د.عبد الرحمن بن صالح العشماوي
ظَلامُ الصَّمتِ يعصِفُ باللَّيالي *** ويفتِكُ بالنُّجومِ وبالهِلالِ
كأنَّ العالَم المأفُونَ أعمَى*** أصمُّ فمَا يَرى سُوءَ الفِعالِ
’’حمَاةٌ’’ تشْتكِي البَاغِي و ’’حِمْصٌ ’’*** و’’ دَرعةٌ ’’ تشْتَكي و ’’أبوكمَالِ ’’
و’’ دير الزَّورِ ’’ تشكو جور باغٍ.. و ’’إدلِبَ’’ و ’’ المَعَرَّةُ ’’ في اعتِلالِ
وفي ’’ مصيافها ’’ جرحٌ عميقٌ*** و ’’ جسرُ شُغُورها ’’ في شرِّ حالِ
وأمَّا ’’ بانياسُ ’’ فقد دَهَاها*** ’’ كدُومَةَ ’’ما يدلُّ على اختلالِ
و ’’ قامِشْلي ’’ و ’’ تَدْمُرُ ’’ في عناءٍ*** وكُلُّ مدائِنِ الشَّامِ الغوالي
وفي وسطِ البلادِ لهيبُ نارٍ*** وفي أقْصَى السَّوافِلِ و العَوَالي
بلادُ الشَّامِ من شرقٍ لغربٍ*** تئنُّ، ومِنَ جنوبِ للشِّمالِ
ومَا في جَوْقَةِ العلَوِيِّ إلاَّ*** ثَعَالِبُ أو ذئابٌ أو سَعَالي
وما فيها سِوى النمْرودِ يقضي*** وأبرهَةٌ، وغدرُ أبي رِغَالِ
بأرْضِ الشَّامِ مُحْتَلٌّ عنيدٌ*** تمرَّسَ في التَّآمُرِ و الجِدالِ
حَليفٌ لليَهُودِ وإن تَوَارى*** وَرَاءَ جِدارِ زُورٍ واحتِيالِ
تراهُ على مَدَى خمسين عاماً*** يُبارِكُ لليَهودِ بالاحتِلالِ
بَنَى أحلامَهُ كَذِباً و زُوراً*** على دَعْوى التَّمنُّعِ و النِّضالِ
وأيُّ تمنُّعٍ و اللِّصُّ يَمْشي*** على جُولانِنا مَشْيَ اختِيالِ
وجامِعةُ العُروبةِ سُلْحَفاةٌ*** تُجَرْجِرُ خطْوَها فوقَ الرِّمالِ
ترى الأحداثَ كالإعصارِ تجْري*** ومَا عزَمَتْ على شدِّ الرِّحالِ
و مَجْلِسُ خوفِ عالمِنا صريعٌ*** على بَابِ التَّحَاوُرِ و الجِدالِ
وهيئَتُهُم مُكبَّلَةُ الأيادي*** أمامَ الشَّامِ ضيِّقَةُ المَجَالِ
إذا اجْتَمعوا أُصِيبُوا بالتَّراخي*** وبالرَّأي المُفنَّدِ و الخَبَالِ
كأنَّ دِمَاء أهلِ الشَّامِ نهرٌ*** هُلامِيٌّ تسلْسَلَ في الخيالِ
وليسَ حقيقةً تجري عياناً*** بياناً في السُّهُول وفي التِّلالِ
أَيا أحبابِنا في الشَّامِ إنِّي*** أُشاهِدُ مَصْرَعَ الباغِي حِيَالي
و أُبصِرُ في رُبوعِ الشَّامِ فجراً*** سينْسِفُ ليلَ تُجَّار الضَّلالِ
أيا أحْبابَنا في الشَّامِ صَبْراً*** على هذا التَّخاذُلِ و الهُزالِ
أشِيحوا بالوُجُوهِ عنِ الدَّعاوى*** وعن هَذا التَّذَبْذُبِ في المقَالِ
دعوا تلكَ المجَالِسَ واترُكوها*** لأصحابِ السِّيادَةِ و المَعالي
و لُوذوا بالَّذي يحْمِي ضعيفاً*** ويهزمُ باغِياً، رَبِّ الجَلالِ
ولا تخْشوا مُكاثَرَةَ الأعادي***وخَشْخَشَةَ الزَّواحِفِ و السَّحالي
فعِندَ اللهِ نصْرٌ حينَ يأتي*** سينْقُضُ ما تشَابَكَ من حِبالِ
