مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:10
نورالمدينةِ طهَ [نص شعري]في ذكرى الهجرة من جوار المصطفى خاص بالوفاق
هائل سعيد الصرمي
2-1-1432هـ
من هاهنا ولدَ الإيمانُ وابتسمَا
ومن هنا اسْتقبلتْ وحيَ السماءِ سَمَا
هنا تََـنَزَّلتْ الآياتُ واحْتشدتْ
مَعَالمُ الرُّشْدِ يَهدي نُورُها الأمَمَا
من هاهنا رَضَعَ التَّاريخُ أحْرفَهُ
الأولى كمَا رضَعتْ أجيالنا القيمَا
تتوج الأفقُ بالآياتِ حينَ هَمَتْ
واستقبلَ الكونُ سيلَ النورِ واغتنما
حيا بطيبةَ تاريخا ومعتقداً
تعانقا مُذ وفىَ المختارُ والتَحَمَا
قدحلَّ في طيبةَ الغراءَ خيرُ نبيْ
وأشرقَ النورُفي الأرجاءِ وارتسما
هنا تربى رجالٌ .. لا مثيل لهم
بين الرجال وصاروا في السما نـُجُما
ومن هنا رفرفت راياتنا ومضت
أبطالنا تحملُ القرآنَ والحِكَمَا
خفَّاقةً تَذرَعُ الآفاقَ في شَمَمٍ
لتستحثُّ خطاكََ الحِلَّ والحرمَا
من هاهنا صَفَحَاتُ العِزِّ وزَّعَهَا
جِيلُ الكرامةِ حَتَى أيقظوا الهِمَمَا
النُّورُ بين ضُلوعِ اللبتينِ سرى
يهدي الزمانَ ويشفي من شكا سَقمَا
سُمِّيتِ طيبةَ من طيب الحبيب وقد
طاب الثَّرى وتوارى الإفكُ وانهزما
بكِ النبي هنا أرسى دعَائِمَهُ
وأورقَ الروضُ من نورِ الهدى ونَمَا
لمَّ الحياةُ أضاءَتْ بعدَ ظُلمتها
بنور طهَ وأضحى الكون منسجما
توافد الناس أفواجا ليغترفوا
نورَ الهدى ويُوارُوا الظلمَ والظلَمَا
طوبى لطيبة والمختارُ ساكنها
وجيرةٍ حملوا من بعدهِ الشِّيمَا
فبعدما حلَّ طهَ في مرابعها
تشرفتْ وغدتْ في كوننا علما
هذي مدينة طه كالعروس بها
محمد خير من خطَّ الثرى قدما
تاريخها صفحة ٌ بيضاءُ ناصِعَةٌ
تهدي لمنْ حَلَّ فيهَا الأنسَ والكرمَا
مَليحةٌ تَعْشَقُ الأنسَامُ طلعتَها
منْ روضِها نَجتني الأخلاقَ والقيمَا
وبينَ أعينها التَّاريخُ يُخْبِرنا
عنهُ الإباءُ وكم يروي لنا عِظما
كيف التقَتْ بحبيب الله سَيدِنا
وغرَّدتْ يوم لقياهُ الربا نَغَمَا
وكيفَ أخرجَ من خانوا ومنْ غَدروا
من اليهود فلم يتركْ لهم لـُجمَا
وكيف كان لقاءُ المشركينَ بها
في يوم بَدرٍ وحازَ النصرَ واسْتلمَا
على عيونكِ دارتْ خيرُ معركةٍ
تَعَلَّمَ الجِيلُ من أحداثهَا وسَمَا
ويومَ وَدَّعَتْ الأحزابُ ربوتهَا
قامتْ تُصلي وتدعو السيفَ والقلمَا
في كفها عنفوان النخل شامخة
ومن بساتينها نستمطرُ النعمَا
هنا تتوجتْ الدنيا بما ربحتْ
من المبادئ وازدانتْ بمَنْ رَحِمَا
فيا إلهي أعدْ خَطْوي لمرْفئها
وخُصَّني بجوارٍ صَارِ لي حُلمَا
أقِرْ بي عَين من أهوى وجِيرَتِهِ
خَيْرُ الصَّحَابةِ واجْعَلْني رَفِيقَهُمَا

مقالات اخرى
أضافة تعليق