سياسيون يتحدثون: الإصلاح.. ديناميكية النضال السلمي وترسيخه كثقافة مجتمعية
الجمعة 13 سبتمبر 2013 الساعة 07:19:30 مساءا
الإصلاح نت - عبدالله المنيفي
مثل مشروع النضال السلمي أحد أهداف الإصلاح منذ تأسيسه، حيث أشار هذا الهدف وبوضوح إلى أن الإصلاح ’’يدعو للنضال السلمي بوسائل سلمية لتحقيق مطالب الأمة، بموجب الدستور والقوانين التي تندرج في إطار الشرعية الداخلية أو الدولية وفق معايير معتبرة’’.
وفي كل مرحلة يؤكد الإصلاح على هذا النهج الراسخ والقويم، فقد أعلن هذا النهج شعاراً لمؤتمره العام الثالث في دورته الثانية في العام 2004، والذي حملت شعار ’’النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات’’ ومثله في المؤتمر العام الرابع بدورتيه في 2007، و2009، حيث كان الشعار ’’النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل’’.
ولم يأت هذا النهج من فراغ، ولكنه جاء من ايمان الإصلاح بالحوار كمنهج آمن وخيار وحيد لحل كافة الإشكاليات والخلافات مع الغير، ورفض النزوع إلى العنف تحت أي مبرر كان. ورفض الإرهاب بكافة صوره وأشكاله المادية منها والسياسية والفكرية، وبذلك عمل الإصلاح على سلوك طريق النضال السلمي، وترسيخه ليصبح ثقافة مجتمعية تترسخ في المجتمع اليمني المسلح.
وإزاء كلما تعرض له الإصلاح من عسف السلطة وقمعها وعنفها، فإن أعضائه وأنصاره واجهوا ذلك برفع وتيرة النضال السلمي والدفاع عن المظلومين والقيام بدورهم الريادي المأمول في توعية المجتمع، وتبني المطالب السياسية والاجتماعية العادلة للجماهير العريضة في العدالة والتنمية والمشاركة السياسية.
لقد أصبح ’’النضال السلمي’’ استراتيجية لدى التجمع اليمني للإصلاح تتكامل مع الشراكة السياسية، كما أصبح تربية وثقافة لدى أعضائه وكوادره، وأسلوباً في المطالبة بالحقوق والحريات، وفي كل الفعاليات النضالية والوطنية، أغنت الجماهير عن الشعارات العصبوية التي تبنى على التفرقة أو العنف، متوجاً ذلك بالثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي خرج أبناء اليمن وفي مقدمتهم شباب الإصلاح وكوادره للتغيير بصدور عارية ترفع شعار السلم في مواجهة قمع النظام السابق وجرائمه، وتواصل الثورة السلمية رغم أعداد الشهداء والمصابين والمعتقلين.
ريادة وقوة فاعلة بطابع سلمي
يؤكد الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو اصبع أن انطلاق التجمع اليمني للإصلاح بعد الوحدة في سبتمبر 90 مثل دفعة قوية وفاعلة للتعددية السياسية والحزبية، لأن الإصلاح مثل القاعدة الكبيرة للحركة الإسلامية في اليمن، في وقت كانت تسود ثقافات ضد التعددية والحزبية، ويضيف ’’ومع مجيئ الإصلاح الذي يمثل الشريحة الأرقى والأكثر ثقافة ووعي وعدداً، فقد كان ذلك اكتساحاً للأفكار المتخلفة والتقليدية القديمة التي ضد التعددية والحزبية’’ والتي قال أنها تمثل أهم أوجه العمل السياسي السلمي.
ويواصل حديثه بالقول ’’بعد حرب 94 قفز الإصلاح إلى الأمام فيما يتعلق بمقاومة كافة أكال الانتهاكات، وشكل قفزة بالمعارضة لنظام صالح ولكل أساليب إدارة البلاد بالعنف وبالحروب، القبلية والمناطقية، وكان مجيء الإصلاح إلى المعارضة قوة أساسية شعبية وجماهيرية دفعت بالمعارضة إلى الأمام حتى الوصول إلى اللقاء المشترك’’.
