مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
وقفات: ليس عيباً أيها الأخ الرئيس


ليس عيباً أيها الأخ الرئيس أن تأخذ الحكمة من أية جهة أو فرد كان، وكذلك النصيحة الصادقة المخلصة. وتذكر قول عمر بن الخطاب حين قال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نقبلها.

وقد علمت كيف تعالت الأصوات أخيراً تبرماً بالوضع وما آل إليه: أصوات تشخص الداء وتصف الدواء بحكمة وصدق وإخلاص.

وأصوات تتعالى ألماً لوضعها هي لكنها لا تعرف الداء ومصدره، ولا تقدر وصف الدواء، وأصوات نشاز شغبت من مكبرات صوتها بكلمات جاهلية تعصبية عنصرية جعلتها أساس المطالب وقضية المشارق والمغارب. وأصوات كانت صدى لأصوات قوم آخرين همهم خلط الأوراق لعلهم يحظون بشيء من الارتزاق، وهؤلاء في الغالب طابور خامس يعمل على الإيقاع بمختلف أساليب الخداع، ويتعجل كثيراً فتنة تأكل الأخضر واليابس فظهرت بسببهم أصوات صدى رجعاً لما رفع أولئك من ندى. وأصوات عبرت عن ثأر يحمله أصحابها، فأرادت ركوب الموجة، ورفعت صوتها منادية بالانفصال بين طرفي جسم مستحيل انقسامه بعد أن تم التئامه. وأصحاب هذه الأصوات قليلون لكنهم قد وحدوا بغيتهم في أمواج حراك المطالبة بالحقوق ورفع المظالم، وكادوا يدعون أنهم وراء ذلك مخططون موجهون والغريم الوحدة، وهذا غير صحيح فالتابعون يعلمون حقيقة خروج هؤلاء وهؤلاء، والوحدة لا يمكن أن تكون سبباً لظلم أو فقر أو قهر أو سلب للحقوق، وإنما هي قوة وأخوة.

وقد كتبت في العدد الذي قبل هذا في هذه الصحيفة شيئاً من أسباب تحرك الناس وخروجهم للاحتجاج والمطالبة بما هو حق وممكن. والشعب كله ليس مع الصوت النشاز، ولكن إذا استمرت الأسباب سيتحول الوحدويون إلى مطالبين بالحقوق بأساليب مختلفة سيجد الانفصاليون من خلالها مبررات ومراكب يصلون بها إلى ما يريدون.

والانفصاليون اليوم ليسوا حزباً ولا جهة بعينها، لكنهم أفراد يتزايدون والبيئة التي صنعها الفاسدون تساعد على ذلك كثيراً.



اسمع للعنسي المؤتمري الأول

الأخ الرئيس: إن صح أنك قد أطلقت على الأخ الأستاذ القدير عبدالسلام العنسي (المؤتمري الأول) فإنك قد كشفت سراً مهماً، وأنصفت الرجل، وإن كنا لا ندري عن سبب استحقاقه لهذه التسمية، فإن ذلك لا يضرنا المهم أن الرجل له مكانة عندكم، ويجب أن تكون له مكانة في المؤتمر.

والأهم من ذلك أن يسمع من هذا الرجل الصادق الحكيم، وتؤخذ نصائحه ومقترحاته مأخذ الجد، فتدرس بعناية ويؤخذ ولو ببعضها في هذه المرحلة العصيبة لتدارك الأمر ولو كره المنتفعون.

لقد قال العنسي كلمات صدق في اللقاء التشاوري الوطني، وأعلنها على الملأ، موقناًَ أنها ستصل إليكم، وشرح تلك الكلمات وزاد عليها في مقابلة مع صحيفة ’’الناس’’ جدير الوقوف عندها.

وإن كنا قد سمعنا ورأينا في ذلك الملتقى كلمات وتصرفات في غاية السخف إلى جانب الكلمات الحكيمة التي جاءت على ألسنة الشيخ/ حميد الأحمر وعبدالسلام العنسي وفيصل بن شملان ومحمد سالم باسندوة وياسين سعيد نعمان...