ظَلامُ الصَّمتِ يعصِفُ باللَّيالي *** ويفتِكُ بالنُّجومِ وبالهِلالِ
كأنَّ العالَم المأفُونَ أعمَى*** أصمُّ فمَا يَرى سُوءَ الفِعالِ
’’حمَاةٌ’’ تشْتكِي البَاغِي و ’’حِمْصٌ ’’*** و’’ دَرعةٌ ’’ تشْتَكي و ’’أبوكمَالِ ’’
و’’ دير الزَّورِ ’’ تشكو جور باغٍ.. و ’’إدلِبَ’’ و ’’ المَعَرَّةُ ’’ في اعتِلالِ
وفي ’’ مصيافها ’’ جرحٌ عميقٌ*** و ’’ جسرُ شُغُورها ’’ في شرِّ حالِ
وأمَّا ’’ بانياسُ ’’ فقد دَهَاها*** ’’ كدُومَةَ ’’ما يدلُّ على اختلالِ
و ’’ قامِشْلي ’’ و ’’ تَدْمُرُ ’’ في عناءٍ*** وكُلُّ مدائِنِ الشَّامِ الغوالي
وفي وسطِ البلادِ لهيبُ نارٍ*** وفي أقْصَى السَّوافِلِ و العَوَالي
بلادُ الشَّامِ من شرقٍ لغربٍ*** تئنُّ، ومِنَ جنوبِ للشِّمالِ
ومَا في جَوْقَةِ العلَوِيِّ إلاَّ*** ثَعَالِبُ أو ذئابٌ أو سَعَالي
وما فيها سِوى النمْرودِ يقضي*** وأبرهَةٌ، وغدرُ أبي رِغَالِ
بأرْضِ الشَّامِ مُحْتَلٌّ عنيدٌ*** تمرَّسَ في التَّآمُرِ و الجِدالِ
حَليفٌ لليَهُودِ وإن تَوَارى*** وَرَاءَ جِدارِ زُورٍ واحتِيالِ
تراهُ على مَدَى خمسين عاماً*** يُبارِكُ لليَهودِ بالاحتِلالِ
بَنَى أحلامَهُ كَذِباً و زُوراً*** على دَعْوى التَّمنُّعِ و النِّضالِ
وأيُّ تمنُّعٍ و اللِّصُّ يَمْشي*** على جُولانِنا مَشْيَ اختِيالِ
وجامِعةُ العُروبةِ سُلْحَفاةٌ*** تُجَرْجِرُ خطْوَها فوقَ الرِّمالِ
ترى الأحداثَ كالإعصارِ تجْري*** ومَا عزَمَتْ على شدِّ الرِّحالِ
و مَجْلِسُ خوفِ عالمِنا صريعٌ*** على بَابِ التَّحَاوُرِ و الجِدالِ
وهيئَتُهُم مُكبَّلَةُ الأيادي*** أمامَ الشَّامِ ضيِّقَةُ المَجَالِ
إذا اجْتَمعوا أُصِيبُوا بالتَّراخي*** وبالرَّأي المُفنَّدِ و الخَبَالِ
كأنَّ دِمَاء أهلِ الشَّامِ نهرٌ*** هُلامِيٌّ تسلْسَلَ في الخيالِ
وليسَ حقيقةً تجري عياناً*** بياناً في السُّهُول وفي التِّلالِ
أَيا أحبابِنا في الشَّامِ إنِّي*** أُشاهِدُ مَصْرَعَ الباغِي حِيَالي
و أُبصِرُ في رُبوعِ الشَّامِ فجراً*** سينْسِفُ ليلَ تُجَّار الضَّلالِ
أيا أحْبابَنا في الشَّامِ صَبْراً*** على هذا التَّخاذُلِ و الهُزالِ
أشِيحوا بالوُجُوهِ عنِ الدَّعاوى*** وعن هَذا التَّذَبْذُبِ في المقَالِ
دعوا تلكَ المجَالِسَ واترُكوها*** لأصحابِ السِّيادَةِ و المَعالي
و لُوذوا بالَّذي يحْمِي ضعيفاً*** ويهزمُ باغِياً، رَبِّ الجَلالِ
ولا تخْشوا مُكاثَرَةَ الأعادي***وخَشْخَشَةَ الزَّواحِفِ و السَّحالي
فعِندَ اللهِ نصْرٌ حينَ يأتي*** سينْقُضُ ما تشَابَكَ من حِبالِ