. وغازَ المنزلِ..
وأقاموا مدناً.. وقُصُوراً..
وتنامَتْ ثرْوَتُهم.. حتى
حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ
قالوا: أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ..
فمضى نحو المنزل يسعى
خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ: (كَفَاكُمْ
أحسنت إليكم فأسأتم)
لا تفتح موضوع المنزل
فانتفضَ المالكُ إعصاراً
أمَّا الأَوَّلُ.. فَهِمَ الْقِصَّةَ..
والثاني.. فكَّرَ أنْ يبقَى
فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ
والثالثُ.. مجنونٌ طَبْعاً
(أنا خَالِقُكُمْ.. وسَأَتْبَعُكُمْ
أَرْغَى.. أَزْبَدَ.. هَدَّدَ.. أَوْعَدَ..
ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ
والرابع.. والخامس.. أيضاً
لم يَعْتَبِرُوا.. لَكِنْ صَارُوا
اُخْرُجْ يا هذا من داري!
اِرْحَلْ.. هذي داري.. اِرْحَلْ!!
إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري..
فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا
هل نعطي الدارَ لمالكها؟
هل لو قُتِلَ المالكُ فيها
هل في قول المالك: (اِرْحَلْ
هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ؟
يحكي عن خمسة أشرار
والثاني ساقٍ في بار
في حوش من غير جدار
لكنْ في الواقع بشار
شيء مختلف الأطوار
كلا.. سَقَّاءٌ؟.. بشار؟
أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار
سكنوا بيتاً بالإيجار
كلٌّ منهم حافٍ عار
ويعلوهم قَتَرٌ وغُبَار
سَكّنهم في أعلى الدار
والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار
ولديه ثلاثةُ آبار
وله أطفالٌ قُصّار
وعليه بهاء ووقار
ولم يطلبْ منهم دينار
واللحمَ مع الخبز الحارّْ
آبارَ، وَحَلْبَ الأبقار
والسِّكِّينةَ، والعَصَّارْ
إلا أوعيةَ الفخَّار
طلبوه أيضاً.. فاحتار
فستأذنهم في مِشْوار
ومضى يعمل عند الجار
والأسرةِ ثَمَنَ الإفطار
واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ (أبرار)
واتخذوا في الأمر قرار
ثم أقاموا حفلةَ زَارْ
ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار..
وابتاعوا جُزُراً.. وبِحَار
وحدائقَ فيها أنهار..
صاروا تُجَّارَ التُّجَّار
وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَار
والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدار
واستدعى الخمسةَ وأشار
في المنزل فوضى ودمار
فأجابوا: اسْكُتْ يا مهذار
أو نفتحَ في رأسك غار
وانفجرُ البركانُ وثار
فاستسلَمَ للريح وطار
وتحدَّى الثورةَ.. فانْهَارْ
فِذٍّ.. هُوَ والإبِنْ البارّْ
قال – بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ –:
زَنْقَهْ.. زنقه.. دارْ.. دارْ)
وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار
آياتٌ لأولي الأبصار
دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ
فيها.. كَجُحَا والمسمار
لنْ أخرجَ إلا بحوار
لن أرحلَ إلا بالدَّر
أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار
عقلي في مُشْكِلِهِ حَارْ
أم نعطي رَبَّ المسمار؟!
هو في الجنة؟ أم في النار؟
يا غاصبُ) عَيْبٌ أوْ عار؟
(مَنْ لم يفهمْ فهو ..........)
للشاعر: عبد الرزاق علي الملاهي