-
معاذ عليوي*
حظيت الأمة العربية على مدار قرون مضتت بالأخلاق العربية الدمثة الاصيلة، كانت عنوانا للأمة جمعاء تقتبس من ثناياها كل مجتمعات الارض الفكر والاخلاق، ذاع صيتها، وعمّ خيرها من رحم فؤادها خرج نور البشرية محمد صلى الله عليه وسلم هادياً ونصيرا، بعُث للامة برسالة خالدة إلا وهي رسالة الاخلاق.
رسالة الاخلاق مضى على نشأتها الف واربعمئائة عام، كان لها قبل ذلك تاريخ عريق في الاصالة والكرم، في الجود والعطاء، اكملها الاسلام اليوم وجملّها بتعاليم خالدة ابدية اسمها الأخلاق، لتكون دليلاَ حياً على شرف هذه الامة وعظمتها وكينونتها.
أما الامة اليوم في سبات عميق لا تكاد تستيقظ من غفوتها، امة مشغولة بالانقسامات والصراعات تحللت من عنوانها الابدي الذي جاء لكل الاديان بشيراً ونذيرا الا وهو الاسلام، إنه الاسلام دين الاخلاق، والتسامح وبناء المجتمعات على اسس متينة وروابط كان من الاجدر ان تكون الامة اليوم رافعة وتحول حقيقي في تحقيق اهدافها المصيرية وعلى راسها الوحدة الاخلاقية.
الوحدة الاخلاقية شرف الامة في كل الميادين، نصرة للمظلومين والمستضعفين في الارض. نصرة للقابضين على اهدافهم والمبصرينّ بعدالة قضيتهم السمحاء،الاخلاق قانون الحياة عنوانه الاسلام شعاره الحياه. وأي حياة تعيشها الامة اليوم وهي تترنح في ثنايا قوانين بائدة قاصرة ظلومة جهولة لا تعرف للحق عنواناً. قوانين ابصرت بالظلم والطغيان تحكم باسم العدالة لكنها تعتاش على ظلم جهوي استمدته من تاريخ ملئ بالظلم والفساد الاخلاقي.
كل ما تحتاجه الامة اليوم إعادة بناء ذاتها على اسس متينة عنوانها التسامح والفضيلة. التسامح والفضيلة والضمير الانساني الحيّ شرف المظلومين في كل اسقاع العالم. لن نحتاج طعاماً أو شراباً نحتاح اخلاقاً لنروي ظمأ الامة وعطشها الذي استصرخ الالاف من المظلومين الذين حرموا الحرية في وقت كانت الحرية بريق الطامعين في الظلم والطغيان.
* كاتب وباحث اجتماعي وسياسي بكالوريوس في علم الاجتماع ماجستير تخطيط تنمية سياسية حاليا دكتوارة في العلوم السياسية. نابلس-فلسطين.