عرض موقع ’’ناشيونال بابليك راديو’’ الأمريكي مقالاً بعنوان: ’’أُفول نَجْم أوباما بالعالم الإسلامي’’، شارك في إعداده مجموعةٌ من كُتَّاب ’’أسوشيتد برس’’، يقول فيه:
لقد اجتاح العالَمَ الإسلاميَّ حالةٌ من النشاط والارتياح بعد انتخاب الرئيس الأمريكي ’’باراك أوباما’’، كرمز للأمل والشَّوق للوصول لتسويةٍ بعد سنوات من الحرب والاستياء تُجَاه أسلوب وسياسات سابِقيه.
واليومَ وبعد الانتقاد الانتخابيِّ المَحلِّي، فلا يزال ’’أوباما’’ يَحْظى بشهرة واسعة بين صفوف الحُلَفاء الأمريكيِّين التقليديين، إلاَّ أنَّ نَجْمَه بين صفوف المسلمين - والذين يُعدُّون مركزًا لتواصُلِه الدولي - يَأْفل.
إن عدم سعادة الأمريكيِّين بأوباما وبالحكومة - بدليل الصَّفعة المربكة التي وُجِّهَت لِمُحتلِّي المناصب من خلال انتخابات الثلاثاء النصفيَّة - نشأَتْ بصورة كبيرة من القلق على الاقتصاد الأمريكيِّ الضعيف، والذي يشير إلى أنَّه سيكون هناك استمراريَّة أساسية لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وعلى كلِّ حالٍ، فقد سافر ’’أوباما’’ هذا الأسبوعَ في رحلة لمدَّة عشرة أيام؛ لزيارة أربع دول آسيويَّة، والتي تُعد أطول رحلاته الخارجيَّة كرئيسٍ، وسيقوم النُّقاد بالمراقبة الجيِّدة لأيِّ علامات على أنَّ موقفه الضعيف داخليًّا يعيد تحديد منهجه الخارجي.
فالحرب الأفغانيَّة، وجهود السلام بالشرق الأوسط، وأنشطة إيران النوويَّة، وتغيير المناخ، ومشهد حرب سوق العملات في ظلِّ التحدِّيات العالَميَّة، بالإضافة إلى مَجِيء التِّجارة والتمويل على قمَّة أجندة مؤتمر قادة العالَم بكوريا الجنوبية واليابان هذا الشَّهرَ.
لقد خسر الديمقراطيُّون الكونجرس لِيَستعيد الجمهوريُّون نشاطَهم، وعانوا من المقاعد الخلفيَّة بمجلس الشيوخ، وهي نتيجة ستجعل الأمر أصعب أمام ’’أوباما’’ - والذي يواجَه بِحُكومة منقسمة - للاستمرار في سياساته.
ففي الصِّين يَخْشى بعضهم من تصعيدٍ في الصِّراع على قضايا التِّجارة، إذا رغب أوباما في تفادي مزيدٍ من انتقاد الجمهوريِّين الحادِّ لِخُطط التعافي الاقتصادي.
وفي هذا الصَّدد يقول ’’شيونغ زيونغ’’ الأستاذُ بجامعة الصين للشُّؤون الخارجية، والمتخصِّص في العلاقات الأمريكية الصينية: ’’من الأسهل اتِّهامُ الصين بارتكاب هذه الفوضى’’.
هناك أيضًا شكوكٌ في الشَّرق الأوسط؛ حيث يَعْتقد بعضُ الإسرائيليِّين أنَّه أقلُّ فاعليَّة تُجاههم بسبب خسائر حزْبِه الانتخابيَّة، فكثيرٌ من الإسرائيليِّين لا يثقون بأوباما، مُشِيرين إلى الضغط عليهم للعودة لتهدئة وتيرة بناء المستوطنات، كدليلٍ على أن الولايات المتحدة تنحاز للجانب الفلسطينِيِّ في دَوْرِها كوسيط.