وأوضح ابو اصبع أن الإصلاح شكل مع بقية أحزاب اللقاء المشترك المعارضة السياسية السلمية التي قادت الشعب اليمني في كافة معاركة السياسية بما في ذلك انتخابات 2006 وترشيح المرحوم فيصل بن شملان، وهذا كله مهد للثورة الشبابية الشعبية السلمية انطلاقاً من ساحة التغيير في صنعاء وساحة الحرية في تعز في 11فبراير 2011، ويستطرد ’’وكان للإصلاح الريادة والقوة الفاعلة في هذه الثورة والحفاظ على طابعها السلمي، وتحقيق الانتصارات السلمية وتجنيب اليمن الحروب الأهلية وغيرها من الأخطار، من خلال المبادرة الخليجية وحتى الآن يواصل الإصلاح دوراً رائعاً وفريداً نتمنى أن يستمر في تعزيز اللقاء المشترك’’.
ويؤكد القيادي الاشتراكي أن كل نضال المشترك -والإصلاح أحد قادته الفاعلين- هو نضال سلمي رافض لكل أشكال العنف، كما يؤكد أن الثورة السلمية كانت أكبر شاهد على ديناميكية الإصلاح ومعه شركائه في طريق النضال السلمي، وهي انها اعتمدت السلمية ورفضت كافة أشكال العنف وعسكرة الثورة.
مسئولية وطنية عالية
ويشيد الدكتور أحمد محمد الأصبحي ’’أحد القيادات المؤسسة لمؤتمر الشعبي العام’’ بدور الإصلاح في مشروع النضال السلمي، فيقول إن ’’الإصلاح انتهج نهجاً سلمياً منذ انطلاقته في العمل السياسي، وعرف ذلك عنه’’ ويسترسل ’’ومؤخراً احسن الأخوة في الإصلاح كيف يتصرفون بروح ومسئولية وطنية عالية، والتسوية السياسية التي حدثت بطريقة سلمية، ما كانت لتكون لولا السلمية التي غلبت على الجميع، وفي مقدمتهم الإصلاح، وحبذا لو أخذ بها الأشقاء ، في دول عربية اضحت ملتهبة ودامية نتألم على ما يجري فيها لأن الأنانية والولاءات الضيقة غلبت عليهم قبل أن يتغلب الجانب السلمي في العقليات التي تنتمي إلى مفهوم الحزب الذي ينبغي أن يكون أوسع’’.
ويضيف ’’وهنا تكمن عظمة الإصلاح وبقية القوى السياسية في سلوك النهج السلمي في مجتمعنا المسلح، وكثيرون كانت أيديهم على قلوبهم أن تنفجر الأوضاع، لكن الحكمة اليمانية كانت أقوى في أن تتغلب على جانب السلاح والعنف، لأن سلاح العقل والضمير كان أقوى’’.
ويحيي الأصبحي نمو العمل السياسي التعددي والذي قال أنه أخذ يتسم في اليمن -قياساً بما حولنا من الأنظمة الأخرى- بالسلمية الرائعة التي ضربت المثل في أن يقتدى باليمن، وأن التغيير السلمي كان حتماً وراءه وعي لكل من آمن بالتعددية السياسية في اليمن.
تأسيس لمرحلة جديدة من النضال
ويوضح رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الحق عبدالواحد الشرفي أن التجمع اليمني للإصلاح بدأ مشواره السياسي منذ عقود، واختط المشروع السياسي السلمي المعروف عبر رواده المعروفين، وهم رواد حركة النهضة الإسلامية المعاصرة.
ويؤكد الشرفي أن الإصلاح كان من أكثر الحركات الإسلامية ميلاً للاعتدال والتسامح والقبول بالآخر، ويدلل على ذلك بدخوله في تحالفات سياسية من مختلف التيارات، غير أنه قال أن تجربة اللقاء المشترك الذي هو على رأسه هي تجربة فريدة أثبت أن الإصلاح هو الأكثر قبولاً بالآخر ويتعايش معه، وأنه أسس لمرحلة جديدة يجب على كل الإسلاميين تمثل هذه التجربة.
