شَهْرُ الرَّبِيعِ عَلَى الرَّبِيعِ يُصَدِّقُ … وَبِشَارَةَ الْفَتْحِ الْقَرِيبِ يُحَقِّقُ
مَا هَلَّ فِي غَسَقِ الغُرُوبِ هِلَالُهُ … إِلَّا بِصُبْحٍ مُسْتَنِيرٍ يُشْرِقُ
يَا طَائِرَ الْأَمَلِ الْبَعِيدِ وُقُوعُهُ … قَدْ صِرْتَ فِي صَفْوِ الرَّبِيعِ تُحَلِّقُ
كَمْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِ اسْتِفَاقَةِ أُمَّتِي … غَيْباً يُقَالُ لِيَائِسٍ فَيُحَمْلِقُ
وَالْقَابِضُونَ عَلَى يَقِينٍ قِلَّةٌ … وَالرَّيْبُ يَخْتَرِمُ النُّفُوسَ وَيُحْرِقُ
حَتَّى انْجَلَى فَجْرُ الشُّعُوبِ مُلَوِّحاً … بِغَدٍ يَجُودُ بِمَا اسْتَحَالَ وَيُغْدِقُ
غَيْثٌ لِذِلَّتِنَا، وَطُوفَانٌ يُرَى … يُرْدِي فَرَاعِنَةِ الزَّمَانِ وَيُغْرِقُ
فَاشْهَدْ رَسُولَ اللهِ أَنَّ بِقَلْبِنَا … مِنْ قَبْلِهِ رَسَخَ الْيَقِينُ الْمُفْلِقُ
كَمْ يَا حَبِيبَ اللهِ دُمْنَا هَكَذَا … فِي كُلِّ نَادٍ بِالْبِشَارَةِ نُغْدِقُ
إِنَّ الْبَلَاغَ مِنَ الرَّسُولِ مَقَادِرٌ … مَقْضِيَّةٌ؛ فَعَنِ الْهَوَى لَا يَنْطِقُ
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ يَقْظَةَ أُمَّةٍ … فِي عَزْمِهَا كُلُّ الْحَوَائِلِ تُخْرَقُ
حَتَّى يَحَارَ الْعَقْلُ فِي تَدْبِيرِهِ … وَيَهِيمَ فِي مَكْرِ اللَّطِيفِ الْمَنْطِقُ
صَلَّى الْخَبِيرُ عَلَى الَّذِي مِنْ بِشْرِهِ … مُزْنُ الرَّبِيعِ بِلَمْعِ غَيْثٍ تُبْرِقُ
*نقلاً عن موقع منار الإسلام*