إنَّ إنجازات ’’أوباما’’ التشريعيَّة، والتي تتضمَّن مذكِّرة تحفيزٍ اقتصادي وإجراءات رعاية صحيَّة مميزة - فشلت في تبديد الإحباط الذي أَذْكاه الإحساس بفقده قوَّة الإمداد التي توحي بظهوره مظهر المرشَّح.
ويُضاف إلى ذلك دعوته في كثير من البلدان لتعدُّديَّةٍ - تتواكب مع انحدار في الدبلوماسيَّة والنُّفوذ الاقتصادي الأمريكِيَّيْن - ظلَّت تحوُّلاً مقبولاً عن عصر الرَّئيس بوش، والذي عُرفت رئاسته لفترتين بالحرب في العراق والمعارك الحاسِمة التي توقَّفَت عليها.
فنوعيَّة أوباما لا تزال تُسْهِم بالكثير من إصلاح صورة أمريكا المشوَّهة، وكما يعتقد بعض المواطنين حتَّى في ظلِّ فَقْد النتائج الملموسة.
ويقول ’’محمد أونول’’ - 29 عامًا - مدير بفرع شركة استشاريَّة بأسطنبول مقرها نيويورك: ’’الناس حول العالَم كانوا يتوقَّعون منه أن يقول لشيء: كن، فيكون’’، وأضاف: ’’فالتوقُّعات الكبرى هي التي جعلَتْ فترته تبدو مُخيِّبة للآمال’’.
ومن ناحية أخرى، فقد كشف استفتاءٌ عقَدَه صيفًا ’’صندوقُ تمويل مارشال’’ بالولايات المتحدة أنَّ 78 % من المشاركين من الاتِّحاد الأوربِّيِّ أيَّدوا كيفية تولِّي أوباما للسياسة الدولية في انحطاطٍ يسير عن العام الماضي.
وقد كشفَتِ الدِّراسة أيضًا أنَّ تأييد أوباما انخفض بشدَّة من النِّصف إلى 28 % في تركيا؛ بِمَا يعكس حالة كراهية تقليديَّة تُجاه الولايات المتحدة في بلدٍ ذي غالبيَّة مُسْلِمة، وأحد حلفاء الناتو.
فمُعارضة حرب العراق كانت شرسة في تركيا، والتي رفض برلمانُها السَّماح لقوَّات الولايات المتحدة باستخدام قاعدة على أراضيها في الغزو الذي أسقط الرئيس ’’صدام حسين’’.
وعلى نَحْوٍ متشابه فقد كشف استفتاء عُقد من قِبل مشروع ’’بيو للموقف العالمي’’، وصدر في يونيو عن أنَّ تأييد أوباما كان إيجابيًّا خارج العالَم الإسلامي، رغمًا عن أنَّه لم يكن على قدر الارتفاع الذي حقَّقه في 2009.
فقد كشف الاستفتاء أنَّ في مصر انخفضت نسبة المُسْلِمين الذين يثقون في أوباما بنسبة 10 % لتصل إلى 31 %، وفي نفس الفترة من 33 % إلى 23 % في تركيا، ومن 13 % إلى 8 % بين مسلمي باكستان.
فبالنسبة لكثيرٍ من المسلمين فإنَّ السياسات الأمريكيَّة لا تختلف بصورة ملحوظة من رئيسٍ إلى تاليه، وتظهر خُطَطُ سيطرة القُوَى الغربيَّة، أو حتَّى الرغبة في الثَّأر من الإسلام.
لقد أشرف أوباما على خفض القوات الأمريكيَّة بالعراق، تلك الْخُطَّة التي قُدِّمَت من قِبَل بوش، إلا أنَّ اندفاع القوَّات في أفغانستان وعراقيل عَقْد اتِّفاق بين إسرائيل وفلسطين تبدو أنَّها تؤثِّر على منهج التواصل مع المسلمين، الذي ظهر في خطاب ’’البداية الجديدة’’ بالقاهرة العامَ الماضي.
وتقول’’رحيلة نواز’’ - 25عامًا، ربَّة مَنْزل بمدينة ’’مولتان’’ الباكستانية -: ’’أنا لم أعد أحترم أوباما؛ لعدم فعله شيئًا من أجل السلام’’؛ مؤكِّدةً أن الْهجمات الأمريكيَّة ضد أهداف مشتبه بِها من طالبان والقاعدة في القبائل الباكستانيَّة ’’يزيد الكراهية تُجاه أمريكا’’.
وفي رحلته إلى آسيا من المتوقَّع أن يزور أوباما الهند، حيث كان يحظى ’’بوش’’ بشعبيَّة كبيرة لإنهائه ثلاثةَ عقود من حَظْر التِّجارة النوويَّة المدَنيَّة، والذي فُرض على البلاد بعد أوَّل اختبار نوويٍّ لَها عام 1974، إلاَّ أن المُحلِّلين يتوقَّعون تعاونًا قريبًا في صفقات دفاعيَّة وتكنولوجيا، إلاَّ أنَّها ستكون قليلةً إذا ما حدثَتْ تغييرات في التَّحالف نتيجةً للانتخابات الأمريكية.
وتعليقًا على هذا يقول ’’كانتي باجباي’’، أستاذ السياسات الدَّولية بجامعة ’’جاواهارال نيهرو’’ بنيو ديلهي: ’’وعلى الرغم من ذلك فالشَّراكة القويَّة في الولايات المتحدة بشأن السِّياسات الدولية والسياسة الخارجيَّة هناك لا تزال تشكِّل قدرًا حسنًا من التَّآلُف’’.
إنَّ سياسة الولايات المتحدة بعيدًا عن رحلة أوباما غير العاديَّة كانت جزءًا رئيسًا مِمَّا أدهش العالَم، ولو لفترة قصيرة على أقلِّ الأحوال، فالناس في كينيا حيث وُلد أبوه كانوا مبتهجين، وفي رحلة آسيا في هذا الشهر، فمن المحتمل أن يحظى باستقبال حسنٍ في أندونسيا، حيث عاش طفلاً، وكذلك فلأوباما شعبيَّة بالبرازيل حيث يشكِّل السُّودُ نصف السكان، وفيه يرون الأمل بالرغم من أنَّ أكبر بلاد أمريكا اللاتينيَّة لديها القليل من السُّود في المراكز السياسية الكبرى.
لقد جذب أوباما كمرشح 200 ألف من معجبيه أثناء خطابه أمام عمود النَّصر ببرلين، وحصل على جائزة نوبل بعد أقلَّ مِن عام في منصبه؛ إيمانًا بإسهامِه في تقوية التعاون الدَّولي، إلاَّ أن النُّقَّاد اعتبروا مَنْح الجائزة جاء قبل أوانه، حتَّى إنَّ أوباما قد أعرب عن دهشته في حفل التَّكريم في ظلِّ إحساس متزايدٍ أنَّ وعوده الدولية لفترة رئاسته قد لا تستطيع تحقيق التوقُّعات الكبيرة من قِبَل مؤيِّديه.
وسواء شجَّع أوباما هذا الشُّعور للفوز بِمَنصبه أو أنَّها تجمَّعت حوله، فليس هذا نقطة النِّزاع، ففي أوربا في الوقت الحالي يوجد نوعٌ من الحيرة بقدرٍ ما تُجاه أسباب اختلاف وغموض ثقافة سياسة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصَّدد يقول ’’ستيفن فيلدنج’’ مدير مركز السياسات البريطانية بجامعة نوتينجهام: ’’إن الناس هنا لا يزالون لا يفهمون جيِّدًا سياسة الولايات المتحدة، وفِكْرة الأغلبيات السياسيَّة، والكونجرس والدستور الأمريكي’’، وأضاف أنَّ ’’أوباما يُرى كرئيس وسلطة وحيدة’’.
