بكر السباتين
الكيان الإسرائيلي المجرم يمهد لما يسميه المستوطنون بالاجتياح الكبير للأقصى في ظل صمت عربي مطبق، وقنوات عربية تداهم العقل العربي وتدمر ركائز الأخلاق والمنطق بوقوفها إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي مثل قناة العربية التي صورت العربية الأحداث في القدس على أنها "اشتباكات" بين طرفين بسبب "خلاف على التجمع وقت الإفطار" دون أي إشارة إلى انتهاكات المستوطنين، واعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الأقصى، ولوالا مواقع التواصل الاجتماعي التي انتفضت لصالح المرابطين في القدس لنزفت عيون الشرفاء دماً على القدس القديمة ودرتها المسجد الأقصى الأسير.
وكانت الشرارة الأولى ليلة الخميس الماضي حينما احتج متظاهرون فلسطينيون على إجراءات شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمنعهم من الاحتفال بشهر رمضان الفضيل في المسجد الأقصى، ورداً على ما يقوم به المستوطنون من انتهاكات ضد الفلسطينيين وصدور قرار للمحكمة اليهودية المركزية بمصادرة أراضي في الشيخ جراح بالإضافة لمصادرة بيوت أكثر من فلسطيني في بلدة سلوان؛ ليتفاجأ المتظاهرون بدخول مئات القوميين المتطرفين اليهود على خط المواجهة، في باب العامود، وهم يرددون "الموت للعرب" و"الانتقام". ودارت الاشتباكات التي صورتها مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت كما النار في الهشيم.. وفي أتون المواجهة بدا وأن الشرطة الإسرائيلية تمارس الفصل بين الطرفين علماً بأنها أعطت الضوء الأخضر لقطعان المستوطنين لمهاجمة الفلسطينيين الذين واجهوا الطرف الإسرائيلي (مستوطنين ورجال شرطة) بضراوة، وقد ألقت الشرطة القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، وقامت قوات الخيالة التابعة للشرطة بضرب الشبان الفلسطينيين، الذين رشق بعضهم أفراد الشرطة بالقارورات الفارغة والحجارة.
وأدت الاشتباكات إلى إصابة العشرات واعتقال عدد من المتظاهرين من الطرفين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس أن عدد المصابين خلال المواجهات التي اندلعت مساء الخميس وصل إلى 105 نقل منهم 22 إلى المستشفى.
وتوجه العديد من المغردين العرب إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين وشجب الاعتداءات التي تعرضوا لها، وانتشرت صور المواجهات وبخاصة فيديو على تطبيق، تك توك، تظهر فلسطينيين يهاجمون مجموعة من اليهود المتشددين في القدس في سياق مواجهة شاملة طفح فيها كيل الفلسطينيين الذين يواجهون لوحدهم الخطر الإسرائيلي الداهم على البلدة القديمة والأقصى ومصادرة أراضي الشيخ جراح وسلوان بذريعة قرار المحكمة اليهودية المركزية لإكمال الطوق الاستيطاني حول القدس الشرقية وبالتالي تهويد ما تبقى منها.
ووقعت في القدس هذا الأسبوع حوادث تعرض فيها فلسطينيون لهجمات يهود، من بينها حادث مجموعة من شباب اليهود المتطرفين كانوا يرددون شعارات معادية للعرب ضربوا سائقاً فلسطينياً توقف للتلاسن معهم.
من جهتها قامت الفضائل الفلسطينية في غزة بإطلاق زخات من الصواريخ إلى المستعمرات الإسرائيلية المجاورة، فيما امتنعت السلطة الفلسطينية عن الاستجابة لمطالب نتنياهو بضرورة التصرف وإنهاء التظاهرات وفق ما كان دارجاً في سياق التنسيق الأمني.. وكنا ننتظر أن يكون رد السلطة الفلسطينية أشد وقعاً، فقد عبرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين "لما تقوم به الجماعات اليمينية بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية".
وأكدت في بيان أصدرته مساء الخميس أن "القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وناشدت المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين في القدس من المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التدهور الخطير".
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني في بيان أيضا، المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان العالمية، بإدانة تلك الهجمات، والعمل على توفير الحماية الدولية للمواطنين المقدسيين.
وقد احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي القدس الشرقية في حرب 1967 وتعتبر المدينة بشطريها الشرقي والغربي كتلة واحدة عاصمة لها رغم رفض الغالبية الكاسحة من دول العالم. أما الفلسطينيون فيرون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة التي يطالبون بها.
الشعب العربي برمته من المحيط إلى الخليج وخاصة في الأردن مطالبُ بالخروج للشارع دعماً للشعب الفلسطيني والمقدسي على وجه الخصوص بعيداً عن أجندات حكوماتهم. ومطالبٌ بالضغط على حكوماته لوقف كل أشكال التطبيع المهين مع الاحتلال؛ لأن المصاب جلل، ونحن ندرك بأن ما يردده الإعلام المجير للصهيونية لا يعبر عن لسان حالهم. وتستمر الانتفاضة المباركة.
