ســأَلَتْ: كَــأنّكَ لم تَزَلْ مَغْرُورَا؟
فَـتَبَسَـمَ الجُـرْحُ المُـكَابِرُ زوُرَا
وَمَضَى يُخَبِئُ حُزْنَهُ، يَنْشَقُ مِنْ
وَجْهٍ...لِيُظهِـرَ وجْهَهُ المَسْرُورَا
لَمّا اسْـتَقَرَّ الحُزْنُ في أعمَاقِـهِ
حَبَسَ الكَلامَ، وأطْلَقَ العُصْفُورَا
لَكـنّ سَيلَ الدَمـعِ بَعْثرَ حظّـهُ
فَـغَدَا يُجمّعُ -بالأسى- المَنْثُورَا
تِلكَ التي ..
بُسمتْ كَشَمْسٍ في الضُحَى
عَبَسَـتْ، وكانَ مِـزَاجُـهَا كَافُـورَا
والليـلُ يَـرْقُـبُـهُ بخَيمَةِ نَازِحٍ
يخْطُو فيَشْنُقُ في خطاه النُورَا
سَقَطَ العَمُـودُ فَقام من أنقَاضِهِ
يطْـهو الجِرَاحَ ويَـألَفُ المهْجورَا
إن يَغْفُوَ المَهْمُومُ رَغْمَ جِرَاحِهِ
يَسْـتَيقِظُ المَـنْفَى بِهِ مَذْعُورَا
قَد نَالَ منْ تُفّاحَةِ القَـهرِ التي
سَـقَطَتْ، وعَادَ بِقَهْـرهِ مَخْمُورَا
كم تاه؟!َ فاحتشَدَ الضَياعُ بِوجْهه
كم غابَ؟! فامْتلأَ الغِـيابُ حضُورَا!
غَـرَسَ البِـلادَ بِشِـعْرِهِ حُبّاً ومَا
امتَدَحَ الرشِـيدَ، ولا هَـجَا كَافُورَا
مَاذا سَيَفْعلُ حَــارِسُ؟! وبِـلادُهُ
تُقْصِيهِ..تُدْني القاتِل المَأجورَا!
ماذَا سَـيـفْعَـلُ عـاشِـقٌ بِفُــؤادِه
في ساحِ من لبِسُوا الهوى ديكورَا ؟!
مَاذَا سَـيفْعَلُ شَـاعِــرٌ بحُـروفِه
في عَصْرِ من رَفعُوا بِهِ المَجْرورَا؟!
الحقـدُ يا قَلبَاهُ فـرضٌ واجِــبٌ
يَا ليتهم تَرَكُوا المحَـبَةَ شُورَى
لا تَعَجَبَنّ اليومَ مـن زَمَــنٍ بِهِ
صَارَ المَريضُ يُعـالجُ الدكْتُورَا!
ماجد السامعي
٢٠١٩/١/٢٠م