ويرى القيادي في حزب الحق أن الشعارات التي اطلقها الإصلاح في مختلف المراحل والتي تعلي من شأن ’’النضال السلمي’’ جاءت من قناعات راسخة لدى قياداته التي ترى أن الطريق السلمي هو طريق سليم وبناء، ويؤسس للدولة المدنية القائمة على الإسلام التي يحلم الإصلاح بمشروعها.
الإصلاح والمشترك.. ريادة في النهج السلمي
ويتفق الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري محمد مسعد الرداعي مع ما ذهب إليه أبو اصبع والشرفي، حيث رأى تجربة الإصلاح تجربة رائدة، حيث أنه اختط النهج السلمي منذ انطلاقته، وكان في إطار الأحزاب التي تناضل في إطار العمل السياسي السلمي لبناء الدولة المدنية.
وتابع ’’وكذلك تجربة المشترك -التي كان الإصلاح على رأسها- فقد كانت رائدة ومتميزة، تمكن من خلالها أن يحقق في فترة ما قبل الثورة انجازات كبيرة بفضل هذا النهج’’.
لكن الرداعي عاد وأكد أن على الإصلاح والمشترك مراجعة الأداء خلال هذه المرحلة وترتيب أوراقه لمواصلة مشروع النضال السلمي، معرباً عن أمله في أن يستمر الإصلاح وشركاؤه في اللقاء المشترك بشكل عام في ذا المشروع الحضاري وتطوير أدواته وآلياته بما يلبي المرحلة.
نموذج غير عادي في النضال السلمي
من جهته يلفت رئيس اتحاد الرشاد السلفي الشيخ محمد موسى العامري إلى أن تجربة الإصلاح عبر مسيرته تعتبر تجربة لجميع اليمنيين بكل مضامينها وبكل منعطفاتها، وأنها تجربة غنية في التعامل مع القبيلة ومع القوى السياسية، وفي السلطة والمعارضة، داعياً كل القوى السياسية إلى الاستفادة من هذه التجربة لا أن تقتصر على الإصلاح.
ويثمن العامري مشروع النضال السلمي الذي رفعه الإصلاح حيث يقول ’’ اعتقد أن الإصلاح اعطى نموذجاً غير عادياً في النضال السلمي من خلال مواقفه وصبره، وقدرته على الحيلولة دون اللجوء إلى العنف والأعمال المسلحة، وأخيراً من خلال الثورة السلمية التي شهدتها اليمن في عام 2011’’ وأردف: ’’وهذا أمر يشكرون عليه’’.
ويستدرك العامري بالقول ’’أي جهد بشري أو تنظيم سياسي لا بد أن يواجه عقبات وأن يحدث له تعثرات، أو سلبيات، لكن العبرة بما غلب، والغالب هو الأجود، وبالتأكيد أن لدى قيادة الإصلاح حزمة من الإيجابيات، كما أن لديها بعض السلبيات، وهي فرصة للوقوف على المكامن الحقيقية لجوانب القوة أو جوانب الضعف، وتجاوز هذه المرحلة’’.
ويدعو القوى السياسية إلى تقييم مسيرة الإصلاح والنظر في الجوانب الإيجابية للعمل على تعزيزها وتنميتها، وفي الجوانب السلبية للعمل على تلاشيها.
ضد الفكر الشمولي
أما عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية الدكتور عبدالباري دغيش فقد هنأ الإصلاح بمناسبة ذكرى التأسيس، وقال ’’ لقد كان تأسيس الإصلاح إضافة نوعية للحياة السياسية وأثبت خلال عمره نضاله السياسي السلمي، وأنه حزب متأصل وجذوره قوية في المجتمع اليمني، ويشكل رقم صعب معادلة الطيف السياسي’’.
