هل تقيم إيران علاقات مع إسرائيل؟
في الوقت الذي يراقب فيه العالم، وتحديدا منطقتنا، ما قد يسفر عنه التفاوض الغربي مع إيران حول ملفها النووي، وهل يسفر عن انفراجة أو مواجهة بين الغرب، أو إسرائيل، وإيران، يبدو أن لدى روسيا، الدولة الصديقة لإسرائيل وإيران، رؤية مختلفة لماهية التفاوض الذي يجب أن يتم بين طهران والغرب، رؤية تقوم وفق مبدأ «لا يهلك الذئب ولا يفنى الغنم»!
فوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الذي لم يعرف عنه أي شطحات، يقول في تصريح لقناة «روسيا اليوم» ووكالة «نوفوستي» وإذاعة «صوت روسيا» إنه يعتقد أن «من الواجب السعي إلى أن تبدأ إسرائيل وإيران بتطبيع العلاقات. وليس في هذا أي شيء مستحيل».
وضرب الوزير الروسي مثالا بياسر عرفات، حيث قال إن أحدا لم يكن يفكر بأن إسرائيل ستتحدث إليه حول شيء ما، كما ذكر الوزير أن إسرائيل قد قدمت سابقا، في فترة حكم الشاه، المعونة إلى إيران في تنفيذ برنامجها الصاروخي النووي، وكانت طهران تزود تل أبيب بكل حاجتها من النفط. وأضاف لافروف «لا أعلم متى، لكن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وإيران سيتم حتما. والشيء الرئيسي الآن هو تركيز الجهود على جوهر المسألة وعدم استثارة الانفعالات، ولا يحتاج أي طرف إلى الحرب».
فهل نحن أمام فكرة مطروحة للنقاش، أم أننا أمام رؤية روسية الهدف منها التسوية بين إيران وإسرائيل، فروسيا دولة ذات ثقل، في عدة اتجاهات، خصوصا فيما يتعلق بملف العقوبات المتوقعة على إيران، علما أن الوزير الروسي قد أبدى في التصريحات ذاتها استغراب بلاده من إخفاء إيران لمنشآتها النووية الجديدة في قم، مما قد يوحي بالعتب، أو أن روسيا تريد أن تقول إنه ليس لها علاقة مباشرة بمنشآت إيران النووية الجديدة.
إلا أن المهم في كل ما سبق هو اعتقاد وزير الخارجية الروسي لافروف بأن بإمكان إسرائيل وإيران تطبيع علاقاتهما، بل إنه يرى أن ذاك أمر حتمي، وإن كان لا يعلم متى. فإذا كانت روسيا تعتقد ذلك، فما الذي يعنينا، كعرب، من كل ذلك؟ أعتقد أن هذا الحديث مهم، وخطر، حتى وإن اعتقد البعض بأنه غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، فهو ليس بتحليل إعلامي، ولا هو بأضغاث أحلام، بل حديث لوزير خارجية دولة مهمة، وحليفة لإيران وإسرائيل.
كما أن هذا الطرح يؤكد أن خطورة إيران النووية ليست على إسرائيل وحسب، بقدر ما أنها خطر على أمن واستقرار دول الخليج العربي، فإذا كان وزير الخارجية الروسي يعتقد بإمكانية عقد علاقات إيرانية ـ إسرائيلية، بل ويرى أنه حتمي، فإن السؤال هو: لماذا، ولمن، تكدس إيران كل أسلحتها هذه، ولماذا تقاتل من أجل ملفها النووي؟ والسؤال الأهم من كل ذلك، والذي لا نملك له إجابة: هل ما قاله الوزير الروسي هو تفسير لما قالته إيران في رسالتها للغرب بأنها مستعدة للتفاوض حول ملفات المنطقة بدلا من التفاوض على الملف النووي؟
*الشرق الأوسط
في الوقت الذي يراقب فيه العالم، وتحديدا منطقتنا، ما قد يسفر عنه التفاوض الغربي مع إيران حول ملفها النووي، وهل يسفر عن انفراجة أو مواجهة بين الغرب، أو إسرائيل، وإيران، يبدو أن لدى روسيا، الدولة الصديقة لإسرائيل وإيران، رؤية مختلفة لماهية التفاوض الذي يجب أن يتم بين طهران والغرب، رؤية تقوم وفق مبدأ «لا يهلك الذئب ولا يفنى الغنم»!
فوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الذي لم يعرف عنه أي شطحات، يقول في تصريح لقناة «روسيا اليوم» ووكالة «نوفوستي» وإذاعة «صوت روسيا» إنه يعتقد أن «من الواجب السعي إلى أن تبدأ إسرائيل وإيران بتطبيع العلاقات. وليس في هذا أي شيء مستحيل».
وضرب الوزير الروسي مثالا بياسر عرفات، حيث قال إن أحدا لم يكن يفكر بأن إسرائيل ستتحدث إليه حول شيء ما، كما ذكر الوزير أن إسرائيل قد قدمت سابقا، في فترة حكم الشاه، المعونة إلى إيران في تنفيذ برنامجها الصاروخي النووي، وكانت طهران تزود تل أبيب بكل حاجتها من النفط. وأضاف لافروف «لا أعلم متى، لكن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وإيران سيتم حتما. والشيء الرئيسي الآن هو تركيز الجهود على جوهر المسألة وعدم استثارة الانفعالات، ولا يحتاج أي طرف إلى الحرب».
فهل نحن أمام فكرة مطروحة للنقاش، أم أننا أمام رؤية روسية الهدف منها التسوية بين إيران وإسرائيل، فروسيا دولة ذات ثقل، في عدة اتجاهات، خصوصا فيما يتعلق بملف العقوبات المتوقعة على إيران، علما أن الوزير الروسي قد أبدى في التصريحات ذاتها استغراب بلاده من إخفاء إيران لمنشآتها النووية الجديدة في قم، مما قد يوحي بالعتب، أو أن روسيا تريد أن تقول إنه ليس لها علاقة مباشرة بمنشآت إيران النووية الجديدة.
إلا أن المهم في كل ما سبق هو اعتقاد وزير الخارجية الروسي لافروف بأن بإمكان إسرائيل وإيران تطبيع علاقاتهما، بل إنه يرى أن ذاك أمر حتمي، وإن كان لا يعلم متى. فإذا كانت روسيا تعتقد ذلك، فما الذي يعنينا، كعرب، من كل ذلك؟ أعتقد أن هذا الحديث مهم، وخطر، حتى وإن اعتقد البعض بأنه غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، فهو ليس بتحليل إعلامي، ولا هو بأضغاث أحلام، بل حديث لوزير خارجية دولة مهمة، وحليفة لإيران وإسرائيل.
كما أن هذا الطرح يؤكد أن خطورة إيران النووية ليست على إسرائيل وحسب، بقدر ما أنها خطر على أمن واستقرار دول الخليج العربي، فإذا كان وزير الخارجية الروسي يعتقد بإمكانية عقد علاقات إيرانية ـ إسرائيلية، بل ويرى أنه حتمي، فإن السؤال هو: لماذا، ولمن، تكدس إيران كل أسلحتها هذه، ولماذا تقاتل من أجل ملفها النووي؟ والسؤال الأهم من كل ذلك، والذي لا نملك له إجابة: هل ما قاله الوزير الروسي هو تفسير لما قالته إيران في رسالتها للغرب بأنها مستعدة للتفاوض حول ملفات المنطقة بدلا من التفاوض على الملف النووي؟
*الشرق الأوسط