مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
لماذا العالم كله يأخذ تصريحات القاعدة و تبنيها للعمليات الانتحارية علي محمل الجد؟
د.مراد العزاني
لماذا العالم كله بسياسيه و اعلاميه يأخذ تصريحات القاعدة و تبنيها للعمليات الانتحارية علي محمل الجد؟ . و كأن هؤلاء الذين يطلقون التصريحات ممثلون حقيقيون للتنظيم لا يكذبون و لا يمكن ان يستنسخون.

كنا علي إطلاع علي بيانات القاعدة الأم ، و ان كنا نجرم افعالها، الا أننا نعتقد انها كانت تمتلك من الوضوح ما يسهل علي الشخص البسيط و العادي ليحدد ماهيه عدوها و فهم الأهداف التي تحاول تحقيقها من الهجمات التي كانت تشنها.
بالإضافة ان جميعنا يدرك ان القاعدة و من خلال ظهور مؤسسيها علي الاعلام و البيانات التي تنسب اليهم كانت تحاول جاهدة ان تؤصل و تشرعن لكل ما تقوم به و من ناحيه دينيه. و ذلك حتي لا تبدو همجيه و بربريه في عيون الكثير من الناس و المتعاطفين معها.

القاعدة الام و أن كانت اهدافها سياسيه بامتياز الا انها نوعا ما استطاعت ان توجد شرعيه لما كانت تعمله. و علي الرغم من ان تلك الشرعية لم تكن بالصلبة لافتقارها الي التأصيل و الدليل الا انها و الي حد كبير استطاعت ان تكسب تعاطف الكثير في العلم العربي والاسلامي.
قاعده اليوم مكيافليه أهدافها مثل هجماتها سياسيه متحركة و قصيره. لا تكلف نفسها حتي الحديث عن شرعيه لما تقوم به.
و لذلك و حتي ان بدت الهجمات الأخيرة و الدموية في صنعاء في مشابهه من حيث التكتيك و الادوات لتلك التي تقوم بها القاعدة الا اننا لسنا من السذاجة لنصدق انها من تدبير القاعدة.
و إذا تبنت القاعدة تلك الهجمات فلن يكون الاسم و المصطلح ذات أهميه و ما يهمنا فعلا ان نعرف لصالح من يعمل هذا الكيان ، و ماهي الاهداف التي تريد ان يحققها او المكاسب التي تريد ان يجنيها من مثل هكذا هجمات يقوم بها. باختصار يحق لنا ان نسأل قاعده من هذه القاعدة؟

راينا القاعدة تنفذ هجمات و تطلق تصريحات في سوريا يدرك كل من له عقل انها لن تصب في مصلحه الفصيل الذي يؤيده. و راينا القاعدة في العراق تتبني جرائم لا يقرها من يمتلك ذره من الإنسانية. و راينا القاعدة في اليمن تطلق تصريحا يتوعد الحوثيين في وقت تعلم فيه يقينا ان تصريحها لن يصب في مصله الفصيل الذي من المفترض ان تدعمه و لكن ضده.
لديتا قواعديات مفرخه. و لدينا قواعديات ذات جاهزية عالية لتتبني و لتنسب لنفسها كل هجوم و عمليه حدثت بغض النظر عن أهدافها أو الضحايا الساقطين منها. و لدينا قواعديات بلا هدف و بلا رؤيه و بلا قياده و بلا مواقع و بلا حتي ناطق رسمي و احد. ، لدينا قواعديات غريبه اهدافها لا تتجاوز راس انفها.
غريبه هذه القاعدة و أغرب منه ان راس التنظيم لا ينكر و لا يقر ما إذا كان من يقوم بتلك العمليات هم كيانات تتبعه او تتلقي الاوامر منه.
يبدو أن قاعدة ما بعد الثورات تبدو مختلفة عن تلك التي كانت قبل الثورات- هل حصل تغير في تنظيم القاعدة و بالجذري الي تلك الدرجة؟
مصطلح القاعدة و عند اعتباره في السياق الجديد اصبح مطاطا يغلب عليه العام و ليس الخاص - حينئذ لا يمكن ان نسقطه علي تنظيم او فصيل معين و لكن علي كل فصيل سياسي يحاول تحقيق اهدافه السياسية عن طريق ادوات العنف الغالب عليه الهجمات الانتحارية.
*من صفحته على الفيس بوك
أضافة تعليق