د.حيدر الصافح
زارني منذُ شهر بعض الأندنوسيين من العاملين في سفارة بلادهم بصنعاء وسألوني عن الوضع السياسي وتطوراته وعن الطلاب الأندنوسيين وأحوالهم في ظل التطورات والأحداث السياسية المتفاقمة، وهل عليهم خوف أو خطر؟
فحاولت أن أهدئ من روعهم وأطمئنهم بأن الطلاب في منأى مما يحدث على اعتبار أن الصراع شأن يخص اليمنيين، وأن المعركة هي بين الحكومة والشعب، وأن طلاب العلم من خارج اليمن يحضون باحترام ورعاية من كافة اليمنيين، فهم وإن اختلفوا فيما بينهم إلا أنهم يتفقون على احترام الوافد وحماية الطالب والإحسان إليه.
ثم دار الحديث عن الوضع السياسي فسألتهم سؤالاً: كم بقي الرئيس سوهارتو في الحكم عندكم قالوا لبث على كرسي الحكم ثلاثة وثلاثين سنة بعضها سنوات عجاف وبعضها سمان وبعضها بين بين، ثم كانت النهاية أن طلاب الجامعات قاموا بثورة بدأت باحتجاجات واعتصامات ثم مظاهرات ضد حكم سوهارتو الذي جمع ثروة طائلة له ولعائلته، وحرم الشعب من خيرات بلادهم، وحمل الدولة ديونا خارجية باهظة، وتواصلت احتجاجات ومظاهرات الطلاب إلى أن احتلوا العاصمة جاكرتا وحاصروا البرلمان مطالبين بإصلاحات وتغييرات جذرية وفعلية، وقد سقط نتيجة ذلك سبعة قتلى، عند ذلك فضل سوهارتو الاستجابة لرغبة الشباب ومطالبهم المؤيدة شعبيا وتنحى عن الحكم وعاش بقية عمره بعيدا عن الأضواء في إحدى ضواحي جاكرتا، وقد قدرت مجلة تايم الأمريكية ثروة سوهارتو بحوالي 15 مليار دولار، وقيمة ما امتلكه سوهارتو في ثلاثة عقود بحوالي 73مليار دولار.
وقد وضع سوهارتو تحت الإقامة الجبرية ورفعت ضده دعوة بشأن ثروته وقد توفي بداية عام 2008م ثم تولى رئاسة البلاد بعده كل من يوسف حبيبي ثم عبد الرحمن وحيّد ثم جاء ميجاواتي و سوكارنو ثم سيللوبامبانج....
هذه الصورة متشابهة إلى حد كبير بين صنعاء وجاكرتا، فها هو الرئيس اليمني يتربع على كرسي الرئاسة منذُ ثلاثة وثلاثين سنة، ويكاد يتشابه مع الرئيس الأندنوسي سوهارتو من حيث الثروة وامتيازات الأسرة، والفارق بين صنعاء وجاكرتا أن عدد سكان أندنوسيا يفوق المائتين وثمان وثلاثين مليون، بمعنى أن سكان أندنوسيا يفوق سكان اليمن بعشرة أضعاف والفارق الثاني أنه بمجرد سقوط سبعة قتلى من المتظاهر ين تمت استقالة الرئيس وحقنت دماء المواطنين في جاكرتا.
بينما في صنعاء سقط حتى الآن مئات من القتلى والجرحى، ولا يزال الرئيس يخرج علينا في كل جمعة ليعلن أنه سيضحي من أجل الشعب ؟ !!