ونوه دغيش إلى أن الإصلاح استند أساساً إلى النضال السلمي في وجوده وما زال متمسك بإرادة النضال السلمي، ولم يحد أبداً عن هذا الخط، وتابع قائلاً ’’وهذا أمر طبيعي كون أي حزب يقتنع بالعمل السياسي أن يؤمن بالنهج السلمي وبالديمقراطية كوسيلة للوصول إلى السلطة، هي أحد معايير النضال السلمي، وهذا ما لمسه الناس في الإصلاح’’.
وأشار إلى أن انخراط الإصلاح في العمل السياسي منذ وقت مبكر اعطاه قدرة على التعاطي مع مشروع النضال السلمي، والعمل ضد الفكر الشمولي، والبعد عن الصراعات المكلفة.
وأضاف ’’كما اثبتت التجربة أن الإصلاح وأعضائه سواء في البرلمان أو في مجلس الشورى أو حتى في مؤتمر الحوار هم أشخاص متميزين وعقولهم منفتحة لمناقشة كل القضايا، وقادرين على خوض النقاش وطرح رؤاهم وأفكارهم ببراهين، والتراجع بما يكفي حين يستدعي الموقف التراجع’’.
ودعا دغيش قيادة الإصلاح وأعضائه أن يواصلوا السير نحو تعزيز القواسم المشتركة مع حلفائهم من القوى السياسية الأخرى باتجاه تكوين تحالف عريض لتلبية احتياجات المرحلة القادمة، مؤكداً أن الإصلاح كان رقماً صعباً في المعادلة الثورية، وكذلك دوره في اللقاء المشترك وتجميع القوى السياسية في إطار المجلس الوطني لقوى الثورة’’.
وتمنى على الإصلاح الالتفات لسلبيات المرحلة الماضية والاتجاه نحو تعزيز التحالف لتنفيذ بنود مبادرة مجلس التعاون الخليجي والآلية التنفيذية المزمنة بما يضمن خروج الوطن من المأزق الراهن، وختم قائلاً ’’وهم بالتأكيد لن يألوا جهداً ولن يقصروا في ذلك’’.
*الإصلاح نت
الجمعة 13 سبتمبر 2013 الساعة 07:19:30 مساءا
الإصلاح نت - عبدالله المنيفي
مثل مشروع النضال السلمي أحد أهداف الإصلاح منذ تأسيسه، حيث أشار هذا الهدف وبوضوح إلى أن الإصلاح ’’يدعو للنضال السلمي بوسائل سلمية لتحقيق مطالب الأمة، بموجب الدستور والقوانين التي تندرج في إطار الشرعية الداخلية أو الدولية وفق معايير معتبرة’’.
وفي كل مرحلة يؤكد الإصلاح على هذا النهج الراسخ والقويم، فقد أعلن هذا النهج شعاراً لمؤتمره العام الثالث في دورته الثانية في العام 2004، والذي حملت شعار ’’النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات’’ ومثله في المؤتمر العام الرابع بدورتيه في 2007، و2009، حيث كان الشعار ’’النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل’’.
ولم يأت هذا النهج من فراغ، ولكنه جاء من ايمان الإصلاح بالحوار كمنهج آمن وخيار وحيد لحل كافة الإشكاليات والخلافات مع الغير، ورفض النزوع إلى العنف تحت أي مبرر كان. ورفض الإرهاب بكافة صوره وأشكاله المادية منها والسياسية والفكرية، وبذلك عمل الإصلاح على سلوك طريق النضال السلمي، وترسيخه ليصبح ثقافة مجتمعية تترسخ في المجتمع اليمني المسلح.
وإزاء كلما تعرض له الإصلاح من عسف السلطة وقمعها وعنفها، فإن أعضائه وأنصاره واجهوا ذلك برفع وتيرة النضال السلمي والدفاع عن المظلومين والقيام بدورهم الريادي المأمول في توعية المجتمع، وتبني المطالب السياسية والاجتماعية العادلة للجماهير العريضة في العدالة والتنمية والمشاركة السياسية.
