طارق كرمان
تــجـرّدَ الـلـفـظُ عـجـزاً مــن مـعـانيهِ
وتـــاهَ بـالـسـعدِ قـلـبـي أيّــمـا تِـيـهِ
شـقـيقةَ الــروحِ؟.. أم يــا أمَّ ثـورتِنا؟
كِــــلا مـقـامـيكِ صــعـبٌ أن أوفّــيـهِ
...
رفـعـتِ رأسَ الـيـمانيين فــي زمَــنٍ
مـذ ثـلثِ قـرنٍ بـقى الـطاغوتُ يدنيهِ
وعــادَ وجـهُ يـمانٍ فـي الـورى نـظِراً
مــن بـعـدِ أنْ شـوّهـوهُ كــلَّ تـشويهِ
بـوركتِ يـا بـنتَ كـرمانٍ عـلى شرَفٍ
هــوَ اسـتـحقَّكِ لــو لــم تـسـتحقّيه
هـذا أخـوكِ وإنْ لـم يـمتدحكِ، فـكم
مــن مــادحٍ لــك لــم يـمـلك تـآخـيهِ
ومـــا يــزيـدكِ مــنـه الـمـدحُ مـنـزلةً
وقـد حـكَوا فـيك شـعراً ليس يحصيهِ
لــكـنْ حـذاريـكَ أن يـطـريكِ نـفـخُهُمُ
فـالـمـرءُ أكــثـرُ مـــا يُـطـريهِ يـطـغيهِ
وكـمْ مـكارمِ نـفسٍ بـعدَما اشـتُهرَتْ
زالَـــــتْ لــكـثـرةِ تـمـجـيـدٍ وتــنـزيـهِ
أخـتاهُ أصـغي إلـى نـصحي فـإنَ بـه
مـــا لـيـسَ يـقـدرُ غـيـري أن يجلّيهِ
الأمـــرُ أكــبَـرُ مـــن ألــقـابِ جــائـزةٍ
فـفـكّري فـيـه مــن شـتّـى نـواحـيهِ
وكــيــفَ تُــكـرمُ يـــا أخــتـاهُ ثـورتَـنـا
عــلــى الـنـظـامِ حـكـومـاتٌ تـوالـيـهِ
أشــمّ ريـحـةَ سُــمٍّ فــي فـطـيرَتِهم
فـحـاولـي أنـــتِ أيــضـاً أنْ تـشـمّيهِ
أخـشـى عـلـيكِ ومـنـكِ الـفخَّ ثـانيةً
إذا وقـــعــتِ وقــعــنـا كــلّـنـا فــيــهِ
لا يــشــغــلـوكِ وإيّـــانـــا بــجــائــزةٍ
تـنـهـي طــريـقَ نــضـالٍ لــم تـتـمّيهِ
ولا يـقـولـوا لــقـد زالَ الـنـظـامُ ومـــا
يـــزالٌ يـلـقـي عـلـيـنا كـــلَّ مـكـروهِ
وإنْ أتـيْـتِ بـبـشرى الانـتـصار، فـما
بـشـائرُ الـنصرِ تـغني عـن مـساعيهِ
ولا نـقُـلْ سـقـطَ الـطـاغوتُ سـخريةً
حــتـى تُـكـبَـلَ عـــنْ حـــقٍّ أيــاديـهِ
ولا يــكُ الـزحـفُ نـحـو الـقصرِ أغـنيةً
فالمجدُ في السعي لا في أن نغنّيه
وشـعـبُنا سـوفَ لا يـلقى بـجائزةِ الـ
ـســـلامِ أيّ ســـلامٍ مـــن مـآسـيـهِ
فـهـاهو الـجـوع لــم يـلـبَثْ يـصـبّحُهُ
وهــا هــو الـخوفْ لـم يـبرَحْ يـمسّيه
يـا بـنتَ كرمانَ إنّ الشعبَ في غرَقٍ
ولا سـفـيـنـةَ حــتــى الآنَ تـنـجـيـهِ
ولـلـكـرامـةِ لا الـتـكـريـمِ ثـــارَ، فـــلا
يــغــررْكِ عن ذاكَ شيءٌ أو تـغـرّيـهِ
ولـــم يــكـنْ قــبـلُ من نقصٍ بثورتِهِ
ســوى زعـيـمِ شـبابٍ غـيرِ مـشبوهِ
والــيـومِ أوتــيـتِ ذاكَ النقصَ مكتملاً
فـلـتـقـبليهِ ولـلـحـسـمِ اسـتـغـلّـيهِ
وصــــــرتِ أوّلَ مـــســؤولٍ بــثـورتِـنـا
عــنْ أمـرها فـاحذري أن تـستخفّيهِ
فـــذاكَ عـــبءٌ، وإنّ الـمـادحيكِ بــه
هُـــمُ الـهُـجـاةُ غـــداً إنْ لــم تـؤدّيـهِ