بقلم:محمد عبدالوهاب الشيباني
السبت 09 مارس - آذار 2013 12:11 م
يذهب بعض الباحثين الى اعتبار الكتابات الباكرة عن الإسلام السياسي اخذت طابعاً ثقافياً في كثير من توقفاتها، الكتاب اليساريون والليبراليون هم اول من تصدى بالتحليل والنقد لظاهرة الإسلام السياسي وتجلياتها العنفية منذ تشكلاتها الاولى مع بزوغ فجر جماعة الاخوان المسلمين أواخر عشرينيات القرن العشرين(1928) وتشكيل جهازها السري(النظام الخاص) في اوائل اربعينيات ذات القرن(1940) ،وصولاً الى عقد التسعينات وما بعدها.
عقد التسعينيات وما تلاه اتاح للدارسات المنشغلة بهذه الظاهرة حقول معاينة متعددة وثرية، في بلدان مثل مصر والجزائر ولاحقاً اليمن قبل ان تتحول الى قيمة مستشرية في كل البلدان العربية ومحيطها بعودة المقاتلين من افغانستان والشيشان والبوسنة وتالياً من العراق.
ما كان مكتوباً عن هذه الظاهرة من منظورات ثقافية غدا اليوم اشتغالاً سياسياً واضحاً، ليس بواسطة محسوبين على تيارات متصدي الامس من كتاب اليسار ، بل من كتاب وناشطين قريبين من الحركة او انشقوا عنها والحالة الأهم للتمثيل هنا مؤلفات القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين (ثروت الخرباوي) ومنها ( قلب الاخوان وسر المعبد) التي سهلت على القارئ معاينات قريبة للسلوك السياسي المتحكم بالجماعة ونشاطها في المجال العام من أجل الوصول الى الحكم.
في مقال حمل عنوان(توطين نقد الإسلام السياسي وتسيسه): بجريدة الحياة الاحد 24 فبراير الماضي رأى الكاتب اللبناني سامر فرنجية : (أن تحول نقد الإسلام السياسي الى موقف سياسي إنجاز من المفيد التوقف عنده ، فللمرة الاولى منذ عقود يتم ابتكار نقد لهذا التيار السياسي نابع من المجتمعات العربية ومن قوى ذات تمثيل شعبي، بعدما كان النقد هامشياً ومحصوراً بأفراد وانظمة استغلته لأسباب مشبوهة).
تيارات الإسلام السياسي العنفية واللاعنفية بفعل الربيع العربي أضحت حاكمة في تونس ومصر ولاعباً رئيسيا داخل انظمة الحكم في بلدان اخرى مثل اليمن والمغرب وليبيا.
في تونس وصلت حركة النهضة الى السلطة وامسكت بالوزارات السيادية التي رأت فيها الهبة الحقيقية لصندوق الاقتراع الذي احتكم اليه التوانسة في اكتوبر 2011،تاركة لشركائها السياسيين الوزارات غير ذات الثقل في صناعة القرار والتأثير فيه.
بعد عام وقليل من حكمها المضطرب قبلت حركة النهضة التخلي عن الوزارات السيادية ،لصالح شخصيات سياسية مستقلة، علها في ذلك تتجنب الارتدادات الزلزالية المترتبة على اغتيال السياسي اليساري التونسي شكري بلعيد في 6 فبراير الماضي علي ايدي متشددين دينيين امام منزله بالمنزه السادس بولاية أريانة.
(يتبع)
*الجمهورية
السبت 09 مارس - آذار 2013 12:11 م
يذهب بعض الباحثين الى اعتبار الكتابات الباكرة عن الإسلام السياسي اخذت طابعاً ثقافياً في كثير من توقفاتها، الكتاب اليساريون والليبراليون هم اول من تصدى بالتحليل والنقد لظاهرة الإسلام السياسي وتجلياتها العنفية منذ تشكلاتها الاولى مع بزوغ فجر جماعة الاخوان المسلمين أواخر عشرينيات القرن العشرين(1928) وتشكيل جهازها السري(النظام الخاص) في اوائل اربعينيات ذات القرن(1940) ،وصولاً الى عقد التسعينات وما بعدها.
عقد التسعينيات وما تلاه اتاح للدارسات المنشغلة بهذه الظاهرة حقول معاينة متعددة وثرية، في بلدان مثل مصر والجزائر ولاحقاً اليمن قبل ان تتحول الى قيمة مستشرية في كل البلدان العربية ومحيطها بعودة المقاتلين من افغانستان والشيشان والبوسنة وتالياً من العراق.
ما كان مكتوباً عن هذه الظاهرة من منظورات ثقافية غدا اليوم اشتغالاً سياسياً واضحاً، ليس بواسطة محسوبين على تيارات متصدي الامس من كتاب اليسار ، بل من كتاب وناشطين قريبين من الحركة او انشقوا عنها والحالة الأهم للتمثيل هنا مؤلفات القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين (ثروت الخرباوي) ومنها ( قلب الاخوان وسر المعبد) التي سهلت على القارئ معاينات قريبة للسلوك السياسي المتحكم بالجماعة ونشاطها في المجال العام من أجل الوصول الى الحكم.
في مقال حمل عنوان(توطين نقد الإسلام السياسي وتسيسه): بجريدة الحياة الاحد 24 فبراير الماضي رأى الكاتب اللبناني سامر فرنجية : (أن تحول نقد الإسلام السياسي الى موقف سياسي إنجاز من المفيد التوقف عنده ، فللمرة الاولى منذ عقود يتم ابتكار نقد لهذا التيار السياسي نابع من المجتمعات العربية ومن قوى ذات تمثيل شعبي، بعدما كان النقد هامشياً ومحصوراً بأفراد وانظمة استغلته لأسباب مشبوهة).
تيارات الإسلام السياسي العنفية واللاعنفية بفعل الربيع العربي أضحت حاكمة في تونس ومصر ولاعباً رئيسيا داخل انظمة الحكم في بلدان اخرى مثل اليمن والمغرب وليبيا.
في تونس وصلت حركة النهضة الى السلطة وامسكت بالوزارات السيادية التي رأت فيها الهبة الحقيقية لصندوق الاقتراع الذي احتكم اليه التوانسة في اكتوبر 2011،تاركة لشركائها السياسيين الوزارات غير ذات الثقل في صناعة القرار والتأثير فيه.
بعد عام وقليل من حكمها المضطرب قبلت حركة النهضة التخلي عن الوزارات السيادية ،لصالح شخصيات سياسية مستقلة، علها في ذلك تتجنب الارتدادات الزلزالية المترتبة على اغتيال السياسي اليساري التونسي شكري بلعيد في 6 فبراير الماضي علي ايدي متشددين دينيين امام منزله بالمنزه السادس بولاية أريانة.
(يتبع)
*الجمهورية