لقد أصبح ’’النضال السلمي’’ استراتيجية لدى التجمع اليمني للإصلاح تتكامل مع الشراكة السياسية، كما أصبح تربية وثقافة لدى أعضائه وكوادره، وأسلوباً في المطالبة بالحقوق والحريات، وفي كل الفعاليات النضالية والوطنية، أغنت الجماهير عن الشعارات العصبوية التي تبنى على التفرقة أو العنف، متوجاً ذلك بالثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي خرج أبناء اليمن وفي مقدمتهم شباب الإصلاح وكوادره للتغيير بصدور عارية ترفع شعار السلم في مواجهة قمع النظام السابق وجرائمه، وتواصل الثورة السلمية رغم أعداد الشهداء والمصابين والمعتقلين.
ريادة وقوة فاعلة بطابع سلمي
يؤكد الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو اصبع أن انطلاق التجمع اليمني للإصلاح بعد الوحدة في سبتمبر 90 مثل دفعة قوية وفاعلة للتعددية السياسية والحزبية، لأن الإصلاح مثل القاعدة الكبيرة للحركة الإسلامية في اليمن، في وقت كانت تسود ثقافات ضد التعددية والحزبية، ويضيف ’’ومع مجيئ الإصلاح الذي يمثل الشريحة الأرقى والأكثر ثقافة ووعي وعدداً، فقد كان ذلك اكتساحاً للأفكار المتخلفة والتقليدية القديمة التي ضد التعددية والحزبية’’ والتي قال أنها تمثل أهم أوجه العمل السياسي السلمي.
ويواصل حديثه بالقول ’’بعد حرب 94 قفز الإصلاح إلى الأمام فيما يتعلق بمقاومة كافة أكال الانتهاكات، وشكل قفزة بالمعارضة لنظام صالح ولكل أساليب إدارة البلاد بالعنف وبالحروب، القبلية والمناطقية، وكان مجيء الإصلاح إلى المعارضة قوة أساسية شعبية وجماهيرية دفعت بالمعارضة إلى الأمام حتى الوصول إلى اللقاء المشترك’’.
وأوضح ابو اصبع أن الإصلاح شكل مع بقية أحزاب اللقاء المشترك المعارضة السياسية السلمية التي قادت الشعب اليمني في كافة معاركة السياسية بما في ذلك انتخابات 2006 وترشيح المرحوم فيصل بن شملان، وهذا كله مهد للثورة الشبابية الشعبية السلمية انطلاقاً من ساحة التغيير في صنعاء وساحة الحرية في تعز في 11فبراير 2011، ويستطرد ’’وكان للإصلاح الريادة والقوة الفاعلة في هذه الثورة والحفاظ على طابعها السلمي، وتحقيق الانتصارات السلمية وتجنيب اليمن الحروب الأهلية وغيرها من الأخطار، من خلال المبادرة الخليجية وحتى الآن يواصل الإصلاح دوراً رائعاً وفريداً نتمنى أن يستمر في تعزيز اللقاء المشترك’’.
ويؤكد القيادي الاشتراكي أن كل نضال المشترك -والإصلاح أحد قادته الفاعلين- هو نضال سلمي رافض لكل أشكال العنف، كما يؤكد أن الثورة السلمية كانت أكبر شاهد على ديناميكية الإصلاح ومعه شركائه في طريق النضال السلمي، وهي انها اعتمدت السلمية ورفضت كافة أشكال العنف وعسكرة الثورة.
مسئولية وطنية عالية
ويشيد الدكتور أحمد محمد الأصبحي ’’أحد القيادات المؤسسة لمؤتمر الشعبي العام’’ بدور الإصلاح في مشروع النضال السلمي، فيقول إن ’’الإصلاح انتهج نهجاً سلمياً منذ انطلاقته في العمل السياسي، وعرف ذلك عنه’’ ويسترسل ’’ومؤخراً احسن الأخوة في الإصلاح كيف يتصرفون بروح ومسئولية وطنية عالية، والتسوية السياسية التي حدثت بطريقة سلمية، ما كانت لتكون لولا السلمية التي غلبت على الجميع، وفي مقدمتهم الإصلاح، وحبذا لو أخذ بها الأشقاء ، في دول عربية اضحت ملتهبة ودامية نتألم على ما يجري فيها لأن الأنانية والولاءات الضيقة غلبت عليهم قبل أن يتغلب الجانب السلمي في العقليات التي تنتمي إلى مفهوم الحزب الذي ينبغي أن يكون أوسع’’.
