بقلم/ مهدي الهجر
سنة الله في الذين ظلموا أن لا يمكن لهم مرة أخرى ، بل الزوال وعبر الاستئصال من الجذور مع الحرث والنسل ، فلا تحس منهم أحدا ، أو ترى لهم من باقية .
فإن بدت منهم أثناء الاقتلاع للعودة مفاعلة فلأمر يعلمه الله لا تلبث الأيام إلا يسيرا ثم تبين عنه .
القارئ للظاهرة السياسية بالأدوات العلمية المتاحة للتحليل السياسي يصل الى نقطة يقف عندها جبرا فلا يتجاوزها ومحلها التنبؤ الذي يبني على الاحتمال فلا يقطع على اليقين .
ورغم ان مدخلات عملية التحليل دقيقة لمتغيرات واقعية يجزم على ضوئها الباحث والمتابع وصاحب الوعي البسيط من الناس بالذي ستكونه المخرجات واتجاهاتها في العملي والقيم إلا ان النتائج تأتي في كثير من الأحيان مختلفة وجذريا وتنقلب تماما على كل قواعد وأدوات ومتغيرات التحليل السياسي العلمي .
لا يصح القول هنا بأنها شاذة من قبيل النادر الذي لا حكم له بل هي السنن التي تحضر فاعلة بعد أن تكتمل مقدماتها ، وهنا تحضر الحاجة لهذا القارئ السياسي الذي يجمع بين علم السياسة وفقه السنن ، وما عداه فقراءة كاريكاتورية لا تزن قصاصة في مهب عاصفة.
ولتوضيح الأمر يلزم المرور على حالتين :
الأولى : عند فرعون الذي تأله واستعلى بتدبير سياسته وساسته على الناس فاستحياهم وجعلهم شيعا وأضعفهم في كل سبيل ، واستمسك بكل سبب وما حسبه كل شيء ، حتى أفزعته ذات ليلة رؤيا كان تعبيرها ان زوال ملكه على يدي مولود ذكر من بني اسرائيل لم يصل بعد ، فكان قراره السياسي الحازم والقوي والغاية في الدهاء والمكر والجودة من حيث التقدير السياسي الصرف ومؤداه قتل كل وليد ذكر في الفترة محل التهديد وعلى طول وعرض أرضه .
كان مكر لم يصله بشر ، وأداء سياسي غاية في الروعة والإتقان من حيث هو سياسي وهي قراءة فطنة لمشكلة محدقة وقرار حازم .
غير ان سنة الله سبحانه أتت عليه بصورة عجيبة جدا وممتلئة بالسخرية والتحقير والطرافة ، فهذا موسى تحمله الأمواج الى قصر فرعون ،ويجعله الله سبحانه قرة عين أهله ، فينشأ في قصره وعلى فرعون الرعاية والنفقة على أمه ، ثم يزداد موسى فيتعلم أسرار القيادة والملك ، ويطلع اكثر على حال فرعون وحال بني اسرائيل من شرفته تلك ...إلى أن كانت تلك النهاية على ذلك الحال .
الحالة الثانية : عند علي عبدالله صالح ، هذا الذي ظن أنها إليه مجتمعة وبإحكام ، وقد سار بها اليه من كل باب وعلى كل الاحتمالات ، فهو على المؤسستين العسكرية والأمنية قد استولى وأحكم الزمام ، وأتى بالقبيلة إليه صاغرة تتبعه ، ثم سيطرته على الثروة بقرنيها في البر والبحر ، فمؤسسات المال الاخرى ، فالإعلام ، فالمؤتمر الشعبي العام القبيلة الأوسع والمركب الحصان ،فعائلته وبنيه ، ثم التخادن الإقليمي والدولي على لعبتي القاعدة والصراع الإقليمي ..حتى آيس الناس من التغير ، فإن زعم متفائل يومها بثمة بصيص فذلك بعد ستة عقود على الأقل وبحيز نسبي يُطل التغيير فيه من نافذة ..
فإذا بأمر الله يأتي عليه بالذي استمسك به هو وظنه الجبل الذي يمنعه ويعصمه ، مرورا على آفات قوارض صنعها على عينيه أعدها لما حسبه اسوء التقديرات يُحركها ويُداول اليوم بينها يستهدف بها خاصرة اليمن ومفاصلها ، فإذا بها وعلى يديه تنكسر وتتحول أسبابا لحفظ وحدة اليمن وأمنها ، وهماً دوليا واقليمياً حسن النية هذه المرة وهي حالة نادرة في تاريخ اليمن والمنطقة .
تلك هي سياسة فرعون وصالح وهي دقيقة ومحكمة من حيث هي سياسة صرفة وتقدير وأدوات .
