مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
اليمن والمؤامرة الدولية "عمران أولاً "
بقلم/ د . بلال حميد الروحاني
تمر اليمن في هذه الأيام بمرحلة حرجة للغاية، وتزداد المؤامرة من أطراف عدة تكاد تنهك اليمن في كل المجالات، وأخطر ما يهدد امن اليمن واستقراره هو تقدم الحوثي في كل منطقة من المناطق الشمالية وتوسعه بشكل مفاجئ، مخلفاً دماراً هائلاً، ومرتكباً مجازر مخيفة، قتل ونهب وتفجير وتهجير!! في ظل تواطؤ واضح من المجتمع الدولي، بداية من المملكة العربية السعودية ونهاية بالولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، المجتمع الدولي الذي يصب جام غضبه على الإرهاب المزعوم!! ويتغاضى عن الإرهاب الحوثي في اليمن، فلو كان من يقوم بالعمليات الإرهابية في شمال اليمن غير الحوثي لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكن التواطؤ يتضح يوماً بعد آخر.

ومما يؤسف أن مدينة عمران تدخل في خط المؤامرة الخطيرة ليتم تسليمها للحوثي بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف، وليس عمران فقط وإنما كثير من مناطق اليمن وعلى رأسها العاصمة صنعاء وللأسف الرئيس هادي أحد خيوط هذه المؤامرة ليس حباً منه في تخريب اليمن وإنما هو مستعد أن يقدم للأمريكان والسعودية كل ما يطلبونه حتى لو سلم البلد كلها مقابل أن يبقى في الكرسي ولو فخرياً، وتتضح خيوط هذه المؤامرة الخبيثة في الآتي:

1)التعيينات الأخيرة من الرئيس هادي لعشرين من القادة العسكريين وهذه التعيينات إعادة لضباط الحرس الجمهوري سابقاً ليمسكوا بقيادة الألوية القوية المدججة بأحدث الأسلحة وهؤلاء متهمون بالولاء للأمريكان وكثير منهم درسوا في الولايات المتحدة الأمريكية، وعزل الرئيس هادي القادة الذين لا تربطهم صلاة بالولايات المتحدة الأمريكية و السعودية أو من يعتقد أنهم سيقفون في وجه أي مؤامرة مقبلة مع المتمردين أو المخربين، وعلى رأسهم الحوثي الذي يعمل لزعزعة اليمن من الداخل.

2) تعامل الرئيس هادي مع الحوثيين تعامل الأب للولد المدلل، فحين يقتل ويفجر وينهب يقوم هادي بإطلاق معتقليه المتورطين في هذه الجرائم، وعلاج جرحاه على نفقة الدولة، ونقلهم بطائرات خاصة وتعويضهم على أي خسارة تحدث لهم، ولم يجرؤ هادي حتى بتهديدهم أو ردعهم على كل ما يفعلونه بالشعب اليمني، وذلك لأنه لم يجد أي دعم دولي لمواجهة الحوثي، كما وجد دعماً حين واجه القاعدة في أبين.

3)توزيع الرئيس هادي الثوار على مناصب غير هامة أو في مواقع يصعب العمل فيها لإرضائهم أولاً ولإحراقهم ثانياً، أما المواقع الحساسة فلا يضع الرئيس هادي فيها إلا أزلام النظام السابق ومن ترضى عنهم أمريكا.

4)إصرار الرئيس هادي عبر أطراف مقربة من الحوثي على تسليم الفرقة الأولى مدرع لعبد القادر هلال أمين العاصمة المتهم بالتواطؤ مع الحوثي، ويبدو أن هذا الإصرار ليس من الداخل فقط بل من أطراف خارجية كون الفرقة تمثل التهديد الأول للحوثيين والعقبة الكبرى في مشروعهم.

5)تناقلت أنباء حول وصول القائد العسكري العميد جواس بقوة عسكرية لمحافظة عمران لمساندة الجيش المرابط هناك، والظاهر أنها بادرة طيبة، ولكن ما نخشاه هو أنها تصب في خانة المؤامرة لصالح الحوثي، وهي أن جواس يتهم من قبل الحوثيين أنه من أجهز على الزعيم الروحي للحوثيين حسين الحوثي، فيكون مقبولاً من طرف المناهضين للحوثيين، ويكون مجيء جواس للإطاحة بالقشيبي المعروف بشجاعته وقدرته الفائقة في مواجهة الحوثي، فالحوثي يمارس ضغطاً قوياً لإزالة القشيبي فسيكون الحل هو تبديله بجواس، مع العلم أن جواس معروف أنه من الاشتراكيين وهم في الآونة الأخيرة حلفاء للحوثيين بل لم يصدر منهم أي تنديد بجرائم الحوثي ولا حتى في الظاهر.

فإلى أي مدى ستستمر هذه المؤامرة؟ وإلى أي مدى سيستمر هذا الانحناء من الرئيس هادي للأطراف المتربصة باليمن؟!!!!!!!
أضافة تعليق