وتزداد معاناة الناس ويسفك الدم الحرام علانية وسرا، وهذا يذكرني بأحد الأمراء الذين ظهروا في عصور الانحطاط وكان سفاكاً للدماء مظهراً للتدين المغشوش !! مما جعل أحد الشعراء يصفه بقوله:
قد بلينا بأمير ظلم الناس وسبح فهو كالجزار فيهم يذكر الله ويذبح
نتمنى أن يستفيد الرئيس اليمني من تجربة سوهارتو وأن يدع العناد ويترك الخلق للخالق ويعيش إن شاء ما بقى من عمره بإحدى ضواحي المدن العالمية فلديه من الثروة ما يكفيه ومن معه لقرون عديدة.. والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من لم يرعوِ ومن لم يستفد من دروس الشعوب ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))
*الصحوة نت
زارني منذُ شهر بعض الأندنوسيين من العاملين في سفارة بلادهم بصنعاء وسألوني عن الوضع السياسي وتطوراته وعن الطلاب الأندنوسيين وأحوالهم في ظل التطورات والأحداث السياسية المتفاقمة، وهل عليهم خوف أو خطر؟
فحاولت أن أهدئ من روعهم وأطمئنهم بأن الطلاب في منأى مما يحدث على اعتبار أن الصراع شأن يخص اليمنيين، وأن المعركة هي بين الحكومة والشعب، وأن طلاب العلم من خارج اليمن يحضون باحترام ورعاية من كافة اليمنيين، فهم وإن اختلفوا فيما بينهم إلا أنهم يتفقون على احترام الوافد وحماية الطالب والإحسان إليه.
ثم دار الحديث عن الوضع السياسي فسألتهم سؤالاً: كم بقي الرئيس سوهارتو في الحكم عندكم قالوا لبث على كرسي الحكم ثلاثة وثلاثين سنة بعضها سنوات عجاف وبعضها سمان وبعضها بين بين، ثم كانت النهاية أن طلاب الجامعات قاموا بثورة بدأت باحتجاجات واعتصامات ثم مظاهرات ضد حكم سوهارتو الذي جمع ثروة طائلة له ولعائلته، وحرم الشعب من خيرات بلادهم، وحمل الدولة ديونا خارجية باهظة، وتواصلت احتجاجات ومظاهرات الطلاب إلى أن احتلوا العاصمة جاكرتا وحاصروا البرلمان مطالبين بإصلاحات وتغييرات جذرية وفعلية، وقد سقط نتيجة ذلك سبعة قتلى، عند ذلك فضل سوهارتو الاستجابة لرغبة الشباب ومطالبهم المؤيدة شعبيا وتنحى عن الحكم وعاش بقية عمره بعيدا عن الأضواء في إحدى ضواحي جاكرتا، وقد قدرت مجلة تايم الأمريكية ثروة سوهارتو بحوالي 15 مليار دولار، وقيمة ما امتلكه سوهارتو في ثلاثة عقود بحوالي 73مليار دولار.
وقد وضع سوهارتو تحت الإقامة الجبرية ورفعت ضده دعوة بشأن ثروته وقد توفي بداية عام 2008م ثم تولى رئاسة البلاد بعده كل من يوسف حبيبي ثم عبد الرحمن وحيّد ثم جاء ميجاواتي و سوكارنو ثم سيللوبامبانج....
هذه الصورة متشابهة إلى حد كبير بين صنعاء وجاكرتا، فها هو الرئيس اليمني يتربع على كرسي الرئاسة منذُ ثلاثة وثلاثين سنة، ويكاد يتشابه مع الرئيس الأندنوسي سوهارتو من حيث الثروة وامتيازات الأسرة، والفارق بين صنعاء وجاكرتا أن عدد سكان أندنوسيا يفوق المائتين وثمان وثلاثين مليون، بمعنى أن سكان أندنوسيا يفوق سكان اليمن بعشرة أضعاف والفارق الثاني أنه بمجرد سقوط سبعة قتلى من المتظاهر ين تمت استقالة الرئيس وحقنت دماء المواطنين في جاكرتا.
بينما في صنعاء سقط حتى الآن مئات من القتلى والجرحى، ولا يزال الرئيس يخرج علينا في كل جمعة ليعلن أنه سيضحي من أجل الشعب ؟ !!
وتزداد معاناة الناس ويسفك الدم الحرام علانية وسرا، وهذا يذكرني بأحد الأمراء الذين ظهروا في عصور الانحطاط وكان سفاكاً للدماء مظهراً للتدين المغشوش !! مما جعل أحد الشعراء يصفه بقوله:
قد بلينا بأمير ظلم الناس وسبح فهو كالجزار فيهم يذكر الله ويذبح
نتمنى أن يستفيد الرئيس اليمني من تجربة سوهارتو وأن يدع العناد ويترك الخلق للخالق ويعيش إن شاء ما بقى من عمره بإحدى ضواحي المدن العالمية فلديه من الثروة ما يكفيه ومن معه لقرون عديدة.. والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من لم يرعوِ ومن لم يستفد من دروس الشعوب ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))
*الصحوة نت