مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2019/08/13 04:16
.. من هم أكراد اليمن..؟!
د. علي العسلي من يتابع الأحدث في عدن قد يصل إلى استنتاج إلى أن المسألة قد حسمت ومن أن الشرعية لن تعود، بل يذهب البعض إلى أن الشرعية انتهت، ولن تعود إلى الحكم بعد أن سقط قصر المعاشيق بأيدي الانفصالين المدعوين إماراتيا، وهذا اعتقاد خاطئ في ظني..!؛ حيث أن الحقيقة الماثلة أمامنا هي أن رئيس الجمهورية بدهائه السياسي قد صبر حتى استطاع أن ينهى المجلس الانتقالي دون أن يؤلب عليه دول لإنهائه كما حصل مع الانقلابين في صنعاء، وهو أمر يدل على أن الرئيس يدرك ويتعامل مع المتغيرات والمعطيات بشيء من الإدراك والبصر والتعقل الذي يؤدي إلى جعل المقابل ينهي نفسه بنفسه، باستخدام حماقاته التي لا ي دعها رداع قانوني أو أخلاقي فتفتضح وتنتهي..؛ فقادة المجلس الانتقالي المساكين افتكروا من أنهم اقتربوا من لحظة استحقاق الانفصال ، وظنوا من أن الضربة القاضية قد حانت لإنهاء الرئيس والشرعية، فالشرعية أدركت الملعوب وتصرفت بحكمة كي تؤول الأمور بالنهاية لمصلحتها وفقا للشرعية الدولية، وهاهم يتداعون لمكة ويقعدون القمم لمعالجة فضيحة الانتقالي التي ألقت بظلها على التحالف ومصداقيته ..!؛ إن المجلس الانتقالي وهو يتخذ قرارات مدمرة لحياة واستقرار وتنمية المناطق التي سيسيطر عليها، وبالتالي لو استمر شهرا واحدا فيها لافتضح، ولما استطاع تقديم أية خدمة للشعب الذي يدعي أنه فوضه زوراً وبهتاناً..؛ وهذا المجلس لا يجيد القراءة والحنكة السياسية أبداً، يجيد استنساخ ما هو سيء، فهو يكرر نفس الحوثة بسبب حبه الشديد اهم واقتدائه بهم ، فقد استنسخ كل ما قاموا به من النهب والسلب واقتحام البيوت وتهجير المخالفين؛ وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن قيادة المجلس الانتقالي قيادة منفعلة ومستعجلة ولا تحسب لنتائج قراراتها أي حساب؛ فلو كانت تحسب لكانت قد استفادت من تجربة الأكراد في شمال العرق الشقيق ؛ حيث هناك شعب فوض قيادة الأكراد؛ بل وتم الاستفتاء على الانفصال ومع ذلك لم يُمكن الآخوة الكرد من تحقيق أحلامهم؛ لأنها تتقاطع مع القانون الدولي، ففشل الأكراد في الانفصال وعادوا لأحضان الدولة الاتحادية العراقية المركزية..؛ هذه التجربة لم يستفد منها المجلس الانتقالي ليحسن علاقته برئاسة الدولة ورئيسها كونه من المناطق المحسوب على جنوب اليمن ؛ ولم يستفد ايضا من العلاقة المميزة له بدولة الإمارات لتحسين شروط تفاوضه، والحصول على بعض المكاسب في السلطة الجديدة، بل وترّ الأوضاع وجرّ الامارات لموقف محرج أخلاقي قبل أن يكون قانوني، ولذلك رأينا الشيخ محمد بن زائد يأتي لمكة المكرمة، ويتفاوض ويلتقي برئيس اليمن الشرعي بعد أن كان المسؤولون الإماراتيون يستخفون برتوكوليا بكل زائر لهم من المستوى السياسي الأعلى