أدركوا الحوار قبل فقدانه! (أحمد المقرمي)
طال الزمن أم قصر فلا مفر أمام اليمنيين من الجلوس على طاولة الحوار، وأن يجلس الناس له في أجواء هادئة وآمنة لم تلو فيها الأذرع ولم تكسر العظام –لاقدر الله- خير من أن يجلسوا على أطلال أو خراب! والسعيد من اتعظ بغيره.
ومن هنا ينبغي أن نقول للحاكم بوضوح وصراحة إنه لا يصح أن يدير الحوار بالكيفية التي يريدها أو يفرض نتائجها بالتمترس من موقع السلطة، كما لن نتردد من أن نقول للمعارضة (لا) لو تعسفت في مطالبها أو تهاونت في تجاوبها.
فلماذا لا يبدأ الحوار إذن؟ ولماذا لم تف السلطة بما أعلنه رئيس الجمهورية من إطلاق المعتقلين؟ خاصة وأن إعلان الحوار جاء بعد تهيئة الشعب لسماع مفاجأة مروية، وبالرغم من إعلان الحوار مجدداً عشية الاحتفال بذكرى الوحدة لم يكن مفاجأة، ومع ذلك فسنرضى في حين نجح الحوار بأنه أعظم مفاجأة، فهل بمقدور الحاكم أن ينحي المتربصين بالحوار داخل السلطة جانباً؟
أصبح اليمني يخشى أن تتحول مفردة الحوار إلى مجرد شعار يتردد في كل المناسبات كما كان الأمر مع القضية الفلسطينية أيام الانقلابات العربية، فما من انقلاب عسكري إلا وكانت القضية الفلسطينية تتصدر البيان رقم (واحد) وكلما أعقب الانقلاب انقلاب عليه يكرر البيان الأول للانقلابيين الجدد أن فلسطين هي أحد أهم أسباب الانقلاب.
في اليمن السعيد كان إلى جانب تلك الاسطوانة –التي استبدلت اليوم بما يسمى بـ»المبادرة العربية للسلام» المطروحة على الطاولة يعبث بها الغبار –إسطوانة الوحدة، حيث كان النظامان في الشطرين (سابقاً) لا يكفون عن الحديث عن الوحدة في كل مناسبة أو حفل وحتى بدون مناسبة، وكانت الوحدة قبل أن تتحقق أشبه بشعار يقتات منه النظامان شعبيتهما!
ولأن لكل زمن أكذوبته فمنذ ما بعد حرب 94م والسلطة الحاكمة عندنا تهدد الفساد والمفسدين ونسمع بين حين وآخر عزم الحكومة على مكافحة الفقر ثم لانجد من نمو إلا نمو الفساد، ولا نجد من مكافحة إلا مكافحة الفقراء بالجرع المتلاحقة.
وفي الآونة الأخيرة ومنذ الانتخابات الرئاسية التي زعموا يوماً أنهم أنجزوا من برنامجهم الانتخابي مانسبته 85%، وكان هذا الهراء قبل ما يقارب من سنتين ولم تخبرنا الحكومة حتى اليوم ماذا بشأن ما تبقى من النسبة الـ15%، وأحسب أن شيئاً من الحياء منعهم من ذلك.
لكن النغمة المحببة اليوم هو الحديث عن الحوار، إذ صارت هذه المفردة موضوع كثير من البيانات والخطابات الرسمية وافتتاحيات الصحف الرسمية أو ما يتسلى به المحرر السياسي هنا أو هناك في الصحف الرسمية أيضاً.
لقد رحبت المعارضة بالحوار، لكن المعروف أن السلطة إنما اكتفت بالإعلان عنه لتعود تغلق أمامه كل المنافذ والأبواب وتضع سائر العوائق والعراقيل.
خير للسلطة أن تجلس للحوار بأريحية من أن تجلس إليه مضطرة وبعد خراب مالطا لا سمح الله.
