مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2018/01/31 19:25
في وطني يصنع " الموت "
بقلم: عبد الله حاجب
من أصعب اللحظات التي تمر على الإنسان عندما يفقد أعز ما يملك بين البحث والانتظار وبين الانتقال من مستشفي إلى آخر في سبيل أنبوبة أكسجين أو غرفة تنعش أمال وتحي أنفاس تعانق السماء وتنتظر ملائكة الرحمة التي تحولت إلى صناع للموت بين التجاهل والإهمال وفقدان أبسط مقومات ومستلزمات الحياة في المستشفيات العامة التي تعج بها الأشباح ويلوح بها أرواح الموت قبل أن تنزل قدرة الخالق من سابع سماء .
 
في مستشفيات وطني المتهلك  يصنع الموت من أبواب وطرق عديدة وسبل متعددة قبل أن تعانق روحك عنان السماء يحضرون لك قناديل وعناقيد " الموت " .
 
يعطر روائح الموت المكان ويفوح عبير الإهمال المكان بين حجر أشباه بالقبور يسكنها الألف من الحالات التي تلفظ أنفاسها ليس لقضاء الله وقدرة فالموت حق والحياة أيضا حق عندما تتوفر الإنسانية والضمير والإمكانيات وتقديس المهنة " ملائكة الرحمة " لكن عندما نصنع بأيادينا الموت ونصدره ونعلقه على شماعة " القدر " هنا نقف ونراجع كل ذلك بكل ما يحمله الإنسانية من ضمير .. 
وعندما تقف حياة الإنسان على أنبوبة او اسطوانة أكسجين لتنعش الانفاس وتحيا الأرواح .
 
أو عندما تتعلق روح ونفس بغرفة " إنعاش " لا تتوفر من أقصى المحافظة الى أقصاها اليس ذلك الموت الذي يصنع با أيادينا والحياة التي تنزع بمخالب انعدام الضمير وفقدان الإنسانية وتدنيس القسم الطبي .
 
في وطن لا يبحث عن أسلحة تصدر وتوزع ومدرعات ورصاصات نقتل بها بعضناً ونسفك بها شعب يصنع في أركانه الموت ويبحث عن إنعاش الحياة بأنبوب أكسجين وتحيا أنفاس وانفس بغرفة " إنعاش " في وطني يصنع الموت وينتزع الحياة بمخالب فقدان الضمير والاهمال وانعدام ابسط مقومات الحياة الصحية .
 
أضافة تعليق