إيهود باراك من جديد
د.جمال زيدان
إنه لمن الضروري جدا أن نفكر مليا وبعمق كي نتمكن من إستقراء حيثيات وتبعات وجود إيهود باراك وزيرا للدفاع في حكومة نتانياهو التي سترى النور يوم الثلاثاء القادم. يبدو جليا أن وجود حزب الليكود مع حزب إسرائيل بيتنا و(58%) من حزب العمل بالإضافة إلى شاس وثلة من الأحزاب الغاية في التطرف يجعل حكومة نتانياهو قوية، بل قوية جدا بغض النظر عما يدور في العالم وما يسوق في الإعلام، ولكن السؤال الأهم هو لم دخل باراك هذه الحكومة؟ لا السؤال الصحيح هو كيف تم نسج حكومة موائمة لنتائج الإنتخابات حول باراك؟ نعم فالمهم هو أن يبقى باراك على رأس وزارة الحرب الإسرائيلية.
إيهود باراك هو أكثر رجل في إسرائيل حاصل على نياشين (أنواط) عسكرية في تاريخ الدولة العبرية وهو من قاد فريق تحرير رهائن عملية ’’عينتيبه’’ في أوغندا والتي قتل فيها أخو رئيس الحكومة نتانياهو وبالمناسبة كان بنيامين نتانياهو من ضمن وحدة الإقتحام الخاصة (النخبة) وعمل تحت إمرة باراك آنذاك، وهو من شارك في اغتيال القادة الفتحاويين في لبنان وكان على رأس فريق اغتيال الشهيد البطل خليل الوزير. إيهود باراك هو ليس فقط رئيس حزب العمل والمهم لدى اليهود ليس الحزب بل الدولة، فنجد أرئيل شارون قد أضعف حزبه الليكود وأسس حزب ’’كاديما’’ وسافر إلى أمريكا ستة مرات أثناء رئاسته لحكومة إسرائيل لينسحب أحاديا من قطاع غزة، هم هكذا، لا يتقيدون بأحزاب ولكن ما يديرهم هو حالة كيانهم. إيهود باراك هو أول من أمر بإطلاق صاروخ من طائرة مروحية على مركبة تقل فلسطينيا، إطلاق صاروخ من طائرة مروحية على جسد بشري!!!! هذا لم يحدث إلا من إبتكارات باراك، وهو من أعد للحرب على غزة منذ أول لحظة تولى فيها حقيبة الدفاع من جديد، ففي الحرب الأخيرة على غزة كان باراك أول من قصف مسجدا فيه مصلين وبالقرب من مستشفى، ثم أعدم ماذن المساجد وشوهها، إيهود باراك هو أول من ضرب غزة بالفسفور الأبيض، وهو من أعدم المسعفين والأطباء.
نعم كلهم مشاركون في الجرم ضد الشعب الفلسطيني ولكن وزير حربهم هو من يحيك ويدبر ويخطط ويبتكر، وها هو قد عاد من جديد، ها هو قد اتى في حكومة والله يحتار في وصف تطرفها وجبروتها العارفون. أتى ليعيدنا إلى فهم التدرج وتجرع السم ببطء شديد، فهو من قصف الجسد الفلسطيني بصاروخ من مروحية وقصف العمارات على من فيها وحرق الشجر والبشر والطير والأرنب البري بالفسفور الأبيض، وهو من نفذ التوغل في شرقي خانيونس وغزة وبيت لاهيا وجباليا وغيرها، نفذ التوغلات ليومين مثلا، فقتل جنوده العشرات وجرفوا مئات الدونمات وهدموا عشرات البيوت ولكنه كان توغلا محدودا جرت فيه الحياة في الاماكن الامنة وتزوج العرسان ودرس التلاميذ وباع البائع وإشترى الشاري. إيهود باراك من فعل هذا، هو من جعلنا نتقبل السم في جزء من الجسد ولا نبالي في الجزء الاّخر، ثم قام بوضع ’’معيار’’ جديد وهو الحرب الأخيرة، ففي التوغلات السابقة كثيرا ما كنا نسمع زخات الرصاص الثقيل ولكن في حربه الاخيرة لا لم نسمع، فهو من قصف من البحر والجو والبر بأطنان من القنابل، لم يعد الرصاص يكفي فالقنابل والصواريخ والفسفور الابيض وشرع بالقصف ببعض الغازات السامة!!!
تذكروا أول ردة فعل على إغتيال مناضل فلسطيني بصاروخ من طائرة مروحية وتذكروا كيف صار الصاروخ من المروحية أرحم بكثير من قنبلة الطن من طائرة الإف ستة عشر، ثم تذكروا كيف رأيتم الكلاب الضالة وهي تجري ولحمها مشوي من الفسفور الأبيض.
إيهود باراك هو من يضع المعايير في دفع الاثمان، لذا هو وزير الحرب الاّن وغدا. ترى نحن نعي ما هو المعيار الجديد؟ وماذا أعددنا؟ اللهم وحد صفنا.
