حساحسن البدري
ان ما تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية من هيمنة وسيطرة على دول أخرى بتوجيه قراراتها السِّياسيّة والاقتصاديّة باتّجاه مصالحها واستخدام وسائل الضَّغط عليها من خلال ارتباط مصالح قيادات هذه الدول بها أو تهديدها العسكريّ لهم أو غيرها من وسائل وعناوين يؤطر بها عنوان أساسي هو
’’الاحتلال’’ الذي يرفضه وينبذه كل من يحمل الأخلاق والأعراف والقيم لأن نتيجته فساد وقبح وفقدان لكرامة الإنسان وهيبته وهدر لثروات الشعب وفوضى في حياته..
ومهما كتبنا فان الحديث عن ما يفرزه الاحتلال من مفاسد يفوق بكثير ما يمكن ان نذكره من سوء وقتل وتدمير وتشريد وتخريب على مختلف الأصعدة، لكن ما اسطره من كلمات ليس من باب الاكتشاف الجديد الذي لا يعرفه احد، ولا أظن ان جملة من مخلفات الاحتلال بعيدة عن أعين المجتمع، وإنما كلامي هذا لمن غرر به سواء منذ دخول الاحتلال الى بلدنا العراق العزيز حين عبر عنه بأنه تحرير أو اليوم حين يبرر احتلال بلده بعناوين أخرى كشركات أمنية او مدربين أو مقاولين وما شابه ذلك.
وهذه الأخلاقيات التي اتصف بها البعض لم تأتي من فراغ فلها أسبابها وأهمها مفهوم الهيمنة هذا المفهوم الواسع الذي يرتكز على عنصر معناه التسلط والإكراه فصار من نلاحظه يبرر سياسات وتصرفات الاحتلال خاضعا لهيمنة المتسلط ثقافيا سواء من خلال الغزو الإعلامي عبر الفضائيات ووسائل الاتصالات المعاصرة كالإنترنت ووكالات الأنباء الصهيونية والكتب والمجلات وغيرها من عوامل خارجية إضافة إلى الضعف في البنية التعليمية في بلادنا لأنها الأساس الذي تتكون فيه الكوادر العلمية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية..
ونتيجة لذلك خفيت على البعض جوانب كثيرة تمثل حقائق واضحة لفساد الاحتلال ومخلفاته القبيحة وعلى عدة مستويات ومنها المستوى الديني حين ركز على إثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب العراقي وتقسيم البلاد والعباد الى طوائف بحسب الانتماء الديني وصار الانتماء المذهبي هو السلعة الرائجة في الشارع العراقي وأداة لتمزيق لحمة الشعب وحرق البلد بدوامة الطائفية، حتى وصل الحال بالعراقيين الى اختيار ممثليهم في مجلس النواب على هذا الأساس بالرغم من اعترافهم بعدم أهليتهم وأن همهم الوحيد مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية ولكن مع ذلك فان عصا الطائفية قادت المواطن العراقي الى الوقوع في ذلك الفخ، ومما افرزه الاحتلال على المستوى الديني أيضا هو ظهور رجال دين تبرر وتمهد لعمل الاحتلال وتسانده على تمرير مشاريعه الخطيرة.
ومن مخلفات الاحتلال على المستوى السياسي الفوضى السياسية جراء سن كثير من القوانين إما لأنها ليست لصالح العراق أو لا يمكن تطبيقها جراء الصراعات بين القوى السياسية وكل ذلك بتدخله بصورة أو بأخرى، إضافة إلى آلية العمل السياسي المتبعة ومنها في البرلمان فلا يمكن سن القوانين التي تفيد الشعب لارتباطها بتشريع قوانين أخرى تريدها بعض الكتل السياسية فلا تمرير لقانون إلا بعد الاتفاق على تمرير آخر يقع في صالح هذه الكتلة او تلك، وبسبب المحاصصة الحزبية في قيادة الدولة لا يمكن لرئيس الوزراء معاقبة وزير ينتمي لقائمة أخرى لأنها بالتالي لا تسمح بتمرير مشاريع معينة تحت قبة البرلمان، وحتى ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية فهي بعيدة التحقق ولو تحققت لما أمكن الاتفاق على أي قانون بسبب الصراعات الحزبية، ولو أراد السياسيون تحقيق العمل السياسي الناجح لكانت هناك كتل سياسية معارضة ومراقبة لعمل الحكومة داخل قبة البرلمان..