*الصحوة نت
طال الزمن أم قصر فلا مفر أمام اليمنيين من الجلوس على طاولة الحوار، وأن يجلس الناس له في أجواء هادئة وآمنة لم تلو فيها الأذرع ولم تكسر العظام –لاقدر الله- خير من أن يجلسوا على أطلال أو خراب! والسعيد من اتعظ بغيره.
ومن هنا ينبغي أن نقول للحاكم بوضوح وصراحة إنه لا يصح أن يدير الحوار بالكيفية التي يريدها أو يفرض نتائجها بالتمترس من موقع السلطة، كما لن نتردد من أن نقول للمعارضة (لا) لو تعسفت في مطالبها أو تهاونت في تجاوبها.
فلماذا لا يبدأ الحوار إذن؟ ولماذا لم تف السلطة بما أعلنه رئيس الجمهورية من إطلاق المعتقلين؟ خاصة وأن إعلان الحوار جاء بعد تهيئة الشعب لسماع مفاجأة مروية، وبالرغم من إعلان الحوار مجدداً عشية الاحتفال بذكرى الوحدة لم يكن مفاجأة، ومع ذلك فسنرضى في حين نجح الحوار بأنه أعظم مفاجأة، فهل بمقدور الحاكم أن ينحي المتربصين بالحوار داخل السلطة جانباً؟
أصبح اليمني يخشى أن تتحول مفردة الحوار إلى مجرد شعار يتردد في كل المناسبات كما كان الأمر مع القضية الفلسطينية أيام الانقلابات العربية، فما من انقلاب عسكري إلا وكانت القضية الفلسطينية تتصدر البيان رقم (واحد) وكلما أعقب الانقلاب انقلاب عليه يكرر البيان الأول للانقلابيين الجدد أن فلسطين هي أحد أهم أسباب الانقلاب.
في اليمن السعيد كان إلى جانب تلك الاسطوانة –التي استبدلت اليوم بما يسمى بـ»المبادرة العربية للسلام» المطروحة على الطاولة يعبث بها الغبار –إسطوانة الوحدة، حيث كان النظامان في الشطرين (سابقاً) لا يكفون عن الحديث عن الوحدة في كل مناسبة أو حفل وحتى بدون مناسبة، وكانت الوحدة قبل أن تتحقق أشبه بشعار يقتات منه النظامان شعبيتهما!
ولأن لكل زمن أكذوبته فمنذ ما بعد حرب 94م والسلطة الحاكمة عندنا تهدد الفساد والمفسدين ونسمع بين حين وآخر عزم الحكومة على مكافحة الفقر ثم لانجد من نمو إلا نمو الفساد، ولا نجد من مكافحة إلا مكافحة الفقراء بالجرع المتلاحقة.
وفي الآونة الأخيرة ومنذ الانتخابات الرئاسية التي زعموا يوماً أنهم أنجزوا من برنامجهم الانتخابي مانسبته 85%، وكان هذا الهراء قبل ما يقارب من سنتين ولم تخبرنا الحكومة حتى اليوم ماذا بشأن ما تبقى من النسبة الـ15%، وأحسب أن شيئاً من الحياء منعهم من ذلك.
لكن النغمة المحببة اليوم هو الحديث عن الحوار، إذ صارت هذه المفردة موضوع كثير من البيانات والخطابات الرسمية وافتتاحيات الصحف الرسمية أو ما يتسلى به المحرر السياسي هنا أو هناك في الصحف الرسمية أيضاً.
لقد رحبت المعارضة بالحوار، لكن المعروف أن السلطة إنما اكتفت بالإعلان عنه لتعود تغلق أمامه كل المنافذ والأبواب وتضع سائر العوائق والعراقيل.
خير للسلطة أن تجلس للحوار بأريحية من أن تجلس إليه مضطرة وبعد خراب مالطا لا سمح الله.
*الصحوة نت