مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
زعماء.. لكن عملاء
محمدمعوض
في الوقت الذي يقود فيه البرادعي الانقلاب على الشرعية في مصر تطالعنا جريدة الشرق الأوسط التى تصدر من لندن وبتمويل سعودي بمانشيت استفزازي للشعب المصري يقول: محمد البرادعي هو سعد زغلول ثورة 25 يناير.

تخيلوا.. البرادعي الذي لم يعد يشعر بأدنى حرج عند اتهامه بأنه عميل أمريكي أو إسرائيلي أو حتى بوذي يتم استنساخه بالزعيم سعد زغلول بطل الاستقلال الوطني الذي قاد أول ثورة وطنية في العالم بعد الحرب العالمية الأولى.. سعد زغلول الفلاح ابن الفلاح الذي نجد من بين أخواته اسم ’’سِتُهم’’ و’’فرحانة’’ يتم تشبيه بالبرادعي الليبرالي العصري الذي لم يجد أي حرج أيضًا عندما وقف على خشبة المسرح في برلين ليقوم وعلى الهواء مباشرة بـ ’’تقبيل’’ وجنة صديقته النجمة السينمائية الأمريكية إنجلينا جولي.. البرادعي الذى كان بالأمس عدوًا لدودًا لـ آل سعود وآل نهيان تحت زعم أنه كان السبب في إزاحة مبارك أصبح اليوم صديقًا لدودًا يجرى الرهان عليه وهو كامل الأوصاف ومرضى عنه من العم سام لمنحه الشرعية الثورية الزائفة في مواجهة الشرعية الشعبية الحقيقية للرئيس مرسي.. واسألوا هانز بليكس كبير المفتشين الدوليين على السلاح العراقي النووي الذي استقال من وكالة الطاقة الذرية.. لكن البرادعي قرر البقاء وكافأه الأمريكان بجائزة نوبل للسلام لأنه ساعد على تدمير العراق وتسهيل عملية احتلاله... ماذا جرى للصحافة العربية المعادية للثورات العربية؟.. هل يمكن أن تصل الأمور إلى درجة تسمية العملاء بأنهم زعماء؟ تخيلوا جريدة الشرق الأوسط تقول إن البرادعي استوحى فكرة سعد زغلول في الحصول على توقيعات الشعب!.. لكن الحقيقة تكشفت هذه المرة على لسان المرشد العام للإخوان المسلمين الذي قال إن الإخوان هم الذين قاموا بتنظيم حملة التوقيعات باسم البرادعي الذي انخدع فيه الرأي العام ليكون المرشح الرئاسي ضد مبارك أو نجله.. فقد جمعوا له 850 ألف توقيع ثم عاد البرادعي ليضع يده في يد الفلول.. بل ويؤكد رغبته في عودة العسكر بديلًا للإخوان حينما لبى دعوة وزير الدفاع كما البرق في حين أنه قفل باب الحوار مع الرئيس بالضبة والمفتاح.. مأساة البرادعي لم تبدأ بخداع الآخرين بل عندما خدع نفسه وها هو اليوم يكتب بيده شهادة وفاته السياسية.. ولا نملك إلا أن نقول له: وداعًا.. ولا عزاء للقديس الزاهد..
*المصريون
أضافة تعليق