بقلم/د.عبدالله عبدالمؤمن التميمي
أيام قلائل ويقف المسلمون في رحاب عرفات الله مستجيبين للدعوة الربانية الكريمة التي استحوذت بأشعتها الإلهية النفوس والعقول، الكل سيقف في هذا المكان الطاهر، الملوك والرؤساء والمرؤوسين، الوزراء والشعوب، الأغنياء والفقراء لا تيجان ولا نياشين، ولا ذهب ولا حرير «لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار».
في رحاب عرفات وقف رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعلّم الدنيا كلها مبدأ التسامح، ورفض العنصرية والظلم والطغيان، دعا إلى المساواة والعدل والاحترام، مبادئ عالمية تعاني منها البشرية اليوم وتتشدّق بها الدول التي تقود العالم.
في رحاب عرفات يشعر المسلم أن وطنه كبير وواسع لا تحدّه حدود، ولا يستطيع مغرض أياً كان أن يضع الحواجز، يشعر المسلم وهو في هذا الموقف وفي هذه الرحاب أنه قوي عزيز، وأنه غني، وأنه قادر على تحدّي العالم بأسره، كيف لا وفي هذا المكان مرّ الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو مهاجر وعيناه تذرفان وهو يودّع مكة.
مرّ من عرفات وهو يشعر بالعزّة والقوة في وجه الدنيا التي وقفت ضده، وقد كان وانتصر الإسلام وعاد الرسول فاتحاَ مكة وانتشر دينه، وهاهم ملايين المسلمين اليوم يقفون في نفس الموقف وفي نفس المكان الذي مرّ به الرسول الأعظم.
أيها الحجيج يا من وفّقكم الله لزيارة هذه المشاعر: لو تعلمون وتدركون سر هذا اليوم العظيم والإنجازات التي تحقّقت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم لتوحدت صفوفكم ولاجتمعت كلمتكم ولاتخذتم من هذا اليوم يوم وحدة وتوحد، ويوم عزة ونصر؛ تستلهمون منها سر نهضتكم وعزتكم.
هنيئاً لكم أيها الحجيج، يا من ستقفون على أرض عرفات تغسلون جميع أوزاركم وتتطهّرون من ذنوبكم، فقد وعد الله لكم بالرحمة والمغفرة من كل الذنوب، ستتجلى في نفوسكم معاني السعادة الحقيقية رغم مشقّة الطقس وحرارة الشمس، سيشعر كل واحد فيكم أنه يعيش لحظاته الأولى التي فطره الله عليها وهو يقف بين يدي الله القوي القادر في هذه البقعة المباركة.
إنها لحظات غالية خاصة حينما يختلي الإنسان فيه بربه خالق هذا الكون العظيم القوي الجبار؛ يعترف فيه الإنسان المذنب بذنوبه، ينبعث الأنين من القلب بعيداً عن الحياة المزيّفة التي نعيش فيها، الجميع سيقف مع نفسه لحظات مصارحة ومكاشفة؛ يخرج كل واحد الوهم الذي يعيش فيه.
في عرفات تتجدّد الآمال في القلوب، وتحيا مرة أخر،ى وتنبعث في القلوب المكسورة بذلِّ المعصية الحياةُ من جديد. أما نحن البعيدين عن عرفات، فمشاعرنا تختلط فيها الغبطة مع الشوق مع الحزن، ولا نملك إلا أن نبتهل إلى الله أن يوصلنا إلى هذه البقاع المباركة لنقف هذا الموقف ونعيش تلك اللحظات الغالية. لا نملك إلا أن نذرف دموعنا ونقول بأعلى أصواتنا: «يا رب اشتقنا إليك، فلا تحرمنا من الوقوف بين يديك».
[email protected]
*الجم
أيام قلائل ويقف المسلمون في رحاب عرفات الله مستجيبين للدعوة الربانية الكريمة التي استحوذت بأشعتها الإلهية النفوس والعقول، الكل سيقف في هذا المكان الطاهر، الملوك والرؤساء والمرؤوسين، الوزراء والشعوب، الأغنياء والفقراء لا تيجان ولا نياشين، ولا ذهب ولا حرير «لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار».
في رحاب عرفات وقف رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعلّم الدنيا كلها مبدأ التسامح، ورفض العنصرية والظلم والطغيان، دعا إلى المساواة والعدل والاحترام، مبادئ عالمية تعاني منها البشرية اليوم وتتشدّق بها الدول التي تقود العالم.
في رحاب عرفات يشعر المسلم أن وطنه كبير وواسع لا تحدّه حدود، ولا يستطيع مغرض أياً كان أن يضع الحواجز، يشعر المسلم وهو في هذا الموقف وفي هذه الرحاب أنه قوي عزيز، وأنه غني، وأنه قادر على تحدّي العالم بأسره، كيف لا وفي هذا المكان مرّ الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو مهاجر وعيناه تذرفان وهو يودّع مكة.
مرّ من عرفات وهو يشعر بالعزّة والقوة في وجه الدنيا التي وقفت ضده، وقد كان وانتصر الإسلام وعاد الرسول فاتحاَ مكة وانتشر دينه، وهاهم ملايين المسلمين اليوم يقفون في نفس الموقف وفي نفس المكان الذي مرّ به الرسول الأعظم.
أيها الحجيج يا من وفّقكم الله لزيارة هذه المشاعر: لو تعلمون وتدركون سر هذا اليوم العظيم والإنجازات التي تحقّقت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم لتوحدت صفوفكم ولاجتمعت كلمتكم ولاتخذتم من هذا اليوم يوم وحدة وتوحد، ويوم عزة ونصر؛ تستلهمون منها سر نهضتكم وعزتكم.
هنيئاً لكم أيها الحجيج، يا من ستقفون على أرض عرفات تغسلون جميع أوزاركم وتتطهّرون من ذنوبكم، فقد وعد الله لكم بالرحمة والمغفرة من كل الذنوب، ستتجلى في نفوسكم معاني السعادة الحقيقية رغم مشقّة الطقس وحرارة الشمس، سيشعر كل واحد فيكم أنه يعيش لحظاته الأولى التي فطره الله عليها وهو يقف بين يدي الله القوي القادر في هذه البقعة المباركة.
إنها لحظات غالية خاصة حينما يختلي الإنسان فيه بربه خالق هذا الكون العظيم القوي الجبار؛ يعترف فيه الإنسان المذنب بذنوبه، ينبعث الأنين من القلب بعيداً عن الحياة المزيّفة التي نعيش فيها، الجميع سيقف مع نفسه لحظات مصارحة ومكاشفة؛ يخرج كل واحد الوهم الذي يعيش فيه.
في عرفات تتجدّد الآمال في القلوب، وتحيا مرة أخر،ى وتنبعث في القلوب المكسورة بذلِّ المعصية الحياةُ من جديد. أما نحن البعيدين عن عرفات، فمشاعرنا تختلط فيها الغبطة مع الشوق مع الحزن، ولا نملك إلا أن نبتهل إلى الله أن يوصلنا إلى هذه البقاع المباركة لنقف هذا الموقف ونعيش تلك اللحظات الغالية. لا نملك إلا أن نذرف دموعنا ونقول بأعلى أصواتنا: «يا رب اشتقنا إليك، فلا تحرمنا من الوقوف بين يديك».
[email protected]
*الجم