للشرعية اليمنية، هذا التواضع وهذا المجيء سببه تصرفات الانتقالي الدمية في أيام عيد الأضحى المبارك، وقيامهم باحتلال وطرد مؤسسات الشرعية من عدن الحبيبة.. ؛ الأن من لم يدرك من ذي قبل؛ عليه أن يدرك الآن؛ من أن عدم عودة الشرعية لليمن كان له ما يبرره، وهو هذه الإعاقة التي كانت محملة وأصبحت واقعا، بمعنى أن من كان يلوم الشرعية سيتراجع عن ذلك اللوم بسبب عدم عودتها لأرض الوطن هي بسبب هذه الأعمال الهمجية؛ فمن يدعي انه باحتلال المجلس الانتقالي لمؤسسات الشرعية قد أنهى الشرعية فهو ايضا غبي..!؛ فالشرعية تمكنت من الفرار من الانقلابين في صنعاء، واستعانت بالمملكة العربية السعودية التي رحبت بها واستضافتها في بلدها، كما عملت مع القيادة الكويتية بالضبط وتعهدت بإعادتها لصنعاء كما فعلت بالضبط في الكويت وتم للكويت ذلك؛ ومنتظرين أن يتم لليمنين ذلك ايضاً، ففتحت للشرعية كل الامكانيات من مباني وقنوات اعلامية ومتحدثين من قلب الرياض، وهو مالم يحدث مع أي سياسي استضافه المملكة من بلدان اخرى كرئيس توني السابق مثلاً والذي لا يستطيع الحديث ولو بتسريب خبر عنه او عما يريد..!؛ أما القيادة الشرعية فلديها مقرات بالرياض ودوام رسمي، وتصدر قرارات جمهورية من الرياض؛ فماذا عمل الزبيدي وعصابته اذاً؟؛ وما الجديد الذي احدثوه من احتلالهم لقصر المعاشيق.. ؟!؛ لا شيء سوى إبراز وهنهم وضعفهم، ومن انهم غير مسؤولون ولا يعملون حساب لأرواح الناس فباحتلالهم المعاشيق، واصطدامهم مع جيش الشرعية وتسببهم في سقوط المئات من الافراد الابرياء كل هذه الأفعال لا شك سيتحمل مسؤوليتها قيادة المجلس الانتقالي..!؛ في الختام الا ترون معي أن تصرفات المجلس الانتقالي أكثر غباء وحماقة من أكراد العراق الذين حاولوا أحداث الانفصال عبر مؤسساتهم القائمة، ولكنهم فشلوا؛ وهؤلاء فشلهم محقق ومستقبلهم السياسي بات على المحك، فهو مرصود ومراقب؛ فإن سُمح لهم بتقاسم السلطة، فإن ذلك سيخلق إرهابيين جدد سيسيطرون على مناطق اخرى وسيضغطون على الدولة وابتزازها وسيشركون في الحكم وهكذا..!؛ إذاً ما هو الحل..؟!؛ الحل لا يمكن إلا بتوصيف المجلس الانتقالي بالانقلابين مثلهم مثل الحوثيين، ولا ينبغي مكافئتهم على أفعالهم الشيعة التي تمت، ولابد من إنهاء انقلابهم ومن غير شروط .. هذا هو الحل الممكن وهو ما سيقضي نهائيا على ادعاء تمثيل الجنوب؛ بل سيتضح انهم يقومون بتمثيل الجيوب لا الجنوب.!؛ دام عزك اخي الرئيس فطهورك افحم الأعداء الذي روجوا انك قد توفيت بجلطة الثلاثاء الماضي؛ خابوا وخابت أحلامهم، فانت الرئيس الشرعي، وستبقى حتى تحدث الانتقال السياسي المتوافق عليه أرادوا أم ابو ذلك.. تحية لك أيها القائد عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية..؛ ستفرج بالأيام القادمة وسترون ذلك بأم أعينكم، وليخسأ الانقلاب وأهله.. !
أضافة تعليق