ويضيف ’’وهنا تكمن عظمة الإصلاح وبقية القوى السياسية في سلوك النهج السلمي في مجتمعنا المسلح، وكثيرون كانت أيديهم على قلوبهم أن تنفجر الأوضاع، لكن الحكمة اليمانية كانت أقوى في أن تتغلب على جانب السلاح والعنف، لأن سلاح العقل والضمير كان أقوى’’.
ويحيي الأصبحي نمو العمل السياسي التعددي والذي قال أنه أخذ يتسم في اليمن -قياساً بما حولنا من الأنظمة الأخرى- بالسلمية الرائعة التي ضربت المثل في أن يقتدى باليمن، وأن التغيير السلمي كان حتماً وراءه وعي لكل من آمن بالتعددية السياسية في اليمن.
تأسيس لمرحلة جديدة من النضال
ويوضح رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الحق عبدالواحد الشرفي أن التجمع اليمني للإصلاح بدأ مشواره السياسي منذ عقود، واختط المشروع السياسي السلمي المعروف عبر رواده المعروفين، وهم رواد حركة النهضة الإسلامية المعاصرة.
ويؤكد الشرفي أن الإصلاح كان من أكثر الحركات الإسلامية ميلاً للاعتدال والتسامح والقبول بالآخر، ويدلل على ذلك بدخوله في تحالفات سياسية من مختلف التيارات، غير أنه قال أن تجربة اللقاء المشترك الذي هو على رأسه هي تجربة فريدة أثبت أن الإصلاح هو الأكثر قبولاً بالآخر ويتعايش معه، وأنه أسس لمرحلة جديدة يجب على كل الإسلاميين تمثل هذه التجربة.
ويرى القيادي في حزب الحق أن الشعارات التي اطلقها الإصلاح في مختلف المراحل والتي تعلي من شأن ’’النضال السلمي’’ جاءت من قناعات راسخة لدى قياداته التي ترى أن الطريق السلمي هو طريق سليم وبناء، ويؤسس للدولة المدنية القائمة على الإسلام التي يحلم الإصلاح بمشروعها.
الإصلاح والمشترك.. ريادة في النهج السلمي
ويتفق الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري محمد مسعد الرداعي مع ما ذهب إليه أبو اصبع والشرفي، حيث رأى تجربة الإصلاح تجربة رائدة، حيث أنه اختط النهج السلمي منذ انطلاقته، وكان في إطار الأحزاب التي تناضل في إطار العمل السياسي السلمي لبناء الدولة المدنية.
وتابع ’’وكذلك تجربة المشترك -التي كان الإصلاح على رأسها- فقد كانت رائدة ومتميزة، تمكن من خلالها أن يحقق في فترة ما قبل الثورة انجازات كبيرة بفضل هذا النهج’’.
لكن الرداعي عاد وأكد أن على الإصلاح والمشترك مراجعة الأداء خلال هذه المرحلة وترتيب أوراقه لمواصلة مشروع النضال السلمي، معرباً عن أمله في أن يستمر الإصلاح وشركاؤه في اللقاء المشترك بشكل عام في ذا المشروع الحضاري وتطوير أدواته وآلياته بما يلبي المرحلة.
نموذج غير عادي في النضال السلمي
من جهته يلفت رئيس اتحاد الرشاد السلفي الشيخ محمد موسى العامري إلى أن تجربة الإصلاح عبر مسيرته تعتبر تجربة لجميع اليمنيين بكل مضامينها وبكل منعطفاتها، وأنها تجربة غنية في التعامل مع القبيلة ومع القوى السياسية، وفي السلطة والمعارضة، داعياً كل القوى السياسية إلى الاستفادة من هذه التجربة لا أن تقتصر على الإصلاح.
