د. نجيب غانم
سياسة خض الدماغ في اليمن
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
ازدادت خلال فترة الاسابيع الماضية حمّى المباحثات واللقاءات السياسية بين الكثير من الاطراف الداخلية حتى العظم في المشهد اليمني والممسكة بأكثر ملفاته حساسية وخطورة، والمواطن اليمني في حيرة من أمره، فما يتم ترشحه وتسريبه من تلك اللقاءات يزيد المشهد غموضا قتامة والصورة تغدو أكثر ضبابية، وقد رأينا أن أبرز تلك اللقاءات:
• لقاء المبعوث الامريكي تيم ليدركنج الماسك بالملف اليمني مع ممثل الحوثيين والناطق الرسمي باسمهم محمد عبدالسلام فليتة في سلطنة عمان.
• لقاء رؤساء اجهزة الاستخبارات في كل من المملكة العربية السعودية وايران والولايات المتحدة الامريكية في بغداد.
• زيارة رئيس وزراء العراق للرياض.
• ذهاب مارتن جريفث – المبعوث الاممي لليمن -الى كل إيران ومصر ومقابلة المسئولين في كلا البلدين.
• لقاءات سابقة تمت في مسقط ايضا بين مسئولين سعوديين وحوثيين.
في كل تلك اللقاءات كانت مصائر الشعب اليمني حاضرة على الطاولة حيث يتم تشريح وتقليب ملفاته السياسية والعسكرية والامنية في ظل غياب كامل لأصحاب المصلحة الاساسية اي السلطة الشرعية المغيبّة في الرياض ومن ورائها الأغلبية الصامتة من المواطنين اليمنيين، الذين أضحوا اليوم ليس لهم بواكي.
حتى أن المراقب للمشهد اليمني يحتار من حرائك هذا المشهد النشيطة من جهة وضبابية ما يصدر عنها من جهة أخرى إنّها سياسة يصلح لها توصيف المثل الانجليزي: Shaking up policy او بمعنى سياسة خض الدماغ أي خلطه على بعضه داخل عصّارة, ويستطع المرىء ان يتخيّل حالة الدماغ وقدرته على استيعاب ما يجري خاصة بعد وضعه داخل عصّارة, خاصة فيما يتعلّق بنوايا الاطراف الممسكة بالملف اليمني وكذا بالسيناريوهات التي تعد لها تلك الاطراف لما يمكن ان يؤول اليها بكل إرهاصاته وتحدياته والمخاطر التي تكتنف بيئته مع تفاقم معاناة أهله سواء من جراء عدم دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ليكونوا قادرين على حسم المشهد لصالح تحقيق مصالح الشعب اليمني العليا وذلك بالقضاء على مشاريع الانقلاب التي استهدفت مصادرة حق اليمنيين في تحرير إرادتهم السياسية وحمايته من كل عابث وطامع وفي اختيار حكامهم ونوعية نظامهم وعلى كافة محافظات الجمهورية.
إنّ معاناة اليمنيين اليوم تزداد تفاقما خاصة في ظل سيطرة المليشيات الانقلابية على مقاليد الامور في صنعاء هذا من جهة, وكذلك حالة الوهن والضعف والعوز في أداء الحكومة التي افرزتها اتفاقية الرياض بعد التلكؤ والعجز في تنفيذ اهم بند بتلك الاتفاقية وهو الشق الامني والعسكري, حتى اضحت مدينة عدن غير مناسبة لكي تمارس السلطة التنفيذية مهامها السيادية, فيها ناهيك عن عدم قدرة مجلس النواب لعقد جلساته الدستورية واللائحية على أقل تقدير من اجل منح هذه الحكومة الثقة من خلال إقرار برنامجها وموازنتها المالية للعام 2021.
المشهد اليمني اليوم غاية في الألم والبؤس وملفاته مليئة بالجراحات والمعاناة سواء في صفوف النازحين خاصة في المناطق المحررة التي لجئوا اليها اتقاء من بطش المليشيات الحوثية الانقلابية حيث ظلّت صواريخ وقذائف الحوثيين تلاحقهم داخل مخيمات النزوح في مأرب وتعز وغيرها، وكذلك تلك المعاملات الغير مسئولة والغير إنسانية والتي يتلقاها نازحون آخرون ومواطنون يمنيون، في المناطق الجنوبية من قبل أفراد وأجهزة محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
حتى النازحين والمواطنين في الكثير من المناطق والمحافظات التي ترزح تحت سلطة الحوثيين يعانون من الفقر والعوز والمجاعة وقد رأى العالم مشاهد من الجوع والحرمان بلغت حد الوفاة في الكثير من الحالات في اوساط الاطفال والنساء وكبار السن يندى له جبين الانسانية.
وبالرغم من هذا المشهد المأساوي والكارثي في اليمن, لكن يبقى هناك بصيص أمل في ان الشعب اليمني بسواعد ابناءه ورجاله ونسائه المخلصين سيكون قادرا على تجاوز هذا النفق المظلم واليوم يسطّر ابطال الجمهورية والوحدة من رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بعرقهم ودمائهم الزكية اروع الامثلة في التضحيات وبالنصر والظفر, لندع المتحاورون في مسقط وايران وبغداد وغيرها يقررون ما يشاؤون لكننّا على يقين بإنّ نضال الابطال في ميادين الشرف هي من ستقرّر في نهاية المطاف توجيه بوصلة المسارات القادمة للمشهد اليمني نحو آفاق سينعم من خلالها شعبنا الأبي وبلا شك بالحياة الحرة الكريمة التي يستحقها وبالنظام الديمقراطي القائم على العدل وسيادة القانون وعلى المساواة بين المواطنين.
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.
ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا.
سياسة خض الدماغ في اليمن
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
ازدادت خلال فترة الاسابيع الماضية حمّى المباحثات واللقاءات السياسية بين الكثير من الاطراف الداخلية حتى العظم في المشهد اليمني والممسكة بأكثر ملفاته حساسية وخطورة، والمواطن اليمني في حيرة من أمره، فما يتم ترشحه وتسريبه من تلك اللقاءات يزيد المشهد غموضا قتامة والصورة تغدو أكثر ضبابية، وقد رأينا أن أبرز تلك اللقاءات:
• لقاء المبعوث الامريكي تيم ليدركنج الماسك بالملف اليمني مع ممثل الحوثيين والناطق الرسمي باسمهم محمد عبدالسلام فليتة في سلطنة عمان.
• لقاء رؤساء اجهزة الاستخبارات في كل من المملكة العربية السعودية وايران والولايات المتحدة الامريكية في بغداد.
• زيارة رئيس وزراء العراق للرياض.
• ذهاب مارتن جريفث – المبعوث الاممي لليمن -الى كل إيران ومصر ومقابلة المسئولين في كلا البلدين.
• لقاءات سابقة تمت في مسقط ايضا بين مسئولين سعوديين وحوثيين.
في كل تلك اللقاءات كانت مصائر الشعب اليمني حاضرة على الطاولة حيث يتم تشريح وتقليب ملفاته السياسية والعسكرية والامنية في ظل غياب كامل لأصحاب المصلحة الاساسية اي السلطة الشرعية المغيبّة في الرياض ومن ورائها الأغلبية الصامتة من المواطنين اليمنيين، الذين أضحوا اليوم ليس لهم بواكي.
حتى أن المراقب للمشهد اليمني يحتار من حرائك هذا المشهد النشيطة من جهة وضبابية ما يصدر عنها من جهة أخرى إنّها سياسة يصلح لها توصيف المثل الانجليزي: Shaking up policy او بمعنى سياسة خض الدماغ أي خلطه على بعضه داخل عصّارة, ويستطع المرىء ان يتخيّل حالة الدماغ وقدرته على استيعاب ما يجري خاصة بعد وضعه داخل عصّارة, خاصة فيما يتعلّق بنوايا الاطراف الممسكة بالملف اليمني وكذا بالسيناريوهات التي تعد لها تلك الاطراف لما يمكن ان يؤول اليها بكل إرهاصاته وتحدياته والمخاطر التي تكتنف بيئته مع تفاقم معاناة أهله سواء من جراء عدم دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ليكونوا قادرين على حسم المشهد لصالح تحقيق مصالح الشعب اليمني العليا وذلك بالقضاء على مشاريع الانقلاب التي استهدفت مصادرة حق اليمنيين في تحرير إرادتهم السياسية وحمايته من كل عابث وطامع وفي اختيار حكامهم ونوعية نظامهم وعلى كافة محافظات الجمهورية.
إنّ معاناة اليمنيين اليوم تزداد تفاقما خاصة في ظل سيطرة المليشيات الانقلابية على مقاليد الامور في صنعاء هذا من جهة, وكذلك حالة الوهن والضعف والعوز في أداء الحكومة التي افرزتها اتفاقية الرياض بعد التلكؤ والعجز في تنفيذ اهم بند بتلك الاتفاقية وهو الشق الامني والعسكري, حتى اضحت مدينة عدن غير مناسبة لكي تمارس السلطة التنفيذية مهامها السيادية, فيها ناهيك عن عدم قدرة مجلس النواب لعقد جلساته الدستورية واللائحية على أقل تقدير من اجل منح هذه الحكومة الثقة من خلال إقرار برنامجها وموازنتها المالية للعام 2021.
المشهد اليمني اليوم غاية في الألم والبؤس وملفاته مليئة بالجراحات والمعاناة سواء في صفوف النازحين خاصة في المناطق المحررة التي لجئوا اليها اتقاء من بطش المليشيات الحوثية الانقلابية حيث ظلّت صواريخ وقذائف الحوثيين تلاحقهم داخل مخيمات النزوح في مأرب وتعز وغيرها، وكذلك تلك المعاملات الغير مسئولة والغير إنسانية والتي يتلقاها نازحون آخرون ومواطنون يمنيون، في المناطق الجنوبية من قبل أفراد وأجهزة محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
حتى النازحين والمواطنين في الكثير من المناطق والمحافظات التي ترزح تحت سلطة الحوثيين يعانون من الفقر والعوز والمجاعة وقد رأى العالم مشاهد من الجوع والحرمان بلغت حد الوفاة في الكثير من الحالات في اوساط الاطفال والنساء وكبار السن يندى له جبين الانسانية.
وبالرغم من هذا المشهد المأساوي والكارثي في اليمن, لكن يبقى هناك بصيص أمل في ان الشعب اليمني بسواعد ابناءه ورجاله ونسائه المخلصين سيكون قادرا على تجاوز هذا النفق المظلم واليوم يسطّر ابطال الجمهورية والوحدة من رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بعرقهم ودمائهم الزكية اروع الامثلة في التضحيات وبالنصر والظفر, لندع المتحاورون في مسقط وايران وبغداد وغيرها يقررون ما يشاؤون لكننّا على يقين بإنّ نضال الابطال في ميادين الشرف هي من ستقرّر في نهاية المطاف توجيه بوصلة المسارات القادمة للمشهد اليمني نحو آفاق سينعم من خلالها شعبنا الأبي وبلا شك بالحياة الحرة الكريمة التي يستحقها وبالنظام الديمقراطي القائم على العدل وسيادة القانون وعلى المساواة بين المواطنين.
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.
ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا.