أسابيع قليلة تفصلنا عن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة ومولد المصطفى عليه السلام، وينتهي في نفس الفترة أيضا عام ميلادي آخر، هو عام (2014)، وفي ذلك مناسبات تستوجب التوقف عندها، ومن المفترض تُجاهها أنْ ننظر فيما مر من أحداث على أمة الاسلام في الفترة المنصرمة القريبة؛ إذْ لا يختلف اثنان في أنّ ظاهر حالنا لا يُرى فيه إلا الشر والبؤس والألم؛ فقد استمر مسلسل القتل والتدمير في العديد من بلاد المسلمين، بل واتسعت رقعة هذه الأحداث وازدادت قسوتها وشدتها وآلامها، ولعل مِن آخرها انتهاكات الصهاينة لحرمة المسجد الأقصى وتدنيسه، وقتْل المرابطين فيه والمدافعين عنه. ولا تبدو في الأفق القريب نهاية لكل هذه الأحوال أو بعض منها.
هل يا ترى بلغ مقت الله للمسلمين في هذا الزمن إلى هذه الدرجة التي تسلط فيها أعداؤهم عليهم، بل حتى أصبح يقتل بعضهم بعضا بأبشع الوسائل وأشنع الطرق!.
ومن المقطوع به أن الله يُفَضِّل المؤمنين على الكَافِرِين به -وإنْ ضَعُفَ إيمانهم وإسلامهم- لكنه التمحيص؛ {حتى يميز الخبيث من الطيب}؛ وحتى تتهيأ أمة محمد صلى الله عليه وسلم لاستحقاق النصر والتمكين.
ولكن ماذا عن واجبنا نحن في كل ذلك!؟
إنّ هذا، أيضاً، مما يوجب علينا أن نستحضره في ذكرى الهجرة النبوية الجميلة -نقطة الانطلاق لهذا الدين العظيم، الذي عم أرجاء واسعة من الأرض خلال فترة قياسية وجيزة - وكان السبب في ذلك، ببساطةٍ، أن مَن حَمله في تلك الفترة الزاهية الزاهرة قد حمله بصدق وتجرد تامّين. وكيف لا وقد كان أولئك هم أصحاب رسول الله الكرام، الذين ساروا تحت قيادته!.
وحينئذ فالنتيجة قد ضمنها الله جل وعلا لهم ولمن سار على الطريق نفسه وانتهج المبدأ نفسه.
فإذا ما أردنا أن يبدل الله جل جلاله، أحوالنا إلى الأفضل؛ فلابد لنا من مراجعات جادة، مستمرة، لمسيرة حياتنا، فليس من المقبول أن نعيش لأنفسنا وأهلينا فقط، ثم لا يهمنا ما يجري للمسلمين خارج بلادنا؛ كأنهم ليسوا منّا ولسنا منهم!.
أيصح أن ننفق المبالغ الطائلة على ملذاتنا ومتعنا -وإن كانت ليست محرمة- في الوقت الذي يُقتل فيه إخواننا، أو يشردون، أو تُهدم عليهم منازلهم، فيفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، وإذا ما طُلب منا المال لنجدتهم وإغاثتهم برزت أعذار وأعذار؛ لتحول دون تقديم المال المطلوب؛ فلا يُبذل إلا اليسير، الذي لا يلبي الطلب ولا يسد الحاجة.
إن من مقتضيات حمدنا لله على الأمن والأمان الذي نعيشه في بلادنا أن نفكر في حياة الخوف والقلق والتشرد، التي يعيشها إخوتنا في بلدان أخرى عديدة؛ ولا أقل من أن ندعو الله لهم بصدق أن يرفع عنهم ما هم فيه من البلاء.
أليس مطلوباً منا أن نسهم بجد في بناء القاعدة الصلبة للمجتمع المسلم، التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (المسلِمونَ تتَكافأُ دماؤُهم، وَهم يدٌ علَى مَن سِواهم، يَسعى بذَِّتِهم أدْناهم، ويرُدُّ علَى أقَصاهم)، وقال: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ؛ إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى).
وكيف نعيش حياة لا تكون فيها الأولوية لتوجيهات رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في عباداتنا، وفي سلوكنا، وفي تعاملاتنا، وفي تربيتنا، وفي حرصنا على العلم والتعلم وعلى إتقان أعمالنا، وباختصار في شؤون حياتنا كلها.
نحن موقنون بــــ {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، وواثقون في (والعاقبة للمتقين)، وموقنون بـــ {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.
ولكن، ما دامت هذه النتائج لم تتحقق في حياتنا بعد؛ فمعنى ذلك أننا لم نبلغ الدرجات التي اشترطها المولى جل جلاله لاستحقاق نصره.
فهل من وقفة جادة، ومراجعة صادقة، حتى نكون سبباً في تحقيق وعده لنا!.
هذا ما نرجوه لنا جميعاً من الله الكبير المتعال. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــ
المصدر موقع اسلاميات
هل يا ترى بلغ مقت الله للمسلمين في هذا الزمن إلى هذه الدرجة التي تسلط فيها أعداؤهم عليهم، بل حتى أصبح يقتل بعضهم بعضا بأبشع الوسائل وأشنع الطرق!.
ومن المقطوع به أن الله يُفَضِّل المؤمنين على الكَافِرِين به -وإنْ ضَعُفَ إيمانهم وإسلامهم- لكنه التمحيص؛ {حتى يميز الخبيث من الطيب}؛ وحتى تتهيأ أمة محمد صلى الله عليه وسلم لاستحقاق النصر والتمكين.
ولكن ماذا عن واجبنا نحن في كل ذلك!؟
إنّ هذا، أيضاً، مما يوجب علينا أن نستحضره في ذكرى الهجرة النبوية الجميلة -نقطة الانطلاق لهذا الدين العظيم، الذي عم أرجاء واسعة من الأرض خلال فترة قياسية وجيزة - وكان السبب في ذلك، ببساطةٍ، أن مَن حَمله في تلك الفترة الزاهية الزاهرة قد حمله بصدق وتجرد تامّين. وكيف لا وقد كان أولئك هم أصحاب رسول الله الكرام، الذين ساروا تحت قيادته!.
وحينئذ فالنتيجة قد ضمنها الله جل وعلا لهم ولمن سار على الطريق نفسه وانتهج المبدأ نفسه.
فإذا ما أردنا أن يبدل الله جل جلاله، أحوالنا إلى الأفضل؛ فلابد لنا من مراجعات جادة، مستمرة، لمسيرة حياتنا، فليس من المقبول أن نعيش لأنفسنا وأهلينا فقط، ثم لا يهمنا ما يجري للمسلمين خارج بلادنا؛ كأنهم ليسوا منّا ولسنا منهم!.
أيصح أن ننفق المبالغ الطائلة على ملذاتنا ومتعنا -وإن كانت ليست محرمة- في الوقت الذي يُقتل فيه إخواننا، أو يشردون، أو تُهدم عليهم منازلهم، فيفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، وإذا ما طُلب منا المال لنجدتهم وإغاثتهم برزت أعذار وأعذار؛ لتحول دون تقديم المال المطلوب؛ فلا يُبذل إلا اليسير، الذي لا يلبي الطلب ولا يسد الحاجة.
إن من مقتضيات حمدنا لله على الأمن والأمان الذي نعيشه في بلادنا أن نفكر في حياة الخوف والقلق والتشرد، التي يعيشها إخوتنا في بلدان أخرى عديدة؛ ولا أقل من أن ندعو الله لهم بصدق أن يرفع عنهم ما هم فيه من البلاء.
أليس مطلوباً منا أن نسهم بجد في بناء القاعدة الصلبة للمجتمع المسلم، التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (المسلِمونَ تتَكافأُ دماؤُهم، وَهم يدٌ علَى مَن سِواهم، يَسعى بذَِّتِهم أدْناهم، ويرُدُّ علَى أقَصاهم)، وقال: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ؛ إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى).
وكيف نعيش حياة لا تكون فيها الأولوية لتوجيهات رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في عباداتنا، وفي سلوكنا، وفي تعاملاتنا، وفي تربيتنا، وفي حرصنا على العلم والتعلم وعلى إتقان أعمالنا، وباختصار في شؤون حياتنا كلها.
نحن موقنون بــــ {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، وواثقون في (والعاقبة للمتقين)، وموقنون بـــ {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.
ولكن، ما دامت هذه النتائج لم تتحقق في حياتنا بعد؛ فمعنى ذلك أننا لم نبلغ الدرجات التي اشترطها المولى جل جلاله لاستحقاق نصره.
فهل من وقفة جادة، ومراجعة صادقة، حتى نكون سبباً في تحقيق وعده لنا!.
هذا ما نرجوه لنا جميعاً من الله الكبير المتعال. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــ
المصدر موقع اسلاميات