ويثمن العامري مشروع النضال السلمي الذي رفعه الإصلاح حيث يقول ’’ اعتقد أن الإصلاح اعطى نموذجاً غير عادياً في النضال السلمي من خلال مواقفه وصبره، وقدرته على الحيلولة دون اللجوء إلى العنف والأعمال المسلحة، وأخيراً من خلال الثورة السلمية التي شهدتها اليمن في عام 2011’’ وأردف: ’’وهذا أمر يشكرون عليه’’.
ويستدرك العامري بالقول ’’أي جهد بشري أو تنظيم سياسي لا بد أن يواجه عقبات وأن يحدث له تعثرات، أو سلبيات، لكن العبرة بما غلب، والغالب هو الأجود، وبالتأكيد أن لدى قيادة الإصلاح حزمة من الإيجابيات، كما أن لديها بعض السلبيات، وهي فرصة للوقوف على المكامن الحقيقية لجوانب القوة أو جوانب الضعف، وتجاوز هذه المرحلة’’.
ويدعو القوى السياسية إلى تقييم مسيرة الإصلاح والنظر في الجوانب الإيجابية للعمل على تعزيزها وتنميتها، وفي الجوانب السلبية للعمل على تلاشيها.
ضد الفكر الشمولي
أما عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية الدكتور عبدالباري دغيش فقد هنأ الإصلاح بمناسبة ذكرى التأسيس، وقال ’’ لقد كان تأسيس الإصلاح إضافة نوعية للحياة السياسية وأثبت خلال عمره نضاله السياسي السلمي، وأنه حزب متأصل وجذوره قوية في المجتمع اليمني، ويشكل رقم صعب معادلة الطيف السياسي’’.
ونوه دغيش إلى أن الإصلاح استند أساساً إلى النضال السلمي في وجوده وما زال متمسك بإرادة النضال السلمي، ولم يحد أبداً عن هذا الخط، وتابع قائلاً ’’وهذا أمر طبيعي كون أي حزب يقتنع بالعمل السياسي أن يؤمن بالنهج السلمي وبالديمقراطية كوسيلة للوصول إلى السلطة، هي أحد معايير النضال السلمي، وهذا ما لمسه الناس في الإصلاح’’.
وأشار إلى أن انخراط الإصلاح في العمل السياسي منذ وقت مبكر اعطاه قدرة على التعاطي مع مشروع النضال السلمي، والعمل ضد الفكر الشمولي، والبعد عن الصراعات المكلفة.
وأضاف ’’كما اثبتت التجربة أن الإصلاح وأعضائه سواء في البرلمان أو في مجلس الشورى أو حتى في مؤتمر الحوار هم أشخاص متميزين وعقولهم منفتحة لمناقشة كل القضايا، وقادرين على خوض النقاش وطرح رؤاهم وأفكارهم ببراهين، والتراجع بما يكفي حين يستدعي الموقف التراجع’’.
ودعا دغيش قيادة الإصلاح وأعضائه أن يواصلوا السير نحو تعزيز القواسم المشتركة مع حلفائهم من القوى السياسية الأخرى باتجاه تكوين تحالف عريض لتلبية احتياجات المرحلة القادمة، مؤكداً أن الإصلاح كان رقماً صعباً في المعادلة الثورية، وكذلك دوره في اللقاء المشترك وتجميع القوى السياسية في إطار المجلس الوطني لقوى الثورة’’.
وتمنى على الإصلاح الالتفات لسلبيات المرحلة الماضية والاتجاه نحو تعزيز التحالف لتنفيذ بنود مبادرة مجلس التعاون الخليجي والآلية التنفيذية المزمنة بما يضمن خروج الوطن من المأزق الراهن، وختم قائلاً ’’وهم بالتأكيد لن يألوا جهداً ولن يقصروا في ذلك’’.
*الإصلاح نت