* ترجمة الألوكة
لقد اجتاح العالَمَ الإسلاميَّ حالةٌ من النشاط والارتياح بعد انتخاب الرئيس الأمريكي ’’باراك أوباما’’، كرمز للأمل والشَّوق للوصول لتسويةٍ بعد سنوات من الحرب والاستياء تُجَاه أسلوب وسياسات سابِقيه.
واليومَ وبعد الانتقاد الانتخابيِّ المَحلِّي، فلا يزال ’’أوباما’’ يَحْظى بشهرة واسعة بين صفوف الحُلَفاء الأمريكيِّين التقليديين، إلاَّ أنَّ نَجْمَه بين صفوف المسلمين - والذين يُعدُّون مركزًا لتواصُلِه الدولي - يَأْفل.
إن عدم سعادة الأمريكيِّين بأوباما وبالحكومة - بدليل الصَّفعة المربكة التي وُجِّهَت لِمُحتلِّي المناصب من خلال انتخابات الثلاثاء النصفيَّة - نشأَتْ بصورة كبيرة من القلق على الاقتصاد الأمريكيِّ الضعيف، والذي يشير إلى أنَّه سيكون هناك استمراريَّة أساسية لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وعلى كلِّ حالٍ، فقد سافر ’’أوباما’’ هذا الأسبوعَ في رحلة لمدَّة عشرة أيام؛ لزيارة أربع دول آسيويَّة، والتي تُعد أطول رحلاته الخارجيَّة كرئيسٍ، وسيقوم النُّقاد بالمراقبة الجيِّدة لأيِّ علامات على أنَّ موقفه الضعيف داخليًّا يعيد تحديد منهجه الخارجي.
فالحرب الأفغانيَّة، وجهود السلام بالشرق الأوسط، وأنشطة إيران النوويَّة، وتغيير المناخ، ومشهد حرب سوق العملات في ظلِّ التحدِّيات العالَميَّة، بالإضافة إلى مَجِيء التِّجارة والتمويل على قمَّة أجندة مؤتمر قادة العالَم بكوريا الجنوبية واليابان هذا الشَّهرَ.
لقد خسر الديمقراطيُّون الكونجرس لِيَستعيد الجمهوريُّون نشاطَهم، وعانوا من المقاعد الخلفيَّة بمجلس الشيوخ، وهي نتيجة ستجعل الأمر أصعب أمام ’’أوباما’’ - والذي يواجَه بِحُكومة منقسمة - للاستمرار في سياساته.
ففي الصِّين يَخْشى بعضهم من تصعيدٍ في الصِّراع على قضايا التِّجارة، إذا رغب أوباما في تفادي مزيدٍ من انتقاد الجمهوريِّين الحادِّ لِخُطط التعافي الاقتصادي.
وفي هذا الصَّدد يقول ’’شيونغ زيونغ’’ الأستاذُ بجامعة الصين للشُّؤون الخارجية، والمتخصِّص في العلاقات الأمريكية الصينية: ’’من الأسهل اتِّهامُ الصين بارتكاب هذه الفوضى’’.
هناك أيضًا شكوكٌ في الشَّرق الأوسط؛ حيث يَعْتقد بعضُ الإسرائيليِّين أنَّه أقلُّ فاعليَّة تُجاههم بسبب خسائر حزْبِه الانتخابيَّة، فكثيرٌ من الإسرائيليِّين لا يثقون بأوباما، مُشِيرين إلى الضغط عليهم للعودة لتهدئة وتيرة بناء المستوطنات، كدليلٍ على أن الولايات المتحدة تنحاز للجانب الفلسطينِيِّ في دَوْرِها كوسيط.