وهذه في المقابل سنة الله بعد ان يكون البشر استكملوا أسبابها ، فأيهما أولى بالنظر وادعى للتأمل ؟
وأي الفريقين أحق بالأمن والسكينة ؟
*مأرب برس
سنة الله في الذين ظلموا أن لا يمكن لهم مرة أخرى ، بل الزوال وعبر الاستئصال من الجذور مع الحرث والنسل ، فلا تحس منهم أحدا ، أو ترى لهم من باقية .
فإن بدت منهم أثناء الاقتلاع للعودة مفاعلة فلأمر يعلمه الله لا تلبث الأيام إلا يسيرا ثم تبين عنه .
القارئ للظاهرة السياسية بالأدوات العلمية المتاحة للتحليل السياسي يصل الى نقطة يقف عندها جبرا فلا يتجاوزها ومحلها التنبؤ الذي يبني على الاحتمال فلا يقطع على اليقين .
ورغم ان مدخلات عملية التحليل دقيقة لمتغيرات واقعية يجزم على ضوئها الباحث والمتابع وصاحب الوعي البسيط من الناس بالذي ستكونه المخرجات واتجاهاتها في العملي والقيم إلا ان النتائج تأتي في كثير من الأحيان مختلفة وجذريا وتنقلب تماما على كل قواعد وأدوات ومتغيرات التحليل السياسي العلمي .
لا يصح القول هنا بأنها شاذة من قبيل النادر الذي لا حكم له بل هي السنن التي تحضر فاعلة بعد أن تكتمل مقدماتها ، وهنا تحضر الحاجة لهذا القارئ السياسي الذي يجمع بين علم السياسة وفقه السنن ، وما عداه فقراءة كاريكاتورية لا تزن قصاصة في مهب عاصفة.
ولتوضيح الأمر يلزم المرور على حالتين :
الأولى : عند فرعون الذي تأله واستعلى بتدبير سياسته وساسته على الناس فاستحياهم وجعلهم شيعا وأضعفهم في كل سبيل ، واستمسك بكل سبب وما حسبه كل شيء ، حتى أفزعته ذات ليلة رؤيا كان تعبيرها ان زوال ملكه على يدي مولود ذكر من بني اسرائيل لم يصل بعد ، فكان قراره السياسي الحازم والقوي والغاية في الدهاء والمكر والجودة من حيث التقدير السياسي الصرف ومؤداه قتل كل وليد ذكر في الفترة محل التهديد وعلى طول وعرض أرضه .
كان مكر لم يصله بشر ، وأداء سياسي غاية في الروعة والإتقان من حيث هو سياسي وهي قراءة فطنة لمشكلة محدقة وقرار حازم .
غير ان سنة الله سبحانه أتت عليه بصورة عجيبة جدا وممتلئة بالسخرية والتحقير والطرافة ، فهذا موسى تحمله الأمواج الى قصر فرعون ،ويجعله الله سبحانه قرة عين أهله ، فينشأ في قصره وعلى فرعون الرعاية والنفقة على أمه ، ثم يزداد موسى فيتعلم أسرار القيادة والملك ، ويطلع اكثر على حال فرعون وحال بني اسرائيل من شرفته تلك ...إلى أن كانت تلك النهاية على ذلك الحال .
الحالة الثانية : عند علي عبدالله صالح ، هذا الذي ظن أنها إليه مجتمعة وبإحكام ، وقد سار بها اليه من كل باب وعلى كل الاحتمالات ، فهو على المؤسستين العسكرية والأمنية قد استولى وأحكم الزمام ، وأتى بالقبيلة إليه صاغرة تتبعه ، ثم سيطرته على الثروة بقرنيها في البر والبحر ، فمؤسسات المال الاخرى ، فالإعلام ، فالمؤتمر الشعبي العام القبيلة الأوسع والمركب الحصان ،فعائلته وبنيه ، ثم التخادن الإقليمي والدولي على لعبتي القاعدة والصراع الإقليمي ..حتى آيس الناس من التغير ، فإن زعم متفائل يومها بثمة بصيص فذلك بعد ستة عقود على الأقل وبحيز نسبي يُطل التغيير فيه من نافذة ..
فإذا بأمر الله يأتي عليه بالذي استمسك به هو وظنه الجبل الذي يمنعه ويعصمه ، مرورا على آفات قوارض صنعها على عينيه أعدها لما حسبه اسوء التقديرات يُحركها ويُداول اليوم بينها يستهدف بها خاصرة اليمن ومفاصلها ، فإذا بها وعلى يديه تنكسر وتتحول أسبابا لحفظ وحدة اليمن وأمنها ، وهماً دوليا واقليمياً حسن النية هذه المرة وهي حالة نادرة في تاريخ اليمن والمنطقة .
تلك هي سياسة فرعون وصالح وهي دقيقة ومحكمة من حيث هي سياسة صرفة وتقدير وأدوات .
وهذه في المقابل سنة الله بعد ان يكون البشر استكملوا أسبابها ، فأيهما أولى بالنظر وادعى للتأمل ؟
وأي الفريقين أحق بالأمن والسكينة ؟
*مأرب برس