محمود معوض
هذه ليست شهادة صحفي أو كاتب أو إعلامي أو سياسي عادي، إنما هي شهادة رجل انشق عن جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الذي كان الدكتور محمد مرسي أحد قياداتها البارزين.. اختلف مع مرسي وهو في الجماعة لكن كان له رأي آخر في مرسي وهو يجلس على الكرسي. وهذا يعني بالقطع أن مرسي الإخواني شيء.. ومرسي الرئيس شيء آخر.. تلك هي قيمة الشهادة التي أدلى بها أبو العلا ماضي مؤسس حزب الوسط الذي هو بالفعل اسم على مسمى ويمكن أن تتعرف على مبادئ وبرنامج الحزب من خلال رصد سلوكيات قياداته ومن بينهما عصام سلطان والدكتور محمد محسوب التي تبين أنها طبق الأصل لبرنامج الحزب المتميز بالمرجعية الإسلامية الوسطية النقية التي لا تعرف اليمين ولا اليسار ولا الخلف قبلتها الوحيدة الاتجاه إلى الأمام..

قال أبو العلا ماضي المهندس الحقوقي الصعيدي الأصيل إن مرسي يتحلى بالصبر لكنه ليس ضعيفًا، وقال إنه تبين بعد الأحداث التي عشناها أنه لم يكن يصلح لمصر رئيس غير الرئيس مرسي، وأن أي مرشح آخر كان سيسقط. وأضاف أن محاولات الوقيعة بين الجيش والرئيس مرسي فشلت فشلًا ذريعًا والآن فإن علاقة مرسي بالجيش ممتازة. السؤال الاستنكاري الذي لا جواب له إلا لا.. هل كان يتحتم على الرئيس مرسي أن يكون دكتاتورًا كي نقول عنه إنه رئيس قوي وليس رئيسًا ضعيفًا؟ وبعد أن تبين بما لا يدع مجالًا للشك بأن الفساد أقوى من الدولة، فأنا أرى من حق الناس أن تقول في الرئيس ما تشاء.. قولوا إنه رئيس منزوع الدسم، وإنه رئيس يفضل سلطة القدوة على سلطة القوة لتوسيع قاعدة المسئولية.. قولوا إن الرئيس أعطانا جميعًا دروسًا في ضبط النفس لإنقاذ الدولة من الضياع والانهيار الأكيد.. لكن لا يحق لكم أن تقولوا إنه رئيس ضعيف.. أنا لا أدافع عن رئيس ليس في حاجة إلى مثلي للدفاع عنه.. فقط نحن نبحث عن الحقيقة من مصادرها الطبيعية المحايدة والصادقة كي يعرفها الناس في زمن أصبح فيه الكذب مصدرًا من مصادر معرفة الحقيقة.
*المصريون