أولئك المتظاهرون المطالبون بوضع حد لإنهيار العملة الذي بسببه إنهارت حياتهم المعيشية وقدرتهم الشرائية , كل ذلك لم يكن سوى بسبب سوء الإدارة والفشل والفساد بالحكومة الشرعية اليمنية , اليوم تكاد تختفي الفئة الوسطى من الشعب والتي ستلتحق قريبآ بفئة الفقراء إذا لم يتم تشكيل حكومة طوارئ تكنوقراط تعيد دوران عجلة الاقتصاد , سيخرج الكل بكافة انتماءاتهم ومشاربهم السياسية والإجتماعية , فالقاسم المشترك أصبح واحد وهو الفقر والحاجة وتردي المستوى المعيشي بصورة كارثية بعيدآ عن الساسة والسياسة هذه المرة .
لا تستهينوا اليوم بعدد المشاركين الذي قد يكون متواضع حاليآ فهذا بداية الغضب الشعبي العام , وأجزم بأن هذا العدد سيزداد كل يوم لأن جميع الشعب قد أكتوى بنار الغلاء وإستهتار حكومة الفشل والفساد والضياع , وقد يخرج الشعب عن السيطرة قريبا إذا رأى أن لا أحد يهتم بحياته وشؤونه المعيشية والخدماتية , السكوت المريب عن فساد وفشل الحكومة الشعب وحده من يدفع ثمنه , ولكن اليوم قرر الشعب أن يدفع الكل ثمن ذلك السكوت والخذلان , ولهذا قرر هذا الشعب أن يخرج ليقول كفى لقد تعبت من دفع تلك الأثمان من قوتي وقوت أولادي .
فخامة الرئيس هادي الكرة بملعبك الآن وأنت المسؤول أمام شعبك ووطنك فقط , فعليك إتخاذ القرار الصائب لا العكس كما عهدناك , وأخاف أن يزداد الوضع سوء وتصبح هدف مشروع من قبل فئات الشعب المختلفة التي ستطالب بإقالتك أو بتنحيتك أو الدخول بعصيان وفوضى عارمة تحرج جميع الأطراف على حد سواء .
تدوير النفايات وتجريب المجرب لن يؤدي لنتيجة جيدة بل العكس , قرارات أتخذت وتتخذ لم تخدم سوى رجال الدولة العميقة من العفاشيين والمنظمين لمليشيات الحوثي الإنقلابية , يعني سيظل الحال كما هو عليه وعلى المتضررين اللجوء إلى العنف الثوري وحمل السلاح إذا أرادو تغيير هذا الواقع الكارثي والعيش بحياة كريمة .
فخامة الرئيس هادي إن تلك التضحيات التي لم يقدم مثلها الشعب سابقا لن تذهب سدى هذه المرة , وتلك المعاناة من جوع وخوف وقتل وتشريد لن تنسى أبدآ , وتلك المأساة التي كان الشعب وحده من يعيشها بينما كان الآخرون هاربون سيظل جيل بعد جيل يحكيها ويرويها .
* كاتب ومحلل سياسي