مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
فهمتكم
الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي‏

فهمْـــــــــتُكمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ ... الآنَ أدْركتُ ،تفــــريـطِي وإِجْـــــرامي

الآنَ أدْركتُ معـــــنى أنَّكــــــــــــم بشرٌ ... لكمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ

فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ .بكُمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّاتي وأَزْلامـي

نعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكمْ . وكَانَ تعـــــذيبُــــهم رمْــــزاً لإقْـدامي

حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ... أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ
ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــها للدِّيــــنِ طائـــفةٌ ... أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ

جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلاً ... حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي
أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي ... ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّابٍ ونــــمَّامِ
نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً ... مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ
حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم ... وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي
أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ ... حَاربْتُــــها بإهـــانــــــاتي وإرْغـــــامي

نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيانِ لافِـــــتةً ... فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي

لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ .أيَّامــــــــــــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي
أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي : .فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي
فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـةً ... وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ

فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ ... أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ
ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم ... أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجدِ الظَّامي
ولمْ أقـــــــــدِّمْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم ..أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ

فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي .وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرامِ

إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم ... وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي
هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم .يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي
إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ ... طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ
فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ ... أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي
الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ ... منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي

أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ ... إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي

وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : ... فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ

نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ ... إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
مقالات اخرى
أضافة تعليق