مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
" هو المختار " نص شعري بمناسبة ذكرى المولد النبوي
د.العشماوي
في قصيدة كتبها د.عبدالرحمن العشماوي في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال في استهلالها : هو المختارُ :’’ اللهم إني أحببـتك وأحببت نبـيك عليه الصلاة والسلام حباً صادقاً أرجو أن تغفر به الذنب ، وتُسعد به القلب ، اللهم تقـبّلْها دفاعاً عن سـيِّد الأبرار ’’

مـن نبـع هديـك تستقـي الأنـوار *** وإلـى ضيائـك تنتـمـي الأقـمـار

رب العبـاد حبـاك أعظـم نعـمـة *** ديـنـا يـعـزُّ بـعـزَّه الأخـيــار

حُفظت بك الأخـلاق بعـد ضياعهـا *** وتسامقـت فـى روضهـا الأشجـار

وبُعثـت للثقلـيـن بعـثـة سـيـدٍ *** صدقـتْ بــه وبديـنـه الأخـبـار

أصغت اليـك الجـن وانبهـرت بمـا *** تتلـو، وعَـمَّ قلوبـهـا استبـشـار

يا خير من وطيءَ الثـرى وتشرفـت *** بمسـيـره الكثـبـان والأحـجــار

يا من تتـوق إلـى محاسـن وجهـه *** شمـسٌ ويفْـرَحُ أن يـراه نـهـار

بأبي وأمـي أنـتَ ، حيـن تشرَّفـت *** بـك هجـرة وتـشـرَّفَ الأنـصـار

أنْشَـأْتَ مدرسـة النبـوة فاستقـى *** مـن علمهـا ويقينـهـا الأبــرار

هـي للعلـوم قديمـهـا وحديثـهـا *** ولمنهـج الديـن الحنـيـف مـنـار

لله درك مــرشــدا ومـعـلـمـا *** شَرُفَـتْ بــه وبعلـمـه الآثــار

ربَّيْـتَ فيهـا مـن رجالـك ثُـلَّـةً *** بالحـقِّ طافـوا فـي البـلاد وداروا

قـوم إذا دعـت المطامـع أغلـقـوا *** فمها ، وإن دعـت المكـارم طـاروا

إن واجهـوا ظلمـاً رمـوه بعدلهـم *** وإِذا رأوا ليـل الـضـلال أنــاروا

قـد كنـت قرآنـاً يسيـر أمامـهـم *** وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفـكـار

عمروا القلوب كما عَمَرْت، فما مضوا *** إلا وأفـئـدة الـعـبـاد عَـمَــار

لو أطلـق الكـونُ الفسيـحُ لسانـه *** لسـرتْ إليـك بمـدحـه الأشـعـار

لو قيل : مَنْ خيرُ العبـادِ ، لـردَّدتْ *** أصواتُ مَنْ سمعوا : هـو المختـارُ

لِمَ لا تكون ؟ وأنـتَ أفضـلُ مرسـلٍ *** وأعزُّ من رسموا الطريـق وسـاروا

ما أنـت إلا الشمـس يمـلأ نورُهـا *** آفاقَنـا ، مهـمـا أُثـيـرَ غـبـار

مـا أنـت إلا أحمـد المحمـود فـى *** كـل الأمـور ، بـذاك يشهـد غـار

والكعبـة الغـرَّاءُ تشـهـد مثلـمـا *** شهـد المقـامُ وركنـهـا والــدَّار

يا خير من صلى وصام وخيـر مـن *** قـاد الحجيـج وخيـر مـن يَشْتَـارُ

سقطـت مكانـة شاتـم ، وجـزاؤه *** إن لـم يتـب ممـا جـنـاه الـنـار

لكأننـي بخطـاه تـأكـل بعضـهـا *** وهنـاً ، وقـد ثَقُلَـتْ بـهـا الأوزار

مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر *** بـل منـه نالـت ذلــة وصَـغَـار

حلّقت في الأفـق البعيـد، فـلا يـدٌ *** وصلـت إليـك ، ولا فـمٌ مـهـذار

وسكنت فى الفردوس سُكْنَى من بـه *** وبـديـنـه يتـكـفَّـل الـقـهَّـار

أعـلاك ربــك هـمـة ومكـانـة *** فلـك السمـو وللحـسـود بــوار

إنــا ليؤلمـنـا تـطـاول كـافـر *** مـلأت مشـارب نفـسـه الأقــذار

ويزيـدنـا ألـمـاً تـخـاذل أمــةٍ *** يشكـو اندحـار غثائهـا الملـيـار

وقفت على باب الخضـوع، أمامهـا *** وهـن القلـوب، وخلفهـا الكـفـار

يـا ليتهـا صانـت محـارم دارهـا *** مـن قبـل أن يتحـرك الاعـصـار

يا خير من وطيء الثرى، فى عصرنا *** جيـش الرذيلـة والهـوى جــرَّار

فى عصرنا احتدم المحيط ولـم يـزل *** متخبِّطـاً فــى مـوجـه البـحَّـار

جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى *** ومـن الهـوى تتسـرَّب الأخـطـار

أنت البشيـر لهـم، وأنـت نذيرهـم *** نعـم البـشـارةُ مـنـك والإنــذار

لكنهـم بهـوى النفـوس تشـربـوا *** فأصابهـم غَبَـشُ الظنـونِ وحـاروا

صبغوا الحضـارةَ بالرذيلـةِ فالْتقـى *** بالذئـبِ فيهـا الثَّعْـلـبُ المَـكَّـارُ

ما (دانمركُ) القوم، ما (نرويجهـم)؟ *** يُصغـي الرُّعـاةُ وتفهـم الأبـقـار

ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم *** حتـى تمـادى الشـرُّ والأشــرار

عجبـاً لهـذا الحقـد يجـري مثلمـا *** يجري (صديدٌ) فى القلـوب ،و(قََـارُ)

يا عصرَ إلحاد العقـولِ، لقـد جـرى *** بـك فـي طريـق الموبقـاتِ قطـار

قََرُبَت خُطاك مـن النهايـة، فانتبـهْ *** فلربَّـمـا تتـحـطَّـم الأســـوار

إنـي أقـول ، وللـدمـوع حكـايـةٌ *** عـن مثلهـا تتـحـدَّث الأمـطـار:

إنَّــا لنعـلـم أنَّ قَــدْرَ نبـيِّـنـا *** أسمـى ، وأنَّ الشانئـيـنَ صِـغَـارُ

لكـنـه ألــم المـحـب يـزيــده *** شرفـاً، وفيـه لمـن يُحـب فخـار

يُشقي غُفـاةَ القـومِ مـوتُ قلوبهـم *** ويـذوق طعـمَ الـرَّاحَـةِ الأغْـيـارُ
مقالات اخرى
أضافة تعليق