وكل ما حدث ويحدث كان بسبب القوانين الانتخابية وغيرها التي صيغت بصياغة أمريكية لتعمل على إبقاء الوضع السياسي مربكا في العراق.
اما من ناحية المستوى الأمني فحدث ولا حرج فمن المفخخات التي أضافت أنهارا من دماء العراقيين وامتزجت بأجسادهم المقطعة إلى كواتم الصوت التي أرّقت العيون بهدوء صوتها وضجيج فعلها وما خلفته من أرامل وثكالى وأيتام وما حصل من قتل وتعذيب وسجن وانتهاك أعراض ولا ادري كل هذا حصل بوجود الاحتلال أم بغيابه؟؟!! ومع ذلك نلاحظ من يحاول تبرير بقائهم بأن الوضع الأمني لا يساعد على خروجهم نهائيا من العراق فلا بد من بقاء مدربين او شركات أمنية وكأننا عشنا ونعيش بسلام وأمان مع وجودهم!!
ولم يكن المستوى الاقتصادي بمعزل عن فساد الاحتلال ويكفيك ابسط دليل على ذلك حالات الفقر والعوز وانعدام أدنى متطلبات الحياة الطبيعية وهذا ما أشارت إليه التقارير المختصة لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، في حين يطلق على ميزانية العراق ’’الانفجارية’’ لكنها خلفت بانفجارها على العراقيين الفقر والعوز وشغف الحياة وعنائها.
وما كتب هنا لا يمثل إلا جزءً يسيرا من الواقع الأليم الذي يعيشه العراق نتيجة الاحتلال فلو تكلمنا عن مستويات أخرى كالجانب الصحي والعلمي والاجتماعي والثقافي وجوانب أخرى لطال بنا المقام طويلا فهل بعد كل الجرائم التي شرعها الاحتلال في بلدنا العزيز يوجد من يسعى بكل سذاجة لتبرير بقائه بشتى الطرق والأساليب؟؟!! وهل يوجد عاقل نبيه منصف يعتقد ان بقاء الاحتلال سواء كان على شكل مدربين او شركات أمنية أو غير ذلك لا يشكل استمرار لانتهاك سيادة العراق؟؟!!
*التجديد العربي
ان ما تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية من هيمنة وسيطرة على دول أخرى بتوجيه قراراتها السِّياسيّة والاقتصاديّة باتّجاه مصالحها واستخدام وسائل الضَّغط عليها من خلال ارتباط مصالح قيادات هذه الدول بها أو تهديدها العسكريّ لهم أو غيرها من وسائل وعناوين يؤطر بها عنوان أساسي هو
’’الاحتلال’’ الذي يرفضه وينبذه كل من يحمل الأخلاق والأعراف والقيم لأن نتيجته فساد وقبح وفقدان لكرامة الإنسان وهيبته وهدر لثروات الشعب وفوضى في حياته..
ومهما كتبنا فان الحديث عن ما يفرزه الاحتلال من مفاسد يفوق بكثير ما يمكن ان نذكره من سوء وقتل وتدمير وتشريد وتخريب على مختلف الأصعدة، لكن ما اسطره من كلمات ليس من باب الاكتشاف الجديد الذي لا يعرفه احد، ولا أظن ان جملة من مخلفات الاحتلال بعيدة عن أعين المجتمع، وإنما كلامي هذا لمن غرر به سواء منذ دخول الاحتلال الى بلدنا العراق العزيز حين عبر عنه بأنه تحرير أو اليوم حين يبرر احتلال بلده بعناوين أخرى كشركات أمنية او مدربين أو مقاولين وما شابه ذلك.
وهذه الأخلاقيات التي اتصف بها البعض لم تأتي من فراغ فلها أسبابها وأهمها مفهوم الهيمنة هذا المفهوم الواسع الذي يرتكز على عنصر معناه التسلط والإكراه فصار من نلاحظه يبرر سياسات وتصرفات الاحتلال خاضعا لهيمنة المتسلط ثقافيا سواء من خلال الغزو الإعلامي عبر الفضائيات ووسائل الاتصالات المعاصرة كالإنترنت ووكالات الأنباء الصهيونية والكتب والمجلات وغيرها من عوامل خارجية إضافة إلى الضعف في البنية التعليمية في بلادنا لأنها الأساس الذي تتكون فيه الكوادر العلمية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية..