*المثقف
الكيان الإسرائيلي المجرم يمهد لما يسميه المستوطنون بالاجتياح الكبير للأقصى في ظل صمت عربي مطبق، وقنوات عربية تداهم العقل العربي وتدمر ركائز الأخلاق والمنطق بوقوفها إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي مثل قناة العربية التي صورت العربية الأحداث في القدس على أنها "اشتباكات" بين طرفين بسبب "خلاف على التجمع وقت الإفطار" دون أي إشارة إلى انتهاكات المستوطنين، واعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الأقصى، ولوالا مواقع التواصل الاجتماعي التي انتفضت لصالح المرابطين في القدس لنزفت عيون الشرفاء دماً على القدس القديمة ودرتها المسجد الأقصى الأسير.
وكانت الشرارة الأولى ليلة الخميس الماضي حينما احتج متظاهرون فلسطينيون على إجراءات شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمنعهم من الاحتفال بشهر رمضان الفضيل في المسجد الأقصى، ورداً على ما يقوم به المستوطنون من انتهاكات ضد الفلسطينيين وصدور قرار للمحكمة اليهودية المركزية بمصادرة أراضي في الشيخ جراح بالإضافة لمصادرة بيوت أكثر من فلسطيني في بلدة سلوان؛ ليتفاجأ المتظاهرون بدخول مئات القوميين المتطرفين اليهود على خط المواجهة، في باب العامود، وهم يرددون "الموت للعرب" و"الانتقام". ودارت الاشتباكات التي صورتها مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت كما النار في الهشيم.. وفي أتون المواجهة بدا وأن الشرطة الإسرائيلية تمارس الفصل بين الطرفين علماً بأنها أعطت الضوء الأخضر لقطعان المستوطنين لمهاجمة الفلسطينيين الذين واجهوا الطرف الإسرائيلي (مستوطنين ورجال شرطة) بضراوة، وقد ألقت الشرطة القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، وقامت قوات الخيالة التابعة للشرطة بضرب الشبان الفلسطينيين، الذين رشق بعضهم أفراد الشرطة بالقارورات الفارغة والحجارة.
وأدت الاشتباكات إلى إصابة العشرات واعتقال عدد من المتظاهرين من الطرفين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس أن عدد المصابين خلال المواجهات التي اندلعت مساء الخميس وصل إلى 105 نقل منهم 22 إلى المستشفى.
وتوجه العديد من المغردين العرب إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين وشجب الاعتداءات التي تعرضوا لها، وانتشرت صور المواجهات وبخاصة فيديو على تطبيق، تك توك، تظهر فلسطينيين يهاجمون مجموعة من اليهود المتشددين في القدس في سياق مواجهة شاملة طفح فيها كيل الفلسطينيين الذين يواجهون لوحدهم الخطر الإسرائيلي الداهم على البلدة القديمة والأقصى ومصادرة أراضي الشيخ جراح وسلوان بذريعة قرار المحكمة اليهودية المركزية لإكمال الطوق الاستيطاني حول القدس الشرقية وبالتالي تهويد ما تبقى منها.
ووقعت في القدس هذا الأسبوع حوادث تعرض فيها فلسطينيون لهجمات يهود، من بينها حادث مجموعة من شباب اليهود المتطرفين كانوا يرددون شعارات معادية للعرب ضربوا سائقاً فلسطينياً توقف للتلاسن معهم.
من جهتها قامت الفضائل الفلسطينية في غزة بإطلاق زخات من الصواريخ إلى المستعمرات الإسرائيلية المجاورة، فيما امتنعت السلطة الفلسطينية عن الاستجابة لمطالب نتنياهو بضرورة التصرف وإنهاء التظاهرات وفق ما كان دارجاً في سياق التنسيق الأمني.. وكنا ننتظر أن يكون رد السلطة الفلسطينية أشد وقعاً، فقد عبرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين "لما تقوم به الجماعات اليمينية بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية".
وأكدت في بيان أصدرته مساء الخميس أن "القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وناشدت المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين في القدس من المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التدهور الخطير".
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني في بيان أيضا، المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان العالمية، بإدانة تلك الهجمات، والعمل على توفير الحماية الدولية للمواطنين المقدسيين.
وقد احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي القدس الشرقية في حرب 1967 وتعتبر المدينة بشطريها الشرقي والغربي كتلة واحدة عاصمة لها رغم رفض الغالبية الكاسحة من دول العالم. أما الفلسطينيون فيرون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة التي يطالبون بها.
الشعب العربي برمته من المحيط إلى الخليج وخاصة في الأردن مطالبُ بالخروج للشارع دعماً للشعب الفلسطيني والمقدسي على وجه الخصوص بعيداً عن أجندات حكوماتهم. ومطالبٌ بالضغط على حكوماته لوقف كل أشكال التطبيع المهين مع الاحتلال؛ لأن المصاب جلل، ونحن ندرك بأن ما يردده الإعلام المجير للصهيونية لا يعبر عن لسان حالهم. وتستمر الانتفاضة المباركة.
*المثقف