.دنياالرأي
د.جمال زيدان
إنه لمن الضروري جدا أن نفكر مليا وبعمق كي نتمكن من إستقراء حيثيات وتبعات وجود إيهود باراك وزيرا للدفاع في حكومة نتانياهو التي سترى النور يوم الثلاثاء القادم. يبدو جليا أن وجود حزب الليكود مع حزب إسرائيل بيتنا و(58%) من حزب العمل بالإضافة إلى شاس وثلة من الأحزاب الغاية في التطرف يجعل حكومة نتانياهو قوية، بل قوية جدا بغض النظر عما يدور في العالم وما يسوق في الإعلام، ولكن السؤال الأهم هو لم دخل باراك هذه الحكومة؟ لا السؤال الصحيح هو كيف تم نسج حكومة موائمة لنتائج الإنتخابات حول باراك؟ نعم فالمهم هو أن يبقى باراك على رأس وزارة الحرب الإسرائيلية.
إيهود باراك هو أكثر رجل في إسرائيل حاصل على نياشين (أنواط) عسكرية في تاريخ الدولة العبرية وهو من قاد فريق تحرير رهائن عملية ’’عينتيبه’’ في أوغندا والتي قتل فيها أخو رئيس الحكومة نتانياهو وبالمناسبة كان بنيامين نتانياهو من ضمن وحدة الإقتحام الخاصة (النخبة) وعمل تحت إمرة باراك آنذاك، وهو من شارك في اغتيال القادة الفتحاويين في لبنان وكان على رأس فريق اغتيال الشهيد البطل خليل الوزير. إيهود باراك هو ليس فقط رئيس حزب العمل والمهم لدى اليهود ليس الحزب بل الدولة، فنجد أرئيل شارون قد أضعف حزبه الليكود وأسس حزب ’’كاديما’’ وسافر إلى أمريكا ستة مرات أثناء رئاسته لحكومة إسرائيل لينسحب أحاديا من قطاع غزة، هم هكذا، لا يتقيدون بأحزاب ولكن ما يديرهم هو حالة كيانهم. إيهود باراك هو أول من أمر بإطلاق صاروخ من طائرة مروحية على مركبة تقل فلسطينيا، إطلاق صاروخ من طائرة مروحية على جسد بشري!!!! هذا لم يحدث إلا من إبتكارات باراك، وهو من أعد للحرب على غزة منذ أول لحظة تولى فيها حقيبة الدفاع من جديد، ففي الحرب الأخيرة على غزة كان باراك أول من قصف مسجدا فيه مصلين وبالقرب من مستشفى، ثم أعدم ماذن المساجد وشوهها، إيهود باراك هو أول من ضرب غزة بالفسفور الأبيض، وهو من أعدم المسعفين والأطباء.
نعم كلهم مشاركون في الجرم ضد الشعب الفلسطيني ولكن وزير حربهم هو من يحيك ويدبر ويخطط ويبتكر، وها هو قد عاد من جديد، ها هو قد اتى في حكومة والله يحتار في وصف تطرفها وجبروتها العارفون. أتى ليعيدنا إلى فهم التدرج وتجرع السم ببطء شديد، فهو من قصف الجسد الفلسطيني بصاروخ من مروحية وقصف العمارات على من فيها وحرق الشجر والبشر والطير والأرنب البري بالفسفور الأبيض، وهو من نفذ التوغل في شرقي خانيونس وغزة وبيت لاهيا وجباليا وغيرها، نفذ التوغلات ليومين مثلا، فقتل جنوده العشرات وجرفوا مئات الدونمات وهدموا عشرات البيوت ولكنه كان توغلا محدودا جرت فيه الحياة في الاماكن الامنة وتزوج العرسان ودرس التلاميذ وباع البائع وإشترى الشاري. إيهود باراك من فعل هذا، هو من جعلنا نتقبل السم في جزء من الجسد ولا نبالي في الجزء الاّخر، ثم قام بوضع ’’معيار’’ جديد وهو الحرب الأخيرة، ففي التوغلات السابقة كثيرا ما كنا نسمع زخات الرصاص الثقيل ولكن في حربه الاخيرة لا لم نسمع، فهو من قصف من البحر والجو والبر بأطنان من القنابل، لم يعد الرصاص يكفي فالقنابل والصواريخ والفسفور الابيض وشرع بالقصف ببعض الغازات السامة!!!
تذكروا أول ردة فعل على إغتيال مناضل فلسطيني بصاروخ من طائرة مروحية وتذكروا كيف صار الصاروخ من المروحية أرحم بكثير من قنبلة الطن من طائرة الإف ستة عشر، ثم تذكروا كيف رأيتم الكلاب الضالة وهي تجري ولحمها مشوي من الفسفور الأبيض.
إيهود باراك هو من يضع المعايير في دفع الاثمان، لذا هو وزير الحرب الاّن وغدا. ترى نحن نعي ما هو المعيار الجديد؟ وماذا أعددنا؟ اللهم وحد صفنا.
.دنياالرأي