ونتيجة لذلك خفيت على البعض جوانب كثيرة تمثل حقائق واضحة لفساد الاحتلال ومخلفاته القبيحة وعلى عدة مستويات ومنها المستوى الديني حين ركز على إثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب العراقي وتقسيم البلاد والعباد الى طوائف بحسب الانتماء الديني وصار الانتماء المذهبي هو السلعة الرائجة في الشارع العراقي وأداة لتمزيق لحمة الشعب وحرق البلد بدوامة الطائفية، حتى وصل الحال بالعراقيين الى اختيار ممثليهم في مجلس النواب على هذا الأساس بالرغم من اعترافهم بعدم أهليتهم وأن همهم الوحيد مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية ولكن مع ذلك فان عصا الطائفية قادت المواطن العراقي الى الوقوع في ذلك الفخ، ومما افرزه الاحتلال على المستوى الديني أيضا هو ظهور رجال دين تبرر وتمهد لعمل الاحتلال وتسانده على تمرير مشاريعه الخطيرة.
ومن مخلفات الاحتلال على المستوى السياسي الفوضى السياسية جراء سن كثير من القوانين إما لأنها ليست لصالح العراق أو لا يمكن تطبيقها جراء الصراعات بين القوى السياسية وكل ذلك بتدخله بصورة أو بأخرى، إضافة إلى آلية العمل السياسي المتبعة ومنها في البرلمان فلا يمكن سن القوانين التي تفيد الشعب لارتباطها بتشريع قوانين أخرى تريدها بعض الكتل السياسية فلا تمرير لقانون إلا بعد الاتفاق على تمرير آخر يقع في صالح هذه الكتلة او تلك، وبسبب المحاصصة الحزبية في قيادة الدولة لا يمكن لرئيس الوزراء معاقبة وزير ينتمي لقائمة أخرى لأنها بالتالي لا تسمح بتمرير مشاريع معينة تحت قبة البرلمان، وحتى ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية فهي بعيدة التحقق ولو تحققت لما أمكن الاتفاق على أي قانون بسبب الصراعات الحزبية، ولو أراد السياسيون تحقيق العمل السياسي الناجح لكانت هناك كتل سياسية معارضة ومراقبة لعمل الحكومة داخل قبة البرلمان..
وكل ما حدث ويحدث كان بسبب القوانين الانتخابية وغيرها التي صيغت بصياغة أمريكية لتعمل على إبقاء الوضع السياسي مربكا في العراق.
اما من ناحية المستوى الأمني فحدث ولا حرج فمن المفخخات التي أضافت أنهارا من دماء العراقيين وامتزجت بأجسادهم المقطعة إلى كواتم الصوت التي أرّقت العيون بهدوء صوتها وضجيج فعلها وما خلفته من أرامل وثكالى وأيتام وما حصل من قتل وتعذيب وسجن وانتهاك أعراض ولا ادري كل هذا حصل بوجود الاحتلال أم بغيابه؟؟!! ومع ذلك نلاحظ من يحاول تبرير بقائهم بأن الوضع الأمني لا يساعد على خروجهم نهائيا من العراق فلا بد من بقاء مدربين او شركات أمنية وكأننا عشنا ونعيش بسلام وأمان مع وجودهم!!
ولم يكن المستوى الاقتصادي بمعزل عن فساد الاحتلال ويكفيك ابسط دليل على ذلك حالات الفقر والعوز وانعدام أدنى متطلبات الحياة الطبيعية وهذا ما أشارت إليه التقارير المختصة لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، في حين يطلق على ميزانية العراق ’’الانفجارية’’ لكنها خلفت بانفجارها على العراقيين الفقر والعوز وشغف الحياة وعنائها.
وما كتب هنا لا يمثل إلا جزءً يسيرا من الواقع الأليم الذي يعيشه العراق نتيجة الاحتلال فلو تكلمنا عن مستويات أخرى كالجانب الصحي والعلمي والاجتماعي والثقافي وجوانب أخرى لطال بنا المقام طويلا فهل بعد كل الجرائم التي شرعها الاحتلال في بلدنا العزيز يوجد من يسعى بكل سذاجة لتبرير بقائه بشتى الطرق والأساليب؟؟!! وهل يوجد عاقل نبيه منصف يعتقد ان بقاء الاحتلال سواء كان على شكل مدربين او شركات أمنية أو غير ذلك لا يشكل استمرار لانتهاك سيادة العراق؟؟!!
*التجديد العربي