إنَّ إنجازات ’’أوباما’’ التشريعيَّة، والتي تتضمَّن مذكِّرة تحفيزٍ اقتصادي وإجراءات رعاية صحيَّة مميزة - فشلت في تبديد الإحباط الذي أَذْكاه الإحساس بفقده قوَّة الإمداد التي توحي بظهوره مظهر المرشَّح.
ويُضاف إلى ذلك دعوته في كثير من البلدان لتعدُّديَّةٍ - تتواكب مع انحدار في الدبلوماسيَّة والنُّفوذ الاقتصادي الأمريكِيَّيْن - ظلَّت تحوُّلاً مقبولاً عن عصر الرَّئيس بوش، والذي عُرفت رئاسته لفترتين بالحرب في العراق والمعارك الحاسِمة التي توقَّفَت عليها.
فنوعيَّة أوباما لا تزال تُسْهِم بالكثير من إصلاح صورة أمريكا المشوَّهة، وكما يعتقد بعض المواطنين حتَّى في ظلِّ فَقْد النتائج الملموسة.
ويقول ’’محمد أونول’’ - 29 عامًا - مدير بفرع شركة استشاريَّة بأسطنبول مقرها نيويورك: ’’الناس حول العالَم كانوا يتوقَّعون منه أن يقول لشيء: كن، فيكون’’، وأضاف: ’’فالتوقُّعات الكبرى هي التي جعلَتْ فترته تبدو مُخيِّبة للآمال’’.
ومن ناحية أخرى، فقد كشف استفتاءٌ عقَدَه صيفًا ’’صندوقُ تمويل مارشال’’ بالولايات المتحدة أنَّ 78 % من المشاركين من الاتِّحاد الأوربِّيِّ أيَّدوا كيفية تولِّي أوباما للسياسة الدولية في انحطاطٍ يسير عن العام الماضي.
وقد كشفَتِ الدِّراسة أيضًا أنَّ تأييد أوباما انخفض بشدَّة من النِّصف إلى 28 % في تركيا؛ بِمَا يعكس حالة كراهية تقليديَّة تُجاه الولايات المتحدة في بلدٍ ذي غالبيَّة مُسْلِمة، وأحد حلفاء الناتو.
فمُعارضة حرب العراق كانت شرسة في تركيا، والتي رفض برلمانُها السَّماح لقوَّات الولايات المتحدة باستخدام قاعدة على أراضيها في الغزو الذي أسقط الرئيس ’’صدام حسين’’.
وعلى نَحْوٍ متشابه فقد كشف استفتاء عُقد من قِبل مشروع ’’بيو للموقف العالمي’’، وصدر في يونيو عن أنَّ تأييد أوباما كان إيجابيًّا خارج العالَم الإسلامي، رغمًا عن أنَّه لم يكن على قدر الارتفاع الذي حقَّقه في 2009.
فقد كشف الاستفتاء أنَّ في مصر انخفضت نسبة المُسْلِمين الذين يثقون في أوباما بنسبة 10 % لتصل إلى 31 %، وفي نفس الفترة من 33 % إلى 23 % في تركيا، ومن 13 % إلى 8 % بين مسلمي باكستان.
فبالنسبة لكثيرٍ من المسلمين فإنَّ السياسات الأمريكيَّة لا تختلف بصورة ملحوظة من رئيسٍ إلى تاليه، وتظهر خُطَطُ سيطرة القُوَى الغربيَّة، أو حتَّى الرغبة في الثَّأر من الإسلام.
لقد أشرف أوباما على خفض القوات الأمريكيَّة بالعراق، تلك الْخُطَّة التي قُدِّمَت من قِبَل بوش، إلا أنَّ اندفاع القوَّات في أفغانستان وعراقيل عَقْد اتِّفاق بين إسرائيل وفلسطين تبدو أنَّها تؤثِّر على منهج التواصل مع المسلمين، الذي ظهر في خطاب ’’البداية الجديدة’’ بالقاهرة العامَ الماضي.
