في سياق التضامن مع معركة طوفان الأقصى، والتنديد بالجرائم البشعة التي تقترفها أيادي الاحتلال الصهيوني المؤازر بالاستكبار العالمي المتغطرس، وعلى رأسه أمريكا. يأتي هذا الشريط الوثائقي الذي يوثق لانخراط الأمازيغ المغاربة في نصرة المسجد الأقصى منذ زمن بعيد، ويبرز تجذر العشق الأبدي في قلوبهم إذ لم يدخروا جهدا رفقة إخوانهم العرب مشكلين لحمة واحدة للذود عن تلك البقعة الطاهرة: قبلة المسلمين الأولى؛ وثالث الحرمين الشريفين؛ أرض الرباط والجهاد. فاستشهد منهم من استشهد وعاش من عاش وأقاموا حارات خاصة بالمغاربة محادية لبيت المقدس. فتحول إلى جزء من وطنهم الحبيب ،واستمر هذا الجهاد بعد النكبة مع الثورة الفلسطينية في عهد عبد الكريم الخطابي . وإلى يومنا هذا يعبر الأمازيغ المغاربة عن تضامنهم اللاّمشروط مع القضية الفلسطينية من خلال وقفات مسجدية أو مسيرات وطنية أو إبداعات فنية ويرفضون مهزلة التطبيع بكل أشكاله وألوانه .
والشريط إذ يرصد أوجه تضامن الأمازيغ المغاربة مع فلسطين عامة ومع غزة بخاصة، فإنه يرمي إلى دفع ودحض كل الترهات الصهيونية القائلة بأن الأمازيغ هم إخوة اليهود، وبوجود صراع قومي بين العرب والأمازيغ إلى غير ذلك من الأباطيل والأكاذيب التي دأب الصهاينة على اختلاقها لاختراق النسيج المجتمعي المغربي والبحث عن شرعية وجودهم بيننا.
ولو عاش اليوم بين ظهرانينا الرّحالة المغربي الأمازيغي محمد العبدري – الذي دوّن رحلته إلى غزّة سنة 688ه- لكتب بدم قلبه ما يجري الآن في غزّة وما يقع لأهلها.
نسأل الله جل وعلا أن ينصر إخواننا في غزّة الصّمود نصرا مؤزّرا كما نصر المؤمنين أول العهد في غزوة بدر الكبرى.
*نقلاً عن موقع منار الإسلام للأبحاث والدراسات