ولن أقف هنا إلا مع موقف الأستاذ العنسي في كلماته التي جاءت بلسماً لو استفيد منها، وإن تأخرت، وما أظنه إلا قد طرحها في أروقة المؤتمر المتاحة له. سأقف مع ما له صلة بالمشكلة وحلها، ولن أقف مع بعض النقاط التي نختلف معه فيها.

أهم النقاط التي يمكن للمؤتمر والأخ الرئيس أن يستضيء بها.

أ. طلبه من الرئيس المساعدة الجادة لتحويل المؤتمر إلى حزب بكل ما تعنيه الكلمة يعتمد على نفسه لا على الدولة. وهذا مطلب لو تحقق سيخرج المؤتمر من الاتكالية، والتسابق على هبر المال السهل والوظيفة المحتكرة وسيظهره على حقيقته ووضعه الصحيح، وإن لم يقصد ذلك عبدالسلام.

ب. اقتراحه لهذه المرحلة حكومة خبراء ذات كفاءات عالية (قوة وأمانة، وحياد) برئاسة ثقة كفؤ محايد، مقترح جاد لا يستطيع عمله أي رئيس عربي، لكن وضعنا يفرض الأخذ به وقبوله من جميع الأطراف التي تحرص على إصلاح ما فسد.

جـ. قوله إن هناك ممارسات خاطئة منها العبث بالمال العام ومقدرات الشعب بالإضافة إلى خصخصة مؤسسات القطاع العام التي أتاحت الفرصة للفاسدين لنهب المال العام على حساب عشرات الألوف الذين كانوا ضحايا هذه الخصخصة فأصبحوا عاطلين عن العمل. هذه حقيقة ماثلة أضرت بالمؤسسات والعاملين فيها، ولم تكن كالخصخصة التي تمت في بعض البلدان بعد دراسة لحالها ومستقبلها ووضع العاملين فيها ووضع المعالجات لآثارها مسبقاً.

أما خصخصة حكوماتنا المتتابعة فلم تكن إلا بقرارات أتاحت لصفر العيون النهب دون تقديم أية معالجات للآثار. أما وقد تمت فإن الرقابة والمحاسبة تقتضي إحالتهم إلى المحكمة. لكن العنسي اقترح لهذا شيئاً واحداً هو إحالة كل أولئك العاطلين إلى المؤسسة الاقتصادية موظفين لا مراجعين وإذا أخذ بهذا الاقتراح فإن آلافاً سيرجعون إلى بيوتهم إذا اطمأنوا على مستقبلهم المعيشي.

د. وقال العنسي المؤتمري الأول عن الرئيس: إنني أؤمن بأنه لا زالت 90% من أوراق حل المشكلات اليمنية المستعصية بيد الرئيس ولذلك أقول للأخ الرئيس لقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه كصانع للوحدة، فلا تدع المتآمرين عليك يخرجونك من أضيق أبوابه.

هذا القول وإن كان فيه مبالغة من العنسي أنك أيها الأخ الرئيس صانع الوحدة وحدك لم يتجاوز الحقيقة أنك كنت الشريك القوي في تحقيق الوحدة والشريك القوي في تثبيت الوحدة، والمتوحد المنفرد بالأمور في أرض الوحدة بعد عام 94م فأنت دون شك المسئول فاتق الله فيها واسمع آراء الخبراء المخلصين في المشكلات التي طرأت، والمعضلات التي تعقدت.

وفي كلام العنسي وباسندوة غير هذا كثير وهما مؤتمريان لاشك فيهما. وليس عيبا أن يسمع الأخ الرئيس نداءات المشترك الوطني الغيور من قبل ومن بعد، ونداءات من ذكرنا وآخرين.
د/ غالب القرشي
.ناس برس
أضافة تعليق