وتقول’’رحيلة نواز’’ - 25عامًا، ربَّة مَنْزل بمدينة ’’مولتان’’ الباكستانية -: ’’أنا لم أعد أحترم أوباما؛ لعدم فعله شيئًا من أجل السلام’’؛ مؤكِّدةً أن الْهجمات الأمريكيَّة ضد أهداف مشتبه بِها من طالبان والقاعدة في القبائل الباكستانيَّة ’’يزيد الكراهية تُجاه أمريكا’’.
وفي رحلته إلى آسيا من المتوقَّع أن يزور أوباما الهند، حيث كان يحظى ’’بوش’’ بشعبيَّة كبيرة لإنهائه ثلاثةَ عقود من حَظْر التِّجارة النوويَّة المدَنيَّة، والذي فُرض على البلاد بعد أوَّل اختبار نوويٍّ لَها عام 1974، إلاَّ أن المُحلِّلين يتوقَّعون تعاونًا قريبًا في صفقات دفاعيَّة وتكنولوجيا، إلاَّ أنَّها ستكون قليلةً إذا ما حدثَتْ تغييرات في التَّحالف نتيجةً للانتخابات الأمريكية.
وتعليقًا على هذا يقول ’’كانتي باجباي’’، أستاذ السياسات الدَّولية بجامعة ’’جاواهارال نيهرو’’ بنيو ديلهي: ’’وعلى الرغم من ذلك فالشَّراكة القويَّة في الولايات المتحدة بشأن السِّياسات الدولية والسياسة الخارجيَّة هناك لا تزال تشكِّل قدرًا حسنًا من التَّآلُف’’.
إنَّ سياسة الولايات المتحدة بعيدًا عن رحلة أوباما غير العاديَّة كانت جزءًا رئيسًا مِمَّا أدهش العالَم، ولو لفترة قصيرة على أقلِّ الأحوال، فالناس في كينيا حيث وُلد أبوه كانوا مبتهجين، وفي رحلة آسيا في هذا الشهر، فمن المحتمل أن يحظى باستقبال حسنٍ في أندونسيا، حيث عاش طفلاً، وكذلك فلأوباما شعبيَّة بالبرازيل حيث يشكِّل السُّودُ نصف السكان، وفيه يرون الأمل بالرغم من أنَّ أكبر بلاد أمريكا اللاتينيَّة لديها القليل من السُّود في المراكز السياسية الكبرى.
لقد جذب أوباما كمرشح 200 ألف من معجبيه أثناء خطابه أمام عمود النَّصر ببرلين، وحصل على جائزة نوبل بعد أقلَّ مِن عام في منصبه؛ إيمانًا بإسهامِه في تقوية التعاون الدَّولي، إلاَّ أن النُّقَّاد اعتبروا مَنْح الجائزة جاء قبل أوانه، حتَّى إنَّ أوباما قد أعرب عن دهشته في حفل التَّكريم في ظلِّ إحساس متزايدٍ أنَّ وعوده الدولية لفترة رئاسته قد لا تستطيع تحقيق التوقُّعات الكبيرة من قِبَل مؤيِّديه.
وسواء شجَّع أوباما هذا الشُّعور للفوز بِمَنصبه أو أنَّها تجمَّعت حوله، فليس هذا نقطة النِّزاع، ففي أوربا في الوقت الحالي يوجد نوعٌ من الحيرة بقدرٍ ما تُجاه أسباب اختلاف وغموض ثقافة سياسة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصَّدد يقول ’’ستيفن فيلدنج’’ مدير مركز السياسات البريطانية بجامعة نوتينجهام: ’’إن الناس هنا لا يزالون لا يفهمون جيِّدًا سياسة الولايات المتحدة، وفِكْرة الأغلبيات السياسيَّة، والكونجرس والدستور الأمريكي’’، وأضاف أنَّ ’’أوباما يُرى كرئيس وسلطة وحيدة’’.
* ترجمة الألوكة